في دمشق، الموصوفة عبر التاريخ بعاصمة الأمويين، ضيف حل فيها منذ أول أمس الثلاثاء بدعوة رسمية من بشار الأسد، مع أنه شهير في بريطانيا وخارجها بكرهه للإسلام والمسلمين، إلى درجة دعا معها في إحدى المرات إلى صد المحاولين منهم الدخول تسللا إلى المملكة المتحدة عبر إغراق السفن والمراكب التي تنقلهم.
إنه "ن . غريفن"، النائب في البرلمان الأوروبي وزعيم الحزب القومي البريطاني منذ 14 سنة، ومنظم مسيرة "متحدون ضد الإسلام" الشهر الماضي في لندن، والكاره الأشهر للدين الحنيف وأتباعه في بريطانيا.
خبر وصوله إلى دمشق أعلنه حزبه اليميني المتطرف نفسه، عبر المتحدث باسمه سايمون داربي، في بيان ذكر فيه أن غريفن، يزور دمشق تلبية لدعوة تلقاها من الرئيس السوري بشار الأسد مع نواب آخرين من بلجيكا وروسيا وبولندا.
غريفن أيضا أعلن عن زيارته بتغريدة في "تويتر" بعد وصوله إلى دمشق قادما من منطقة البقاع، وهي إحدى معاقل حزب اللات في لبنان، وفي التغريدة وصف العاصمة السورية بأنها "حديثة تعج بالحركة" وتلاها بسؤال: "لماذا نعمل على تحويل بلد مستقر وعلماني إلى جحيم كالعراق الذي تتآكله الأحقاد الطائفية" ؟ كما نشر صورة له مع رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي، من صفحته بالموقع الشهير.
وشرح غريفن بتغريدات أخرى أن زيارته إلى سوريا "مهمة تقصي حقائق" وندد بنية رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، إرسال المال والسلاح إلى من سماهم "متمردين يهيمن عليهم الجهاديون الإسلاميون"
والمعروف عن غريفن الذي وصف الإسلام مرة بأنه "إيمان الأشرار" أنه كان على علاقة وثيقة منذ ثمانينات القرن الماضي بالعقيد الليبي الراحل قتيلا، معمر القذافي. كما اشتهر بمدحه لحزب اللات وآية الله الخميني مفجر الثورة الإيرانية.
غريفن، زعيم حزب فاشي تأسس قبل 31 سنة ولا يقبل بين أعضائه إلا البيض البريطانيين، وهو مدان سابقا بالتحريض على الكراهية ضد المسلمين في برنامج "ساعة الاستجواب" بمحطة "بي.بي.سي" قبل 4 سنوات، كما يصفونه بداع شهير لطرد المسلمين والمهاجرين الآسيويين من المملكة المتحدة وإعادتهم إلى أوطانهم عنوة.
وكان غريفن في السابق متحفظا بعض الشيء مع الإسلام والمسلمين، لكنه ما أن تسلم زعامة الحزب، إلا وأسرع يستهدف المسلمين بشكل خاص، حتى بلغ الذروة حين اعتقلته السلطات البريطانية في 2004 بتهمة "التحريض على الحقد العنصري" لمهاجمته الإسلام وأتباعه في فيلم وثائقي عنوانه "العميل السري" وفيه وصف الدين الحنيف بأنه "شرير وفاسد" وأن "القرآن يسمح للمسلمين باستباحة كل النساء طالما كن غير مسلمات" كما قال.
في ذلك الفيلم أيضا ظهر عضو آخر بالحزب وراح يبدي رغبته في تفجير المساجد وتهديمها بقاذفات الصواريخ والآر.بي.جي، مع فتح نيران البنادق الأوتوماتيكية "لتطلق نحو مليون رصاصة على المصلين" وفق تعبيره الذي قاده أيضا للاعقال.
غريفن الذي سيجتمع اليوم أو غدا إلى الأسد، هو ضيف رسمي في أول عاصمة عربية تستقبله مرحبة به في قصرها الرئاسي وفي شوارعها ومقرات هيئاتها الرسمية وغير الرسمية، وهو الذي يدعو إلى طرد أبنائها من بلاده أو إغراق من يحاول منهم دخولها مستغيثا بها من فتك النظام.