الدعوة الى الجديد و السخرية من القديم لابو نواس
________________________________________
الدعوة الى الجديد و السخرية من القديم لابو نواس
أتعرّف على صاحب النص
أبو نواس : هو الحسن بن هانئ ، ولد سنة 757 م ، - وقيل 762 - بالأهواز (من قرى خوزستان بفارس أي بإيران )؛ قيل إن اباه دمشقي وقيل فارسي ، وأمه فارسية
عاش أبو نواس طفولة معذبة م، ولما أصبح شابا اخذ العلم عن علماء البصرة لاسيما عن أبي عبيدة ، وحصّل ثقافة واسعة ، إلا أنه كان ميّالا إلى الرذيلة والفاحشة.
كبار شعراء العصر العباسي ، لقّب بشاعر الخمرة . قرّبه الرشيد ثم سجنه ، وجعله الأمين شاعره ، واتصل بالبرامكة وىل الربيع فحظي منهخ بمال وفير.
عاقر الخمرة وأسرف في اللهو ، ثم تاب في آخر أيامه . وتوفي سنة 814 م عن عمر يناهز 54 عاما حسب بعض الكتب الادبية
له ديوان أجود يضم شعره في الخمريات
أكتشف معطيات النص
- الشقي في البيت الأول هو الشاعر الذي يبكي على الأطلال والديار التي هجرها أحبته
- يتغنى الشاعر في الشطر الثاني من البيت الأول (عجز البيت الأول) بالخمرة وأماكنها
- بنو أسد وتميم هم من القبائل العربية التي سخر منها الشاعر ، لأنها كبقية الأعاريب فهي سواء عند الله ، وليس عندها ما يستحق البكاء
- أسرف الشاعر في ذم القديم والنعي على من يتكلفه ، ويتجلى ذلك في البيت الرابع :
لا جفّ دمع الذي يبكي على حجر -- ولا صفا قلب من يصبو إلى وتد
- يذكرنا البيت الثاني في بناء القصيدة العربية ، بالمقدمة الطللية التي كان تتميز بها القصيدة في العصر الجاهلي
أناقش معطيات النص :
- استعمل الشاعر الأسلوب الإنشائي في البيتين الثاني والثالث بصيغته الاستفهام ، في قوله : ( قل لي من بنو أسد ؟) ، ( ومن تميم ومن قيس ولفهما ؟ ) ؛ وغرض هذين الاستفهامين هو السخرية والتحقير
- دافع الشاعر عن مذهبه القاضي باتباع الخمر والابتعاد عن البكاء ، معتمدا ادلة يراها أقرب إلى المنطق ، إذ غن الخمر تفرق الروح عن الجسد فيبتعد شاربها عن واقع الحياة إلى التأمل في الكون، وهذا أفضل دواء لمشكلات الحياة ، اما البكاء فلا يزيد الطينة إلا بلة ؛ بمعنى أنه لا يقضي على المشكلة بل يزيد في تفاقمها ، كما انه مدعاة للضعة والذل ، ويتجلى ذلك في قوله : (صفراء تفرق الروح عن الجسد)، (البيت السابع والثامن والتاسع)
- يخاطب أبو نواس في هذه القصيدة الشاعرَ الباكي على الطلل ، وينهاه عن نثل هذا البكاء
- أبو نواس لولع بالخمرة حتى كأن حبها غدا عنده عبادة وعشقا أبديا ، وسبب ذلك أن معاقرة الخمر كانت من أبرز مظاهر الحياة المترفة اللاهية في العصر العباسي ، وقد كان أبو نواس يتردد على الحانات ويصحب المجان اللاهين ، فكانت هذه البيئة ملائمة لنزعاته الطبيعية
- مذهب الشاعر في الحياة هو الشذوذ والخلاعة والترف ، والاستجابة الفورية لنزعات الطبيعة البشرية ، دون مبالاة بوازع ديني عقدي او اجتماعي أو غيره
أحدد بناء النص :
- في النص احتقار لكل قديم ولكل من تمسّك به ، لأنه قد مضى وولىّ ، وليس له مكانة في الحاضر ، ثم إن الماضي لا يملك قدسية خاصة عند الله . كما ان التسمك بهذا الماضي يعد ّ تخلفا شهد تفاهة التفكير عند الشعرء الجاهليين إذن يبكون على حجر ليس له إحساس ولا عقل ، اما في العصر العباسي فقد اختلفت البيئة وأصبح الإنسان حرا يفعل ما يريد ولا يأسره أحد سوى رغباته
- الأسباب التي أجدت هذا الصراع بين القديم والحاضر هي الحركة العقلية التي برزت مع اختلاط الاجناس وتأثير حضارات الأمم غير العربية على المجتمع العربي في العصر العباسي ، إذ غيرت هذه الحضارات من عقلية المجتمع بأسره وجعلته أكثر انطلاقا وشغفا بالحياة ومظاهر اللهو والمجون في الأخلاق ، أما في العلم فجعلته أمثر بحثا عن المورائيات وحقائق الأشياء ...
- علاقة الشطر الثاني (العَجُز) بالأول(الصدر) في البيت الرابع هي علاقة انسجام المعنى ، بواسطة العطف ، حيث إن الضي لا يجف دمعه على حجر لا يصفو قلبه
- نمط النص هو أمري حجاجي وصفي (ولا نراه يخرج عن هذه الأنماط الثلاثة)
أتفحّص الإتساق والانسجام في تركيب فقرات النص :
- نجد في مطلع القصيدة تجديدا ، ذلك ان الشاعر يدعو إلى ترك المقدمة الطللية التي عرفت بها القصيدة الجاهلية ، إلى الخمريات
- أفادت كم في البيت الخامس (كم بين ناعت خمر ... ) الخبر والكثرة ، وليس الاستفهام
- في البيت السابع إشارة إلى تأثر العرب بالفلسفة ، إذ إن الشاعر يدعو إلى التأمل في مظاهر الكون
أجمل القول في تقدير النص :
- موضوع النص هو التغني بالخمرة والدعوة إلى ترك البكاء عل الاطلال
- أما أفكاره الأساسية فهي :
1- (من البيت الأول إلى الخامس ) : - دعوة إلى ترك البكاء على الأطلال والسخرية على الباكين
2- (من البيت السادس إلى العاشر) : - وصف الخمرة ، والدعوة إلى شربها
3- (من البيت الحادي عشر إلى الثاني عشر) : - رفض النصيحة بترك الخمر واتهام الناصح بالحسد