منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - فنّ قِراءة القصقصيج ،
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-10-31, 22:27   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
يوسُف سُلطان
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية يوسُف سُلطان
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام العضو المميّز في منتديات الخيمة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يوسُف سُلطان مشاهدة المشاركة
’’ أشكر الفاضلة "الغريبة" على مداخلتها الطيّبة ، وتواضعها الجميل ، وأدعوها لتكون بيننا دائمًا
ثُمَّ أواصل :

بعد العنوان المشوّق الذي يحثّنا على الدخول مباشرة الى القصّة وأحداثها

يستهل الكاتب نصّهُ بـ ـ ( على العادة يسألُ الحفيد )
و هذه الجملة المُختصرة المتكوّنة من أربع كلمات ستُصوّر للقارئ أكثر من مشهد ، وأكثر من إيجاء !
سيتصوّر أمام القارئ المشهد المعتاد ( جلسة مسائية عائلية في غرفة الجلوس تجمع بين الحفيد و الجدّ في مناقشة أو حديث ( و هنا نستنبطُ البعد الزماني و المكاني الذي توحيه لنا الجملة ، و نستنتج بعلاقة تناظرية أنّهُ بما أنّ هناك حفيد فمن المؤكد يقابله جدّ ، دون أن يُطلعنا الكاتب على ذلك بعدُ.
القراءة في شخصيات القصّة ( الجدّ والحفيد ( تعطي لنا رمزيّةً لجيلين مختلفين بأبعاد وفلسفاتٍ مختلفة
- من الممكن أن نستنتج عدّة قراءات ، كحماسة الحفيد للتعلّم والسّؤال ، و هذا بُعد ثقافي
- وبعد اجتماعي متمثل في ترابط الأسرة الواحدة و تواصل الأجيال فيما بينها و الاستماع للآخر .
-
هُنا يتبادر الى الذّهن سؤال
- أين الأب من كلّ هذا ؟
نلاحظّ أنّ النصّ غيّب الأب تماما ، وفي ذلك عدّة تصوّرات
- قد يكون الأب متوفىّ ، وقد يكون بعيدا عن العائلة أو منشغلا عنها
أو أنّ حضوره لا يخدِمُ النصّ ؟
- كلّها واردة ، لكنّ مصطفى قرأ قراءة ذكيّة جدًّا و قال :

’’ نفهم من ذلك أنّ النّص لم يقتصر تكوين عناصر القصّة وحسب ، بل تعدّى ذلك إلى معالجة اجتماعية و ذكر السبب الرّئيسي الذي جعل "الشارات تتبدّل" ! وهو فقدان الحلقة التي يمثّلها الآباء و هي الحلقة المسؤولة مسؤولية مباشرة في التّربية و التوجيه ،


../.. يُتبع
جدّي أرِني كيف أعرف العصفورة من العُصفور ؟
’’ نلاحظ هنا أنّ الحفيد لا يريد فقط معرفة العصفورة أو العصفور ولا يبحث عن أيٍّ منهما ، لكنّهُ يبحث عن الطريقة ( أرني كيف) التي تُفرّق كل متقابلين ،
الذكر ، الأنثى
الخير ، الشّر
الاخلاص ، الخيانة .. الخ من المتقابلات و المفارقات .
لكنّ الجدّ هذه المرّة وعلى غير العادة خانتهُ معرفته فما كان له إلا أن يمسحَ لحيته و يبتسم اعترافا بعجزه عن فهم فلسفةِ هذا الجيل الجديد ، و إظهارا لحكمته ( تبدّلت الشاراتُ بُنيّ ، كنّا نعرفهم بسلوكهم ) !
’’ في وقت مضى ، حين كانت النيّة و الصّدق ، و الكلمة و"الرُّجلة"
يُعرفُ الخيّرُ من سلوكه ، والشرّير أيضا ، حتّى الشّرير لم يكن ليُخفي شرّه أو يُنافق النّاس
لكنّ اليوم ، لا يُظهر الناس ما يُكنّون ، و عادة ما يُجاملون من يكرهون ، و يبتسمون لمن لا يحبّون ، !

و اخيرا القفلة
- لكن يبدو لي أنّه من استطاع من الطيور ولّد الآخر بيضة !

.. / .. يُتبع









رد مع اقتباس