منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الخصائص الأسلوبية في القران
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-06-04, 10:22   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
yacine414
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










New1 الخصائص الأسلوبية في القران

الفصل الثالث: الخصائص الأسلوبية في القران:
خصائص الأسلوب الجيد
2-معنى الخبر وحقيقته تقنيا وإثباتا
3- أسلوب الجملة الخبرية
أولا : الجملة المثبتة
1- الجملة الفعلية
ا-ج ق بسيطة
ب-ج ق مركبة
2-الجملة الاسمية
ا-جملة اسمية بسيطة
ب-جملة اسمية مركبة
ثانيا: الجملة ا لمتفية
ثالثا : الجملة المؤكدة
4- اسلوب الجملة الطلبية
أولا: اسلوب الامر والنهي ( جملتا الامر والنهي)
ثانيا: اسلوب الاستفهام (الجملة الاستفهامية )
ثالثا: اسلوب النداء ( الجملة الندائية )













مقدمة : قال تعالى في كتابه العزيز *كتاب انزلناه اليك مبارك ليد يروا اياته وليتذكر اولو الالباب * ص , 29 وقال الرسول ( ص)كتاب الله فيه نبأ من قبلكم وخير من بعدكم وحكم ما بينكم , وهو الفصل ليس بالهزل , ومن تركه من جبار قسمة الله , ومن ابتغى الهدى , في غير اضله اللهفهو جبل الله المتين ونوره المبين وصراطه المستقيم , وهو الذي لا تزيغ به الافئدة ولاتضل به الاهواء , ولا تتشعب معه الاراء , ولا يخلق على كثرة الرد *
يحظي الاسلوب الاعجاز و في القران الكريم اهمية مبيرة في بحثنا باعتباره الموضوع الاساس , والمعتمد على مرجعيته في الدرس النحوي , وباعتباره الوحدة الابلاغية التي يعني بها اللغوي , منها ينطلق , واليها يعود , وذلك ان الاسلوب هو الوحدة الابلاغية التي يعني بها اللغوي , منها ينطلق , واليها يعود ذلك ان الاسلوب هو الوحدة الاولى للاتصال والتتعبير بين اعضاء الجمماعة اللغوية
والقران الكريم رسالة دينية و وفي نفس الوقت رسالة لغوية وهو ارقى مستوى من مستويات الكلام العربي , والبحث فيه بحث في اسلوبه , وفي خصائصه الاعجازية وصلته باللغة العربية صلة وثيقة لا تكاد تنفصم – فهو كتابها الاول – وقد قدر لها ان تربط به حضارتها وتاريخها منه استمدت بعض العلوم العربية اصولها , كعلم النحو وعلم المعاني وغيرها , ومن اجله ايضا وضعت قوانينها
ان الدراسات التي تناولت القران الكريم كثيرة متنوعة , فقد كان القران ميدانا ثريا لمختلف العلوم والبحوث ومن هذه الدراسات الاسلوب وخصائصه الاعجازية وهو ما تطرقنا له في بحثنا هذا , وقد تنوعت مراجع هذا البحث بتنوع كتب التراث العربي , يتصدرها المصحف الشريف , كما ركزنا على الامهات من كتب النحو والبلاغة والتفسير وغيره من علةم القران , كما استفدنا قليلا من بعض الكتب الحديثة , لاننا اردنا هذا البحث ان يؤسس على المورث العربي القديم والدراسات الحديثة .
والمنهج الذي توخيناه في عمانا نهج وصفي كالمفاربة في المفاهيم والمقاربة المنهجية , ومنهج تحليلي يعتمد لموروث النحوي والبلاغي , وينزع الى التفسير في بعض الاحيان من اجل المفارنة والتوضيح
وقسمن البحث الى فصلين , فصل نظري يحوي على المقاربة في المفاهيم
- وجوه الاعجاز في القران الكريم
- اعجاز القران الكريم في ضوء العلم الحديث ومقاربة منهجية
- التعريف بالاسلوب
- الاسلوب والموضوع
اما الفصل الثاني او الفصل التطبيقي فاخذنا سورة البقرة نموذجا لدراسة الاساليب التي تحتويها هذه السورة و وقسمنا على اساس الاسلوب خبر وانشاء
فكان الايلوب الاول اسلوب الجمل الخبرية
وقيم هذا الاسلوب الخبري الى مثبت ومننفي ومؤكد
اما الجزء الثاني فهو اسلوب الجملة الطلبية ونمن انماط اسلوب الامر والنهي والاستفهام والنداء
وبعد تطرقنا الى الصورة الشعرية التي وردت في بعض ايات سورة اللبقرة ومنها الصورة المجازية , الصورة الاستعارية –الصورة التشبيهية
وفي الاخير درسنا بعض اساليب الوعيد التي جاءت في هاته السورة
يتوعد فيها سبحانه وتعالى عباده المؤمنين وكافة الناس ومنن بين هذه الاساليب , وعيد الخسران و ووعيد الاصلاح ووعيد المؤمنين
خصائص الأسلوب الجيد :
إن اللغة العربية التي نزل بها القران وجاء بها البيان عن رسول الله (ص) لها وجوه وأحكام ومعان وأقسام , حتى من يقف عليها من يريد تفهم معانيها واستنباط ما يدل عليه لفظا , ولم يبلغ مراده ولم يصل إلى بغيته , فمنها ما هو عام اللسان العرب وغيرهم ومنها ما هو خاص له دون غيره , ويجمع ذلك في الأصل " الخبر" و"الطلب" السامع ويمكن القول بان الأسلوب غرضين
1-نقل المعاني أو الحقائق إلى ذهن السامع أو القارئ و للأسلوب أهمية كبيرة في ذلك فإذا كانت المعاني جيدة زادها الأسلوب الجيد جودة وقوة وليس الأسلوب إلا ثوب المعنى , فقد يكون الثوب جيدا وقد يكون رديئا , ولا تنفع كثيرا جودة الثياب إذا كان حشوها رديئا .
2-نقل شعور الكاتب أو المتكلم إلى نفس القارئ أو السامع فكل كاتب أو شاعر له شخصيته وله شعوره نحو الشيء الذي يتحدث عنه , فيضفي على ما يكتبه شيء من روحه ويلوثه لونا من نفسه لان الأسلوب هو إحساس النفس .
وتختلف أساليب الأدباء باختلاف البيئة واختلاف العصور , فأسلوب البدوي غير أسلوب الحضري , وأساليب كتاب العصر الواحد تختلف باختلاف الموضوعات التي يكتب فيها , فهو حين يعاتب يرق ويعذب , وحين يفخر يأتي بجزيل القول وفخم العبارة , وحين يصف يميل إلى الخيال وحسن التشبيه وجيد الاستعارة .
معنى الخبر وحقيقته تقنيا وإثباتا :
الخبر كل قول أفدت به مستمعة ما لم يكن عنده( ) والخبر كلام يحتمل الصدق والعذب , والخبر من الجزم , ومنه المستثنى ومنه وشرط , ثم لا يخلو الخبر بعد هذا من أن يكون عما مضي أو كما يستقبل , ولا يخلو من إن يكون عاما كليا , أو خاصا جزئيا أو مهملا
إذا فتشت أصحاب اللفظ عما في نفوسهم وجدتهم قد توهموا في الخبر انه صفة اللفظ فان المعنى , في كونه ثباتا انه لفظ يدل على وجود المعنى من الشيء وهو شيء قد لزمهم وسرى في عروقهم وامتزج بطباعهم , حتى صار الظن بأكثرهم أن القول لا بنجع فيهم , والدليل على بطلان ما اعتقدوه انه محال , أن---- يكون اللفظ قد نصب دليلا على شيء ثم لا يحصل منه العلم بذلك الشيء , إذ لا مضي لكون الشيء , دليلا إلا أفادته إياك العلم بما هو دليل عليه , وإذا كان هذا كذلك , علم منه أن ليس الأمر على ما قالوه من أن المعنى , في وصفنا اللفظ بأنه خبر , انه قد وضع لان يدل على وجود المعنى أو عدمه لأنه لو كان كذلك , لكان ينبغي أن لا يقع من سامع شك في خبر يسمعه , وان لا تسمع الرجل يثبت وينفي إلا علمت وجوه ما اثبت وانتفاء ما نفي وذلك مما لا يشك في بطلانه " وإذا لم يكن ذلك مما يشك في بطلانه وجب أن يعلم أن مدلول اللفظ يبين هو وجود المعنى أو عدمه , وان ذلك أي الحكم بوجود المعنى أو عدمه حقيقة الخبر "
-أسلوب الجملة الخبرية
الجملة تركيب استنادي يفيد فائدة تامة يحسن السكوت عليها , والغاية منها الاتصال والتفاهم بين أعضاء الجماعة اللغوية
والجملة الخبرية هي الوحدة اللغوية التي توصف بالصدق والكذب بالنسبة إلى مضمونها وتوصف بالصدق لا غير إذا كانت من المولى عز وجل , سبحانه وتعالى , أو من رسوله الكريم
وقد تخرج الجملة الخبرية إلى دلالات أخرى كدلالة الأمر أو النهي أو الدعاء ولقد وجدنا الجملة الخبرية في سورتي الرحمن والملك على أساس الاستقلال في المبنى النحوي عما قبلها وعما بعدها
وتكون الجملة الخبرية جملة فرعية (جملة صغرى )في جملة مركبة ( جملة كبرى ) خبرية أو طلبية , فتؤدي بعض الوظائف النحوية كوظيفة الخبر أو النعت أو الحال.......
والجملة الخبرية المستقلة نحويا عن غيرها ضمن ثلاثة أنواع , الجملة المثبتة والمنفية والمؤكدة .
أولا : الجملة المثبتة :
تفيد الجملة الخبرية للإثبات العادي إذا تجردت من علامات الجمل الأخرى , أي "إذا عريت من وسائل النفي والتوكيد , " لأننا لا نكاد نجد جملة فيها عدا الآيبات والأمر بالصيغة تخلو من أن تتقدمها الأداة " - والجملة المثبتة يمكن تقسيمها إلى قسمين : الجملة الفعلية , والجملة الاسمية
1- الجملة الفعلية :
هي تركيب إسنادي يتصدره فعل تام يسند إلى فاعل أو نائب فاعل , إسنادا حقيقيا أو مجازيا , فالفعل يسند إلى من أوجده بإرادته , كما يسند إلى من وقع عليه
والفعل يحتل مرتبة الصدارة , وترتبط به بقية العناصر , والجملة الفعلية المثبتة تصنف إلى صنفين : صنف الجملة البسيطة وصنف الجملة المركبة
أ‌- الجملة الفعلية البسيطة وهي الجملة الفعلية التي تضمنت عملية إسناد واحدة , وجاءت عناصرها مفردة أو مركبة تركيبا غير إسنادي , فالإسناد المتعدد من خصائص الجملة المركبة وقد تتعدد الجمل البسيطة بالوصل متوازية , فتعبر عن أحداث متعددة متزامنة أو مرتبة حسب سياق الزمن , ويبدأ هذا الصنف من الجمل بفعل يسند إلى فاعل أو نائب فاعل بينهما مفعول به ثم بقية العناصر المتممة وقد يتقدم عنصر على الفعل أو على الفاعل أو عليهما معا , ولكن الفاعل يأتي بعد الفعل دائما وللجملة الفعلية البسيطة عدة أنماط نذكر منها
النمط الأول : فعل+ فاعل+مفعول به
الصورة الأولى : فعل + فاعل مفعول به
معطوف عليه عاطف معطوف
وسع كرسيه السماوات و الأرض الآية 255
يتكون الفاعل من مضاف ومضاف إليه , فاكتسب التعريف من الضمير المتصل (الهاء)الذي يرجع إلى لفظ الجلالة , و بالإضافة للتشريف, كما أن المفعول به تعدد بوساطة حرف العطف ( الواو) وزمن الجملة مطلق , وجيء بالماضي تحقيقا للمعنى لأنه لا يجوز أن يقيد علم الله –سبحانه- بزمن .
الصورة الثانية : فعل+ فاعل +( غير ظاهر ) +مفعول به
يمثل هذه الصورة قوله تعالى : * وستريد المحسنين * الآية 58
لم يظهر الفاعل في التركيب ودل عليه حرف المضارعة ( النون) , والسياق اللغوي مما يشير إلى انه ضمير المتكلم يرجع إلى لفظ الجلالة , والسين ( سابقة صرفية) تخصص المضارع للزمن المستقبل القريب – وإسناد الفعل إلى المولى سبحانه يجعل مضمون الجملة وعدا مؤكد الوقوع بالزيادة من نعم الله في الدنيا والآخرة , ولهذا حذف المفعول الثاني من التركيب لتتسع دائرة الاحتمال الدلالي , فيتصور المحسن الكثير من خيرات الدنيا والآخرة
النمط الثاني : فعل +فاعل +جار ومجرور
الصورة الأولى : فعل + فاعل +جار ومجرور
النموذج * ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم * الآية (7)
تلتزم العناصر المكونة لبنية هذه الجملة الترتيب العادي في نظام اللغة العربية وقد تكرر الجار والمجرور بالعطف ويتكرر المجرور من مضاف ومضاف إليه ويؤدي إلى وظيفة المفعول به غير المباشر , لان الفعل ( ختم ) تتعدى مباشرة , وبتعدي بحرف الجر وإسناد ( الختم )إلى الله مجاز , والخاتم في الحقيقة هو الكافر غير انه لما أقدره على ذلك اسند أليه (الختم )كما يسند الفعل الفى السبب والملاحظة أو المجرور الأول ( قلوبهم ) جمع , والمجرور الثاني (سمعهم )مفرد , واستعمال هذا الأخير بصيغة المفرد كثير في القران الكريم , والظاهر انه مصدر والمصدر يقع على القليل والكثير , فلا يحتاج إلى جمع , وبقية هذه الصورة في الآيات : ( 61- 64-74-87-90-131)
الصورة الثانية : فعل +جار ومجرور +نائب فاعل :
يمثل هذه الصورة قوله تعالى * وضربت عليهم الذل والمسكنة * الآية ( 61)
يؤدي وظيفة المسند إليه في ظاهر الجملة العنصر الذي كان مفعولا به , فلما حذف لفظ الفاعل ناب عنه المفعول لا يخلو من مسند إليه
وقد تعدد نائب الفاعل بالعطف, ( والواو ) أدت وظيفة التشريك في الفعل , فكل من المعطوفين يؤدي الوظيفة نفسها , وقد طابقهما الفعل في الجنس ( التأنيث )
لم تتأثر دلالة الجملة بعد حذف لفظ الفاعل , لان الغرض يتعلق بالفعل ومفعول به فكان هؤلاء موصوفون بالذل والمسكنة
والجملة تفيد الأخبار عن مجازاة الذين يعرضون عن نعم الله
خصائص الجملة الفعلية البسيطة : ومن بين الملاحظات المجملة حول خصائص الجملة الفعلية البسيطة م ما يلي :
1- أركان الجملة الفعلية ك تتكون كل جملة فعلية من فعل وفاعل , وقد تحتاج إلى مفعول
( النمط الأول) أو جار ومجرور ( النمط الثاني) أو إلى كليهما معا أو تحتاج إلى غير ذلك من المكملات التي يقتضيها بيان المعنى في الإبلاغ , ولا يتم إدراك المعنى إدراكا صحيحا إلا إذا كل لفظ عنصرا مهما من مبنى الجملة وفي معناها , وعلى هذا الاعتبار نزول الفوارق بين " العمدة والفضلة " التي جاء بها بعض النحاة
2- الحذف
الحذف ظاهرة عامة في الكلام العربي تفسر بالاقتصاد في اللفظ , لان المتكلم يترع نحو المجهود الأدبي في الأداء اللغوي , فالحذف جائز إذا دل عليه دليل من السياق أو المقام أو إذا قصد به الاتساع الدلالي
ا-يحذف الفعل إذا دل عليه دليل , كقوله تعالى *وإذا استسقى موسى لقومه, فقلنا: اضرب بعصاك الحجر , فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا * الآية ( 60ا)
فالفعل ( فانفجرت ) معطوفا عطفا سببيا على محذوف تقديره ( فضرب ) بدليل فعل الأمر قبله ( اضرب) , وحذف الفعل يعني حذف الجملة لان الفعل لا يخلو من فاعل
ب-يحذف المفعول به إذا كان غير مقصود في الخبر : فيتعلق المعنى بغيره كقوله تعالى وقلوا :* سمعنا وعصينا * الآية (93 ) فالفعل يتعدى بوضعه إلى مفعول , ولكن المفعول غير مذكور , لان المقصود هو اتصاف هؤلاء بالعصيان , وقد يحذف المفعول بضرب من الاتساع في الاحتمال الدلالي ليتخيل السامع ما يتخيل من أنواع المفاعيل كقوله تعالى*وستريد المحسنين* (56) فالمفعول الثاني محذوف ليتخيل السامع الكثير من خير الدنيا وخير الآخرة
3- الربط :
تربط حروف العطف بين الجمل البسيطة ربطا متزامنا أي في الوقت نفسه أو مرتبا ترتيبا زمنيا متعاقبا أو ربطا متماثلا يبرز عملية التقابل الإيجابي أو السلبي
ا-تؤدي الواو وظيفة الربط المتوازي بين الجمل المتقابلة مقابلة سلبية كقوله تعالى *يظل به كثيرا ويهدي به كثيرا * (26) وهو ربط يراد به مجرد تعديد الأحداث المتجددة دون ترتيب زمني بينها , فالضلال والهداية متوازيان
ب-تؤدي ( الفاء ) وظيفة الربط السببي , فتربط النتيجة بسببها كقوله تعالى * فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا * ( 60) فالضرب يسبب الانفجار
ج- تؤدي ( ثم) وظيفة الربط الترتيبي بين الأصوات المتعاقبة في الزمن تعاقبا غير سريع كقوله تعالى * ثم عرضهم على الملائكة * (31) فبين تعليم آدم الأسماء وعرضها مهلة زمنية
4- الزمن ك تندرج الجملة الفعلية ضمن الزمن النحوي الذي يستفاد من صيغة الفعل كما يستفاد من القرائن اللفظية والمعنوية التي تصاحب التركيب , فجاء الفعل في تراكيب الجملة الفعلية البسيطة بصيغة الماضي ( خمسا وخمسين مرة ) منها أربع صيغ مسندة إلى غير الفاعل , وجاء بصيغة المضارع ( خمسة عشرة مرة ) اسند فيها إلى الفاعل , وقد دل الماضي في معظم التراكيب على الزمن الماضي فانصرف إلى سرد أحداث ماضيه وقعت نتيجة أحداث أخرى بغية الأعلام والتذكير , وبعض صيغ الماضي دلت على :
ا-الزمن الحاضر : كقوله تعالى *قالوا : ألان جئت بالحق * ( 71) والقرينة لفظية وهي (الآن )
ب-الزمن المستقبل كقوله تعالى *وقضي الأمر *(210) جيء بالماضي الدال على المستقبل تحقيقا للفعل كأنه وقع , وقد تتبعنا هذا التركيب في القران و فوجدنا تكرر كثيرا في صور مختلفة على نفس النظام
ج-الزمن المستمر : كقوله تعالى *واحل الله البيع وحرم الربا *(275)والقرينة على الاستمرار الزمني شرعية لان حل البيع وحرمة الربا حكم تشريعي لم ينسخ
5-الدلالة : تدل التراكيب في معضمها على الخبر , والخبر يساق لإفادة السامع أمرا يجهله , أو لتثبيت ما يعرفه في نفسه وتذكيره به , وقد اسند إلى المولى عز وجل تسع وثلاثون فعلا وهي نسبة تجاوزت نصف التراكيب , وإخبار الحق –سبحانه- محققة الوقوع , صادقة في مضمونها , ولاحظنا بعض الدلالات نذكر منها
ا-الدلالة على التحليل والتحريم : وذلك بألفاظ تدل عليهما كلفظ (احل وحرم ) ومثلها قوله تعالى : * احل الله البيع وحرم البيع* (275) فالتحليل إباحة والتحريم تهي.
ب-الدلالة على الوعد الوعيد : كقوله تعالى * يمحق الله الربا ويربي الصدقات (276) فالفعل ( يمحق) وعيد للمرابين والفعل ( يربي) وعد للمتصدقين
ج-الدلالة على المجازاة : كقوله تعالى *وضربت عليهم الذل والمسكنة
د-الدلالة على الذمك كقوله تعالى :*واشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم*(93)
ب-الجملة الفعلية المركبة :

هي تراكيب من تراكيب الجملة الفعلية يتضمن عمليات اسنادية عديدة في مستوى سياق بناءه النحوي المفيد لعملية الإخبار , تتألف بنية الجملة المركبة من وحدة اسنادية كبرى تفرعت بعض عناصرها إلى جملة صغرى (أو اكثر ) .
الجملة فعلية ذات فاعل ( أو نائب فاعل ) جملة موصلية
الصورة الأولى : فعل+فاعل( جملة موصلية )+مفعول به+نعت مضاف +مضاف إليه (جملة موصولة)
تمثل هذه الصورة قوله تعالى *فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم *(59)

تتألف بنية التركيب من فعل ( فبدل) وفاعل ( الذين ظلموا ) جاء جملة موصولة ليعبر عن فريق معروف عند المخاطبين ومفعول به (قولا) ليعم جميع ما قاله اله لهم والمفعول موصوف بلفظ يدل على المخالفة ( غير)مضاف إلى جملة موصولة اسند فيها العلم إلى غير الفاعل للإشارة , وزمن التركيب ماض ومفاد الخبر تذكير اليهود بما هو معروف عندهم عن حوادثهم وذهب قوم إلى تبديل القول " قد يستعمل في المخالفة مطلقا دون الإتيان ببدل في القول بل يكفي الخلاف في الفعل "
النمط الثاني " جملة فعلية ذات مفعول به جملة خبرية أو طلبية
الصورة : فعل +فاعل+مفعول به ( جملة موصولة
تمثل هذه الصورة قوله تعالى *واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان
تتكون الجملة من فعل وفاعل ( واتبعوا ) , ومفعول جاء جملة موصولة تتكون من ( موصول +فعل وفاعل +جار ومجرور ) .ومفعول (تتلو) محذوف تقديره ضمير للغائب المفرد وهو الرابط بين ضمائر الجملة الموصولة , وجيء بالفعل (تتلو) على صيغة المضارع لحكاية الحال الماضية وجيء بالمجرور ( على ملك سليمان ) لإفادة زمن التلاوة , لانه على تقدير مضاف محذوف بمعنى :" على زمن ملك سليمان " نلحق بهذه الصورة التي جاء فيها المفعول به جملة موصولة ما جاء في الآيات التالية (9, 102, 102 , 142, 213 , 255 ,269)
خصائص الجملة الفعلية المركبة :

الربط : يتم ربط الجملة الفرعية بالجملة المركبة بوسائل منها
1-الوصول: وهو لفظ عام وخاص تربط به جملة معلومة لدى السامع تدعى ( جملة الصلة ) يراد معناها في الإبلاغ , والموصول وصلته وحده نحوية متلازمة ولذا عبر عنها بالجملة الموصولة
2- الإدارة المصدرية : وسيلة ربط بين عناصر التركيب , وعبر عنها بالجملة المصدرية ( الأداة وما يعدها )’ ولها وظيفة نحوية
3-الضمير : وهو كناية عن مذكور يؤتى به في التركيب لضرب منن الاختصار يؤدي وظيفة الربط ببين أجزاء الجملة
4-أداة التقليل : تربط بين الجمل ربطا تعليليا يحدد السبب أو الغاية من التركيب فما قبلها سيب لما بعدها
5-الواو: أداة وصل تصل ببين أجزاء الجملة للاشتراك في الوظيفة الواحدة و كما أنها تربط الجملة الحالية بالجملة المركبة وهذه الواو تسمى وأو الحال
الفعل: يحتل الفعل مكانة رئيسية في الجملة الفعلية , وتعقد حوله بقية العناصر فكل تركيب يتصدره فعل , ويتوسطه فعل آخر أو اكثر , فيجعل الجملة ذات حركية مرتبطة بمحور الزمن
الجملة الاسمية : هي تركيب استنادي يتكون من مبتدأ تستند إليه كلمة أو اكثر تعرف نحويا بالخبر الذي تتم به فائدة فيحسن السكوت . فالسكوت حد فاصل بين الجمل يشير إلى الانقطاع النحوي بينها واساس الجملة الاسمية ركنان مبدأ أو خبر
ا-الجملة الاسمية البسيطة وهي الجملة الاسمية التي اكتفت بإسناد واحد في تركيبها , وجاءت عناصرها مفردة أو مركبة تركيبا غير إسنادي
المنمط الأول : مبتدا (معرفة )+خبر ( معرفة )
الصورة : مبتدا (علم ) +خبر ( مضاف اليه +نعت)
من هذه الصورة قوله تعالى *والله ذو الفضل العظيم
مضاف مضاف اليه نعت

مبتدأ خبر


النمط الثاني : مبتدأ ( معرفة +خبر (نكرة )
الصورة : مبتدأ + خبر ( مكرر )
من هذه الصورة عشر جمل هي :
مبتدأ خبر1 خبر 2 رقم الاية عدد تكرارها
والله
والله
والله
والله
والله
والله واسع
سميع
عزيز
غفور
غفور
غني عليم
عليم
حكيم
حكيم
حليم
حليم 247,161 , 268
224, 256 ,
228 ,256
218
225
263 3
2
2
1
1
1

المجــموع العام 10
خصائص الجملة الاسمية البسيطة
1-بنية الجملة الاسمية : تتكون بنية الجملة الاسمية اساسسا من ميتدأ ا وخبر وقد تتعدد الجمل الاسمية البسيطة بالوصل , فتؤدي الوأو (وأو العطف ) وظييفة الربط لابراز المماثلة بيين التراكيب كقوله تعالى *الحر بالحر والعبد بالعبد والانثيي بالانثي *178 أو لابراز الايجابية بينهما كقوله تعالى : *هن لباس لكم وانتم لباس لهن * 187
ا-المبتدأ :
جاء المبتدا معرفة ونكرة فالمعرفة تحررها القرائن اللفظية والمعنوية والمقامية والنكرة عامة أو مقيدة بمخصص فمن خصائص ورود المبتدأ مايلي
-الاسم العلم اكثر نسبة , وقد كان الغالب لفظ الجلالة
-خصصت النكرة بالجار والمجرور والاضافة (الاضافة اللفظية )
-افادت الاضافة التعرييف في ثماني جمل ( الاضافة الحقيقية )
-جاءت النكرة العامة مبتدأ في اربع جمل
-تكرر المبتدأ بالعطف من نوع ( الاشتراك في الوظيفة ) اربع مرات
ب-جاء الخبر اسما جامدا ووصفا مشتقا وشبه جملة (جار ومجرور أو ضرف ) , وقد تنوعت صيغ المشتق , ومن الملاحظ ورود الخبر كحمايلي
-الخبر المشتق في الغالب صفة من صفات المولى سبحانه –وخاصة صيغ المبالغة
-تكرر الخبر بالعطف ليدل على اختلاف الصفات في الذات والوحدة
- تكرر الخبر مباشرة (دون عطف) ليدل على اجتماع تلك الصفات في الذات الواحدة –صفات متلازمة لا يكاد السامع يفرق بيينهما
ج-الحذف :
لا يفهم الحذف بان هناك عنصرا نحويا ذكر ثم حذف من التركيب , ولكن يفسر الاقتصاد اللغوي في اختزال بعض العناصر اذا دلت القرائن السياقية أو المقامية فكل ما علم جاز الاستغناء عنه
وقد ييحذف المبتدأ فيدل علىه السياق وصيغة الخبر كقوله تعالى *بديع السموات والارض *(117) فالصيغة تعدده ضميرا , والقرائن تحدد مرجعه وتبييين بانه الخالق اذ الخلق له وحده
وقد يكون المحذوف مبتدا أو خبر حسب التقدير كقوله تعالى *الطلاق مرتان فامساك بمعروف أو تسريح باحسان *(229) فاذا كان المحذوف مبتدأ فالتقدير :" فالواجب امسساك بمعروف أو تسريح باحسان " واذا كان المحذوف خبر فالتقدير " فعليه امساك بمعروف"
د-الزمن :
يكاد ينعدم الزمن النحوي فيي الجملة الاسسميية البسيطة , لانها قد دالت على احكام شرعية وأوصاف ثابتة , فالمبتدأ يتصف بالخبر اتصافا ثابتا غير مقيد بزمن نحويي ولما اريد ادخال الزمن في الجملة الاسمية البسييطة جيء باحدى النواسخ (كان ) لافادة الزمن الماضي.وذلك فيي قوله تعالى *كان الناس امة واحدة *(213)
ب-الجملة الاسمية المركبة -في هذه الدراسة –الى جملة بسيطة وجملة مركبة وقد تبين لنا ان الجملة البسسيطة تتكون من مفردات , اما الجملة المركبة فانها تتكون من مفردات وجمل ( فرعية ) , ترتبط الجملة الفرعية بالجملة الرئيسية ربطا مباشرا أو بوساطة ادوار وضمائر تجعلها خاضعة وضعيا لعلاقة الاسناد المحورية
النمط الأول : مبتدأ (جملة ) +خبر
الصورة الأولى : مبتدأ ( جملة موصولة + خبر ( جملة اسمية ) +حال (جملة اسمية)
تمثل هذه الصورة قوله تعالى *والذين كفروا وكذبوا باياتنا أولئك اصحاب النار هم فيها خالدون *(39) ورد المبتدأ جملة موصولية " والذين كفروا وكذبوا بآياتنا" والخبر جملة اسمية ( أولئك اصحاب النار) واتبع اليها الحال " هم فيها خالدون"
الصورة الثانية : مبتدا( جملة موصولية ) +خبر (شبه جملة ) تمثل هذه الصورة قوله تعالى * والذين اتقوا فوقههم يوم القيامة *(212) المبتدا جملة موصولية , والخبر ظرف مكان ( فوقهم) , اما ظرف الزمان ( يوم القيامة فانه مخصص ذلك ان المبتدأ اذا كان جثة لا يخبر عنه بظروف الزمان الا نادرا فالجثث توجد في الزمان دوما ولكنها قد توجد في مكان دون مكان
النمط الثاني : مبتدأ +خبر (الجملة )
الصورة الأولى : مبتدأ (اشارة ) +خبر _ جملة موصولية )
تمثل هذه الصورة قوله تعالى *أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانو مهتدين *(16)
المبتدا اسم اشارة ( أولئك ) وهو اشارة الى الذين مر ذكرهم الموصوفون بالفساد والسفه والاستهزاء , والخبر جملة موصولية تفرع الى ثلاث جمل تربط ما بيينها احرف العطف
الصورة الثانية : مبتدأ + خبر _ جار ومجرور مضاف الى جملة موصولية )
تمثل هذه الصورة قوله تعالى *مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما اضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم , وتركهم في ظلمات لا ييبصرون *(17)

تتكون بنية التركيب من مبتدأ (مثلهم ) وخبر (جارومجرور ) , والمجرور اضيف الى جملة موصولية ترتبط بها جملة فعلية تفرعت عنها جملة تلازمية
النمط الثالث : مبتدأ (غير ظاهر) +خبر ( جملة)
الصورة الأولى : مبتدأ ( غيير ظاهر ) +خبر ( جملة موصولية )
يمثل هذه الصورة قوله تعالى :* الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون *يجوز في
(الذين ) الجر على انه صفة ( للمتقيين ) , والنصب على المدح ايي : " اعني الذين ييؤمنون والرفع على انه مبتدأ خبره (أولئك ) أو الرفع على المدح جوابا بالسسؤال مقدر : من هو ؟ فكان الجواب : هم الذين يؤمنون وقد رجحنا ان يكون المبتدأ ضميرا. والخبر جملة موصولية تتكون من موصول ( الذين ) ترتبط به ثلاث جمل متاخية جيء بالفعل المضضارع فيها دلالة على الاسستمرار والتجدد
الصورة الثانية: مبتدأ (غير ظاهر)+ خبر (جار ومجرور +صفة : جملة موصولية )
تمثل هذه الصورة قوله تعالى * للفقراء الذين احصروا فيي سسبيل الله لا يستطيعوا ضربا في الارض يحسسبهم الجاهل اغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم ولا يسسالون الناس الحافا *(273)
ثم يظهر المبتدا في التركييب يدل عليه الكلام السابق الذي يفهم منه الحث على الانفاق في سسيل الله , فييتعين ان ييكون المبتدا ( النفقة ) أي " النفقة للفقراء).."
والخبر جار ومجرور موصوف بجملة موصولية تتكون من موصول ترتبط به جملة فعلية التحمت بها اربع جمل فعلية تؤديي وظيفة الحال , يربطها الضمير ربطا ييجعلها متعلقة بما قبلها , وفائدتها زييادة في تخصيص الجملة وفيي تحديد دلالتها وهذه الاحوال صفات لصيقة بهؤلاء متجددة باسستتمرار كانها السبب في اسستحقاقهم النفقة
خصائص الجملة الاسمية المركبة :
الزمن ك اكتسبت تراكييب الجملة الاسمية المركبة حركية في الحدث المرتبط بمحور الزمن المتعاقب , وقد افادت بعض التراتيب الزمن التاليي :
1-الماضي , كقوله تعالى *تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض , منهم من كلم الله *(253)
2-المستقبل ك , كقوله تعالة *فالله يحكم بينهم ييوم القيامة فييما كانو فيه يختلفون *(113)ومثل هذه الدلالة كثييرة في الجملة المركبة
3-الاستمرار المتجدد : كقوله تعالى *والله يرزق من يشاء بغير حساب *(212)
الدلالة : تخرج الجمل الخبرية الى دلالات اخرى غير الخبر , وهذه الدلالات تفهم من السيياق اللغوي والقرائن المعنوية , وقد خرجت بعض الجمل الاسسميية المركبة الى دلالات اخري كالدعاء والامر ويفهم الدعاء من صيغة المبتدا ودلالاته المعجمية وهو لفظ (ويل) كما في قوله تعالى * فوييل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون : هذا من عند الله لييشتروا به ثمنا قلييلا فويل لهم مما كتبت ايديهم , ووييل لهم مما ييكسبون *(79) وقيل : (ويل ) بمعنى ( عذاب ) ولقد جمل خبرية الى دلالة الامر . كما في قوله تعالى * والوالدات ييرضعن أولادهن حولين كاملين لمن اراد ان يتم الرضاعة *(233) والمعنى : ولترضع الوالدات أولادهن ... ومثلما ما جاء ف الايات : ( 226, 228 , 234 , 240) واخراج الامر في صورة الخبر تاكييد للامر واشعار لوجوب تلقييه بالمسارعة والامتثال فكان المخاطب الذي يدخل تحت هذا الحكم قد امتثل للامر ..
ثانيا: الجملة المنفية :
هي الجملة الفعلية أو الاسمية التي تفدمتها اداة نافية لسلب مضمون علاقة الاسناد بيين طرفيها حسب اغراض الكلام , وما يقتضيه المقام
والادوات النافية منها ما يختص بالجملة الفعلية ومنها ما يختص بالجملة الاسسمية ومنها ماهو مشترك بيين الفعلية والاسميية فينفيي كلا منهما
النمط الأول : ما+جملة اسميية
يمثل هذا النمط كقوله تعالى ك *وما هم بمؤمنين *(8)
تتالف بنية الجملة من اداة نفي (ما) , ومبتدأ ( ضمير) , وخبر ( وصف مشتق) , وجيء بالباء في الخبر لتوكييد مضمون النفي .
اما كقوله تعالى ك * وما للظالمين من انصار*
يتكون التركييب من اداة نفي (ما) وخبر ( جار ومجرور ) , ومبتدأ ( مجرور لفظا) وقد تقد م الخبر على المبتدا و وجيء بحرف الجر (من) لاسستغراق النفي , وافاد التركيب نفي نسبة الخبر الى المبتدأ نفيأو أي : ( وما للظالمين من اعوان ييدفعون عنهم عذاب الله )

النمط الثاني : ليس + جملة اسمية
من هذه الصورة ( النمط) قوله تعالى *ليسس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم (198) تتكون الجملة المنفيية من اداة نفي ( لييس) والخبر هو الجار والمجرور ( عليكم) والنكرة بعده ( جناح) مبتدأ , وقد خصص مضمون الجملة المنفية بالجملة المصدرية ( ان تبتغوا فضلا من ربكم ) والتركيب يفيد الزمن المسستقبل بدليل الاداة المصدرية ( ان ) وصيغة الفعل بعدها , فالاداة (ليس) تنفي نسبة الاثم الى المخاطبين في ابتغائهم وطلبهم ما افاد به الله علييهم والغرض منه ذلك الاباحة ونشيير الى ان ليس جاءت في الاييات ( 177,189, 267,272)
النمط الثالث : لا + جملة اسمية
يمثل هذا النمط قوله تعالة *لا اكراه في الدين *256
تتالف بنية هذه الجملة من اداة نفي (لا) ومبتدأ نكرة وخبر ( جار ومجرور ) وظاهر التركيب خير خرج الى دلالة الامر ايي : لا تكرهو ا الناس على الدين لان الاعتقاد يبنى على الاقتناع , ولا يجدي معه الالزام ومثلها ما جاء في الاية ( 235) اما بقية هذه الصورة فانها تؤدي وظيفة النعت أو الحال أو جواب الشرط أو جاءت في اسلوب القصر , ومواضعها 2 ,32 , 71, ,158, 163, 173 , 182 , 193 , 197, 203 , 229 , 230 , 233 , 234 , 236 , 240 , 249, 255 , 255 , 256 , 286 )
النمط الرابع: لا + جملة فعلية
يمثل هذا النمط قوله تعالى *ولاتسالون عما كانوا يعملون * (134 ) ييتكون هذا التركيب من اداة نفي (لا) , وفعل مضارع مسند لى غير الفاعل , ونائب الفاعل متصل ببنية الفعل لانه ضمير , وهو مفعول فيي بنية الجملة العميقة , وجار ومجرور , والمجرور ( جملة موصولية ) .
النمط الخامس : لن + جملة فعلية
تمثله في قوله تعالى :* فلن يخلف الله وعده * (80) تتكون بنية هذه الجملة من اداة ( نفي ) وفعل مضارع وفاعل , ومغعول به مضاف الى ضمير وهذ ا ترتيب عادي للجملة الفعلية والادا ة ( لن ) تنفي مضمون الجملة في الزمن المستقبل , وهيي جملة يقدر تركييبها : " ان وعدكم الله فلن يخلف الله وعده " وقوله تعالى ولن يتمنوه ابدا بما قدمت ايديهم(95) وقد خصصت تخصيصا زمانيا بالظرف ( ابدا ) والتركيب ييفييد نفي صدور تمني الموت عن اليهود
خصائص الجملة المنفيية :
ومن خصائص الجملة المنفية التيي اختصت في صورة البقرة مايلي
1- استخدمت (لا) اكثر من غييرها , ولعل ذلك يرجع الى خصائص هذه الاداة
اذ تاتي في صدر التركيب أو في وسطه , وينفي بها المفرد , والجملة الاسمية والفعلية , وقد تكررت فيي بعض التراكييب لتوكيد النفي كما في قوله تعالى
• لا تاخذه سنة ولا نوم * (255 ) وتاتي نافية للجنسسس على سبيل التخصيص كقوله تعالى * لا اكراه في الدين *(256)
2-جاءت الجملة الفعلية ( المضارعية ) بنسبة كبيرة ويرتفع عددها مع الاداة (لا)
3-اداة (ما) تلي الاداة (لا) في عدد الاستخدام , وهيي اداة مشتركة , كذلك يؤتى بها لنفي الجملة الاسمية والفعلية بنوعيها , وتلازمها لام الحجود اذا ركبت مع (كان) , يؤتي (بلام الحجود) للتوكيد بعد صغتي : (ما كان ) و ( لم يكن ) كما في قوله تعالة ك *وما كان الله ليضيع ايمانكم *(143)
4-تختص (لن) بنفي الفعل المضارع , وتمحضه الى المستقبل , وقد تدل على التابيد بقريينة كقوله تعالى ك*وكن يتمنوه ابدا بما قدمن ايديهم * ( 95) وانها لا تدل بوضعها على التاييد ولا على التوكيد لان منفيها يتقيد كما فيي قوله تعالى : *(120) ويستدل على تاييد النفي في هذا الوضع بالقرائن الشرعية لانه من المجال ان يتبع الرسول (ص) ملتهم
ثالثا : المجلة المؤكدة : للتوكيد في اللغة العربية وسائل كثيرة جاءت موزعة فيي مواضع مختلفة من كتب النحو واذا لم لم تجمع في باب واحد حسسب وضيفتها الدلالية انما وزعت توزيعا يحد من قيمتها المعنوية , فصنفت بمقتضى نظريية العامل التي سيطرت على التفكير النحوي وكتاب سبويه دليل على ذلك و فقد ذكرت وسسائل التوكيد في اجزاءه الاربعة وفي ابواب مختلفة من ابوابه
ووسائل التوكيد متنوعة منها ما ييكون مختصا الجملة الفعلية ومنها ما يختص بالجملة الاسمية ومنها ما يكون وحدة لفظية ذات وظيفة نحوية
وحسب الدكتور محمد خان فقد جاءت الجملة الخبرية المؤكدة في سورة البقرة ( اثنتين وستين ومائة مرة ) وقد تم تصنيفها الى الانماط التاليية ك
النمط الأول : جملة اسمية مؤكدة بالاداة (ان ) بين هذا النمط قوله تعالى : * ان الله غفور رحيم * (173) تتصدر اداة التوكيد (ان ) الجملة الاسمية ييليها المسند اليه وهو لفظ الجلالة , ثم المسند الذي جاء وصفا مشتقا يدل على المبالغة والاداة (ان ) تؤكد نسبة الخبر الى المبتدأ , وتثبت صفة من صفات الله وقوله تعالى : * ان الله على كل شيء قديير * (20) وتختلف نسسبة هذه الجملة عن الجملة السابقة في انها خصصت بجار ومجرور (مضاف ) وقد فصل بين ركني الاسناد , ورتبته بعد المسند , والتقديم هنا للاختصاص والاداة (ان ) تؤكد مضمون الجملة التي افادت التعليل للشرط المذكور قبلها وبقية الصورة في الايات : (109, 110 , 148 , 237 ) وهي جمل تتماثل فيي تراكيبها وتقيد تعليلا للشرط أو الامر أو النهي
النمط الثاني : جملة اسمية مؤكدة بمؤكدين
يتكون هذا النمط من جملة اسمية مؤكدة بالاداة (ان ) يعضدها مؤكد اخر ويظهر هذا في قوله تعالى : * ان الله بالناس لرؤوف رحييم * (143)
هذه الجملة مؤكدة باداتين الأولى (ان ) التؤي تصدرت الجملة الاسمية والثانية ( لام الابتداء) والتوكيد باداتين اقوى مما ييؤكد باداة واحدة , ونلحق بهذا النمط ما جاء في الايات : ( 45 ,143 , 149 , 243 , 252 )
النمط الثالث : جملة اسمية ك مؤكدة بثلاثة مؤكدان
يتكون هذا النمط من جملة اسمية مؤكدة بالاداة (ان ) يعضدها مؤكدان اخران هما الضمير وتعريف الضمير ومنه ماجاء فيي قوله تعالى : قل : ان هدى الله هو الهدى * (120) وقوله تعالى : * انك انت العليم الحكيم * ( 32 ) وتلحق بهذا النمط ما جاء في الايات ( 37, 54, 127 , 128 , 129 )
النمط الرابع : التاكيد ب قد ’ لقد ’ انما , اللهم , اللام والنون
يظهر هذا النمط في :
قوله تعالى :*قد علم كل اناس مشربهم *(60)
وقوله تعالى : *ولقد اصطفيناه في الدنيا * ( 130) الاداة لقد تتصدر التركييب , يليها الفعل , يتصل به الفاعل لانه ضمير ثم المفعول به واخيرا الجار والمجرور
وقوله تعالة : * انما حرم علييكم المييتة والدم ولحم الخنزير وما اهل به لغير الله * 173 وقوله تعالى : *انما يامركم بالسوء والفحشاء وان تقولوا على الله مالا تعلمون *(169) الجملة مؤكدة بالاداة ( انما) كمجرد التذكير بالعدأوة التيي بين الشيطان والانسسان لان المخاطب لا يذكرها
" واعلم ان موضوع ( انما ) على ان تجيء لخبر مالا يجهله المخاطب ولا ييدفع صحته , أو لما ينزل هذه المنزلة "
وقوله تعالى ك *ولتجدنهم احرص الناس على حياة * (96) الجملة فعلية مضارعية مؤكدة باداتين تتصلان بالفعل : الأولى سابقة والثانية لاحقة والفعل ييتعدى الى مفعولين الأول ضمير المشركين و والثاني قوله ( احرص الناس) , والفاعل غير مذكور تقديره ضمير المخاطب المفرد و وهو كناية عن الرسول (ص) وعن المسلم ضمنيا وقوله تعالى :" احرص الناس على حياة * يدل على الحرص الشديد على تطأول الحياة سواء اكانت رفيعة ام رخيصة فذلك لا ييعنيهم , لان كلمة (حياة ) نكرة تدل على معناها المطلق
النمط الخامس : التوكيد الصناعي يختلف هذا النمط عن الانماط الاخرى في كونه لا يؤكد بلادوات وانما ييؤكد باسماء أو جمل ومنها ما ييكون تابعا نحويا لمؤكده ( كالتوكيد اللفظي والمعنوي والنعت ) ومنه قوله تعالى : *وعلم ادم الاسماء كلها *(31)
لم يظهر الفاعل وقد الضمير (هو) يعود على لفظ الجلالة , بقرينة السياق اللغوي والفعل ( علم ) تعدى الى مفعولين الأول ( ادم ) والثاني ( الاسماء) وختمت الجملة بلفط مؤكد للمفعول الثاني وهو توكيد معنوي والضمير المضاف اليه في ( كلها ) يربط بين المؤكد والمؤكد وفائدة التوكيد هنا انه يفيد الاحاطة والشمول لمعنى المفعول الثاني وقوله تعالى :* والهكم اله واحد * فالنعت (واحد) توضيحا لمنعوته أو لتخصيصه أو لتاكيده , كما جاء النعت مؤكد لمنعوته فيي الايات التالية : ( 133,196 ,233 )
خصائص الجملة المؤكدة
أولا : تؤكد الاداة (ان) مضمون الجملة الاسمية توكيدا استحسانيا من الدرجة الأولى سواء اكانت الجملة مثبتة قوله تعالى * ان الله غفور رحيم*(199) ام منفية قوله تعالى :* ان الله لا يحب المعتدين * 190 بسسيطة قوله تعالى : * ان الله عزيز حكيم * 220ام مركبة قوله تعالى * ان الله يحب المحسنين *195
ثانيا : اذا كان المخاطب منكر المضمون الجملة استخدمت اكثر من وسييلة توكيدية لدفع هذا الانكار , فتصاحب لام التوكيد ( لام الابتداء ) الاداة (ان ) متصلة بالخبر المفرد أو الخبر الجملة , أو شبه الجملة , أو تقترن باسم(ان )اذا تاخر كقوله تعالى
ان في خلق السموات والارض ... لاييات لقوم يعقلون* (164)
ثالثا : تؤكد الجملة الفعلية ب(قد) التي تقرب الماضي الى الزمن المتصل بالحاضر وقد تكون تعليلا لجملة سابقة مثل قوله تعالى :*لا اكراه في الدين قد تبيين الرشد من الغني (256) وربما عدل عن صيغة الماضي الى صيغة المضارع لافادة تجدد الفعل واستمرار حدوثه تقول تعالى : قد قد ترى تقلب وجهك في السماء *(144) كما تؤكد الجملة الفعلية بالاداة (لقد) كما في قوله تعالى *ولقد اصطفيناه في الدنيا *( 130)
رابعا : تؤكد الاداة (انما) الجملة الاسمية قوله تعالى *انما نحن مستهزئون*(14)
درجة القصر بالنفي والاستثناء , لان مضمون الخبر بعدها لا ينكر المخاطب
خامسا: تؤكد الجملة الفعلية المضارعية بالامر والنون : الاداة الأولى تسبق الفعل والاداة الثانية تتصل باخره , وفي هذه الحال يتمخض المضارع الى الزمن المستقبل كما في قوله تعالى :* ولتجدنهم احرص الناس على حياة *(96)
سادسا: ومن وسائل (التوكيد الصناعي) , التوكيد اللفظي كما في قوله تعالى *انك انت العليم الحكيم * (32) يد المعنوي مثل قوله تعالى :*وعلم ادم الاسماء كلها (31) والتوكيد بالحال المفردة في قوله تعالى :*وهو الحق مصدقا لما معهم91) والتوكيد بالمفعول المطلق في قوله سبحانه وتعالى :* وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين (241) , وقد يقيد المفعول المطلق ابراز المقابلة بين شيئين في مثل قوله تعالى :الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم *146
اسلوب الجملة الطلبية :
1-الايسلوب الانشائي : الانشاء هو الكلام الذي لا يحتمل الصدق والكذب مثل جد في عملك , ونحو : ما احسن الدين والدنيا اذا اجتمعتا فالمثال الأول يطلب فيه من المخاطب الاجتهاد , وفي الثاني تعجب من حسن الدين والدنيا مجتمعين , وبالتالي ليس الطلب والعجب مما يحتمل صدقا ولا كذبا , ويقول قدامة بن جعفر :" والطلب كل ما طلبته من غيرك , ومنه الاستفهام , والهاء , والتمني , لان ذلك كله طلب فانك انما تطلب من الله بدعائك ومسالتك , وتطلب من المنادي الاقبال عليك أو اليك وتطلب من المستفهم منه بذل الفائدة لك " نستطيع القول بان الاسستثناء الانشاء نوعان : طلبي وغير طلبي
1-فالطلبي ما يستدعي مطلوبا غير حاصل وقت الطلب ويكون بالامر والنهي والاستفهام ويدخل معه التمني والنداء
2-غير الطلبي ما لا يستدعي مطلوبا, وله اساليب , منها التعجب والقسم
(2 )الجملة الطلبية : وهي ترتيب انشائي قسيم للجملة الخبرية تختلف انواعها الى اشكالها العامة باختلاف الطلب الذيي يفيده كل نوع , كما يختلف الطلب باختلاف الاداة والتركيب أو التركيب فقط , فقد يكون الطلب امرا أو نهيا أو نداء أو استفهاما أو دعاء أو ترحيبا أو تمنيا أو عرضا أو تحضيضا , وييسمى التركيب باسم نوع الطلب الذي يفيده ومن التراكيب الطلسية وهي ( الامر, النهي, الاستفهام والنداء) وقد وردت في سورة البقرة في اثنين وخمسين وما ئتيي تركيب توزعت على مختلف انواع الطلب الاربعة
كما هو مبيين في الجدول الاتي
انواع الجملة الطلبية عدد كل نوع
جملة امر 120
جملة النهي 40
الجملة الاستفهامية 56
الجملة الندائيية 36
المجموع العام 252

أولا: اسلوب الامر والنهي
جملة الامر تركيب لغويي يفييد طلب حصول الشيء فيي الزمن المستقبل والامر نوع من انواع الطلب , ويكون في اصل وضعه من الاعلى الى الادنى حقيقة أو عرفا
ويعرف الامر بانه " قول القائل : لمن دونه افعل " وهو عند العرب ما اذا لم يفعله المامور وسميي عاصيا " , ويشاركه النهي من جهة المرتبة والزمن غير ان النهي يفيد طلب ترك الشييء , والكف عن فعله , وقد يخرج الامر وكذلك النهي الى دلالات اخرى تفهم من السياق وقرائن المقام كالدعاء مثلا حيث تتغيير درجة الامر الآمر أو الناهي فتصبح اقل من درجة المامور أو المنهي
وتركييب الامر يؤديي وظيفته الدلالية بصييغة الفعل (افعل) وقروعها وبالاداة الموضوعة لذلك , وهي (لام الامر) مع الفعل المضارع وصيغتها (لتفعل ) وقروعها , وباسم الفعل , وبالمصدر الذي به بدلا من التلفظ بفعله , وتركييب النهي يعتمد في تادية وظيفته الدلالية على الاداة الموضوعة لذلك وهي (لا المنهاهية ) مع الفعل المضارع والموقف اللغوي لكل من تركيب الامر وتركييب النهي يبنى على الوضع التالي
1-الامر (أو الناهي) وهو المتكلم الذي يصدر منه الامر والنهي , وعلو درجته في بقاء التركيب على دلالته
2-المامور (أو المنهي) , وهو المتلقي الذي ييتوجه الييه الامر أو النهي , وانخفاض درجته شرط في دلالة التركيب على الامر أو النهي , وفي ذلك تقبل لدلالة التركيب من غير معارضته .
3-المامور به(أو النهي عنه) , وهو الفعل وما يتعلق به الذي يطلب حصوله أو الكف عنه , وهو المقصود به التركيب الطلبي , ويكثر ان يكون معللا وفي ذلك اقناع للمامور أو النهي ,
ا-جملة الامر: \
النمط الأول : تتركيب يعتمد على الصيغة في تادية وظيفة الامر
مثل هذا النمط قوله تعالى :" خذوا ما اتييناكم بقوة واسمعوا* (93)
تتالف بنيية هذا التركييب من فعل امر بصيغة (افعل ) وفاعل متصل ببنية الفعل لانه ضميير , وهو المامور , اما الامر فهو المتكلم , والغرض من هذا الامر ان ياتي المامور فتتصف بالحدث , وقوله تعالى :*واقيموا الصلاة واتوا الزكاة *(83, 110)
يتالف هذا التركيب من جملتين ذكر فيهما الفعل , والفاعل و والمفعولبه , وربطت بيينهما الوأو , ربطا متوازيا يحقق تماثلا تركيبيا , ويقيد مجرد الجمع بين الصلاة والزكاة وقوله تعالى : *واعلموا ان الله غفور رحيم * (235)تتالف بنية هذه الجملة من فعل امر وفاعل جاء ضمير للجماعة متصلا بالفعل والمفعول به جاء جملة مصدرية , فالامر تضمنه الفعل , والمامور هو الفاعل , والامر ظهر في هيئة (اسم الجلالة ) في جملة المفعول به وهو الحال في الايات التالية : (194 , 196 ,203 ,223 ,231 ,233 ,235 ,244 , 260 ,267 )

النمط الثاني : اداة الامر (للام)+فعل مضارع
يظهر هذا النمط فيي قوله تعالى :* ولييتق الله ربه* (282 ,283 )
لم يظهر الفاعل (وهو المامور) في بنية الجملة تقديره ضمير الغائب (هو) , واسم الجلالة هو الامر , والامر تضمته الفعل الذي حذف اخره ( حرف العلة ) لانه مجزوم والملاحظ ان (اللام) التي افادت الامر لاحقة امامية , وصيغة الفعل هذه تختلف عن صييغة النمط الأول ولذلك جاز ان ييسند (الامر) الى الغائب
ومنه قوله تعالة : *وليكتب بينكم كاتب بالعدل * ( 282)
النمط الثالث : فعل امر ( غيير ظاهر ) +مفعول به ( اذ+جملة فعلية )
وهو ماجاء في قوله تعالى :" واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة *(30)
تتكون بنية هذا التركيب من (اذ) وهو اسسم زمان و(اذ) في اصله ظرف لما مضى من الزمن وقد خرج عنى الظرفية عنا , لان الفعل لم يقع فيه , بل وقع عليه , والفعل تقديره ( اذكر) أي : " واذكر اذ قال ربك للملائكة " وقوله تعالة : * واذا نجيناكم من ال فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون ابناءكم ويستحيون نساءكم * (49)
النمط الرابع : ترتيب يعتمد المصدر في تادية وظيفة الامر
جاء فيي هذا النمط جملة واحدة وهي قوله تعالى :" ... وبالوالدين احسانا (83)
قوله( و بالوالدين ) يتعلق بفعل محذوف يدل على المصدر المذكور (احسانا) فيقدر فعلا من لفظة أي ( واحسنوا ) فيكون التركيب مختزلا تحدده البنيية العميقة كالتالي واحسنوا بالوالدين احسانا . هذا التركيب معطوف على قوله ( لا تعبدون الا الله ) فهي طلبية بصييغة الخبر , لذلك يجوز ان يقدر المحذوف ( في الجملة المعطوفة ) بصيغة المضارع :" وتحسنون بالوالديين احسانا" والتركيب يفييد الطلب مهما كانت الصيغة واخراج الامر في صورة الخبر واششعار باهميته , فيخبر عنه كانه قد تحقق
خصائص جملة الامر :
شكلت جملة الامر –في سورة البقرة –نسبة عالية بلغ عددها (120) جملة ان تركيب الامر يعتمد في تادية وظيفته على صيغة الفعل (افعل) وفروعها فيكون المامور هو المخاطب سواء اكان مفردا ام مثنى ام جمعا , والضمير المتصل ببنية الفعل يدل على عدد الفاعل ( المامور) ونوعه – ويعتمد كذلك على الاداة الموضوعية لهذا الغرض وهي( السلام ) مع الفعل المضارع , وصيغتها ( ليفعل ) وفروعها , وقد يكون المامور في هذه الحال اسما ظاهرا أو ضمير للغائب , وتلك ميزة الامر بهذه الصيغة والآمر لا يظهر كثيرا تدل عليه القران , والمامور به بصاحب تركيب الامر وتختلف دلالات الامر من تركيب الى اخر وهذه بعض الدلالات
1-الوجوب كقوله تعالى :" قول وجهك شطر المسجد الحرام * (144) ويكثر الامر الدال على الوجوب فيي القران الكريم , ويرتبط بالاحكام الشرعية التيي يامر الله بها عباده المؤمنين على سسبيل الالتزام .
2-الندب , كقوله تعالى : واتقوا في سسبيل الله (195) وهي الافعال التي يحث عليها الشارع الحكيم ان يؤتي بغية ثواب الاخرة
3-الارشاد, كقوله تعالى : * واستشهدوا شهييديين من رجالكم * (282) وهي الافعال التي يرشد الييها الموالى سبحانه وتعالى لاجل المصالح الدنيوية
4-الاباحة , كقوله تعالى : * فالان باشروهن*(187)
5-الامتنان, كقوله تعالى : *كلوا من طيبات ما رزقناكم * (57)
6-التعجيز, كقوله تعالى : *فات بها من المغرب *(258)
7-التذليل , كقوله تعالى : *فقلنا لهم : كونوا قردة خاسئين *(65)
8-الدعاء, كقوله تعالى :*وارنا مناسكنا وتب عليينا* (128 )
ونشير الى تركيب الامر متنوع الدلالة , وللقرائن دور كبير في تحريير هذه الدلالة
ب-جملة النهي : جاء من تركيب النهي في سسورة البقرة اربعون جملة ذات نمط واحد
النمط =تركيب يعتمد الاداة (لا) في تاديية وظييفة النهي
يمثل هذا النمط قوله تعالى :* ولا تكتموا الشهادة * (283) وفي هذا التركيب تتصدره (لا) الناهية وهي مختصة بدخولها على المضارع , والتركيب هنا يفيد النهي عن الفعل في تعلقه بالمفعول على سبيل الوجوب , ويلحق بهذه الصورة ما جاء في الايات : (150 , 187 , 229 ) .وقوله تعالى : *ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة (195) , وقوله تعالى :ولا تشتروا بايياتيي ثمنا قليلا *(41) والاصل في الباب ان تدخل على الثمن بعد فعل الشراء والبييع , وقد دخلت هنا على المبيع فانتصب الثمن على المفعولية , ومثلما في الايتين : (86 ,175 ) والاشتراء في الاية بمعنى الاستبدال , والقاعدة في هذا ان تدخل الباء على المتروك لا على الماخوذ , وقال القراء : " كل ما كان في القران من هذا نصب فيه ثمن وادخلت الباء في البييه أو المشتري , فان ذلك اكثر ما ياتي فيي الشيئين لا يكونان ثمنا معلوما مثل الدنانير والدراهم , فمن ذلك اشتريت ثوبا بكساء ايهما شئت تجعله ثمنا لصاحبه , لانه لييس من الاثمان (...) فان جئت الى الدراهم والدنانير وضعت الباء في الثمن "
خصائص جملة النهي : جاءت تراكيب النهيي على نمط واحد , وهذا النمط اعتمد على الاداة الموضوعة وهي (اللام) مع صيغة المضارع , واذا كان تركيب النهي على نمط واحد فان صوره متعددة , وغالبا ما ما كان الفاعل في تركيب النهي ضميرا متصلا يدل على جماعة الذكور المخاطبين وصيغته (لا تفعلوا), وجاء مرة واحدة يدل على الاثنين في قوله تعالى :*ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين *(35) ويبين صيغ تركيب النهي في الجدول التالي
تركيب النهي صيغ النهي النهي (المتلقي) مجموع كل صيغة
لا تفعل
لاتفعلا
لاتفعلوا
لا يفعل مخاطب مفرد
مخاطب مثنى
مخاطب جمع\
غائب أو اسم ظاهر 06
01
30
03
المجمـــــــــــوع العام 40
-وقد يتخصص النهيي تخصيصا غائبا بالاداة (حتى) , كقوله تعالى :* ولا تحلفوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدى محله * (196 ) , فالنهي مؤقت ببلوغ الهدى محله , فاذا بلغ محله ابيع حلق الرؤوس , والملاحظ ان النهيي طلب الكف عن الفعل على سبيل التحريم فيي اصل معناه , وهذا المعنى يغلب في التراكيب التي درسناها , وقد خرج النهي الى دلالات اخرى نذكر منها :
1-الكراهة , كقوله تعالى :* ولا تنسوا الفضل بينكم *(237)
2-الارشاد كقوله تعالى : *ولا تسأموا ان تكتبوا صغيرا أو كبيرا الى اجله *(282)
3-بييان العاقبة , كقوله تعالى :*ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات بل احياء *(154) فعاقبة الجهاد في سبيل الله الحياة عند الله لا الموت
4-الدعاء , كقوله تعالى : *ربنا ولا تؤاخذنا ان نسينا أو اخطانا *(286)
5-الاستمرار على الحال التي عليها المخاطب , كقوله تعالى : *فلا تكونن من الممترين *(147) ولذا كان النهي استمرار على الحال التي هو عليها , أي : " من انتفاء المريية عنك
6-التهويل : كقوله تعالى: *ولا تسسال عن اصحاب الجحيم *(119) , ومعنى النهي عن السؤال تعظيم ما وقع فيه الكفار عن العذاب
ثانيا : الجملة الاستفهامية اسلوب الاستفهام
الجملة الاستفهامية في معناها اللغوي تركيب يقصد به طلب الفهم , والفهم حكم يتعلق بالمفرد أو النسبة و فالسائل يكون في طلب التصور مترددا في تعيين احد الشيئين ويكون في التصديق مترددا في تعيين النسبة بين الاشياء والنفي
والاستفهام عن النسبة لا يكون الا في الجملة الخبرية , والاصل فيها ان تكون فعلية وقد يعدل عنها الى الجملة الاسمية لضرب من الأتساع في الاستعمال , أو للمبالغة في افادة المقصود وهذا ما بينه القدماء
والاستفهام هو طلب حصول صورة الشيء في الذهن , ويطلب به التصديق أو التصور
اما في القران الكريم فان الاستفهام الذي يقع في خطاب الله تعالى فانه على معنى ان المخاطب عنده علم ذلك الاثبات أو النفي , فالله تعالى لا يستفهم خلقه عن شيء وانما يستفهمهم ليقررهم ويذكرهم انهم قد علموا حق ذلك الشيء ويخرج الاستفهام عن معناه الاصلي الى معان اخرى تفهم من سياق الكلام وقرائن الاحوال كالنفي والانكار , والتسوية والتقرير والتعجب والتوبيخ وللاستفهام نغمة خاصة به تصاحب كل منطوق من الكلام اذ الجملة الواحدة (الخالية من الاداة )تصلح ان تكون اثباتا أو استفهاما , والفيصل بينهما هو التنغيم الذي يساعد على فهم المعنى المقصود , اما الكلام المكتوب فانه يفقد خاصية التنغيم ولذا اعتمد على اداة تشير الى أسلوب الاسستفهام , واذا حذفت من التركيب قدرت بمعونة القرائن المقالية والمقامية .
وقد اشار علماء العربية الى حذفها من لغة الكتابة وفي بعض المواضع واستشهدوا لذلك بالقران الكريم والشعر الفصيح , والموقف اللغوي لتركيب الاستفهام يتكون من : المستفهم (وهو المتكلم), المستفهم منه (وهو المخاطب )والمستفهم عنه ( وهو مدخول اداة الاستفهام , سواء اكان مفرد أوجملة ) واداة الاستفهام وهي القرينة اللفظية لاسلوب الاستفهام .وادوات الاستفهام في اللغة العربيية هي : الهمزة ,هل, ام , من, ما , متى , ايان, كيف, اين , اتى , كم, واي "
وتنفرد الهمزة بطلب التصور والتصديق وتختص( هل ) بطلب التصديق وباقي الادوات بطلب التصور
والتركيب الاستفهامي ليس دائما على حقيقته في طلب الفهم فقد يخرج الى معان اخرى سنشير اليها عند تحليلنا للنماذج
وردت التراكيب الاستفهامية في سورة البقرة في ستة وخمسين موضعا استخدمت فيها" تسع ادوات : الهمزة في خمسة وعشريين موضعا , و(ما ) في احد عشر موضعا , ومن في ستة مواضع , و(ام) المنقطة في اربعة مواضع , و(كيف) في ثلاثة مواضع و(هل) , ( كم) و ( اني) في موضعين لكل منها , و(متى) في موضع واحد "
وقد ادت الجملة الاستفهامية في بعض المواضع وظيفة في جملة مركبة (خبرية أو طلبية) والجملة الاستفهامية تختلف فيي تراكيبها وفي دلالاتها , وقد امكن (تصنيفها)تصنيف نماذج منها في الانماط التالية :
النمط الأول : تركيب استفهامي يعتمد على الهمزة
يمثل هذا النمط قوله تعالى :*قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك *(30) هذا التركييب تتصدره همزة الاستفهام , والجملة مدخول الاداة تتكون من فعل مضارع مسند الى المخاطب المفرد انت ( تجعل ) , وجار ومجرور (فيها) ومفعول به ( من يفسك فيها وييفسك الدماء ) وهي جملة موصولية مكررة , وجملة حالية تكررت بالعطف ( ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ).
وزمن التركيب مستقبل في الظاهرة , وكانه وقع لتاكيد وقوعه لانه خبر من المولى –سبحانه ولذلك تعجبت الملائكة بالاستفهام يطلبون بيان الحكمة من جعل ادم خليفة في الارض وهو تعجب من ان يستخلف مكان اهل الطاعة اهل المعصية –وهو الحكيم الذي لا يجهل وانما عرفوا ذلك باخبار من الله تعالى , أو من واقع سابق لمخلوقات اخرى
ومثله قوله تعالى *اتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم وانتم تتلون الكتاب *(44)
النمط الثاني : تركيب استفهامي يعتمد على (ام ) المنقطة
(ام ) تدعى منقطعة في الاصطلاح لكنها تصل ما قبلها لما بعدها في المعنى , ولم يعتبرها بعضهم من ادوات الاستفهام ومذهب البصريين فيها انها بمعنى (بل) والهمزة مطلقا وذكر ابن مالك انها تدل على الاضراب مع الاستفهام أو الاضراب فقط لكونها تخلو من الاستفهام اذا خلت على ادوات الاستفهام ماعدا الهمزة كما في قوله تعالى :*ام هل تستوي الظلمات والنور * سورة الرعد الاية (16)
ويمثل هذا النمط قوله تعالى :* ام يقولون : ان ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسسباط كانوا هودا أو نصارى *(140)
مدخولون (ام) المنقطعة جملة فعليية مضارعية ييتصدرها فعل القول و والجملة المحكية بالقول اسمية مؤكدة بالاداة (ان) واسمها تكرر ( بوأو العطف) خمس مرات وخبرها جملة منسوخة بالاداة (كان) , تعدد خبرها بالاداة (أو) العاطفة , أو اجاز الزمخشريي ان تكون (ام متصلة ) فيمن قرا بالتاء (ام تقولون ....) فتكون معادلة للهمزة في قوله تعالى :*اتحاجوننا* بمعنى : " أي الامرين تاتون المحاجة في حكمة الله ام ادعاء اليهودية والنصرانية على الانبياء " والمراد عن الاستفهلم عنهما انكارهما معا , كما اجاز ان تكون منقطعة بمعنى :" اتقولون " والهمزة للانكار ايضا وعلى قراءة (الياء )لا تكون الا منقطعة والقراءة (بالياء) هي التي اعتمدناها , ولذلك اعتبرت (ام) منقطعة والمعنى يراد به انكار الفعل والواقع , وهو فعل( القول ), وتوبيخ فاعليه لجهلهم بتاريخ انبياءهم وبحقيقة شريعتهم , وقد يراد (بام) المنقطعة انكار فعل الارادة مبالغة في انكارها بعده , كما في قوله تعالى :*ام تريدون ان تسالوا رسولكم كما سئل موسى من قبل *(106)والمعنى :" بل تريدون ان تسألوا رسولكم (محمد ) كما سئل موسى من قبل " والاستفهام خرج الى معنى انكار فعل الارادة فييكون انكار فعل السؤال من باب أولي
ومن مظاهر (ام) المنقطعة ايضا صدورها في قوله تعالى :*ام كنتم شهداء اذ حضر يعقوب الموت (133) وقوله تعالى :* ام حسبتم ان تدخلو الجنة ولما ياتكم مثل الذين خلو من قبلكم *(214)
النمط الثالث: تركيب استفهامي ييعتمد على الاداة (ما) و(من)
يعتمد هذا النمط في تادية وظيفة الاستفهام على اللفظ (ما) .ومعناها في الاستفهام : " أي الشيء " فهي سسؤال عن الذوات غير الاناسي وعن الصفحات مطلقا يؤتي بها بضرب من الاختصار ومنه ما جاء في قوله تعالى :* واذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي (133) مدخول اداة الاستفهام (ما ) جملة فعلية مضارعية 9 تتكون من فعل وفاعل وجار ومجرور (مضاف) , والفعل (تعبدون ) يتعدى الى مفعول , ومفعول عند النحاة هو الاداة الاستفهامية (ما) نفسها وقوله تعالى :سيقول السفهاء على انكار الفعل مع التعجب وهو ماذهب الييه السيوطي في هذا التركيب قد يدل على الاستفهام الحقيقي مع التعجب











اما بالنسبة للاداة (من ) فجاء في قوله تعالى :*ومن يرغب عن ملة ابراهيم الامن سفه نفسه (130)اداة الاستفهام (من) للعاقل , ومدخولها جملة فعليية مضارعية تؤدي وظيفة الخبر للمبتدأ (من ) , وفاعل (يرغب)غير ظاهر تقديره ضمير ييعود على (من) وجيء باداة الاستثناء (الا) لافادة القصر , وبعدها بدل (جملة موصولية )من الفاعل المضمر في ( يرغب) , ونصب لفظ (نفسه ) بنزع الخافض , وذهب الفراء الى انه تميز ومنه ايضا قوله تعالى :* ومن اظلم ممن منع مساجد الله ان ييذكر فيها اسمه وسسعى في خرابها *(114) والاستفهام هنا يدل على النفي .
النمط الرابع ك تركيب استفهامي يعتمد على الاداة (هل) ,(كيف),(اني)
من هذا النمط ما بينه في قوله تعالى : * قال : هل عسيتم –ان كتب عليكم القتال –الا تقاتلوا (246) والتركيب افاد التقرير بمعنى الاثبات , وذلك ان المتوقع ( وهو الجنب عن القتال ) كائن ومحقق في توقعه اما بالنسبة ل(كيف) فوردت في قوله تعالى (وكنتم امواتا....الى قوله) :كيف تكفرون بالله وكنتم امواتا فاحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم الي ترجعون (28) (كيف) في الاصل سؤال عن الحال , والتركيب يفييد انكار الحال التي ادت عليها (كيف) مبالغة في الانكار مع التعجب وتوبيخ فاعليها , وقيل هو استفهام في معنى التعجب , والتعجب للخلق أو المؤمنيين أي: اعجبوا من هؤلاء كيف يكفرون بالله وقد ثبتت الحجة عليهم اما بالنسبة للاداة انيي فجاءت في قوله تعالى :قالوا: انى يكون له الملك علينا ونحن احق بالملك منه ولم يموت سعة من المال (247) (انى) اداة استفهام بمعنى كيف أو بمعنى (من اين ) , وقم تكون شرطية كما في قوله تعالى : نساؤكم حرث لكم , فاتوا حرثكم انى شئتم) (223) وقيل هي استفهامية في هذه الاية والصواب انها شرطيية لان الجملة الاستفهامية تفيد معنى تاما , و(انيي شئتم) لاتفيد وقوله تعالى :قال : اني يحي هذه الله بعد موتها *(259 )
النمط الخامس : تركيب استفهامي يعتمد على الاداة ( كم ) و(متى)
جاء هذا النمط صورتان تركيبيان فيما يخص الاداة (كم) وهما : قوله تعالى : قال :كم لبثت قال: لبثت يوما بعض يوم (259) (كم ) في هذا التركيب كنايية عن عدد مبهم الجنس والمقدار وتاتيي استفهامية وخبرية وذهب السيوطي الى انها لم ترد فيي القران الا خبريية بمعنى التكثير اما التركيب الثاني جاء في قوله تعالى :*سل بني اسرائييل كم اتيناهم من اية بيينة *211 وقد اجاز الزمخشري في هذه الايية الوجهين : الخبر والاسستفهام , ومعنى الاستفهام فيها للتقريير وتبعه النسفي
والتركييب الاستفهامي يدل على التقرير أي :" اتينا بني اسرائيل معجزات كثيرة على اييدي انبياءهم
اما الاداة (متى )فجاءت في تركيب واحد في قوله تعالى :*وزلزلوا حتى ييقول الرسول والذين امنوا معه : متى نصر الله (214) , اداة الاستفهام ( متى ) سؤال عن الزمان , وهي تؤدي وظيفة الخبر في هذا التركيب , والمبتدأ هو المستفهم عنه , والتركيب يفيد استبطاء النصر وتمنييه بمعنى " انهم تمنوا ان ينصرهم الله في وقت قريب بدليل قوله تعالى :الا ان نصر الله لقريب * ويقول ان الزمخشري :" معناه طلب النصر وتمنيه واستطالة زمن الشدة "
خصائص الجملة الاستفهامية : الجملة الاستفهامية تركيب طلبي يقصد به طلب الفهم سواء تعلق بمفرد ام بجملة ويتكون هذا التركيب في صورته الظاهرة من اداة الاستفهام ومستفهم عنه
وقد مثل هذا الاسلوب بستة وخمسين تركيب تنوعه انماطها وصورها واختلفت دلالتها باختلاف الادوات المسستخدمة فيها والقرائن المصاحبة
والهمزة احتلت المرتبة الأولى في الاستعمال بالنسبة الى الادوات الاخرى وكثر مجيء المصارع بعدها مثبتا ومنفيا كقوله تعالى :*قال اتستبدلون الي هو ادنى بالذي هو خير(61) وقوله تعالى : *الم تعلم ان الله على كل شيء قدير *(106)
وتنفرد (الهمزة ) بطلب التصور مع (ام) المتصلة فتعادل بيين جملتين اسميتين و كما في قوله تعالى *قل انتم اعلم ام الله *(140) فالتركيب الاستفهامي يتكون من جملتيين اسمييتين متعادلتين وخبرهما واحد , أو تعادل بين جملتين فعليتين كقوله : *قل اتخذتم عند الله عهدا –فلن يخلف الله وعده –ام تقولون على الله مالا تعلمون *(80) فالجملتان متكافئتان وفاعلهما واحد
ام (هل) فتاتي لطلب التصديق الايجابي دون التصور , ويلاحظ ان اسماء الاستفهام ذات وظيفة مزدوجة : وظيفة دلالية وهيي طلب التصور , ووظيفة نحوية تتنوع بتنوع عناصر التركيب , فقد يكون مبتدأ كما في الاية (164) أو خبرفي ( 68) أو مفعولا به في الاية (133)أو حالا في الاية (28) أو مجرورا كما في (91)

جاء الاستفهام على اصل معناه , وهو طلب الفهم ومعرفة المجهول , ولقد تنوعت دلالة الاستفهام في سورة البقرة وخرجت الى دلالات كثييرة منها :
1-الاسستبطاء والتمني في قوله تعالى : ... متى نصر الله(214)
2-الترغيب فيي الفعل في قوله تعالى :*... من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا *(245)
3-الاسترشاد والتعجب في قوله تعالى :*اتجعل فيها من يفسد فيها *
4-التقرير وذلك بان يدخل الاستفهام على المنفيي فيصير الكلام موجبا وهذا عدول عن الاخبار الى الاستفهام يقصد به جمل المخاطب على الاعتراف بعدم التدبر والتامل " لان الاستفهام فيي اصل وضعه جوابا يحتاج الى تفكير يقع به الجواب في موضعه " ومثال التقرير قوله تعالى :*الم تعلم ان الله على كل شيءقدير *
5-التنبيه و التعجيب في قوله تعالى :*الم ترى الى الذين خرجوا من دييارهم وهم الوف وحذر الموت *(243)
6-النفي والتوبييخ في قوله تعالى : *ومن اظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها *(114)
7-الانكار هو السمة الغالبة على الهمزة اذ لم نجد لها تركييبا واحدا في سورة البقرة يدل على الاستفهام الحقيقي . والانكار نوعان :
ا-انكار التوبيخ : ويكون فيما هو واقع كما فيي قوله تعالى : * اتامرون الناس بالبر وتنسون انفسكم (44) فالفعل المنكر يدل على ماض مسستمر الى زمن التكلم , وهذا انكار الواقع في الايجاب ..اما انكار الواقع في النفي فمثاله قوله تعالى :* افلا تعقلون * (44) فالفعل يدل على ماض وحاضر لانهم لم يعقلوا لا في ماض ولا فيي حاضر , والفعل متروك من المخاطبين الي زمن التكلم , والاستفهام انكار وتوبيخ وطلب أي : ( طلب منهم ان يعقلوا
ب-انكار التكذيب (الابطال ) : ويكون فيما لم ييقع , كما في قوله تعالى : *اتتخذنا هزؤا *(67) لان فعل (الاتخاذ ) لم يقع , وقد يكون الانكار مصحوبا بالتعريض : الاية (13) أو بالتهكم(61) , أو بالتعجب (28) أو بالوعيد (210) ونلاحظ ان الهمزة استخدمت في الدلالة علي الانكار اكثر من غيرها وان الانكار قد كثر في الافعال , وربما يرجع الى ان الفعل سلوك يعبر عن ارادة الإنسان
ثالثا الجملة الندائية
النداء تركيب طلبي يقصد به تنبيه المنادى , ودعوته باحدى ادوات النداء مذكورة أو محذوفة لابلاغه امرا يريده المتكلم .
وادوات النداء هي : ( با, اييا, هيا , أي , الهمزة ) , ينادي بالاربع الأولى منها البعيد أو ما نزل منزلته كالنائم والساهي وينادي القريب بالهمزة وقد ينادي بغيرها لضرب من التوكيد
وحكى الكوفيون عن بعض العرب استعمال : (آ,أي) لنداء البعييد وخص الجمهور (وأو) الندبة وما حكاه الكوفيون له شواهد اليوم في التعبير الشفوي , ومن الملاحظ ان ادوات النداء التي ينبه بها المدعو البعيد تنتهيي بحرف مديعين المنادى على مدى صوته وايصال ندائه الى المنادى البعيد عنه حقيقة أو حكما
والياء اكثر هذه الادوات استخداما يناديي بها القريب والبعيد والبعيد , ولذلك لم يستعمل القران الكريم في النداء غيرها
والنداء حال خطاب والمخاطب لا يحدث عن اسمه الظاهر لئلا يتوهم ان الحدييث عن غيره , ولان حضوره يغني اسمه فلما نؤدي الاسم الظاهر بتوه على الضم ليخالف ما كان عليه معربا
ويرى سبويه ان المنادى منصوب , ومابني على الضم فهو في محل نصب , وان ادوات النداء صارت بدلا من التلفظ بالفعل المتروك اظهاره وتبعه البصريون فيي اعتبار المنادى مفعولا به لفعل واجب الحذف , وخالفهم الكوفيون قرأوا ان المنادى المعرفي المفرد معرب بلا تنوين ليخالف المرفوع برافع , أي : ( بعامل ) وذهب القراء الى ان المنادى مبني على الضم , وليس بفاعل ولا مفعول
ان الخلاف الذي شب بين القدماء حول المنادى لم تدع اليه الضرورة اللفظيية ولا المعنوية انما دعت اليه الصنعة النحوية في تفسير (العامل) عامل المنادى , وقد وقف منه المحدثون مواقف متباينة , فمنهم من اعتبره حالة من الحالات التنبيه ومنه من اطلق عليه اسم (جملة غيير اسسناديية ) ومنهم من سماه 0 (شبه جملة )
وقد قال سبويه : (المنادى مختص من بين امته لامرك ونهييك أو خبرك )
ومن هذا المنطلق تتكون الجملة الندائية من اربعة عناصر :
1-المنادي : وهو المتكلم الذي يرسل النداء , وقد لا يظهر في التركيب السطحي للجملة
2المنادى : وهو المخاطب أو ( المتلقب ) , واللفظ الدال عليه ينصب أو يرفع لاجل الفرق بين انواع المنادى
3-اداة النداء : وهي الاداة الموضوعية لغرض النداء , وقد لا تظهر في التركيب فيدل عليها الموقف اللغوي
4-جواب النداء ( أو المنادى به ) : وهو المضمون المراد تبليغه الى المنادى وقد ييكون جملة خبرية أو طلبية أو شرطية
وقد جاءت الجملة الندائية فيي سسورة البقرة ست وثلاثين مرة امكن تصنيفها الى الانماط التالية :
النمط الأول : اداة نداء +منادى (علم) +جواب نداء
يمثل هذا النمط قوله تعالى : *قال : ياادم , انبئهم باسماءهم *(33) يتركب هذا التركيب من اليياء اداة والمنادى اسم علم –وهو الممنوع من الصرف في اصل الوضع لانه علم اعجمي – وجوب النداء جملة امرية لا تختلف بنييتها عما درسنا سابقا , والغرض من التركييب تنبيه المنادى ليقوم بالفعل على سبيل الوجوب ومثلها ما جاء في الاية (35) وقوله *واذ قلتم : يا موسى لن نصبر على طعام واحد *(61)
النمط الثاني : اداة نداء +منادى ( مركب يياني ) +جواب نداء
يمثل هذا النمط قوله تعالى :*ياايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون * ( 21) , المنادى في الصورة لفظ ( أي ) , والمقصود بالنداء هو لفظ ( الناس) فلما استثقلوا نداء المحلي(بان) توسلوا بلفظ (أي) لاجل التخلص من التقاء الساكنين في تركيب (ياء+الناس) .ولفظ (أي) مبهم يقع على كل شيء , يفتقر الى تفسير , والصفة بعده توضيح له, وتلزمه (هاء) التنبيه عوض عن المحذوف , وهي ما بعدها بمنزلة الاسم الواحد وقد عومل معاملة النكرة المقصودة , والهاء للتنبيه, والاسم بعده عطف بيان ’ ويجوز ان يكون صفة باسم الجنس , وجملة جواب النداء طلبية (امر) جاءت معللة , وفي هذا تبرير لقبول
الامر وتلقيه بالمسارعة والامتثال .والتركيب موجه الى مشركي مكة ليبعد الخالق دون سواه ومن هذا النمط ايظا قوله تعالى : *يا ايها الناس : كلوا مما في الارض حلالا طيبا *(168)
النمط الثالث : اداة النداء +منادى (مضاف) +مضاف اليه
جاء في هذا النمط قوله تعالى : يابني اسرائيل , اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم (40) المنادى لفظ (بني) مضاف الى لفظ اسرائيل , والمنادى المضاف منصوب وعلامة ذلك (الياء ) لانه ملحق يجمع المذكر السالم , وقد حذفت النون لاجل الاضافة وجواب النداء جملة امرية تتكون من ( فعل +فاعل+ مفعول به+نعت ...) والغرض من النداء هو تذكر نعمة الله على بني اسرائيل وواجب شكر المنعم والاقرار بفضله وقوله تعالى *:.... يابني ان الله اصطفى لكم الدين * (132 ) والفرق بيين هذه الاية والاية الأولى : هو ان الاية الثانية المنادى الى (ياء ) المتكلم , وهيي مدمغة في (ياء) نبين , كما يظهر الفرق في جواب النداء حيث جاء جملة خبرية مؤكدة بالاداة (ان)

النمط الرابع : اداة نداء (غير ظاهرة ) +منادى (مضاف ) +جواب نداء
يمثل هذا النمط قوله تعالى : *واذ قال ابراهيم : رب اجعل هذا البلد امنا , وارزق اهله من الثمرات (126) ولم تظهر اداة النداء (يا) في التركيب يدل عليها الموقف اللغوي لتركيب النداء الذيي الذي يعتمد الاداة في تادية وظيفة النداء , والمنادى لفظ (رب) مضاف الى ييا) المتكلم المحذوفة , يدل عليها الكبيرة على اخر المنادى والياء تشير الى الداعي وهو ابراهيم (عليه السلام) وجواب النداء امر في الصييغة خرج الى معنى الدعاء ومثله ماجاء في قوله تعالى :فمن الناسس من يقول : ربنا اتنا في الدنيا حسنة (200) وقوله تعالى : ومنهم من ييقول : ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسسنة وقنا عذاب النار *(201) وقوله تعالى : (ربنا افرغ علينا صيرا , وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين * 250 يتضح هذا التركيب ان النداء أ جيب بثلاث جمل طلبيية ربطت بينها ( الوأو ) , وصيغها امر دلالاتها دعاء
خصائص الجملة الندائية :
الجملة الندائية تركيب طلب يرادبه توجيه الدعوة الى المخاطب (المنادى ) وتنبيهه الى سماع ما يريده المنادى (المتكلم)
وفيي سورة البقرة استقرينا ستة وثلاثين تركيبا ندائيا , جاء المنادى فيها علما ومضافا ومحلى ب( ال) , واستعمل في نداء هذه الانواع (يا) مذكورة ومحذوفة
وتختص الاداة (يا ) بكثرة الاستعمال وبمناداة القرييب والبعيد , حقيقة أو حكما , وتحذف في مواضع لسهولة ادراكها , والشعور الداعي بالقرب من المدعو وهذا غالب في نداء لفظ (رب) , والنداء فيي سورة البقرة ينقسم الى :
2-نداء البشر بعضهم بعضا مثل قوله تعالى :* واذ قال موسسى لقومه : ياقوم انكم ....* (54)
3-دعاء الرسل والعباد ربهم , كقوله تعالى :* واذ قال ابراهيم : رب , اجعل هذا البلد امنا وارزق اهله من الثمرات *(126) وانواع المنادى في سورة البقرة هي:
1-العلم : نؤدي الاعلام باسماءهم صريحة سسواء اكان المنادي المولى –سبحانه- ام العباد-والاعلام في السورة اسماء , انبياء (ادم , موسسى ) ولم يناديي خاتم الانبياء (ص) في القران باسمه –وانما نؤدي بصيفاته, ( يا ايها الرسول’ يا ايها النبيي ) لاجل تثبيت الصيفات في نفوس السامعين

2-المحلى ب(ال) اذا اريد نداؤه جيء بلفظ ( أي) للتخلص من التقاء الساكنين (يا + الناس) , واي لفظ مبهم يحتاج الى توضييح , ولذلك اردفوه بوصف( أو عطف بيان ) لانه المقصود بالنداء ووجدنا منه نوعين , (ياايها الناس , ياايها الذيين امنوا )
3-المضاف : يتكون المنادى من ( المضاف + المضاف اليه ) وبيان ذلك على النحو التالي
ا-المضاف لفظ(أولي) أو(بني) مثل قوله تعالى :*ياأولي الالباب *179

*ويابني اسرائيل * 40
ب‌- المضاف لفظ( قوم ), والمضاف اليه (باء المتكلم ) : لقوله تعالى :*واذ قال موسى لقومه : ياقوم , انكم ظلمتم انفسكم باتخاذكم العجل *54
ج-المضاف لفظ (رب) فيي غالب الاحيان تحذف اداة النداء عندما يكون المنادى لفظ (رب) فمبعثه شعور الداعي بقربه من خالقه وقد اطرد حذفها الا في موضعيين صرح فيهما بالاداة .
من اساليب الوعيد في سورة البقرة :
اشتمل القران الكريم على سمة عالية من الكلام فهو يخالف ما تفوه به الشعراء والادباء وغيرهم , فاسلوب القران غير اسلوب الشعر والادب فهو متميز بنظمه وتاليفه واسلوبه , ومن اساليب القران اسلوب الوعيد .
فوعيد القران انما هو يهدف الى الاصلاح وايقاظ العقول ,
وليسس الى محض الاذلال والانتقام , فكل وعيد في القران الكريم , انما يهدف الى التخويف واظهار الرغبة في الانتقام , اما وعيد القران فانه يعتمد اساسا ودائما على انذار المنحرفين عن طريق الله والمعاندين له ليعودوا الى طريق الله , فاذا عادوا محي عنهم كل ما اسلفوه مهما يكن سوؤه , ومهما يكن من غضب الله عليه , وكان شيئا مما اسلفوه لم يكن فالسمة الغالية على كل وعيد القران هيي الدعوة من خلال الوعيد الى ايقاظ العقول واسستخدام الفكر .
1-وعيد الاصلاح:
هو الوعيد المنصب بصفة مباشرة على تقويم السلوك وتنظييم الصلاة والروابط بين الناس , ونحو ذلك ما تصلح به حياتهم , والهدف من كل اساليب الوعيد والوانه هو اصلاح امور يترتب بعضها على بعض , وباصلاح العقيدة يترتب عليه اصلاح السلوك , فيترتب عليهما صلاح المجتمع والحياة كلها , ومن ذلك الامور :
ا-قضية انفاق المال :ييعتبر المال هو الشاغل الاكبر لبني ادم , وكان حبهم الأول الذي ييتنافسون فيه وييتصارعون حوله اذ جعل الله في مقدمة ما هو مركوز فيي طبائعهم , كما يقول تعالى *المال والبنو زينة الحياة الدنيا *
ولقد امر الله عز وجل بانفاق المال على الفقراء والمحتاجين , ومن اسوء ما يصاحب الانفاق هو ايذاء نفسية الفقير باية صورة من صور الايذاء النفسي , ومن ابرز هذه الصور المن بالانفاق وهو اكثر شيوعا , فبعض الاغنياء يتخذون من احسانهم للفقراء وسييلة لتسخيرهم واستخدامهم .ففي قوله تعالى *الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما انفقوا منا ولا اذى لهم اجرهم عند ربهم ولاا خوف عليهم ولاهم يحزنون قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها اذى والله غني حلييم , يايها الذين امنوا لا تبطلو صدقاتكم بالمن والاذى كالذي ينفق ماله رثاء الناس ولا يؤمن بالله والييوم الاخر , فمثله كمثل صفوات عليه تراب فاصابه وبل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين * الاية 262-264
فهذه الايات تتضمن صورتين ملتويتين من صور الانفاق وهما :
1- صورة المن بالصدقة وهو المن والايذاء , وان كان يغيض الى الله الا انه لا يتعارض مع الايمان – فالله سبحانه وتعالى يخاطب المؤمنين بان هذا السلوك يبطل الصدقة ويضيع ثوابها وذلك في قوله تعالى * ياايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى*
2-والصورة الثانيية هي صورة الرياء والمباهاة بالانفاق , فيتخذ كوسيلة للتعالى والفخر الخيلاء على الناس , في قوله تعالى :* ياايها الذين امنوا لا تبطوا صدقاتكم بالمن والاذى كالذي ينفق ماله رثاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الاخر فمثله كمثل صفوات علييه تراب فاصابه وابل فتركه صلدا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين * واللافت للنظر ان القران يربط الرياء بالكفر وانه من خلق الكافرين , وعلى المؤمنين ان يتحاشوه حتى لايتخلقوا بخلق الكافرين
ب-قضية العدوان على مال الغير :
يعتبر المال محور معيشة الناس , ومحور امالهم وكل سعيهم في الحياة هدفه النهائي المال ’ لذلك فانهم يستخدمون كل اساليبهم وافكارهم وجهودهم في الحصول عليه , وحيث كانت طبائع الناس مختلفة , فمنها طبائع الخير ومنها طبائع الشر , ومن اساليب الشر في كسب المال , الربا في قوله تعالى *يمحق الله الربا ويربي الصدقات الاية 276 فالقران في عدة مواضع منه حرمة الربا بصورة لا تترك مجالا للاجتهاد أو التحايل , ومن اساليب الشر ايضا الطمع كطمع طرف في مال طرف اخر , مما يجمع بيينهم تعامل –أو شركة في شييء فالاسلام يضع حد للاطماع في التعامل –بالديون لقوله تعالى : ياايها الذين امنوا اذا تداينتم بدين الى اجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب العدل ولا ياب كاتب ان يكتب كما علمه الله فليكتب وليملل الذي عليه الحق وليتق الله ربه ولا يبخسس منه شيئا ...الايية 282.فالله عز وجل ييحذر الناس من الطمع , فلا يجوز لاحد ان ينال مال احد الا بالحق , , ولا يجوز التحايل للاستيلاء على مال الغير كاستمالة قاضيا أو حكما يحكم لصالحه لقوله تعالى :ولا تاكلوا اموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها الى الحكام لتاكلوا فريقا من اموال الناس بالاثم وانتم تعلمون * الاية 282
2-وعيد الخسران
وعيد الخسران هو وعيد الله ياتي لمثل الناس من الزأوية التي تسيطر على امانيهم وتتركز فيها اموالهم , وهي زأوية لكسب وتحقيق المنفعة , فالله سبحانه وتعالى يتوعدهم بخيبة الامل , والاحساس بالياس, ويتوقع الفشل والخسارة وليسس النجاح والكسب الذي يسعون اليه –واما من براعتهم في التخفي , ومهارتهم في المرأوغة فان الله سبحانه وتعالى يجعل نفسه هو المتصدى لهم فييها , وحتى يشعروا بان هناك من هو امهر منه في الكيد والتدبير والتخطيط وييكفي يشعرهم بانه مطلع على كل يظنونه سرا وخفاء, وان ما يفعلونه ويدبرونه في الضلام واذا كان عند الناسس سرا مطلوبا فهو بالقياس الى الله مكشوف كانه في وضح النهار وعلى رؤوس الاشهاد , وذلك ما جاء في قوله تعالى :*واذ لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انما نحن مستهزئون *الاية 14
ومن هذه الصورة قوله تعالى :* ومن الناس من يقول امنا بالله واليوم الاخر وماهم بمؤمنين , يخادعون الله والذين امنوا وما يخادعون الا انفسهم وما يشعرون , في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون , واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون , الا انهم هم المفسدون, ولكن لا يشعرون , واذا قيل لهم امنوا كما امن الناس قالوا انؤمن كما امن السفهاء الا انهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون , واذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا , واذا خلوا الى شياطينهم قالوا نحن مستهزئون , الله يستهزىء بهم يمدهم في طغيانهم يعمهون , أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين , مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما اضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون , صم , بكم , عمي فهم لا يرجعون * الاية 177
ويتوعد عز وجل الذين ينقضون العهد من اجل منفعة يظنونها خير لهم بالخسارة والقران يبرز لهم ولغيرهم الحقيقة , وهي ان الذي ينقض العهد هو الخاسر مهما بدا له من كسبه , لان ما يخسر من خلقه ودينه لا يعوضه أي كسب , ونقض العهد خسارة فادحة في الخلق والدين مصداقا لقوله تعالى
*والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما امر الله به ان يوصل ويفسدون في الارض أولئك هم الخاسرون *
كما يتوعد الله سبحانه وتعالى أولئك الذين يزيفون كلاما من عندهم وينسبونه الى الله , مدعين انه كلام الله , كما فعلوا في التوراة –أولئك هم اليهود والمعروف عنهم يحب المال والتضحية في سبيله بكل شيءو فالقران الكريم يؤكد هذه الحقيقة , فيتوعدهم الله تعالى بالويل ليعلموا ان هذا الكسب في حقيقته خسارة وليس ربحا –كقوله تعالى :* فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كسبت ايديهم وويل لهم مما يكسبون *الاية (79)فهناك من يتاجر بكلام الله , اما بحجبه وكتمانه فلا يظهرونه الا بثمن , واما بتحريضه وتغييره ليحصلوا من وراء ذلك ايضا على ثمن , ولكن الله ينبههم الى ان ايات الله لا توزن بثمن مهما يكن هذا الثمن . ولكنهم سيعلمون مدى تفاهة هذا الثمن حين يحل عليهم وعيد الله , والله يحذرهم في قوله تعالى : *ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا * الاية (40)
ومن يبيع الحياة الابدية وهي الاخرة بالحياة العاجلة التي لا تسأوي لحضة بالقياس الى الاخرة ليس برابح , بل هو بيع الحماقة , وتجارة السفه الشديد والخسران المبين مصداقا لقوله تعالى :*أولئك الذبن اشتروا الحياة الدنيا بالاخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولاهم ينصرون * الاية (86)
3-وعيد المؤمنين :
من اثار الاعجاز الموضوعي للقران كونه كلام الله , انه يعمم مبدأ الوعيد علة كل البشر بمن فيهم الانبياء , بان يجعل لكل مخالفة لله عقابا , ومن يروا في القران وعيد للانبياء , هو في الواقع ليس وعيدا وانما هو تحذير من ان ينزلقوا فيما ينزلق فييه غيرهم من مخالفة الله ’ ولكن بوصفهم بشرا قد يخطئون خطأ وليسس عمدا , فيكون حساب الله لهم اشد من حسابه لغيرهم بلومهم على هذا الخطأ , بينما سسائر الناس لا يلامون على الخطأ , لقوله تعالى في سياق دعاء المؤمنين * ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو اخطأنا * اخر سسورة البقرة , واما في قوله تعالى : ياايها الذين امنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا ان كنتم مؤمنين . * الاية 278 فالله سبحانه وتعالى في هذه الاية يحذر المؤمنين تحذيرا شديدا من الربا , كما يتوعدهم الله من يزأول الربا بصورة رهيبة اعلان لحرب من الله ورسوله عليه , وهي حرب غير محددة في الوعيد و وانما يحددها الله في التنفيذ والتطبيق حسب كل حالة من حالات الربا فيقول الله تعالى : *ياايها الذين امنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا ان كنتم مؤمنين , فان لم تفعلوا فاذنوا بحرب من الله ورسوله *الاية (278 ,279)
الصورة الشعرية لسورة البقرة :
1- الصورة المجازية : *مجاز عقلي في قوله تعالى :" هدى للمتقين " اية رقم 2
-اسند الهداية للقران والهادي الحقيقي هو الله عز وجل
*مجاز مرسل في قوله تعالى :" ان الله لا يستحي " اية رقم 26 من باب اطلاق الملزم وارادة اللازم
*يجاز بالحذف في قوله تعالى :" فلما انباهم باسماءهم قال " اية رقم 23
يجاز بالحذف والتقدير فانباهم بها لذلك حذف لفهم النهي
*مجاز اسنادي في قوله تعالى :" وامنا " اية رقم 25
*مجاز مرسل في قوله تعالى :" واركعوا من الراكعين " اية رقم 43
*مجاز بالحذف في قوله تعالى :" وفالوا كونو هودا او نصارى تهتدوا " اية رقم 135 فكلا الفريقين يعد دينه باطلا
*مجاز المرسل في قوله " وادلموا ان الله بكل شيء عليم " اية رقم 131
*مجاز مرسل في قوله تعالى :" فول وجهك " اية رقم 144 :" حيث اطلت الوجه واراد له به الذات من اطلاق الجزء وارادة الكل
-مجاز مرسل ايضا في قوله تعالى :" او لئك ما ياكلون في بطونهم الا النار " اية 174
*مجاز مرسل اخير في هذه السورة لقوله تعالى :" فبهت الذي كفرا " اية 258 من باب اطلاق محل وارادة الحال
2- الصورة الاستعارية وانواعها :
*استعارة تصريحية في قوله تعالى " وختم الله على قلوبهم " اية رقم 7 حيث شبه قلوبهم التي تاتي الحق واسماعهم وابصارهم التي لا ترى نوم الهداية يوعاد محتوم عليه مسدود ونافذه واشعار لفظ الختم على سبيل الاستعارة
*استعارة تصريحية في قوله تعالى :" اشتروا الضلالة بالهدى " اية رقم 15 حيث استبدلوا الغنى بالرشاد والكفر بالايمان
*- استعارة مكنية في قوله تعالى :" الذين ينقضون عهد الله " اية رقم 27 حيث شبه العهد بالحبل وحذف المشبه به ورمز له بشيء من لوازمهوهو النقض
*استعارة مكنية في قوله تعالى :" واحاطة به خطيئته " اية رقم 81 : حيث شبه الخطايا بشيء من الاعداء قد احاط بهم واستعار لفظة الاحاطة لعلنية السيئات على الحسنات
*استعارة مكنية ايضا لقوله تعالى :" واشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم " اية رقم 93
حيث شبه حب عبادة العجل بمشروب لذيذ سائع الشراب
-استعارة تحليلية في قوله تعالى :" ممن ينقلب على عقليه " اية رقم 143 حيث مثل لمن يوئد عن دينه بمن ينقلب على عقبيه
-استعارة بديعية لقوله تعالى :" هن لباس لكم وانتم لباس لهن " اية 187
-استعارة تمثلته في قوله تعالى "انزع علينا صبرا " اية 250
-استعارة تصريحية في قوله تعالى" من الظلمات الى النور " 257 حيث شبه الشرك بالله بالظلمات والايمان بالنور
3-الصورة التشبيهية وانواعها :
*تشبيه تمثيلي في قوله تعالى :" مثلهم كمثل الذي استوقد نارا " اية 17 شبه المنافق بالمستوقد للنار واظهاره الايمان بالاضاءة والقطاع انتفاءه النار
*تشبيه بليغ في قوله تعالى :ط يجعلون اصابعهم في اذانهم " اية رقم 18 أي هم كالصم البكم العمي في عدم الاستفادة من هذه الحواس فحذفت اداة التشبيه ووجه الشبه
*تشبيه مرسل لقوله تعالى :" الذين اتبنتاهم الكتب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم "
اية رقم 146 , وهو تشبيه مفصل أي يعرفون محمدا معرفة واضحة كمعرفة ابناءهم
*تشبيه مرسل مجمل في قوله تعالى :" كحب الله" اية رقم 165 حيث ذكرت الاداة وحذف وجه الشبه
*تشبيه مرسل مجمل اخر في قوله تعالى :" ومثل الذي كفروا " اية 171
*تشبيه فرضي في قوله تعالى :" يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم " اية رقم 183
*تشبيه تمثيلي لقوله تعالى فاذكروا الله كذكركم اباءكم واشد ذكر" اية رقم 200 وليس ايضا مرسلا مجملا
*تشبيه بليغ لقوله تعالى :" قل هو اذى " اية رقم 222
*تشبيه مرسل لقوله تعالى :" كمثل حثة " اية رقم 261 : ذكرت فيه الاداة وحذف وجه الشبه حيث شبه سبحانه الصدفة التي تنفق في سبيله تحته زرعت
*تشبيه مقلوب في قوله تعالى :" امنا البيع من الربا " 275 وهو اعلى مراتب التشبيه حيث تجعل المشبه مكان المشبه به
4-الصورة الكنائية : لم ترد الكناية في هذه الصورة بشكل كثير فهي لا تحتوي الا على ثلاث كنايات كالتالي
أ-كناية عن الموعظة في قوله تعالى :" لما بين يديها ما خلفها " اية 68 عمن اتى قبلها او بعدها من الاسم والاخلاف او عبرة لمن تقدم او تاخر
ب-كنية عن الجماع في قوله تعالى :" احل لكم ليلة الصيام الرفثعلى نساءكم " 187 وهي كناية عن الجماع
ج-كناية ايضا عن الجماع في قوله تعالى " ولا تقربوهن ط 222
5-الصورة البديعية : نجد الشجع في نهاية الايات التالية
قوله تعالى " قالوا انما نحن مصلحون "
" وتمدهم في طغيانهم يعمهون "
*مقابلة لطبقة في قوله تعالى : " جعل لكم الارض فراشا والسماء " اية رقم 22
حيث قابل بين السماء والارض والفراش والبناء
طيان في قوله تعالى :" واعلم ماتبدون ماكنتم تكلمون " اية رقم 33
كان طباقا في تبدون وتكتمون
*بحال النغمة في قوله تعالى :" يابني اسرائيل اذكرو نعمتي ط الاية رقم 40 وفيها اضافة النغمة وهي اشارة الى عظم قدرها وسعة برها
*انجاز بالحذف في قوله تعالى :" وقالوا كونوا هودا او نصارى تهتدوا " اية رقم 135



















الخاتمة : انطلق هذا البحث من مبدأ منهجي يقضي بضرورة ادماج " علم المعاني في الدراسات النحوية , وحاولنا تطبيق هذه الرؤية على سورة البقرة فقمنا بدراسة الاسلوب الاعجازي في القران الكريم هذه السورة , فتحدثنا عن سر الاعجاز القراني وفي شروط المعجزة الالهية والقران بوصفه فرسان البلاغة والبيان
فقد اشتمل القران على سمة عالية من الكلام فهو يخالف ما تقوم به الشعراء والاولياء وغيرهم فاسلوب القران غير اسلوب الشعر والادب فهو متميز بنظمه وتاليفه وتركيبه .
-فقمنا بتصنيف اساليب الجمل ونظامها , محددين انماطها وصورها فحللناها الى مكوناتها مبررين بعض وظائفها ودلالاتها , وخصائصها
ولقد افاد هذا البحث من جهود العلماء من نحاة وبلاغيين ومفسرين سعيا وراء الحقيقة العلمية اينما وجدت , داعيا الى منهج " تكاملي " يعتمد في الدرس اللغوي العربي . ولما سار على ذدي من ذلك كله انتهى الى النتائج التالية :
-اسلوب القران الكريم معجزة منن الله سبحانه وتعالى بتركيبه وصياغته ونظمه . يستحيل على اللسان البشري ان يصيغ اسلوب كاسلوب القران
اشتملت سورة البقرة على عدة اساليب اقتصرناه على اسلوب الجمل الخبرية المثبتة والمنفية والمؤكدة واسلوب الجمل الطلبية امر , نهي , استفهام , تداع و واساليب الوعيد استخدمت خلالها الاداة (لا) في النفي اكثر من غيرها , كما استعملت همزة الاستفهام في سورة البقرة اكثر منن غيرها , كما اعتمد هذا البحث على وسائل التوكيد المتنوعة التي توزعتها على انماتط متعددة كل حسب وظيفتها الدلالية
-تنوع الزمن النحوي لاساليب الجمل المستعملة في سورة البقرة وهذا ماافادته صيغ الافعال المصاحبة للتراكيب و فالزمن في اللغة العربية زمن سياقي تتم من خلاله تحديد لدلالة الكلام