أسرة بائسة غلام مع أبيه مؤثرة جدا - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتدى الأسرة و المجتمع > قسم تربية الابناء وما يخص الطفل المسلم

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أسرة بائسة غلام مع أبيه مؤثرة جدا

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-05-28, 16:02   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
حـبـيـبو عـبـدو السوفي
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية حـبـيـبو عـبـدو السوفي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي أسرة بائسة غلام مع أبيه مؤثرة جدا



"أسرة بائسة.. كان ربها يشتغل ليله ونهاره لتأمين حياة أسرته.. له ولد صغير تأثر لأبيه... ضحى براحته ودروسه ليساعده دون أن يدري الوالد... كان يشعر الوالد بأن مشاغل الليل خفت عنه، ولكنه يعزو ذلك إلى نشاطه... أما الصغير فقد بدأ يقصر في دروسه؛ وينال توبيخ مدرسه وأبيه دون أن يعرف أحد حقيقة أمره... وأخيراً عرف أبوه قصته".
كان الوالد يبني آمالاً كباراً على نجاح ابنه في الشهادة الابتدائية، حتى يستطيع أن يلحقه بإحدى الوظائف...فيخفف عنه الحمل الذي أثقل كاهله، وحرمه الراحة، وأدناه من المرض؛ لذلك كان دائب العناية به، شديد الحرص على وقته وتوفير الراحة له.
وكان يتساهل معه إن لاحظ عليه تقصير؛ ليدركه بما تلجئه إليه الضرورة من أعمال إضافية، يتحملها برغم ما تسبب له من اعتلال صحته، وضعف إبصاره، فهو يقوم – ليلاً – بعد الفراغ من عمل النهار بكتابة عناوين المشتركين لبعض دور النشر، وكان يقول لزوجته وأولاده:
إنّ العمل بالليل يكاد يذهب بنور عيني...ولكن ما حيلتي وليس منه بد؟
وذات ليلة، قال له ابنه معقباً على هذه العبارة:
تَعلم يا والدي أن خَطي قريب الشبه من خَطِكَ، فهل أساعدك؟
فأجابه والده على الفور بصوت شاعت فيه نوازع الحنان:
لا، لا يابني أنت في حاجة إلى كل دقيقة تمر، فاحرص على وقتك!
غالب الغلام النوم في تلك الليلة، وظل مستيقظاً إلى أن تيقن أن أباه قد استغرق في نومه، وأنه لن يصحو إلا بعد أن يتنفس الصبح.
فنهض، وتسلل فمشى الهوينا على أطراف أصابعه إلى الحجرة التي اعتاد أبوه أن يكتب فيها، ودلف إليها وئيد الخطا، خفيف الحركة، ثم أشعل المصباح وجلس إلى المكتب. وشرع ينسج على منواله في حذر، وكله حرص على أن يتشابه الخطان.
كان يكتب في سرور وعجلة يشوبهما قليل من الخوف، فإذا أعيته الكتابة، وكلت يده وضع القلم، وفرك إحدى يديه بالأخرى، ثم استأنف العمل، وكان كلما توهم أو مر بخاطره أن أحداً يراقبه من أهله كف عن العمل وتلمس الباب ليستمع هناك أكانت حركة أو همسة.
ولما نال منه التعب، وألح عليه النوم، واختلطت أمامه الكلمات أطفأ المصباح وأخذ مكانه من السرير، ثم استسلم لنوم عميق، ولم يستطع أن يستيقظ في موعده الذي اعتاد أن يقوم فيه من النوم كل يوم، ولم يقم كعادته نشيطاً لكنه تكلف ذلك أمام أهله.
انتظم عقد الأسرة حول المائدة في اليوم التالي، وكان السرور يشع في نفوسهم جميعاً.. فقد رأوا والدهم على غير ما عهده فيه، بإسم الثغر، طاف المحيا "ضاحك الوجه"، لين الحديث، يكاد يسيل رقة وعذوبة، وأخيراً ربت على كتف ابنه الأكبر، وقال:
يسرني أن تعلم أنّ والدك جم النشاط كثير الإنتاج، وإنّه ما زال في عزم الشباب، وحسبي في الاستدلال على ذلك أني قد أنجزت في ليلتي المنصرمة في مدى ساعتين، أكثر مما كنت أعمل في كل ليلة بمقدار الثلث دون أن تفتر عزيمتي، أو تكل يدي...
فبادل الصغير والده هذا الشعور بالسرور، وهو يقول في نفسه:
مسكين أنت يا والدي! لك الله من بائس! تراكمت عليك الهموم، ونالت منك السنون، وما زلت ثقيل الحمل، كثير التبعات، وليس لك سند ولا عضد، سأضاعف هذا الجهد في مواصلة العمل ليدوم لك هذا الشعور بالقوة.
وقد بر الغلام بوعده وكان يختلس الوقت الذي يصرفه في معاونة أخيه من وقت راحته... فكان يقوم في الصباح منهوك القوى، متعب الجسم، محطم الأعصاب، وكان عندما يشرع يستذكر دروسه يداعب الكرى أجفانه، ولم يستيقظ إلى حينما صاح به أبوه وهو يصفق بكلتا يديه في جلبة وضوضاء، يقول:
جميل منك هذا النوم، لعلك قضيت يومك في قطع الأحجار وجمع الأخشاب من الغابات، إنّك إذاً في حاجة إلى الراحة والنوم... انهض! انهض! فغير لائق بمثلك أن ينام...
تكرر ذلك من الولد، وتكرر من أبيه تأنيبه وتعنيفه؟ حتى تولد في نفسه الشعور بكراهية المدرسة والدروس... ولاحظ والده منه ذلك، فراقبه عن قرب، ورسم له خطة ينتهجها ليعود إلى سيرته الأولى... ولكنه لم يظفر ببغيته، فاستشاط غضباً وأخذ يوبخه على تفريطه وإهماله.
فكانت هذه الكلمات تنال من نفس الصغير، ولكنّه كان يلتمس لأبيه شتى المعاذير، ويقول في نفسه:
سيتضح الأمر في يوم ما، ويعلم والدي حينئذ أنني لستُ متكاسلاً.
إلا أنّ الرجل لما طال به الأمر، ولم يتأثر ابنه الموعظة، أهمله إهمالاً تاماً. وما أن رأى الغلام ذلك من أبيه حتى اعتلت صحته، وأسرع النحول والذبول، فضوى جسمه واصفر لونه وغارت عيناه وتخدد جبينه حتى قرر أن ينقطع عن مساعدته، ويعود إلى المواظبة على دروسه".
أعلنت دقات الساعة أنّ الليل قد انتصق، وأن موعد قيامه قد حان فأخذ يتقلب في فراشه كالمحموم، وطار عنه النوم، واستبد به القلق، وأحسَّ أنّه يوشك أن يرتكب جريمة؛ إذا قعد عن متابعة العون لأبيه، فتسلل إلى حجرة المكتب، وأخذ مكانه منها، وقبل أن يستقر في مكانه، طاشت من يديه حركة أطاحت ببعض الكتب، فأحدث سقوطها على الأرض صوتاً مزعجاً قطع سكون الليل المطبق من حوله، وبعث الرعب في قلب الفتى، فتصبب من جبينه عرق بارد، وأسقط في يده "تحير" وقال في نفسه:
ماذا يكون موقفي لو استيقظ والدي ورآني هنا؟.
صار يخيل إليه أنّه يسمع وقع أقدام تقترب منه؛ فينصت لها ويلتفت يمييناً وشمالاً، ويمضي الوقت ولا يرى شيئاً.. ولكنه تملكه رعب شديد، وخشي فاجعة النهاية، وسوء العاقبة... قام إلى الباب ونظر من ثقب المفتاح.
ولما أيقن أنّ أحداً يقم من مضجعه، وأنّ السكون لا يزال مخيماً، اطمأن باله وزالت وساوسه، ورجع إلى مكانه يتم عمل ليلته بهمة ونشاط...
لم يدرك الغلام أن سقوط الكتب أيقظت والده. وها قد جاء يفتح الباب، ويقف وراء ابنه، ويطل برأسه الأشيب من فوق كتفيه، ينظر إلى حركات يده، وهي تسطر العناوين، فتسمر في مكانه، وغمره شعور ممتزج بالألم والسرور.
ولم يستطع أن يتمالك نفسه، فسقطت من عينيه دمعتان على يد الغلام، فأنتبه لمكان أبيه، فارتاع وفزع، وصرخ صرخة عالية... وفي تلك اللحظة احتضنه والده، يقبله بين عينيه، والولد يصيح وهو يرتجف.
أغفر لي يا والدي! لن أعود! لن أعود أبداً...
والأب يقول له في اضطراب:
لا عليك يا بني! أنا أحق بعفوك. لقد سببت لك الآلام، وجلبت لك الأمراض، اهدأ يا بني!
وأخيراً حمل ابنه بين ذراعيه، وأسرع به إلى أُمّه، وهو يقول:
قبلي هذا الملاك الكريم؟ إنّه ضحى بصحته، وأودى براحته، وأذاب حشاشة قلبه، وبذل كلُّ ما يستطيع من أجلنا، ولقد ضرب أكبر مثل من أمثلة التضحية والإيثار؛ إذ حرم نفسه من النوم، وباعد بينهما وبين الراحة منذ زمن بعيد ليعاونني.
ثمّ اختنق صوت الأب، ولم يستطع أن يتم حديثه، بينما الأُم ضمت ابنها إلى صدرها بحنان وشفقة وانهالت على جبهته لثماً وتقبيلاً، دون أن تستطيع الكلام.
المصدر: كتاب الواضح في الإنشاء.











 


رد مع اقتباس
قديم 2012-05-28, 19:45   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ياسرمحمد
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية ياسرمحمد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2012-05-28, 23:05   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
حـبـيـبو عـبـدو السوفي
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية حـبـيـبو عـبـدو السوفي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسرمحمد مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك


وفيك بارك الله أخي الكريم











رد مع اقتباس
قديم 2012-05-29, 12:42   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
نهال نهال
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية نهال نهال
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك قصة ممتعة










رد مع اقتباس
قديم 2012-05-29, 13:06   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
حـبـيـبو عـبـدو السوفي
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية حـبـيـبو عـبـدو السوفي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهال نهال مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك قصة ممتعة


وفيكي بارك الله اختي شكرااااا على المرور الطيب











رد مع اقتباس
قديم 2012-05-29, 23:54   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
جزائرية فلسطينية
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية جزائرية فلسطينية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بااارك الله فيك
شكرا على القصة الرائعة










رد مع اقتباس
قديم 2012-05-30, 00:25   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
حـبـيـبو عـبـدو السوفي
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية حـبـيـبو عـبـدو السوفي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جزائرية فلسطينية مشاهدة المشاركة
بااارك الله فيك
شكرا على القصة الرائعة


وفيكي بارك الله

العفووو ولو مرورك الأروع أختي الغالية











رد مع اقتباس
قديم 2012-05-30, 00:32   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
Lydia istanboul
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية Lydia istanboul
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كم نحن عاقين بالمقارنة مع هذا الملاك الطاهر










رد مع اقتباس
قديم 2012-05-30, 01:05   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
حـبـيـبو عـبـدو السوفي
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية حـبـيـبو عـبـدو السوفي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Lydia istanboul مشاهدة المشاركة
كم نحن عاقين بالمقارنة مع هذا الملاك الطاهر


نعم للاسف مقصرين جداااااااااااا












رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أبيه, أسرة, مؤثرة, بائسة, علال


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:36

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc