السلام عليكم. اخى الفاضل انك تتكلم عن اخوانك الاساتذة المحترمين فبادلهم بالاحترام. ما هذا الاستهزاء بهم عندما تقول بان التدافع على مديريات التربية فى الاونة الاخيرة لا كالسابق للخروج للتقاعد كان بسبب منحة التقاعد ( 25 مليون ) التى اقرتها لجنة الخدمات الاجتماعية ؟ انك تظن باخوانك سوءا وترميهم باللهف وحب المادة والجرى وراءها. اعلم اخى الفاضل بان الكرامة وعزة النفس لا تشترى باى ثمن عند من يعرفها !!! وان السبب الرئيسى حسب ظنى الذى دفع باخواننا المحترمين للخروج للتقاعد هو كرههم للقطاع بما فيه وخاصة المسؤولين ( خاشى اللى ما يستاهل ) وهذا بعد ان اصبحت التربية فى الجزائر لا قيمة لها فى هذا المجتمع وان الاستاذ فى بلادنا هو اخر من ينظر اليه بعد ان فضلنا عليه كل العمال وفى كل القطاعات بما فيهم من هم اقل منه فى المستوى والمهام ضاربين عرض الخائط مقولة " كاد المعلم ان يكون رسولا ". اخى الفاضل اعلم بان جميع الاساتذة القدماء الذين ينوون الاحالة على التقاعد يئسوا من هذه الوزارة الحقارة التى اصبحت تنظر الى الاستاذ كعدو لذوذ لها و بانه الظالم ولا مكانة له فى هذا المجتمع الناكر لرجالات التربية. بالنسبة لى ولموقفى من التقاعد اخى الفاضل فبعد ان تعديت عتبة 30 سنة فى التدريس ولم استفد باى شىء من هذا القطاع سوى انى جنيت التعب والمرض والقلق والشيب وجميع العيوب فى جسمى ( دون احتساب سنتين تكوين وسنتين خدمة وطنية ) قررت ان اضع حدا لمسارى المهنى وكان هذا القرار منذ بداية الموسم الدراسى الحالى وحتى قبل ان تصرح اللجنة الوطنية للخدمات قرار منحة التقاعد لتعرف بانى لم اطمع فيها كما تظن وتقذف اخوانك ولن اتراجع عنه حتى وان منح لى منصب وزير التربية " حشاكم " بل لاستريح من مضايقات الوزارة الوصية وقراراتها المجحفة ومن الحقرة المسلطة على الاستاذ خاصة " الايل للزوال ". اذن لم يبق لنا سوى ان نرمى بالمازر فى المزبلة ( اكرمكم الله ) ثم انتظار اليوم الموعود للخروج للراحة والجلوس بجانب ابنائنا الذين ضيعناهم طول هذه المدة بسبب الانشغالات والتحضيرات اليومية والليلية وكذا السهرات بالاظافة الى التعب الكبير الذى كان ينال منا كل يوم طول هذه المدة دون ان ننسى نظرة المجتمع الحاقد علينا بعد اصبح يهان ويتعدى عليه حتى داخل الحرم المدرسى من طرف التلميذ ووليه. اننا نتحدى ان نجد اى مدير او مستشار التربية او مفتش فى هذا قطاع يطلب التقاعد قبل ان يستوفى سن ال60 سنة بسبب الراحة التامة فى المكاتب والامتيازات المختلفة من ( سكن وظيفى و السيارة والتدفئة والتبريد والانترنيت والمطعم المدرسى والهاتف ... ) التى يستفيدون منها عكس الاستاذ المسكين والفقير والمحقور الذي يفر بجسده " sauve qui peut " ويهرب من الاقسام للتقاعد حتى المسبق وحتى قبل سن التقاعد القانونى لا لشىء سوى لان التعب والقلق والمرض نالوا منه وضايقوه وخاصة فى الاونة الاخيرة مع الجيل الجديد " يا لطيف منه " الذى تنعدم عنده الاخلاق والحشمة والوقار من جهة والادارة المتعفنة والمتسلطة بعد ان منحت لغير اهلها من جهة اخرى " اذا اعطيت الامانة لغير اهلها فانتظر الساعة " كما قال رسول الله صل الله عليه وسلم. اتمنى ان نخرج للتقاعد ان شاء الله بالصحة والعافية وان نقضى ما بقى من عمرنا قريبين من ابنائنا وعائلاتنا. كما نتمنى لاخواننا الاساتذة الشباب مسار مهنى ناجح وجاد خير وافضل منا ونطالبهم فقط بالصبر مثلنا لان مهنة التدريس فيها المشقة والتعب وانها مسؤولية امام الله لا كما يظنها اغلبية الناس العوام مهنة الراحة والعطل المدرسية. شكرا.