التكفير قد دلت عليه ايات صريحة من كتاب الله عز و جل و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ...و مازال العلماء يؤلفون الكتب و الابواب في ذلك ...فتجدهم مثلا يصنفون باب الردة و ما شابه ذلك ....
و هذا لم يخالف فيه الا المرجئة و العياذ بالله و هم من اشر الطوائف اذ انهم يجعلون المسلمون كلهم سواسية و يخرجون الاعمال من مسمى الايمان .......و هذا غلط عظيم فالمسلم قد يكفر و يرتد بكلمة يقولها او فعلة يفعلها .......
و هذا الامر لم يجدده سيد قطب ....بل جدده علماء الاسلام من امثال شيخ الالام ابن تيمية رحمه الله و تلامذته و كذلك الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله و تلامذته ...و غيرهم من العلماء ...
و انما اشتهر سيد قطب بتكفير الحكام الذين يحكمون بغير ما انزل الله و الشعوب التي توافق هؤولاء الحكام في حكمهم بغير ما انزل الله و هي من نوازل هذا العصر ....
حيث نشر اليهود فكرة العلمانية في اروبا حتى استطاعوا ان يفصلوا بين الحكم و الدين ثم نقلوا تلك الكفريات الى العالم الاسلامي عن طريق الاستعمار .......
فتكلم سيد قطب عن ذلك و ذهب الى تكفير عموم المسلمين بدعوى الحكم بغير ما انزل الله .....ثم تلقفها عنه بعض الحماسيين المنتسبين الى الدين و جعلوها حجة لوجوب الخروج عن الحكام من اجل قلب الانظمة و اعادة تحكيم الشريعة .....
ثم ان العلماء الذين ردوا على سيد قطب بينوا انه غلا في مسالة التكفير ... و ان الحكم بغير ما انزل قد يكون كفرا و قد لا يكون بحسب فاعله ..........و لكنهم لم يخطؤوه جملة و تفصيلا ...بل ان المحققين منهم قد غلظ القول على الذين يحكمون بغير ما انزل لا سيما منهم الذين يبدلون شرع الله بغيره من الشرائع ....و الذين يضعون قوانين لا تدل الا على الكفر كحزب البعث في سوريا و العراق ........و العلمانية المطلقة التي تبنتها الدولة التركية ...و غيرها ....