إن المحامون القدامى مازالت هيبتهم في أوساط المجتمع ودليل ذلك أن كل شخص يريد أن يربح قضيته سواء كان ذا حق أو متعدي على حق فإنه لا يفكر أبدا في الذهاب إلى محامي مبتدئ بل يذهب إلى محامي قديم على أساس أن من له خبرة كبيرة في المحاكم خير من ذوي الخبرة القليلة ، إذن ظهور محامين مبتدئين في ميدان التنافس مع المحامين القدامى لا يؤدي للبطالة للمحامين القدامى كما ذكرتي يا أختاه ، أما بالنسبة لعملية توزيع القضايا فهي ليست كما قلتي غير عادلة بين المحامين لكثرة المحامين المبتدئين وإنما هنا يدخل في هذه العملية عنصر توزيع الله لأرزاق عباده سواء كانوا محامين أم أطباء أو ...إلخ ، أما بالنسبة للعلاقات الخاصة والمعريفة فهي قد انتشرت في المجتمع ولا يمكن استئصالها إذ عشش في أذهان الناس بأن من له ظهر ومعريفة ينجح لا محالة ، أما بالنسبة لعدم التكوين الجيد للمحامين في فترة التربص فهو بسبب حقد وغيرة المحامين القدامى من المحامين الجدد وخوفهم من نقص القضايا فينظرون إليهم دائما من الأعلى ولا يقومون بمساعدة المحامين المتربصين ولا يقدمون لهم نصائح تعينهم في هذه المهنة وإنما يطلبون منهم مذكرات يكتبونها في كل ثلاثي من التدريب وكأن المحامين المتربصين لم يدرسوا أبدا القانون فكان من الأجدر أن يجعلوا من التدريب ميدان تطبيقي فقط دون أن يشتتوا المحامين المتربصين بين أعمال المكتب والمحاكم والمجالس القضائية وكتابة المذكرات التي تأخذ من وقتهم ووقت التدريب ، كما نجد بعض المحاضرات التي يقوم بها المحامين القدامى في فترة التدريب ناقصة جدا إذ أن بعض المحاضرات يدخل لها المحامي المتربص ويخرج منها إما نجده مشتت بين رأي المحامي القديم فلان وبين زميله المحامي فلان آخر وبين حتى ما جاء في القانون ، وإما يخرج منها بلا فائدة لعدم اكتساب معلومات جديدة منها ...إلخ .
ويجدر بناا التنبيه هنا أن هناك محامين مبتدئين رغم عدم خبرتهم مثل المحامين القدامى إلا أنهم أروع منهم وبالتالي لا نحتقر المحامين المبتدئين لأنهم يجتهدون ويطورون أنفسم حتى يعترف بقدرتهم وكفاءتهم المحامين القدامى الذين لا يحبون المنافسة الشريفة ويخافون على أرزاقهم أن تضيع فسبحان الله نجد منهم من يبخل بعلمه ولا يهتم بهذا المحامي المبتدئ ، ولكن أكرر وأقول أفضل الذهاب عند محامي مبتدئ ومجتهد يطلب من الله أن يرزقه حلالا طيبا ليبارك له فيه خير من الذهاب لمحامي قديم يعرف قاضي يساعده بالرشوة لفوز قضيته بالباطل دون أن يجهد نفسه ويطلب أتعاب خيالية له وللقاضي لهضم حقوق الناس .
و أقول أيضا بأنه مهما زاد عدد المحامين فإن القضايا لن تنقص أبدا لأن المشاكل في مجتمعنا تزداد يوما بعد يوم وتظهر في كل مرة بشكل جديد وبالتالي حتى لو اجتمع عليها المحامون كلهم فلن تنقص .
أنا إذن أشجع كل محامي مبتدئ صادق مع الله أما الخبرة فستأتيه مثلما أتت للمحامي القديم الذي كان فيما سبق هو نفسه محامي مبتدئ لا حول ولا قوة له مع المحامين الذين سبقوه ، وفي الأخير وليس آخرا نقول اللهم أكفنا بحلالك عن حرامك وأغننا بفضلك عمن سواك ، وكل محامي في مكتبه قديم أو مبتدئ يأتيه رزقه بإذن الله لا بإذن العباد . أرجو أن أكون قد أفدت بكلامي هذا إن شاء الله .