روضة الانوار-2-

[taguia]

تطرقنا في المرة السابقة عن نسب النبي صلى الله عليه وسلم وقبيلته وهذه المرة سأحدثكم عن أسرته ومولده ورضاعته :

1- أسرته:
أما اسرته صلى الله عليه وسلم فتعرف بالاسرة الهاشمية نسبة الى جده الثاني "هاشم" وقد ورث هاشم من مناصب قصي :السقاية والرفادة , ثم ورثهما أخوه المطلب , ثم أولاد هاشم الى أن جاء الاسلام وهم على ذلك , وكان هاشم أعظم أهل زمانه وهو من سن الرحلتين :رحلة الشتاء الى اليمن ورحلة الصيف الى الشام , وكان يعرف ب"سيد البطحاء "تزوج سلمى بنت عمرو من بني عدي بن النجار من يثرب ومضى الى الشام وهي حامل فمات بغزة أرض فلسطين ,وولدت سلمى ابنا في المدينة سمته "شيبة " نشأ بين أخواله في المدينة ولم يعلم به أعمامه ختى بلغ سبع او ثمان سنين ثم علم به عبد المطلب فذهب به الى مكة فلما رآه الناس ظنوه عبده ,وكان عبد المطلب أوسم الناس وأجملهم وأعظمهم قدرا , كان سيد قريش وصاحب عير مكة , شريفا مطاعا جوادا .كان يرفع من مائدته للمساكين والوحوش والطيور . وقد تشرف بحفر بئر زمزم , بعد أن أمر بحفرها في المنام , ووصف له موضعها فيه .
وفي عهده وقعت حادثة الفيل أما والده صلى الله عليه وسلم عبد الله فكان أحسن أولاد عبد المطلب , وأعظمهم , وأعفهم , وهو الذبيح , وذلك أن عبد المطلب لما حفر بئر زمزم وبدت آثارها نازعته قريش , فنذر لان آتاه الله عشرة أبناء , وبلغوا أن يمنعوه ليذبحن أحدهم فلما تم له ذلك أقرع بين أولاده , فوقعت القرعة على "عبد الله ", فذهب الى الكعبة ليذبحه ولاسيمة اخوانه وأخواله ففداه بمائة من الابل فالنبي صلى الله عليه وسلم ابن الذبيحين : اسماعيل عليه السلام وعبد الله , وبن المفديين , فدي اسماعيل عليه السلام بكبش وفدي عبد الله بمائة من الابل .
واختار عبد المطلب لابنه عبد الله آمنة بنة وهب , وكانت أفضل نساء قريش شرفا وموضعا فبنى بها عبد الله بمكة فحملت بمحمد وبعد فترة ارسله عبد المطلب الى المدينة - او الشام في تجارة - فتوفي هناك وذلك قبل ولادته صلى الله عليه وسلم على الاصح .

2- المولد :
ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعب بني هاشم في مكة , صبيحة يوم الاثنين ,التاسع ويقال - الثاني عشر - من شهر ربيع الاول عام الفيل -والتاريخ الأول أصح ةالثاني اشهر - وهو مايوافق اليوم الثاني والعشرون من شهر أبريل سنة 571 ميلادية .
وكانت قابلته أي دايته :الشفاء بنت عمرو ام عبد الرحمان بن عوف رضي الله عنه ولما ولدته أمه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام . وارسلت الى جده عبد المطلب تبشره بولادته فجاء مستبشرا مسرورا , وحمله فأدخله الكعبة وشكر الله ودعاه , وسماه محمدا رجاء ان يحمد , وعق عنه وختنه يوم سابعه وأطعم الناس كما كان العرب يفعلون .
وكانت حاضنته أم ايمن : بركة الحبشية مولاة والد عبد الله .

3- الرضاع :
أول من ارضعته بعد أمه ثويبة : مولاة ابي لهب بلبن ابن لها , يقال له وسروح , وكانت قد أرضعت قبله صلى الله عليه وسلم حمزة بن عبد المطلب وبعده صلى الله عليه وسلم أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي , فهم اخته من الرضاعة .
وقد كان من عادة العرب أن يلتمسوا المراضعة لمواليدهم في البوادي , ابعادا لهم عن أمراض الحواضر ختى تشتد اعصابهم , وليتقنوا اللسان العربي في مهدهم .
وقدر الله أن جاءت نسوة من بني سعد بن بكر بن هوزان يطلبن الرضعاء فعرض النبي صلى الله عليه وسلم عليهن كلهن , فأبين أن يرضعنه لاجل يتمه . ولم تجد احدى النسوة - وهي حليمة بنت أبي ذؤيب - راضيعا فأخذته وحظيت به حظوة اغتبط لها الآخرون واخوته صلى الله عليه وسلم من حليمة في رضاعته : عبد الله وأنيسة وجدامة , وهي الشيماء لقب غلب على اسمها وكانت تحضن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

تنويه :في المرة القادمة نتابع مع سيرته العطرة " بركات في بيت الرضاعة , بقاء النبي صلى الله عليه وسلم في بني سعد بعد الرضاعة , شق الصدر ".

لاتنسوني من صالح الدعاء أختكم في الله

[NEWFEL..]

[الباشـــــــــــق]

[فريدرامي]

بارك الله فيك