[« أبْجَدِيَّاتْ »]

1-
"واحد".
"The One".

أحيانا أحاول الكتابة فأستغرق أسبوعًا كاملا لكتابة شيءٍ مثل : "فتَحَت الثلاجة وراحت تعبث في زر المصباح الكهربائي بضجر.. تشعله وتطفئه.. تشعله وتطفئه.. تشعله وتطفئه.. تشعله و.." ثم تصبح الكتابة أكثر مللاً و فظاعة. ولكنني أستمرّ. أحاول أن أكتب.. وحين أحاول "..تطفئه"، يقفز في وجهي الإلهام فجأة ويبدو كما لو أنه اقتنع أخيرا بأنني جادّة ويقول "حسنا حسنا، أنا في طريقي إليكِ، تمهّلي !!"

هذا بالضبط ما حدث منذ كتبت الرقم '2'. لم أعرف ما كان يجب عليّ أن أكتبه لأنهي هذه السلسلة '100-7'. أن يهجرني الإلهام يعني أن يفلس تفكيري. يعني أن تنتهي صلاحيتي. يعني أنني لستُ حيّةً وفاعلةً في شعوري.. لأن الكتابة بشكل ما تجعلني أصمد أمام الوقت. دون الكتابة، أشعر أنني معرّضة للزوال.. حرفيًّا.

لا أعلم كيف أن اليوتوب له طريقته الخاصة في إنقاذي من نوبات القلق هذه. ولكن عندما فتحت التطبيق صبيحة هذا اليوم و ظهر على قائمة الاقتراحات فيديو بعنوان "2+2=5 short movie" - وأنا في العادة لا أكترث أبدا للاقتراحات والاعلانات..- قلت في نفسي لِمَ لا؟ شاهدته وانفجر عقلي من أهمية الرسالة التي حاول الفيديو إيصالها في أقل من 7 دقائق! بدا فيلما سينيمائيا مصغّرا لرواية '1984' لجورج أورويل.. شاركته على الفايسبوك وكتبت تعليقا ساخر : "Tomorrow's lesson : 2=1 !"

خلال المناوبة المسائية في العمل سألتني صديقة "ما الذي تقصدينه؟" .. تحدثنا قليلا عن الفيديو ثم قلت لها "هل تعلمين أن 1 بالفعل يساوي 2؟". لم أكن أحاول أن أبدو كمهرِّجة.. شَعَرَت أني حقا جادّة.. قالت "أرِني !".. أمسكت قلم تظهير وقلت تابعي معي..

وفي النهاية وضعت رأس القلم على 2b وكتبت وأنا أقرأ بصوت مرتفع : 2b or not 2b, that's the question - "ما رأيك؟".. انتظرت ردة فعلها.. نظرَتْ إلي وقالت وهي تضحك بهستيريّة "هل تحاولين خداعي؟ لأن هذا يبدو منطقيا جدا حسابيّاً !".. قلت لها مرة ثانية "ما رأيك؟".. قالت أنه عليّ أن أتباهى بهذا أمام أستاذ الرياضيات.. لأنها فكرة أينشتانية...!

"هل تريدين أن أثبت لكِ الآن.. أن 1=0 ؟"

1.

To be or not to be, that's the question - Hamlet / Shakespeare
كن أو لا تكن ، ذلك هو السؤال - هاملت / شكسبير.

2.
a=b
وبالتالي : a-b = 0
المعادلة لا تقبل القسمة على (a-b)
المعادلة خاطئة ..