منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مجموع البشير فيما قيد من عقائد سلطان الجزائر الأمير عبدالقادر
عرض مشاركة واحدة
قديم 2022-10-04, 12:45   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
أبو أنس بشير
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي



[9] بيان ما نسب وألصق بالأمير
عبد القادر الحسني الجزائري
من الأقوال والعقائد الباطلة


الحلقة السادسة : بيان الفرية التي ألصقت بالأمير عبد القادر أنه حرق كتب الإمامين ابن تيمية وابن القيم رحمهم الله

بسم الله الرحمن الرحيم
لانزال نجول ونصول ونسل قلمنا في بيان الشبه والافتراءات الباطلة التي ألصقت بالأمير عبد القادر الحسني الجزائري ، ومن أنكرها وأفضحها قولهم أن الأمير عبد القادر كان يتتبع كتب ابن تيمية وابن القيم ، يجمعها ويحرقها !!!

هذه الفرية كل عاقل يسمعها يضحك من غباوة أهلها وسفههم ، وتسلطهم على رموز الأمة وسلاطينها وعلمائها بالكذب والافتراء .
ولا ندري ما مصدر قولهم هذا ؟!
وأين وجدوه ؟!
ومن نقل لهم هذا الخبر عن الأمير الجزائري ؟!
فكل العلماء والشخصيات التي كتبت عن الأمير الجزائري سواء من محبيه ، أو من أعدائه وخصومه ، أو ممن يريد التكاثر بالتاريخ والأدب ، لم ينقل عنهم أنهم ذكروا هذه الحادثة ، فلا ندري من أين أتوا بها ؟!
وكما تعلمنا في مدرسة الحديث وعلومه ، أن إصدار الأحكام على الرجال والمناهج ، ونقد كتبهم جرحا وتعديلا ، يفتقر إلى أدلة ، وقول مصدق موثق عن أهله ، وممن ينسب إليه القول ، إما من كتابه أو قوله .
وهذا لا يوجد في هذه القضية الغريبة التي ألصقوها بالأمير عبد القادر .
فعلماء المالكية وسلاطين المغاربة أمروا بحرق كتب ابن عربي كالعلامة شرف الدين عيسى الزواوي المالكي وابن خلدون المالكي ، وأيضا أمروا بحرق كتاب " إحياء علوم الدين " لأبي حامد الغزالي ، وهذا من طرف السلطان علي بن يوسف بن تاشفين وكان ذلك بإجماع الفقهاء الذين كانوا عنده .
وكل هذا ذكر في كتب السير والتاريخ والتراجم ككتاب ( العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين ) ، وكتاب ( المعيار المعرب ) ، لأن مثل هذا الحدث عن مشهور ، ومن مؤثر لا يجهل ، أو أن يهمل !

فأين النقل عن الأمير عبد القادر أنه كان يحرق كتب الإمامين ابن تيمية وابن القيم ؟!
ومثل هذه الحادثة ينقب عنها أعداء الأمير الجزائري بالمناقيش لإخراجها ، ويطيرون بها كل مطار لو ثبتت عنه ، بل ولو تحركت تهمة عنه منها ، لتوسعوا فيها وضخموها وزادوا فيها ونفخوا ، لتقبل وتروج !
بما أنها لا وجود لها ولم تثبت ، وأن واقع الأمير الجزائري وعلمه ونهضته على خلاف ذلك ، طرحها المستشرقون وفرنسا ولم تلتفت إليها ، وجاء الأغبياء ممن ينتسب إلى الإسلام فاختلقها من أوهامه شأن العنقاء المغرب ، وروجها في مواقع الانترنت ، والمصيبة العظمى ، والبلية الكبرى أن الذي يروج لهذه الكذبة هم يدعون السلفية التي أصولها أصول أئمة الحديث ؟! فكم شوهوا سمعة أئمة الحديث ؟! وهدموا أصول مدرستهم التي تبنى على علم وعدل .

➖ قلت ( بن سلة) : نهضة الأمير عبد القادر وعلمه تأبى إلا تعظيم علم السنة والحديث وأئمته المجددين وعلى رأسهم ابن تيمية
فالأمير عبد القادر كانت مجالس علمه في الشام على طريقة المحدثين السابقين الأوائل وهي العرض والسماع لم يكن يؤلف ، ففي تلك المجالس الحديثية تخرج علماء الحديث كطاهر الجزائري والبيطار والقاسمي ، ومنهم تلامذتهم وهؤلاء هم من خدم كتب ابن تيمية وابن القيم واستخرجوها للعالم ونوهوا بشأنها وأشادوا بعلومها ، وأصبحت نواة دعوتهم وتجديدهم للنهضة العلمية في المشرق والمغرب كما لا يخفى على أهل العلم .

فهذا التأثير والانبعاث منهم ما جاء إلا من وعلى لسان الأمير عبد القادر وتربيته لهم ، بل عائلة الأمير عبد القادر ما عرف عنها إلا إجلالها وتعظيمها لكتب الإمامين ابن تيمية وابن القيم .

قال د. خلدون بن مكي في الحلقة الأولى من رد الشبهات المثارة حول الأمير : ( لقد وُجد مجموع فتاوى ابن تيمية بتمامه تقريباً في دمشق ، موطنِ الأمير عبد القادر ومكان نفوذه وسلطته ، في المكتبة الظاهريّة غير البعيدة عن دار الأمير عبد القادر! فكيف يزعمون أنه أحرقها؟
أم أنهم سيقولون إنها فاتته ، إذن ماذا كان يحرق؟! وكيف لم يستحوذ عليها كما ادّعى السائح التركي ، مع أنها تحت يده في دمشق؟
إذن بعض كتب شيخ الإسلام كانت في بلاد الحرمين قديماً ، ولكن عُثر على معظم تراثه في دمشق! حيث كان يعيش الأمير عبد القادر ، وحيث كانت دار الكتب الظاهرية التي أنشأها ومدّها بالمخطوطات والكتب أحدُ ألمع تلامذة الأمير عبد القادر والمقرّبين منه إنه الشيخ طاهر الجزائري السمعوني السَّلَفي ، والأمير كان يمدّه بالمال والمخطوطات ، ومعظم المخطوطات التي كانت عند الأمير أعطاها للشيخ طاهر ، والمكتبة الظاهرية أُسِّسَت سنة 1879م يعني قبل وفاة الأمير بخمسة أعوام . والشيخ طاهر يُجلّ الأمير كثيرًا ورثاه بمرثيّة من أبدع ما قيل.
والذي أرشد الشيخ عبد الرحمن العاصمي إلى مجموع فتاوى ابن تيميّة ، هو الأمير عبد المجيد حفيد الأمير عبد القادر ، الذي كان أمينًا للمكتبة الظاهرية قرابة أربعين سنة!
وللفائدة فإن الأمير عبد المجيد هو الذي كان يقدم التسهيلات للشيخ المحدّث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله ، أثناء وجوده في المكتبة الظاهرية .
وكان الأمير عبد المجيد يأخذ برأي الإمام ابن تيمية في بعض المسائل )

- وكان أحمد بن محيى الدين الأخ الأصغر للأمير وتلميذه يثني على ابن تيمية ويصفه بالعلامة المحقق الشيخ ابن تيمية ، ويترحم عليه .
ويقول عن ابن القيم : ( وما أحسن قول العلامة محمد بن أبي بكر المعروف بابن القيم الدمشقي الحنبلي في وصف الحور العين في نونيته المشهورة - رحمة الله عليه - ) ا.هـ

➖ قلت ( بن سلة) : هذا شأن ومنزلة الإمامين ابن تيمية وابن القيم عند عائلة الأمير عبدالقادر وطلابه .
وكما يعلم أن نونية ابن القيم هي في بيان اعتقاد أهل السنة والرد على المخالفين من الأشاعرة المتكلمة وغيرهم .
فلو كان هناك نفرة من الأمير الجزائري لهذين الإمامين لزرع حقده عليهم في قلوب عائلته وطلابه كما يفعل خصوم الإمامين فكل عصر ، وبكل مصر .
بل جاء الاستدلال بابن القيم في رسالة أجوبة التسولي على أسئلة السلطان الأمير الجزائري في الجهاد ، وتعد هذه الرسالة من مراجع حكومة الأمير عبد القادر وقانون دولته كما لا يخفى ممن عرف سيرة الأمير وحروبه ، فلماذا لا يضرب الأمير عبد القادر على ابن القيم ويحذف نصه إذا كان عنده من المتروكين كما هو صنيع أهل الحديث مع من لا يرجى عدالته وعقيدته ؟!
فبهذا يتبين فضيحة الكذبة التي ألصقت بالأمير الجزائري أنه كان يحرق كتب الإمامين ابن تيمية وابن القيم ، وهو ما عرف عنه إلا تعظيمه لأهل الحديث وعلمهم ، والحمد لله رب العالمين .


كتبه : بشير بن سلة الجزائري











رد مع اقتباس