منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مرض التوحد
الموضوع: مرض التوحد
عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-12-13, 19:54   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
دعاء المحبوبة
أستاذة،مراقبة منتديات التعليم الابتدائي
 
الصورة الرمزية دعاء المحبوبة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


ما هو التوحد ومن هم الأطفال التوحديين ؟

تعرف الجمعية الأمريكية للتوحد Autism Society of American التوحدية كنوع من أنواع الاضطرابات النمائية التي تظهر خلال السنوات الأولى الثلاثة من عمر الطفل , وتكون نتيجة للاضطرابات النيرولوجية التي تؤثر على وظائف المخ ؛ وبالتالي تؤثر على مختلف نواحي النمو , بحيث تظهر صعوبات في التواصل الاجتماعي , والتواصل اللفظي و غير اللفظي , ويستجيب الأطفال التوحديين للأشياء أكثر من الأشخاص , وتظهر عليهم علامات الرفض لآي تغيير يحدث في بيئتهم , بالإضافة إلى التكرار و النمطية في الحركات الجسدية أو مقاطع الكلمات و تتفق ( الجمعية السعودية للتوحد , 2005 , 1 ) .

والأطفال التوحديين هم الأطفال المصابون بإعاقة التوحد والذي يعرف بأنه اضطراب النمو العصبي ويؤثر على التطور في ثلاثة مجالات أساسية وهي التواصل , والمهارات الاجتماعية , واللعب والتخيل .

أسباب الإصابة بالتوحد :

فيما يلي أبرز و أهم العوامل والفرضيات التي يفترض علاقتها بإصابة الأطفال بأعراض التوحد :

1) عوامل جينية : أظهرت نتائج بعض الدراسات ارتباط الإعاقة الغامضة بالوراثة وشذوذ الكروموسومات .
2) عوامل بيولوجية : تنحصر هذه العوامل في الأسباب التي تؤدي للإصابة في الدماغ قبل الولادة أو أثنائها , ونعني بذلك إصابة الأم ببعض الأمراض المعدية , أوالتعرض لنزيف حاد , أو تناول بعض العقاقير الطبية خلال الشهور الثلاثة الأولى من فترة الحمل , أو تعرضها أثناء الولادة لبعض المشكلات مثل نقص الأكسجين .
3) عوامل متعلقة بالجهاز العصبي : أظهرت نتائج بعض الدراسات ارتباط الإعاقة الغامضة بالكهرباء الزائدة في المخ , وموجات مضطربة في رسم الدماغ والأشعة المقطعية , ونوبات صرع , و فشل في التجنب المخي , و الاستجابة السمعية المستثارة من فرغ المخيخ لدى الأطفال .
4) فرضية الأم الثلاجة : تشير إلى أن السبب في حدوث اضطراب التوحد يرجع إلى انهيار الارتباط القائم بين الأم و طفلها , فالأم التي لا تزود طفلها بالدفء الكافي و الحنان هي أم باردة ( وقد ثبت قطعية فساد هذه النظرية وخطها بعد ذلك ) ( إبراهيم الزريقات , 2004 , 114 ) .
وهنالك العديد من النظريات التي مازالت في طور الخروج بالتفسير والتحليل لمظاهر التوحد وسلوكياته .

سمات الطفل التوحدي :
- ضعف أو قصور في مهارات اللغة و التواصل : واعراضها :

? تأخر في تطور اللغة و فقدان كلي لها .
? الفشل في الربط و التنسيق بين الحديث الصادر عن النفس والحديث الصادر عن الآخرين .
? استخدام ذخيرة تكرارية أو نمطية من الكلمات .
? استخدام بعض الكلمات و الأصوات غير المفهومة .
? العجز في فهم الكلمات المنطوقة و الحديث الموجه .
? غالبا ما يرتبط الكلام ( إن وجد ) بالاحتياجات الأساسية .
? ضعف التميز بين الضمائر مثل ( أنا , أنت , نحن ) .
? الصعوبة في التعبير و بناء الجمل البسيطة .
? فقدان المقدرة على استخدام اللغة الرمزية مثل التسمية .
? فقدان المقدرة على تقليد و محاكاة الأفعال و الأقوال الصادرة عن الآخرين


- ضعف أو قصور في القدرة على اللعب و التخيل , مع وجود السلوكات , والاهتمامات , والنشاطات المحدودة : وأعراضها :

? الانشغال بأنواع محددة من الاهتمامات .
? تعلق غير طبيعي ببعض السلوكات و العادات الروتينية .
? حركات جسدية نمطية و متكررة مثل الرفرفة باليدين و هز الرأس .
? الانشغال المفرط بأجزاء الأشياء .
? تشتت الانتباه وعدم التركيز .
? مقاومة التغير في الروتين .
? اللعب بطريقة شاذة و غريبة .
? اللعب بصورة متكررة و معتادة .
? فقدان الخيال و الإبداع في أثناء اللعب .
? عدم التوافق الحركي .

- ضعف أو قصور في مهارات التفاعل الاجتماعي : واعراضها :

? قصور واضح في استخدام السلوكات للتواصل اللفظي وغير اللفظي في المواقف الاجتماعية المختلفة , مثل التواصل البصري , والإيماءات وتعبيرات الوجه , والأوضاع الجسدية مثل العناق .
? الفشل في المبادرة لتكوين العلاقات الاجتماعية و الصداقات المناسبة مع الآخرين وفقاً للمستوى النمائي لديهم .
? فقدان المقدرة التلقائية في المحاولة لمشاركة الآخرين , والتعاون معهم , والاهتمام بهم , والالتفات حولهم .
? العلاقة الوسيلية بين الطفل ووالديه و خاصة الأمهات .
? العزلة الاجتماعية و اللامبالاة .
? فقدان المقدرة على التبادل العاطفي أو الاجتماعي .
? فقدان اللعب الاجتماعي .

وتأتي هذه السمات كما وردت عند ( عادل محمد , 2003 , 32-44 ) .

( حقيقة علمية مسلمة )

من النادر أن يوجد طفلان مصابان بالتوحد يمتلكان سلوكات متماثلة في الحدة و الدرجة , لذلك يجمع المختصون على عدم وجود نمط موحد للطفل التوحدي

أنواع التوحد ودرجاته :

حدد سيفن وآخرون نظاما ًتصنيفيا ًلاضطراب التوحد في أربع مجموعات وهي كالتالي :

? المجموعة التوحدية الشاذة :
يظهر أفراد هذه المجموعة القليل من خصائص التوحدية بالإضافة إلى مستوى أعلى من الذكاء .

? المجموعة التوحدية البسيطة :
يظهر أفراد هذه المجموعة مشكلات اجتماعية , ومظاهر روتينية شديدة , مع تخلف عقلي بسيط مصحوبا ًباللغة الوظيفية .

? المجموعة التوحدية المتوسطة :
يظهر أفراد هذه المجموعة استجابات اجتماعية محدودة , ومظاهر شديدة من السلوكات الروتينية والنمطية , ولغة وظيفة محدودة و مرفقة بتخلف عقلي .

? المجموعة التوحدية الشديدة :
أفراد هذه المجموعة منعزلون اجتماعيا ً, ولا توجد لديهم مهارات تواصلية واجتماعية وظيفية , بالإضافة إلى وجود التخلف العقلي في مستوى ملحوظ , حيث تكتمل في هذه المجموعة ثالوث الأعراض , وتسمى مجموعة التوحد الكلاسيكي أو التقليدي , و تاتي هذه التصنيفات كما وردت عند ( إبراهيم الزريقات , 2004 , 49 ) .

تشخيص التوحد :

إن الخطأ في تشخيص التوحد من الأمور الواردة نظرا ً لتعقيد هذا الاضطراب , و قلة عدد الأشخاص المؤهلين لتشخيصه بشكل علمي ومهني صحيح , و يحتاج تشخيص هذه الإعاقة إلى ملاحظة دقيقة لسلوك الطفل و مهارات التواصل لديه , ومقارنتها بالمستويات الطبيعية المعتادة من النمو والتطور , ومن هنا تتشكل ضرورة وجود فريق متعدد التخصصات العلمية ليتم التشخيص بشكل دقيق وسليم , ويضم هذا الفريق أخصائي في الأعصاب , أخصائي نفسي , أخصائي لغة وأمراض نطق , أخصائي تربية خاصة , أخصائي اجتماعي, أخصائي علاج وظيفي , طبيب أطفال ( فهد المغلوث , 2005 , 68 ) .

( حقيقة علمية مسلمة )

( حتى الآن لا يوجد علاج شافي للاضطرابات التي تحدث لدى الأطفال المصابين بالتوحد , حيث أن أفضل الطرق للعلاج تعتمد على مساعدة هؤلاء الأطفال في تحقيق التكيف قدر الإمكان مع الأعراض المصاحبة لهذه الإعاقة . ومن وجهه أخرى فإن غالبية الأطفال التوحديين سوف يستمرون في إظهار بعض أعراض التوحد إلى حد ما طوال فترة حياتهم(

( حقيقة علمية مسلمة )

يستجيب الأطفال التوحديين بشكل جيد لبرامج التدخل الإرشادية والعلاجية و التدريبية , والتي تهتم غالبا ًبتلبية الاحتياجات الفردية , وحل المشكلات السلوكية و التواصلية , وتنمية المهارات المختلفة مثل مهارات التفاعل الاجتماعي , والمهارات الاستقلالية والذاتية , والمهارات اليومية وغيرها برامج العلاج بالتخاطب , وتهدف إلى تحقيق النمو اللغوي والقدرة على التواصل .

أنواع برامج التدخل :

? برامج العلاج الطبية و الدوائية .
? برامج العلاج بالتخاطب , وتهدف إلى تحقيق النمو اللغوي والقدرة على التواصل .
? برامج العلاج النفسي والتربوي , وتهدف إلى مواجهة ضعف الانتباه , والقصور في الذاكرة , والقصور في الإدراك و التخيل و التقليد .
? برامج العلاج النفسي السلوكي , وتهدف إلى مواجهة الآثار النفسية والسلوكية المترتبة على نواحي العجز و القصور لدى الطفل التوحدي , وتنمية المهارات المختلفة لديه.
? برامج المساندة الأسرية , وتهدف إلى تعليم و تدريب أفراد الأسرة للمشاركة في العملية العلاجية للطفل التوحدي ( فهد المغلوث , 2005 , 77 ) .


إرشادات التعامل مع الطفل التوحدي :

1) التعامل مع الطفل على أنه شخص عادي , مع مراعاة النزول إلى مستوى تفكيره و خياله, مع عدم الازدراء و السخرية أو التضجر منه , و أخذ ما يقوله بجدية , والحرص على الاستماع إلى حاجاته ورغباته .
2) تجنب التفضيل بين الطفل التوحدي و بين أخوانه و إخوته .
3) العمل على تقوية الروابط الاجتماعية والوجدانية لدى الطفل .
4) تدريب الطفل على اكتشاف البيئة المحيطة به, وذلك بتوظيف كل ما لديه من خبرات و قدرات وإمكانيات . فمثلا ًتساعد الأم طفلها على إدراك ما حوله و ذلك بتقديم شرح مبسط , وتكرار هذا الشرح كل ما سمحت الفرصة .
5) حث الطفل على التعاون و المشاركة في اللعب والأنشطة الاجتماعية المختلفة.
6) توفير روتين محدد قائم على تسلسل الأحداث اليومية والأسبوعية , و تحديد الأنشطة التي يقوم بها الطفل , و خطواتها , و مدتها , والمواد , والأشخاص المساهمين بها.
7) تجنب المواقف التي تثير غضب الطفل .
8) تحقيق رغبات الطفل كلها أو جزء منها , وذلك على سبيل التعزيز الذي يمنح له نتيجة لقيامه بالسلوك المطلوب منه .
9) تشجيع الطفل على الاندماج في المجتمع الخارجي من حوله , وذلك من خلال الحرص على دخول الطفل في البرامج التدريبية الموجودة في المدرسة أو مراكز الرعاية و التأهيل . حيث أشارت العديد من الدراسات إلى أهمية الدمج وفوائده بالنسبة للأطفال التوحديين و أسرهم , وأكدت على أن الفرص التربوية والاجتماعية للتعليم والتدريب السلوكي لهؤلاء الأطفال تصبح أكثر ايجابية واستمرارية في المواقف الاجتماعية المختلفة , ولا تتم فوائد الدمج إلا بالتخطيط الناجح للبرامج , وتدريب الوالدين والمعلمين على كيفية تحقيق أهداف الدمج , واستخدام الأساليب السلوكية اللازمة و المناسبة للتعامل مع أطفالهم .
10) تشجيع الطفل على الهدوء و النظام , وعدم العبث أو التخريب في الممتلكات الموجودة بالمنزل أو خارجه .
11) مساعدة الطفل على الانهماك في أداء عمل يحبه .
12) تقديم مكافآت فورية للمهارة التي تعكس السلوك الايجابي الاجتماعي المرغوب لدى الطفل .
13) الحرص على التعامل الصريح والمباشر مع طفل , وذلك بإتباع ما يلي :
- مخاطبته بعبارة ( نعم ) و التي تعكس مشاعر الرضا و القبول .
- مخاطبته بعبارة ( لا ) و التي تعكس مشاعر الرفض و الانزعاج .

14) تشجيع و تطوير المواهب المختلفة لدى الطفل . مع مراعاة توظيف خبراته السابقة في تعلم المهارات الجديدة .
15) تعليم و تدريب الطفل على المبادرة الاجتماعية , مثل: إلقاء التحية , وطلب المساعدة, والتعبير عن الرغبة في تناول الطعام أو الشراب , والتعبير عن الرغبة في اللعب المشترك , والتعبير عن العواطف والمشاعر بصورة صحيحة مرافقة لتعبيرات الوجه المناسبة , مع الحـــرص على تكرار مثل هذه المبادرات يوميا ً.

وتأتي تلك الإرشادات كما هي عند ( تنبل جراندين , 2002 , 3 ) .

( حقيقة علمية مسلم بها )

إن الاشتراك القائم بين البرامج المقدمة للأطفال و البرامج المقدمة لأسرهم تظهر نجاحا ً يشير إلى تقدم هؤلاء الأطفال بصورة ملموسة , حيث أن حالات الأطفال التوحديين التي أشارت إلى تقدم ملحوظ حتى الآن ؛ لم تكن مبنية على النجاح الذي حققه الطفل في المدرسة فقط , بل كانت بمشاركة الأسرة بصورة مباشرة , والتي أدت إلى تقدم حالة الطفل بشكل واضح , و في بعض الحالات يحرز الطفل تقدما ًهائلا ًيسمح برفع تشخيص التوحد عنه .










آخر تعديل دعاء المحبوبة 2014-12-14 في 19:31.