أقوال علماء السنة في أن القرآن ليس قديما بقدم الله ولا يوصف بمحدث - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أقوال علماء السنة في أن القرآن ليس قديما بقدم الله ولا يوصف بمحدث

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2024-05-14, 15:53   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عبدالله الأحد
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

والقول بأن القرآن محدث قول بدعي، حتى ولو أقر قائله بأنه غير مخلوق، وفرَّق بين المحدث والمخلوق، كما هو قول بعض أهل الظاهر، وقد عقد البخاري في كتاب التوحيد من صحيحه: باب قول الله تعالى: {كل يوم هو في شأن} [الرحمن: 29] و{ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث} [الأنبياء: 2]، وقوله تعالى: {لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا} [الطلاق: 1] وأن حدثه لا يشبه حدث المخلوقين؛ لقوله تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} [الشورى: 11] وقال ابن مسعود [ص:153]: عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله يحدث من أمره ما يشاء، وإن مما أحدث: أن لا تكلموا في الصلاة. انتهى.
وأسند فيه عن ابن عباس قال: كَيْفَ تَسْأَلُونَ أَهْلَ الكِتَابِ عَنْ كُتُبِهِمْ، وَعِنْدَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ، أَقْرَبُ الكُتُبِ عَهْدًا بِاللَّهِ، تَقْرَءُونَهُ مَحْضًا لَمْ يُشَبْ. وفي رواية: يَا مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ؛ كَيْفَ تَسْأَلُونَ أَهْلَ الكِتَابِ عَنْ شَيْءٍ، وَكِتَابُكُمُ الَّذِي أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْدَثُ الأَخْبَارِ بِاللَّهِ، مَحْضًا لَمْ يُشَبْ.

وهذا يبين المعنى الصحيح للإحداث المذكور في الآيات، قال ابن حجر في الفتح: مراده – يعني البخاري - هنا الحدث بالنسبة للإنزال، وبذلك جزم ابن المنير ومن تبعه. اهـ.

وقال أيضا: أخرج ابن أبي حاتم من طريق هشام بن عبيد الله الرازي أن رجلا من الجهمية احتج لزعمه أن القرآن مخلوق بهذه الآية، فقال له هشام: "محدث إلينا محدث إلى العباد". وعن أحمد بن إبراهيم الدورقي نحوه، ومن طريق نعيم بن حماد قال: "محدث عند الخلق لا عند الله" قال: وإنما المراد أنه محدث عند النبي صلى الله عليه وسلم يعلمه بعد أن كان لا يعلمه ... وقال الراغب: المحدث ما أوجد بعد أن لم يكن، وذلك إما في ذاته أو إحداثه عند من حصل عنده، ويقال لكل ما قرب عهده حدث، فعالا كان أو مقالا. وقال غيره في قوله تعالى {لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا} وفي قوله {لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا} المعنى يحدث عندهم ما لم يكن يعلمونه فهو نظير الآية الأولى. وقد نقل الهروي في الفاروق بسنده إلى حرب الكرماني سألت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يعني ابن راهويه عن قوله تعالى {ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث} قال: قديم من رب العزة، محدث إلى الأرض. فهذا هو سلف البخاري في ذلك. وقال ابن التين: احتج من قال بخلق القرآن بهذه الآية قالوا: والمحدث هو المخلوق! والجواب: أن لفظ الذكر في القرآن يتصرف على وجوه: الذكر بمعنى العلم ومنه {فاسألوا أهل الذكر} والذكر بمعنى العظة ومنه {ص والقرآن ذي الذكر} والذكر بمعنى الصلاة ومنه {فاسعوا إلى ذكر الله} والذكر بمعنى الشرف ومنه {وإنه لذكر لك ولقومك} {ورفعنا لك ذكرك}. قال: فإذا كان الذكر يتصرف إلى هذه الأوجه وهي كلها محدثة، كان حمله على إحداها أولى. ولأنه لم يقل: ما يأتيهم من ذكر من ربهم إلا كان محدثا! ونحن لا ننكر أن يكون من الذكر ما هو محدث كما قلنا. وقيل: محدث عندهم. اهـ.

وقد عقد البغوي في شرح السنة بابا للرد على من قال بخلق القرآن، قال فيه: قوله تعالى: {ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث} ليس ذلك حدث الخلق، إنما هو حدوث أمر، كما قال الله عز وجل: {لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا} [الطلاق: 1]، وقال ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحدث من أمره ما يشاء، وإن مما أحدث أن لا تكلموا في الصلاة». وقوله عز وجل: {ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث} يريد: ذكر القرآن لهم، وتلاوته عليهم وعلمهم به، كل ذلك محدث، فالمذكور المتلو المعلوم غير محدث، كما أن ذكر العبد لله محدث، والمذكور غير محدث. وروي عن ابن عباس، رضي الله عنه في قوله عز وجل: {قرءانا عربيا غير ذي عوج} [الزمر: 28]، قال: "غير مخلوق". وقال سفيان بن عيينة: بين الله الخلق من الأمر، فقال تعالى: {ألا له الخلق والأمر} [الأعراف: 54]. وقوله تعالى: {الرحمن. علم القرءان. خلق الإنسان} [الرحمن: 1 - 3]، فلم يجمع القرآن مع الإنسان في الخلق، بل أوقع اسم الخلق على الإنسان، والتعليم على القرآن. انتهى.
وقال السمعاني في تفسيره: قوله تعالى: {ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث} استدل المعتزلة بهذا على أن القرآن مخلوق، وقالوا: كل محدث مخلوق، والجواب عنه: أن معنى قوله: {محدث} أي: محدث تنزيله، ذكره الأزهري وغيره، ويقال: أنزل في زمان بعد زمان، قال الحسن البصري: كلما جدد لهم ذكرا استمروا على جهلهم، وذكر النقاش في تفسيره: أن الذكر المحدث هاهنا ما ذكره النبي وبينه من السنن والمواعظ. اهـ.

الشبكة الاسلامية










رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:55

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc