منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - لكل من يبحث عن مرجع سأساعده
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-05-02, 21:04   رقم المشاركة : 1504
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mostariyaya مشاهدة المشاركة
ابحث جزاك الله عن السيرة الذاتية في الادب الجزائري الذاكرة والمتخيل .................................................. ........................................و......... الجهود اللغويةعندعلماء.الاندلس .................................................. .:sdf ::sdf ::sdf :
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية

رواية السيرة الذاتية بين الواقع والمتخيَّل (تمهيد.. ومحاولة تعريف)
قحطان بيرقدار
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 29/1/2009 ميلادي - 3/2/1430 هجري
زيارة: 12760




Share on favoritesShare on ********Share on twitterShare on hotmailShare on gmailShare on bloggerShare on myspaceShare on digg
تمهيد: (السيرةُ الذاتيةُ روايةً):
الروايةُ كما وصفها عدد من الروائيين، هي الفنُّ الذي يُوفِّقُ ما بين شغف الإنسان بالحقائق وحنينه الدائم إلى الخيال، ولعل هذا الوصف ينطبق على الفن بصفة عامة وعلى الرواية ورواية السيرة الذاتية بصفة خاصة، حتى لو ادعى الكُتَّابُ أنْفُسُهُمْ غيرَ ذلك إلاَّ أنَّ روايةَ السيرة الذاتية تبقى إلى جانب ذلك عملاً أدبياً، أي لا بد للخيال من أن يكون له دور فيه، فالنص الأدبي لا يكتسب صفته الأدبية إلا بالانتقال من الواقع إلى التخْييل. وبقدر نجاحه في ذلك يكون نجاح العمل بصفة عامة. وإذا أقررنا بنجاح عملٍ أدبيٍّ ما، فإن البحث عن أسباب النجاح هو بحث في قدرة الكاتب على رسم الواقع بصورة جمالية تلامس صورتها الأصلية مع مسحة فنية للخيال.

إن صلة الإبداع الأدبي بِمُحِيطِهِ الاجتماعي والتاريخي هي من القضايا الفكرية المستعصية على التدقيق، وقد نتجت عنها استعمالات نظرية ومنهجية ذات مفاهيم تنتمي إلى عدة حقول معرفية: اجتماعية ونفسية وفلسفية، ولذلك فإن ما تقتضيه تلك الصلة حين يتعلق الأمر بالخطاب الحكائي هو الانتباه إلى حالة من التخييل المركب: ظاهر ومضمر، متحقق ومحتمل، محايد ومباشر، لولاها لظل أي تصوّر للتخييل الحكائي بعيداً عن امتلاك قيم ثقافية نوعية ودالَّة.

إن قيمةَ الأدبِ لا تَكْمُنُ في محاولة بيان كيفية انتصار الخيال على الواقع، بل تكمن في العلاقة التي يقيمها الأدب مع تعدد الواقع في الزمان والمكان بهدف بلورة موقف معين على صعيد الثقافة والمجتمع، لأن النصوص الأدبية عادة ما تتضمن هوية كاتبها، وحياتها لا تقع فقط ضمن هذا الحدّ الفاصل بين الواقع والخيال، أو بين الخيال الذي يصير واقعاً، والواقع الذي أمسى أكثر غرابةً من الخيال.

فالنص السرديّ يقوم على اقتناص الأحداث الواقعية وبلورتها وتحويرها لكينونة لغوية تحيلها من الواقعي إلى الجماليّ في إطار بنية سردية...

ومن هنا يستوقفنا تساؤل عما إذا كان الأدب يُكتَب للمعاصرِين له، أو لمن عاصروا الواقع الذي كان مسرحاً لفضائه المتخيل؟

ولعل رواية السيرة الذاتية هي أبلغ ردٍّ على هذا التساؤل لأنها تُعَدُّ الشَّكْلَ الأكثر توثيقاً للفضاء الزماني والمكاني، والأكثرَ ضماناً لعمق هذا الفضاء واستمراره على مر الزمان, بل يمكننا القول عموماً إن لرواية السيرة الذاتية قيماً أدبية وفكرية تحوّل التاريخ الذاتي إلى أفق للكتابة يتحدى مجال البوح والاعتراف حين يحوّل ممارسة الكتابة ذاتها إلى وعي مكمّل لإدراك العالم المحيط بالمؤلف خلال مختلف مراحل العمر.

إذا سلمنا بهذا الاعتبار يمكننا الحديث عن رواية السيرة الذاتية العربية بوصفها نوعاً أدبياً مثل بقية الأنواع، نوعاً لا يحكمه الميثاق التعاقدي بين الكاتب والقارئ فحسب، بل توجهه الاختيارات الجمالية لأصحاب السير الذاتية، وتكون رواية السيرة الذاتية بهذا المعنى نوعاً أدبياً معبراً عن حساسيات مختلفة:
- منها ما تسعى جاهدة إلى إعادة إنتاج نموذج سائد ومُتَرسِّخ للنَّوع.
- ومنها ما تبذلُ قُصارى جهدها من أجلِ خرقِ ذلك النموذجِ والتأسيسِ لِتَجاربَ مختلفة تسهم في بلورة منظورات جديدة حول الكتابة عن الذات واستعادة تاريخها.

سأحاول في هذه الدراسة الموجزة التي سأقدمها هنا في ثلاثة أجزاء أن أستعرض بعض الأفكار التي تتصل برواية السيرة الذاتية العربية عموماً، وسأعرض بشيء من التفصيل لرواية السيرة الذاتية بين الواقع والمتخيل؛ نظراً للإشكالية التي تحدثها رواية السيرة الذاتية من خلال علاقتها الجدلية مع الواقع من جهة والخيال من جهة ثانية.

تعريف رواية السيرة الذاتية:
يصعب الوصول إلى حدٍّ جامعٍ مانعٍ لرواية السيرة الذاتية، نظراً لكون هذا الجنس الأدبي حديثاً نسبياً, بل لعله أحدث الأجناس الأدبية على الإطلاق.
والواقع أن صعوبة ذلك لا تكمن في حداثة نشأة رواية السيرة الذاتية, إنما تكمن في مرونة هذا الجنس الأدبي، وضعف الحدود الفاصلة بينه وبين الأجناس الأدبية الأخرى، مما يجعله قادراً على التجوال داخلها بحرية.

ومن التعريفات السائدة لرواية السيرة الذاتية:
أنها حَكْيٌ استعاديٌّ نثريٌّ، يَتَّسِمُ بالتماسُكِ والتسلسل في سَرْدِ الأحداث، يقومُ به شخصٌ واقعيٌّ عن وجودِهِ الخاصِّ، وذلك عندما يُركِّزُ على حياته الفردية وعلى تاريخِ شخصيتِهِ بصفةٍ خاصة، ويُشْتَرَطُ فيهِ أن يُصَرِّحَ الكاتبُ بأسلوب مباشرٍ أو غير مباشرٍ أنَّ ما يكتُبُهُ هو سيرةٌ ذاتيةٌ.

ورواية السيرة الذاتية فن أدبي يتكفّل فيه الراوي برواية أحداث حياته، ويجري التركيز فيها على المجال الذي تتميّز فيه شخصيته الحيوية، كأن يكون المجال الفني أو الاجتماعي أو السياسي أو العسكري.. إلخ، كلّما كان ذلك ضرورياً وممكناً، ويسعى في ذلك لانتخاب حلقات معيّنة مركّزة من سيرة هذه الحياة، وحشدها بأسلوبية خاصّة تضمن له صناعة نص سردي متكامل ذي مضمون مقنع ومثير ومسلٍّ، ويحاول الراوي الإفادة من كلّ الآليات السردية لتطوير نصّه ودعمه ما أمكن بأفضل الشروط الفنيّة، على ألاَّ تخلّ بالطابع العام حتى لا يخرج النص إلى فن سردي آخر، ولا يُشْتَرَطُ على الراوي الاعتماد على الضمير الأوّل (المتكلّم)، بل قد يتقنّع بضمائر أخرى تخفّف من حدّة الضمير المتكلّم وانحيازه، بشرط أن يعرف المتلقي ذلك لكي لا تتحوّل إلى سيرة غيريّة، بحيث يظلّ الميثاق التعاقدي بين الكاتب والمتلقي قائماً وواضحاً، كما ترتكز رواية السيرة الذاتية على آلية السرد الاسترجاعي التي تقوم بتفعيل عمل الذاكرة وشحنها بطاقةِ استنهاض حرّة وساخنة للعمل في حقل السيرة الذاتية.

أخيراً..
وفي نهاية هذا المقال الافتتاحي حول رواية السيرة الذاتية أحب أن أشير إلى أنني سأعرض في المقال اللاحق للقضية التي سأركز عليها في هذه المقالات وهي رواية السيرة الذاتية بين الواقع والمتخيل، متحدثاً في البداية عن شرط تدخل الخيال في رواية السيرة الذاتية.


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/Literature_***...#ixzz2SARudikJ









رد مع اقتباس