" لما أسلم عمر أبلغ جميل بن معمر الجمحي حتى ينشر الخبر في قريش لأنھ كان أنقل الناس للأخبار .
فنشب قتال بين عمر وبعض رجال قريش ، وقد استمر القتال إلى غاية قيام الشمس على رؤوسھم .
وبينما ھم على تلك الحال حتى أقبل عليھم العاص بن وائل السھمي أحد شيوخ قريش فزجرھم عن ذلك .
ولما أتمّ الله نوره بنشر الإسلام واتسعت رقعة الدولة الإسلامية ، وفي أثناء تولي عمر بن الخطاب خلافة
المسلمين ، أراد أبو موسى الأشعري والي العراق أنذاك أن يقرض مالا لابنيْ عمر بن الخطاب عبد الله
وعبيد الله يتاجران بھ ، ثم يردا رأس المال لأتھ وديعة لبيت مال المسلمين . فرأى عمر أن ھذا العمل
إنما ھو محاباة ، واستغلال لمنصبھ ، فأمر ابناه أن يردا المال مع الربح حتى لا يستحوذ أحد أفراد
المجتمع بفائدة المال دون غيره ولو كان أقرب الناس إليھ . ھذه ھي عدالة ونزاھة عمر بن الخطاب
رضي الله عنھ . "