منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الشلالات بولاية تلمسان
عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-02-15, 10:24   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
Abdellah M
عضو متألق
 
الصورة الرمزية Abdellah M
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

"شلالات الأوريت" تصب ذهبا على تلمسان



مع التساقط الكبير للأمطار التي عرفتها مدينة تلمسان هذه الأيام وطيلة فصل الشتاء، تنفست شلالات "الأوريت" فأطلقت ماء رقراقا على السهول المنبسطة أسفل الجبل مشكلة منظرا سحريا بتدرجه خمس طبقات في صورة تخالها حلما بينما هي على الطبيعة مباشرة.
عندما تتحدث الى التلمسانيين عن مميزات مدينتهم يضعون "شلالات الأوريت" هذه في المقدمة وبعدها المغارة ثم هضبة لالة ستى، ويحكي الناس عن الشلالات روايات فيها لإبداع المتخيل للطبعة التي جاءت بروائعها لمدينة سيدي بومدين.
نحن في الطائرة معلقون في الجو، في هذا الزمن المنقطع بنا من الأرض الى السماء، كانت احدى التلمسانيات تقبع في ركن قصي بالطائرة تطل من نافذتها على البحر المترامي على طول البصر، دفعني الفضول أن أسرق منها لحظة التأمل لأدخل عتبات وجومها بثرثرة تعيدها الى أجواء "الفوبيا" التي يعيشها ركاب الطائرة أول ما رأتني سألتني عن مهنتي، فكانت مقدمة الاستئناس في تلك الأجواء العابرة فوق الأزرق الكبير.
سألتني عن أي شيء أريد الحديث فيه حول مدينتها "تلمسانّ" لما أدركت أنها هي الأخرى تبحث عن مؤنس لرحلتها تقطع به مسافات الكلمات الفاصلة بين السماء والارض وما يجمعهما قلت أريد أن أعرف ما تتميز به مدينة تلمسان، فأجابتني للتو، هل ممكن أعرف من أية مدينة أنت؟.فأجبتها: من قسنطينة "قسنطينة وتلمسان" توأمان في التاريخ والجغرافيا هكذا قالت،، واسترسلت في الحديث معي،، عندكم الجسور المعلقة وسيدي راشد، ونحن عندنا الشلالات وسيدي بومدين، ولكن الشلالات لها مكانة خاصة عند الناس في تلمسان لأنها موقع سياحي يجدب اهتمام السواح من كل أنحاء العالم..
وقالت ان الشلالات التي عاودت التساقط أضفت أجواء تفاؤلية لسكان المنطقة لأنها جفت لسنوات، وهي الآن قد أحيت غابة الصنوبر من جديد وأعادت لها الروح بعدما كانت هذه الغابة تحت رحمة الطبيعة وأخبرتني أن هذه المنطقة تشهد نهضة سياحية مهمة..
وقد وقفت بنفسي على هذه الصور عندما زرت "شلالات الأوريت" بعظمتها، حيث أخذتني اليه المرشدة أحلام تلمساني، وهي شابة مثقفة مطلعة على تاريخ المنطقة ساعدتني كثيرا في معرفة خبايا هذه المدينة الساحرة المبصومة بطابع الزيانيين، قالت لي المرشدة أحلام تلمساني أن الشلال يتدفق من تدفق سد واد مفروش فوق معلم آخر من معالم تلمسان وهو "جسر ايفل" الذي شيده غوستاف ايفل الذي صمم برج ايفل
بباريس، وكان لهذه المعلومة فضل كبير في قيامي بالمغامرة في قطع مئات الامتار صعودا للوصول الى مرتفعات الجبل الذي يطل على تلك السهول،، تأملت الجسر عن قرب، فوجدته لازال محافظا على هندسته، وعلمت أنه بني ليخترق الجبال الممدودة على طول الشريط الصخري، وقد خصص لعبور القطار حيث بقي أحد المشاهد الرائعة التي لايمكن لزائر تلمسان أن يستغني عنها.
وعدنا من هذه الرحلة الى قلب المدينة وصور أخرى تتزاحم في ذهني في مشاهد كأنها من الخيال، وهي لا توجد الا في مدينة تلمسان المدينة التي تجمع بين الطبيعة والجمال والسحر وكل ما يروق الانسان للاستمتاع به في لحظات العمر التي لا تتكرر.
والحقيقة ان "شلالات الاوريت" بعظمتها وجمالها يمكن ان تضاعف الى عجائب الدنيا السبع حيث أنها لا يوجد مثيلها في العالم. ومغارات، بني عاد ،ولهذه المغارات حديث آخر فهي تجمع بين الاسطورة والخرافة ما يجعل عقل الانسان مشدوها حول غرائبها وطقوسها التي تحكي روايات هي قريبة من الخيال أكثر من الواقع.
والشلالات تكاد تكون على لسان كل التلمسانيين، الذين يفتخرون بجمال طبيعة مدينتهم ففي فندق "أغادير" الذي نزلنا به طيلة إقامتنا بتلمسان كنا نسمع من نزلاء الفندق الحديث عن المواقع الطبيعية السياحية وأكثر المواقع استعراضا في الجلسات هي الشلالات التي عادت بعدما كان الناس لايصدقون بعد ما جفت ينابيع الجبال وهيمنة سد مفروش واحتكاره لتلك المياه طيلة السنوات الفارطة. عبد الرحيم مرزوق
شلالات تلمسان مخزون جمالي روعة الخالق وراحة المخلوق

ليست بالبعيدة عن مدينة تلمسان إلا بحوالي ?? كلم، لكنها تلخص كل الجمال والروعة، وتختزله في أغاني المياه والحياة، لم تكن أوتارها الفضية المتواصلة جدائل حورية من حوريات ألف ليلة وليلة، ولا تلك المنحوتات الصخرية في أروقة وكهوف وحجرات وحدها التي تستوقفك وأنت تنظر للأعلى ثم تتبع الماء المتدفق إلى حوض الوادي، بل أيضا ذلك الجبل وتلك الأشجار بكل سحرها ومفاتنها، إنها شلالات تلمسان.. روعة الخالق وراحة المخلوق.
الرحلة إلى مغارة بني عاد بتلمسان لم تكن وحدها التي تأخذ بالأبصار وتسحرها بروعتها، وأنت عائد وقد شحنت بطاقة كبيرة من الانبهار والإعجاب بمغارة بني عاد، بعد أن تبادلت الأحاديث مع الفريق المرافق لك والأسئلة التي تثيرك من هذا المنظر وذاك المنحوت، وتلك الصور الفردية والجماعية وأسراب تلاميذ المدارس وهم يزينون مدخل المغارة والساحة المقابلة لها بحركاتهم وأغانيهم، إلا أنك تجد نفسك في صفحات أخرى من الجمال والروعة، خصوصا أنها كانت المفاجأة ولم يسبق برمجتها والإعلان عن زيارتها من قبل، إنها شلالات الوريط بتلمسان.
كانت الحافلة المقلة لنا تتنفس أنغام الموسيقى التي اختارها السائق عميروش رغم الهمهمات والأصوات المتداخلة من هنا وهناك، أزحت ستار نافذة الحافلة جانبا وإذا بتدفق أبيض ينحدر من قمة جبل ينكشف لي من بعيد، إنه شلال.. الحافلة تتلوى مع الطريق التي تكشف الشلال حينا وتحجبه حينا آخر، وهي تنزل كما الطائر المحلق في فضاء أخضر، كانت الأنغام الفرنسية الرومنسية تتدفق كتدفق الشلال، وبعد أن تجاوزت الحافلة الجسر الذي يأتي في منعرج وهو يقفز على الوادي، ظهر الشلال بكل قامته الفضية وأنغامه وهو ينزل نحو الأسفل ويتسلل من تحت الجسر لينحدر متخفيا بين الأشجار والأحراش الملتوية.
توقف عميروش ونزلنا من الحافلة تدفعنا الدهشة من هذه الروعة الطبيعية، وهذه اللوحة التي أبدع خالقها، كنت أول من سار ناحية الشلال مارا بالمطعم الذي شكل بوابة للمدخل، وتابعت تلك الروعة وإذا بي أجدني في بطن الجبل المجوف بالكهوف والمغارات على شكل حجر، حيث كانت بعض الأسر مع أطفالها تلتقط الصور التذكارية وتتبع السواقي المنحدرة بين أروقة المغارات الصغيرة المنحوتة.
التحق الجميع بالمكان وانتشروا يلتقطون الصور ويختارون الأماكن المناسبة لاختطاف الشلال من منحدره وحمله في هواتفهم المنقولة وكاميراتهم حتى يبقى تذكارا يشهد بأن تلمسان تملك من الروعة ما يجعلها مدينة للشعر الذي لم يجد من يكتبه ويحوله إلى كلمات نغمية.
الأشجار الخضراء المبحرة في الأفق حيث تشكل إطارا للسماء الزرقاء، الشلال من الأعلى ينحدر بقوة وكأنه جدائل ذائبة من فضة لتجتمع في ذلك الحوض الذي ينساب برفق من تحت الجسر ويتبع مساره الأزلي حيث يختفي بين منعرجات الوادي السحيق.
عدنا إلى الحافلة وفي أنفسنا حكايا للغبطة وأخرى للجمال، ولكل منا قصيدة كتبها بريشة خياليه على صفحات عينيه اللتين أغمضهما على سحر وجمال، لا يريدهما أن تشاهدا منظرا آخر غيره، إلا أن تلمسان تعطيك في كل شبر منها معزوفة أخرى للطبيعة فكانت شلالاتها مخزونا للجمال وروعة لخالق وراحة للمخلوق.










رد مع اقتباس