|
قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في كتابة القصص والرّوايات والمقامات الأدبية. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2019-11-21, 21:36 | رقم المشاركة : 29 | |||
|
.../ ... ومع فجر العمرِ، فالقدر يعلن بداية يومٍ جديد؟ . وها هي إشراقة أملٍ آتية معلنةً عن دفء شمسٍ من بعيد. لعلّها تُبرز حقيقة وجودٍ، حتى مع ذلك الصمت الرهيب . وسيُقتَفَى النور رغم ضبابِ الرؤى، وتصير الأيام كلها كأنها عيد. .... يصل حسين المركزَ، ويقابل السيدة كلودين .. ـ صباح الخير سيدتي.. ـــ صباح الخير حسين.. أهلاً بالشابِ المكافح.. كيف هي اِبنتنا فاطمة؟ .. ما زلتُ انتظر ملف توظيفها.. ليتها تسرِع باستخراج الوثائق نسيتُ.. قل لي.. ما الذي أتى بك؟ ردّ حسين: ـــ جئت لذلك الأمر.. وكذلك لأمرٍ آخر.. فأما أمر توظيفها بالمركز، لستُ أدرى ماذا حدث، ففاطمة غير متحمسة للتوظيف، بل رافضة ذلك .رغم إلحاحي عليها. فمكان من كلودين إلاّ أن أخذتها الدهشة وقطّبت ما بين جبينها وقالت: ـــ يا لها من خسارةٍ .. ولكن إيّاك أن تضغطَ عليها.. ربما يأتي اليوم وتعدل عن رأيها. .. وما هو الأمر الآخر. استجمع حسين أنفاسهُ.. وقال لها بعد أن أحمرّ وجهه خجلاً : ـــ لقد قررنا أنا وفاطمة أن نتزوجَ.. وكم يفرحنا ويسعدنا أن تكوني من ضمن الشهود على عقد قراننا في البلدية. فظهرت علامة الفرح والابتهاج على محيا كلودين فخاطبته: ـــ أصدقًا ما تقول؟ يا لسعادتي ما أسمع، حقيقةً أحسن ما فعلتما.. أنت محظوظٌ يا حسين قد فزت بغادةٍ حسناء من أجمل ما رأت عيني.. وليبارك لكما الرب.. طبعًا سوف أكون شاهدة .. وإني لفخورة بذلك.. ومتى عقد القران؟ ـــ اليوم، بعد الزوال. ـــ سأنتظركما هناك.. وسوف آتي معي ببعض اساتذة المركز ليعم الفرح. ـــ شكرًا لكِ يا سيدتي .. أستأذنكِ.. عليّ أن أعودَ إلى المنزل ففاطمة تنتظرني. عاد حسين فوجد فاطمة تنتظره . فاشار لها مستفسرًا. ـــ لماذا لم تعتني بزينتكِ وهندامكِ .. ألم تعلمي أنّ اليوم يوم زفافكِ؟! فرفضت. ولكنّ حسين أصرّ عليها ببعض التوسل والرجاء. هنا اشارت فاطمة عليه أنها تريد أن تُريهِ وتظهر له شيئا.. وأخرجت علبة كبيرة كانت قد أخفتها عن أنظاره منذ مدة . وقالت له إيحاءً: كنت قد آليتُ على نفسي وعهدتها أن أهديَ فستان الفرح لمن تتزوج بحسين ابن عمي.. أما الآن أصبح من غير الضروري الاحتفاظ به.. مادام صارت من ترتبط بك لا وجود لها، فليبقى ملفوفاً. ربما أبيعه أو أتصدق بهِ. ففتح فمهُ حسين ما رأى.. وأشار لها.. بكم اشتريتِ هذا الفستان؟ و منذ متى؟ وأنّى لكِ الدراهم ؟! فتظاهرت وكأنها لم تفهم السؤال. فعلم حسين أنها لا تريد تخبرهُ .. هو يعرف طبعها، عندما لا تريد الخوض في شيء لا تحب الحديث فيه.. تفعل ذلك. ومع ذلك قال لها إيحاءً: ـــ بل تلبسهُ الزوجة التي قررتُ الارتباط بها.. اِلبسيه يا فاطمة.. وليتنا نخرج من أحزاننا.. ولو ليومٍ واحدٍ. وبعد أخذٍ وردٍّ أذعنت لطلبهِ على مضضٍ. فلاحت له فكرة.. وأشار لها: ــ أنِ انتظريني. وخرج.. وبعد ساعة من نهارٍ عاد وقد اشترى له بدلة العرس.. ثم توجها نحو مقر البلدية.. فانفتحت الأفواه واشرأبت الأعناق وبقيت الأعين ترنو غير مصدقة ما ترى شابٌّ له من الوسامة ما لهُ تتأبطه غادة في أبهى زينتها، وجمالها يسرّ الناظرين. ثم بدأت أصوات من هنا وهناك. فواحدة قالت والغيرة تقتلها. ـــ من هذه يا ترى ؟.. أليست هي تلك الخرساء التي لا يُعرف لها لا أصل ولا فصل.. وصوتٌ من هناك لرجلٍ يقول: ـــ أنها المعتوهة المجنونة.. سوف تقتل الذي معها.. صدّقوني فقد اعترضتُ طريقها يومًا فرمتني بحجر فشجت به رأسي. وصوتٌ يقول: ـــ أنظروا إلى الفستان الذي تلبسه من أين لها ثمنه.. يظهر أنها سرقتهُ. ثم كلامٌ وكلامٌ.. حدث كل ذلك وحسين يسمع ويرى.. فهمس قائلاً : ـــ أنتم شر الخلق. وأراد أن يقولها لهم جهارًا.. لكنه كتمها في نفسه، ولم يعلنها أو يبديها. وبعد لحظات وصلت السيدة كلودين مع جمهرة من أساتذة المركز .. فعانقت فاطمة.. وهي تقول : ـــ أهلاً..أهلا بابنتي.. يا للروعة! ما ما أبهاكِ !.. ويا لِجمالِ فستانكِ .. فهذا الصنف من الفساتين لا يقدِر على خياطته سوى أمهر رجال الخياطة. وهم على هذا الحال.. فقد وقع ما لم يكن في الحسبان. ... يتبع |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
الخرساء, العاشقة |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc