هل عندك مركب نقص ؟
جل المجتمعات تفرض حدا أدنى من المظهر المقبول بصفة تلقائية في جميع مجالات حياتنا ما يجعلنا نسعى الى الظهور بمظهر مقبول شكلا في جميع الحالات و يدفع بالبعض إلى التركيز على الأنف الطويل ، قصر القامة أو البدانة مثلا لقناعتهم بان ما يهم الآخرين في مظهرهم إلا هذه الصفة أو تلك ، أفكار تنشأ منها صورة مشوهة عن الذات وتتطور لتحدث ما لا يحدث عقبات مع مرور الوقت .
من الأشخاص من يركز و بصفة كبيرة على عيوب جسمية صغيرة ً ، هم أشخاص يكونون قد رسموا صورة مثالية لهم و يسعون إلى الظهور بها و يمضون وقتا كبيرا في المقارنة بين واقع حالهم وتلك الصورة الذهنية .
اول شيء يجب ان يعرفه هؤلاء هو انه يوجد فرق شاسع بين الصورة المثالية و الصورة الحقيقية ، يمكن ان يكون لكل شخص فكرة مختلفة عن الصورة الحقيقية ، وهي ليست بالضرورة غير حسنة لكن ليست بالسوء الذي يفكر فيه صاحب الأذن الطويلة أو الأعين الصغيرة و هنالك من لا يأبه حتى لمظهر الشخص الماثل أمامه فما بالك بالعذاب الذي يعانيه غير القانع بخلق الله .
مركب النقص انعكاس لمعاناة بسيكولوجية ، نعم هو حالة متقدمة من تصلب المشكل بسيكولوجيا مع زيادة التركيز على عيب خلقي طفيف يمكن العيش بكفاءة معه أو عدم القاء البال له ، و من يعانون من هذه المركبات يعانون من تركيز كبير كما قلنا على ذلك العيب و ينسون الصورة العامة بكل ما فيها من صفات جميلة و نوعية .
ينظرون إلى حياتهم بدون ذلك العيب نظرة مختلفة تماماً مليئة بالنجاح و ذات صلات اجتماعية ممتازة ، المعقدون و الذين يعانون من مركب النقص هم أشخاص يعيشون في ذلك العيب الطفيف و يغرفون منه إلى حد الثمالة و يسعون إلى إخفائه بكل الوسائل و هم بذلك يعرقلون انفسهم عن تطوير استراتيجيات تثمين ما يملكون من فضائل و محاسن .
مركب النقص يمكن ان يخفي مشكلا اخر و هو الخوف من التبدل المورفولوجي و هو واقع عاشه الكثير من المعقدين من عيوب خلقية هينة ليست بالكبيرة و من التعقيدات التي وصل إليها البعض هي عمليات التجميل المتكررة و التي لا تأتي دائماً بما يشتهيه الذي يعاني من مركب النقص بسبب الصورة المثالية التي أبعدته عن الواقع و عن الأشياء الجميلة التي و هبنا الله إياها و هو الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم .
يمكن لمركب النقص هذا ان يكون مرحليا خاصة في مرحلة المراهقة و ما يتبعها من تغيرات فيزيولوجية كبيرة تقلق الشاب و تجعله دائم التفكير و الملاحظة ، لكن ما يجب الخوف من حدوثه هو استمرار تلك المركبات في إرهاق صاحبها و الوصول به إلى العزلة و لما لا الاكتئاب .
المصدر مدونة حياة صحية وسعيدة