منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حقوق الأبناء على الوالدين
عرض مشاركة واحدة
قديم 2022-10-03, 12:15   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

ختام

الأبناء غِراس حياة، وقطوفُ أمل

وقرة عين الإنسان

هم بُناة الغد، وهم رجاله:

مفكِّروه وسواعده، ودروع أمَّته

وحماة استقراره

وهم في الإسلام مستودَع أمانات الآباء

يحفظون الدِّين، وينقادون لرب العالمين

من أجل ذلك وجَّه الإسلام عنايته إلى تربيتهم

حتى يسعد بهم المجتمعُ، ويصعدوا هم بالمجتمع

فلقد شمِلتْ عناية الإسلام جميعَ جوانب حياة الفرد

لينمو نموًّا متكاملاً، نموًّا يشمل: جسمه وروحه

وخلقه وعقله، وبالمحافظة على هذا النمط العالي

من التربية الراقية، يربَّى المواطن الصالح

الذي يعرف حقوقه وواجباته

ويبنى الفرد المسلم القوي

الذي يعيش بعقيدته الصحيحة

وعقله الواعي، وخلقه القوي.


ونحن - أمةَ الإسلام -

إذا أردنا لأنفسنا عزًّا ومجدًا وسؤددًا

علينا أن نعود إلى جوهر ديننا

علينا أن نربي الأجيالَ المسلمة على النمط

الذي لمسناه في المسلمين الأُوائل

حيث كانوا: قوة في العقل، وقوة في الروح

وقوة في الخلق، وقوة في الجسم.


إننا لكي نربي الأبناء تربية عالية ومتكاملة

يجب أن نصوغهم صياغة تتفق مع ما نؤمن به

من عقائدَ ومُثلٍ عليا كريمة

مستمدة من كتاب الله - عز وجل

- ومن سنة رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -


يقول أحد الكتّاب:

أشهى ثمرات الحياة إلى الإنسان الأولاد

يَعرف ذلك من ذاق حلاوتهم

ومن ابتلي منهم بالحرمان

وبشدة مرارة الحرمان يعرف قدر

نعمة الله بهم على الإنسان

وعلى الأولاد عمارة الأرض

وهي مقصود خلق الله للأكوان؛ قال - تعالى -:

﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ

الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ﴾ [الكهف: 46].

وقد تضرع إبراهيم إلى ربه أن يهبه الذرية، فقال:

﴿ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ *

فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ﴾ [الصافات: 100، 101].

وتضرع زكريا - عليه السلام - فقال:

﴿ وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي

عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا *

يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ﴾ [مريم: 5، 6].

قال الأحنف لمعاوية وقد غضب على ابنه يزيد فهجره:

يا أمير المؤمنين، أولادنا ثمار قلوبنا

وعماد ظهورنا، ونحن لهم سماء ظليلة

وأرش ذليلة، وبهم نصول عند كل جليلة

إن غضبوا فأرْضِهم، وإن سألوك فأعطهم

وإن لم يسألوك فابتدئهم، يمنحوك ودَّهم

ويحبوك دهرَهم، ولا تنظر إليهم شزرًا

ولا تكن عليهم ثقيلاً؛ فيتمنَّوا وفاتك

ويكرهوا قربك، ويملوا حياتك.

والولد ليس ملكًا لوالديه فقط

بل هو ملك للأمة

ويسعد والداه وتسعد الأمة بمقدار توفيقهم

في حسن تربيته، وإعداده لرسالته

في الحياة إعدادًا جسميًّا وخلقيًّا وعقليًّا

وتربية الولد واجبٌ مشترك، بين الوالدين

وبين الدولة، في المنزل والمدرسة

إلا أن الواجب الأول، والعبء الأوفى

يقع على كاهل الوالدين

وعلى الوالدة بخاصة في حال الطفولة والصغر

لأن تأثُّرَ الولد بوالدته في هذه الحالة يكون قويًّا.


وقد قدَّر الإسلام خطورة هذا التأثر

فمنع أن يتزوج المسلم المشركة

خوفًا أن يفتتن الأولاد في دينهم باتباعها.


وقال الإمام الغزالي: "والصبي أمانة عند والديه

وقلبُه الطاهر جوهرةٌ نفيسة ساذجة

خالية من كل نقش وصورة

وهو قابل لكل ما يُنقش عليه

وقابل إلى كل ما يمال به إليه

فإن عُوِّد الخير عَلِمه وعُلِّمه، ونشأ عليه

وسعد في الدنيا والآخرة

وشاركه في ثوابه أبواه

وكلُّ معلم له ومؤدِّب، وإن عُود الشر

وأُهمل إهمال البهائم، شقي وهلك

وكان الوزر في رقبة القيِّم عليه، الوالي له

وقد قال الله - عز وجل -:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا

وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ

لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].

الأسرة في الإسلام ودورها التربوي

الأسرة هي اللبنة الأولى في تكون المجتمع البشري

بصلاحها واستقامتها وتراحمها يصلح المجتمع

ويستقيم ويتراحم، وبفسادها يفسد المجتمع

وتتهاوى أواصره

فمن خلال الأسرة يستلهم الطفل انفعالاته الأولى

في: الحب والكره والغضب والحلم والتعاون والأنانية.

فهي جسر العبور بالطفل إلى العالم الأوسع

حيث إنها تعلمه الاحترام والتقدير وتحمل المسؤولية

وتعده للتكامل وتُشبع عنده الحاجة

إلى الاستقرار العقلي والعاطفي.

ومعظم مشاعر الطفل تتمركز حول الأم والأب

بحيث تميل إلى أن تصبح اتجاهاته وتوقعاته

الاجتماعية نسخةً من اتجاهاتهما وتوقعاتهما

ويحدث هذا التعلم قبل أن يكون للطفل

إدراكٌ واعٍ بنفسه وبالآخرين.


قال المناوي:

لأن يؤدِّب الوالد ولده

ويُنشئه على أخلاق الصالحين

ويصونه عن مخالطة المفسدين

ويُعلِّمه القرآن والأدب

ويُسمعه السنن وأقاويل السلف

ويعلمه من أحكام الدين مالا غنى عنه-

خيرٌ له من أن يتصدق بصاع

لأنه إذا أدَّبه صارت أفعاله مع صدقاته

الجارية تدوم بدوام الولد

وصدقة الصاع ينقطع ثوابها.


لذا فواجب الأبوين المسلمين رعاية فطرة الأبناء

والاجتهاد في تحسين تربيتهم

ولا يكفل للوالدين النجاة يوم الحساب

إلا أن يبذلا ما في وسعيهما لصلاح رعيتهما

قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ

أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ

كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} [الطور:21].

ومن هنا نؤكد على الوالدين وكل المربين

أن يتقوا الله في هذه الأمانة

فهم يوم القيامة عنها مسؤولون،


و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء










رد مع اقتباس