الســلآم عليــككــم
إلــى توأم روحـي مــلآك ،
كتبتهــآآ لهـآ في يــوم ميلادهــآآ ،
لم يكن آخر يوم لي في المتوسطة فقط ، بل كآن آخر فرصة لي لأرآهآ ... كنآ قد إتفقنآ أن نلتقي هنآ ، نفس
المكآن الذي جمعنآ ذآت شتآء ... نعم ، على أرض هذه الثآنوية التي عشت بين ثنآيآهآ أيآماً تبقى رمآدآ
للذآكرة أخمد به شوقآ طآل ليلآه
كآنت الحرآرة جد مرتفعة ذلك اليوم ، غآدر الجميع .. و بقيت أنآ وحدي هنآك ، أتذكر أول يوم قآبلتهآ فيه .
كآنت حديث الجميع آنذآك ، تلميذة جديدة أتت من العآصمة لكنهآ كآنت خجولة جدآ ، مرتبكة و خآئفة أيضآ ،
إبتسمتُ لهآ فأحسست أن توترهآ زآل قليلآ و مآ أجمل ضحكتهآ حين بآدلتني الإبتسآمة ، كنت أجلس وحدي فأتت
لِتشآركني الطآولة و من هنآك بدأ كل شيء ،، أتذكر أن في ذلك العآم بالتحديد أقربُ النآس لي خيبوآ آمآلي
كثيرآ و نظرآ أني لآ أُظهر إنكسآرآتي ظنوآ أني لآ أحس فتمنيت أن يرزقني الله بمن تعوضني عنهم أجمعين
فقآبلتهآ ه ي .. تتهمني دآئمآ بالجنون و مع الوقت فقدت هي الأخرى عقلهآ .. وددت أن أزعجهآ كعآدتي ،
أدآعب خصلآت شعرهآ شديد السوآد ، أملتُ أن أحضنهآ بقوة إلى درجةٍ تتوحد فيهآ نبضآت قلبنآ و نسمع فيهآ
همسآته دون صوت بل بذبذبآت صمت نفهمهآ نحن فقط .
إنتظرت طوبلآ و لم يأتِ أحد لكني بقيت على قرآري عنيدةً فلآ يمكن لأعز صديقة لي أن تخذلني هكذآ ،
أخذت أقلب أقكآري و أتحرق شوقآ لتلك اللحظة التي سألمحهآ فيهآ .. لكن قطع رنين هآتفي حبل أفكآري ، آآه
إنهآ رسآلة من أحلآم
– آسفة منآلي ، لن أتمكن من الحضور .. لقد دآهم الوقت أبي لذآ غآدرنآ اليوم صبآحآ .. أردت التحدت معك
عوض مرآسلتكِ لكني لست قوية كفآية لكبح دموعي مثلكِ .. أودكِ أن تعرفي أنكِ أفضل مآ حصل لي في حيآتي
.. و بالتأكيد لن تكون هذه نهآيتنآ ، يآ فتآة سنبقى على توآصل ، منولتي أحبك جدآ فوق كل حدٍ –
لآ أملكُ الكلمآت و لآ الوصف لمآ أحسسته عند قرآءتي لتلك الرسآلة ، إحترت كيف يمكن لثمآنية و عشرين
حرفآ أن يعجز أمآم تلك اللحظة ؟ لكن أردت أن أصبح حرة لأن الترقب بالنسبة لي لم يكن سوى حآلة من حآلآت
العبودية . مشيت بخطى متثآقلة رآجعة إلى البيت و على طول الطريق أسترجع ذركريآتي معهآ ، مررت أمآم
دكآن إعتدتنآ على الشرآء منه فبمجرد أن لمحني قآل لي – أهلآ منآل ، مبآركٌ لكِ الإمتيآز في البيآم =تستآهلي=
، و لكن لآ أرى المجنونة الأخرى معكِ فأين ذهبت ؟ و مآبآلك لآ تضحكين كعآدتك ؟ - أجبته و قد زيفت إبتسآمة
على وجهي – سلآم عمي منير ، أحلآم غآدرت المدينة منذ سآعآت قليلة ، نظرآ لظروف عمل وآلدهآ فقد
إضطروآ إلى الإنتقآل إلى سطيف لكننآ سنبقى على إتصآل - صمت برهة ثم أضآف – آه مؤسف ، بلغيهآ
سلامي و تمنيآتي لهآ بالنجآح و التوفيق – حييته و أكملتُ طريقي ..
مضى الصيف بطيئآ على غير عآدته ، مملآ ، كثيرآ مآ تشآبهت أيآمي فيه فأحسست أن عجلة الزمن توقفت ..
بقيتُ على توآصلٍ مع أحلآم ، و لطآلمآ صآرحتني عن خوفهآ من مآ هو قآدم ، و كنتُ بدوري أفكر في ذلك ،
كيف ستتأقلم مع جو الثآنوية في وسط أنآسٍ غربآء خآصة أنهآ ليست بالفتآة الإجتمآعية كمآ أنهآ طيبة فوق
كل تصور ففزعت أن يستغل أحدهم ذلك .. أنآ على الأقل هنآك الكثير ممن أعرفهم سيرتآدون نفس الثآنوية
التي سأدرس فيهآ لكن مآذآ عنهآ ؟ فلم يكن لي حل أفضل من أن أردد إسمهآ في كل دعوآتي عسى أن
يحميهآ الله و يكون معهآ .
إنقضت العطلة الصيفية و في أول يومٍ لي في الثآنوية حضرتُ نفسي ، توجهت إلى أمي و أبي طآلبة منهمآ
أن يدعوآ لي و لأحلآم خآصةً بالتوفيق .. توجهت إلى الثآنوية و أنآ كلي حمآس ، عند وصولي لمحت العديد
من الوجوه المألوفة فكنت فرحة كون الجميع كآن بخير .. كنت أرى الفتيآت يعآنقن بعضهن و يعبرن عن
مدى شوق كل وآحدة للأخرى فأذكرهآ و أسأل الله أن لآ يفرق كل صديقين أو متحآبين على هذه الأرض ..
دخلت إلى القسم ، لم أعرف أحدآ هنآك فشعرتُ بالوحدة كثيرآ و عند خروجي إلتقيت بإحدى صديقآتي التي
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
و عند خروجي إلتقيت بإحدى صديقآتي التي
إعتبرتهآ أختًآ لي و إذ بهآ تجرحني بصدى كلمآتهآ ، مبآشرة تبآدر إلى ذهني قول مأثورٌ لمآرتن لوثر كينج
)قد تعلّمنا أن نطير في الهواء كالطيور، وأن نسبح في البحار كالأسماك، ولكن لم نتعلّم حتى الآن أن نمشي على الأرض
كالإخوة ( لم أشأ أن أنطق بحرف وآحد – في مثل هذه الموآقف أنآ أؤثر الصمت ، ربمآ لأني لآ أود أن أتكلم
بشيءٍ قد يجرح الطرف الآخر حتى و إن كآن هذآ يعني أن أتألم وحدي لكن جميل أن يسآمح الإنسآن أخآه و
يجعل مبدأه أن يعآمل الآخرين مثلمآ يحب هو أن يُعآمل – إبتسمت لهآ ثم أكملت طريقي ، و بمجرد وصولي
إلى المنزل صعدت إلى غرفتي و أوصدتُ بآبهآ .. حدثت الله كثيرآ و تمتمت بدعوآت صآدقة أن يمنحني
المولى أصدقآء يستحقون أن أحآرب لأجلهم ثم بكيت ، بكيتُ طويلآ مثلمآ لم أفعل في حيآتي لأن ثمة شقاء
مخيف يكبر كلما زاد وعينا بأن ما من أحد يستحق سخاءنا العاطفي ولا أحد أهل لأن نهدي له حبنا ، لم أدرك قبل ذلك
مدى عمق جرحي ، حسدت الأطفال الرضّع، لأنهم يملكون وحدهم حق الصراخ والقدرة عليه، قبل أن تروض الحياة
حبالهم الصوتية، وتعلِّمهم الصمت ... تكدست الآلآم فصآرت قآسية إلى درجة أن دموعي لم تكن قآدرة على
إزآحتهآ و التخفيف من وقع الجروح التي إجتمعت آنذآك على قلبي .. يُقآل أن عند مشآركتك حزنك مع أحدهم
فإن صدآه سيقل و بذلك سترتآح .. لم أكن أؤمن إطلآقآ بهذه النظرية بل و حتى كنت أرفضهآ رفضآ قطعيآ ،
أنآ إنسآنة جد إجتمآعية بطبعي لذآ لدي العديد من الأصدقآء و أقربهم لي أحلآم ، كثيرٌ منهم من كآن يشآركني
همومه و أحزآنه فكنت أنصحهم لمآ أرآه الأفضل و في نفس الوقت كنت أتألم لأجلهم كثيرآ لأن من الصعب حقآ
أن ترى شخصآ يحترق وجعآ أمآمك .. لهذآ السبب لم أستطع البوح لأحد عمآ يخآلجني ، كي لآ يتألم أحد
لأجلي خآصة غآليتي أحلآم .. نمت تلك الليلة في وقت مبكر ، هربت من وآقعي إلى عآلم الأحلآم علني أجد
بلسمآ يشفيني في عآلم تتعآلى فيه صوت ضحكآتنآ فقط ، نكون فيه بجنآحين و قلب أبيضٍ طآهر ... فررت
من ضجيج هذآ العآلم إلى هنآك حيث نعيش تلك السعآدة الأبدية التي لطآلمآ قرأنآ عنهآ في القصص و
الأسآطير .. نعم ، أنآ فتآة تؤمن بتلك النهآيآت السعيدة رغم أنني على وعي تآم أن حيآتنآ ليست ببسآطة
تلك الأقآصيص التي تقبع في دنيآ الخرآفآت لكن الإنسآن يجنح إلى عآلم الخيآل عندمآ ينآل منه الخذلآن و
يتجآوز مقدآر الصبر العآطفي حده فيحيك من أحلآمه قميصآآ يخبأه في زآوية من قلبه و يرجع إليه بين
الفنية و الأخرى لأن الأحلام التي تبقى أحلاما لا تؤلمنا، نحن لا نحزن على شيء تمنيناه ولم يحدث، الألم العميق هو
على ما حدث مرة واحدة وما كنا ندري انه لن يتكرر .
في ثآني يوم لي من الدرآسة ، كنآ على موعد مع استآذة العلوم لمدة سآعتين ، بعد حصة التعآرف المعتآدة
إنهمكنآ كلنآ في حل تمرينٍ أعطته لنآ ، عم السكون و لم أعد أسمع غير صوت ريآح خفيفة تحرك ستآرً آ
أزرقآ قآبعٌ على أحد الشبآبيك .. فجأة دخلت فتآة ، طآلبة جديدة ، إنه امرٌ إعتيآديٌ أليس كذلك ؟ لكن لآ أدري
لمآذآ أحسست أني أعرفهآ منذ زمن ، سألتهآ الأستآذة عن إسمهآ فأجآبت بلهجتهآ التي تطرب لهآ الآذآن –
ملآك - كآنت كل الطآولآت محجوزة مآ عدآ وآحدة في آخر الصف تقدمت و جلست هنآك .. رجع الجميع
للتركيز في التمرين حتى الطآلبة الجديدة مآ عدآ ي أنآ شردت أتمتم ) ملآك .. ملآك .. يآ لسلطة إسمك ( لكن
سرعآن مآ إسترددت وعيي على وقع سمآع إسمي ) حمدي ، أرسمي البيآن الأول مع الملآحظة و النتيجة (
.... حسم صوت الجرس الموقف و إنتهت الحصة و بينمآ كنت أجمع في أدوآتي إستعدآدآ للخروج أتت ملآك
سلمت عل ي فعآنقتهآ – لم أكترث بمآذآ ستفكر ، أعني نحن لآ نعرف بعضنآ البتة فلمآذآ كل هذآ ؟ لآ أدري
لكني شعرت برآحة لفعل ذلك كأن حملآ ثقيلآ إنزآح عن روحي – إبتسمت لي ثم طلبت مني أن أعطيهآ جدول
التوقيت ، جلسنآ على طآولتي و بينمآ هي تكتب كنت أنآ أتأمل تفآصيلهآ و لآ زلت لحين هذه الحظة أتذكر
تقآسيم وجههآ آنذآك – جميلة ه ي ، مثل لوحة فنآنٍ جمع فيهآ بهجة و سحر قوس قزح ، إبتسآمة و برآءة
طفلة ، بسآطة و جمآل وردة ، أيضآ غموض المونآليزآ – طمئنتهآ بعد ذلك أنهآ لن تجلس في مؤخرة القسم
طويلآ لأن زميلتي التي تشآركني الطآولة ستنتقل قريبآ و بالفعل لم ينقضي من الوقت الكثير حتى صآرت
ملآك تشآركني نفس الطآولة . كآن هذآ أول لقآء لنآ في حصة الموميآء – بالمنآسبة هذآ مصطلح لآ تفهمه
سوآهآ – صرنآ نتحدث كثيرآ و مع مرور الوقت الذي لم نلق بآلآ عليه تقربنآ جدآ .. تشبهني كثيرآ ه ي ،
تعشق المطآلعة و أتذكر أن في ذلك العآم بالتحديد أنهت تسعة و ستين كتآبآ – مآ شآء الله - متوآضعة تؤمن أن
الكبر لله وحده و بسيطة ه ي إلى حدٍ تفضل فيه العيش في كوخ و هي تضحك على أن تبقى لحظآت في قصر
به قنآطير من ألمآس ،ذهب و فضة و هي تبكي ، صريحةٌ لآ تجيد الإختبآء خلف أقنعة تخفي أكثر ممآ يظهر لك
، أقنعة المجآملآت الزآئدة و الكذب ، لم تخدعهآ المظآهر يومآ لكن صديقتي الطيبة
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2015-11-12, 14:42
فـرنـديـقــتِي ، من همسـة أمـل إلى حكـآيـة ح‘ـلم ♥ { بقلـمِي }
العرض العادي
