منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مقالات فلسفية اطلب ستكون بين يديك شكرا aissa fatma
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-02-23, 10:32   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
دكتور دولار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

[COLOR="Red"]الدولة
هل تجد في سلطة الدولة ما يتعارض مع حرية الأفراد ؟هل وجود الحاكم ضروري؟
مقدمة:استقراء أنماط الحياة التي تميز الإنسان عن الحيوان تقودنا إلى حقيقة بارزة للعيان وهو ميل الإنسان والحيوان للتجمع فهناك التجمعات الحيوانية مثلما هناك الجماعات البشرية ولكن في مقابل ذلك ينفرد التجمع الإنساني بمميزات منها الرقعة الجغرافية المحددة المعلومة الحدود والدفاع عن هذه الرقعة انطلاقا من فكرة السيادة انه تجمع خاضع لسلطة معينة تستند إلى قانون خاص بها وجدير بالبيان الإنسان عرف عدة أشكال من التجمع بداية من الأسرة والقبيلة ووصولا إلى الدولة فإذا سلمنا من جهة أن لكل دولة سلطة تعمل على فرضها ومن جهة أخرى أفراد يطالبون بحرياتهم الفردية فالمشكلة المطروحة:- هل في سلطة الدولة ما يتعارض مع حرية الأفراد؟الرأي الأول: حسب أنصار هذا الطرح فان الدولة تعتبر أداة لتجسيد وتطوير حرية الأفراد فوجود الحاكم ضروري لتنظيم الحياة فهي وجدت لتحقيق الأمن والاستقرار وغايتها سعادة الإنسان فذهب"وزنتال" إلى أن الدولة عند الإغريق"اليونان" تعني الوحدة السياسية الصغيرة التي يمكن للإنسان أن يبلغ فيها سعادته وتقابل كلمة Plis الدولة هي محاولة لتطبيق دولة الكميموس(مدينة الآلهة) في أرض الواقع لتحقيق قيم العدل والخير والواقع أن هذه الفكرة نجد لها بعض القوام المشتركة في الكم الإسلامي فقد ذهب"أبو حامد الغزالي" في كتابه(الاقتصاد في الاعتقاد) أن الدنيا والأمن على الأنفس والأموال و لا ينتظم إلا بسلطان مطاع تشهد له مشاهدة أوقات الفتن يموت السلاطين والأمة وإن ذلك لو دام ولم يتدارك بنصب سلطان آخر دام الهرج وعم السيف وشمل القحط... ولذا قيل الدين والسلطان توءمان ولهذا قيل الدين من والمكان حارس وما لا أس له تقصص دولة وما لا حارس فضائع وقال "ابن خلدون" ومن أخلاق البشر قيهم الظلم والعدوان بعض على بعض وقال فاستحال بقاؤهم في فوضى دون حاكم يزع بعضهم عن بعض ويرى"سبينوزان" غاية الدولة ليست السيطرة فلم توجد الدولة لتحكم الإنسان بالخوف أو أن تجعله ملكا لشخص آخر بل أنها وجدت لتحرر الفرد من الخوف حتى يعيش في أمن وحفظ قدر ما يستطيع دون ضرر بالآخرين حقه الطبيعي في الوجود والفعل ورأي (هيجل) في كتابه[مبادئ فلسفة الحق] الدولة الحقيقية هي التي تصل فيها الحرية إلى أعلى مراتبها. إن الدولة هي ماهو عقلاني ورأي رائد الإصلاح في العصر الحديث(محمد عبده) في كتابه[الإسلام والنصرانية] إن الخليفة عند المسلمين ليس بالمعصوم ولا هو مهبط الوحي...هو مطاع مادام هو على الحجة ونهج الكتاب والسنة المسلمون له بالمرصاد فإذا إنحرف عن النهج أقاموا عليه وإذا عوج قوموه بالنصيحة لإطاعة المخلوق في محبة الخالق ويؤسس أنصار هذا الرأي أطروحتهم على المادة الثالثة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان 1948 لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه. ـ نقد: لكن الواقع يؤكد تحول الدولة والحكم في أكثر الحالات إلى أداة قمع واستغلال للحفاظ على امتيازات الطبقة المستفيدة. ـ الرأي الثاني: انطلق أنصار هذه الأطروحة من أن الدولة مجموعة من الأفراد يقيمون بصفة دائمة في إقليم معين وتشرف عليهم هيئة معينة تسمى الحكومة تجعل من الدولة مقبرة كبيرة تدفن فيها جميع مظاهر الحياة وهذه هي وجهة نظر الفوضوية انتشرت في فرنسا وإيطاليا وأسبانيا في القرن التاسع عشر وهي معادية لكل سلطة تحدث باكونين في كتابه سلطة الدولة والفوضى أن القاهر الأساسي للإنسان عند أنصار هذا الرأي هو الجهاز ألفهمي ممثلا في الدولة والدين هو الجنون الجماعي وهو النتاج القبيح لوعي الجماهير المقهورة أما الكنيسة فهي الحانة السماوية التي يلتمس فيها المقهورون السلوى نسيانا لتعاستهم اليومية ومن الضروري لقيادة الإنسان إلى مملكة الحرية أن تنسف الدولة وأن يستبعد مبدأ السلطة من حياة الأفراد والدولة في الفلسفة الماركسية هي التنظيم السياسي للطبقة الساندة في الاقتصاد غرضها هو حماية النظام القائم وقمع مقاومة الطبقات الأخرى فهي أداة لقمع الشعب من طرف الطبقة المستغلة الانتهازية وعند ماركس هي ثمرة التناقض الطبقي وعند لينين ظهرت الدولة للجم صراع الطبقات إنها تضع العراقيل أمام التفتح الطبيعي لشخصية الفرد فهي ضد الحرية أن الخضوع للدولة هو تنازل عن الحرية الفردية وأن شرط الحرية هو الإطاحة بالدولة ونجد لهذه النظرة مدى عند الخوارج في التاريخ الإسلامي فقد أصبحت الدولة العباسية أيام الفرابي عبارة عن أرستقراطية عسكرية ومنه اتخذ الفرابي موقفا وهو أن تدخل الجند في السياسة هو خراب للبلد ولهذا لم يعطي للجند مكانة هامة في مراتب مدينته وأخرج مدينة القدس القائمة عند القوة لا المعرفة من المدن الفاضلة التي يحرم على المرء العاقل الإقامة فيها وربما ذلك يرجع إلى ماكان الجند يبثونه من فساد فاقتطاع الأراضي ونهب الخيرات كون استقراطية عسكرية في مقابل فئات من الفلاحين المقهورين فبعد أن ذاق الفلاحون والرقيق أشد الهزائم أخذوا حقدهم وفي المقابل ظهرت حركة العبا رين والفتوة والشطار حركات عملت على الثورة على السلطة وأصحاب المال وخاصة التجار والقاسمة المشتركة بين هذه المدن المتخلفة الجاهلة[هاته المدن يجمعها شيء واحد وهو مفهوم خاطئ عن السعادة فهي إما تعتبر السعادة تمتع بالملذات أو امتلاك الثروات والكر مات أو إتباع الشهوات] وملخص الأطروحة وجود الحكم غير ضروري وأن الدولة يجمع أجهزتها تعارض حرية الأفراد. ـ نقد: نفترض هذه الأطروحة أن الطبيعة البشرية طبيعة خيرة وأن التواصل الإنساني يمكن أن يتم دون الحاجة إلى سلطة الدولة ومن ثمة يجب زوالها لكن هذا الافتراض يكذبه الواقع. ـ التركيب: من الناحية النظرية الدولة فكرة أخترعها الغير لتنظيم حياة الأفراد هدفها الأساسي حماية الحريات الشخصية فإذا استعمل البعض سلطة الدولة لاعتراض شخصية لا كما أن يكون هذا مبررا لاتقائها وبما أن حياة الأفراد تخر دون وجود أداة تنظيم وتفتن الدولة ولا تعد أداة ضرورية وسلطتها لا تعارض مع الحرية فإذا ساهم أفراد المجتمع في الحياة معالم هذه الشخصية. ـ الخاتمة: في الفكر الإسلامي يعتبر موضوع الدولة من المواضيع التي ارتبطت إلى تيارين فلسفيين إلى تمكين فكرة الدولة ودافعت عنها الفلسفة الماركسية الشيوعية وحاربت مفهومه ووضعه وكان تعتبرها الدولة أداة قمع.

----------------------------------------------------------------------------------------------------

الدولة والأمة
قال ابن خلدون (إنما تنشا الدولة بالقبلية والعصبية)
المقدمة:من القوا سم المشتركة بين عالم الحيوان و الإنسان الميل إلى التجمع غير أن الإنسان ينفرد بجملة أو مجموعة من الخصائص منها فكرة السيادة و الخضوع للقانون في فلسفة السياسة عرف الإنسان عدة أشكال من التجمعات الخاضعة للسيادة بداية من الأسرة والقبيلة ووصولا إلى الدولة فإذا علمنا أن عدة أشكال من التجمعات الخاضعة للسيادة بداية من الأسرة والقبيلة ووصولا إلى الدولة فإذا علمنا أن العصبية هي الرابطة الدموية فالمشكلة المطروحة إلى أي حد يمكن إرجاع الدولة إلى العصبية؟ الرأي الأول:انطلق ابن خلدون في تأسيس أطروحته من منهجية واقعية قوامها الاستقراء التاريخي إنه يرفض الآراء النظرية الميتافيزيقية خاصة عندما يتعلق الأمر بالظواهر الاجتماعية والدولة عنده هي اكبر واعقد هذه الظواهر قال ابن خلدون: إنما ينشأ الملك بالغلبة لا تحصل إلا بالعصبية وهكذا يرى أن الوصول إلى مرتبة الرئاسة في القبيلة لا يكون إلا للأقوى وبدافع العصبية وهي قوة التضامن بين الأفراد وتنشأ عن رابطة الدم، تدخل القبيلة في تنازع مع القبائل الأخرى وهو النزاع الفاصل فيه للغالب ويصف ابن خلدون هذا الصراع قائلا إن أخلاق البشر فيهم الظلم والعدوان بعض على بعض ومنه استحال بقاؤهم فوضى دون حاكم ينزع بعضهم البعض عن القبيلة الغالبة سرعان ما تبحث عن دولة ضعيفة تحل محلها وهذا ما يفسر بتسمية بعض الدول باسم القبيلة المنتصرة عليها وفي نفس السياق تحدث ماركس فيبر عن الغلبة واستعمل مصطلح القوة إنه يوافق ابن خلدون في إرجاع نشأة الدولة إلى الشارع والغلبة وفي هذا قال الدولة قوامها علاقة سيطرة من إنسان على الإنسان قائمة على وسيلة العنف المشروع وقال أيضا لايمكن أن توجد الدولة إلا إذا أخضع الناس لسيطرة السلطة التي يفرضها المتسلطون وملخص الأطروحة أن الدولة ترتبط بالغلبة والقوة هي عامل الحاسم في نشأتها. ـ النقد: ما يعاب على هذه النظرية اعتمادها على الاستقراء الناقص فليست كل دولة نتيجة للقوة ومثال ذلك الدولة التي أسسها الرسول(ص). ـ الرأي الثاني: عند أنصار هذه الأطروحة الذي يقر ظهور الدولة هو التعاقد والاتفاق وترى هذه النظرية أن ظهور الدولة أرتبط بالمراحل السياسية التي تسبقها المرحلة الطبيعية. فالدولة نتيجة العقد الاجتماعي ومن الذين دافعوا عن هذا الرأي توماس هوبز وعنده الإنسان شرير بطبعه تغلب عليه صفات الإنسانية والشك والعنف إنه أشبه بالذئب ولقد كانت حياتهم في الحالة الطبيعية عبارة عن حرب الكل ضد الكل، قال توماس هوبز في كتابه التنين الجبار كانت العلاقات في المرحلة الطبيعية بين الإنسان والأخرى قائمة على أساس من المنافسة والريبة والبحث عن المجد مما كان يؤدي إلى حرب الجميع ضد الجميع مادام كل واحد ينشد مصالحه الخاصة والسبب الذي أدى إلى التعاقد هو الخوف من استمرار حالة الصراع ومحاولة إيقاف الفوضى ويفسر هوبز الكيفية التي تم بها العقد ويحصرها في تنازل الضعفاء عن جميع حقوقهم لصالح الأقوياء والحاكم عنده هو الطرف الأقوى والأعنف وهو ليس طرف في العقد ولا يجوز مطلقا رفض ما يقرره ويرى الإنجليزي جون لوك أن الإنسان يولد كالصفحة البيضاء والتجربة تكتب عليه ما تشاء أي الإنسان في الوسط الطبيعي كان يتميز بالحرية والمساواة ويقر لنا أسباب العقد قائلا وظيفة الدولة حماية الملكية فالدولة تنظم وتحمي ممتلكات الناس من أجل ذلك رأى جون لوك أنه حدث تنازل جزئي للحقوق لصالح طرف واحد وهو الحاكم وهو طرف في العقد يجوز فصله وعزله في حالة فشل حماية الممتلكات ويصف جون جاك روسو حالة الإنسان في الوسط الطبيعي بأنها حالة سعادة والإنسان عنده خير بطبعه ودليل على ذلك أن كل الكائنات الحية في الوسط الطبيعي تتميز بالقوة والدهاء مقارنة مع الكائنات قال في كتابه العقد الاجتماعي الدولة هي شكل شركة تدافع بكل القوة العامة وتحمي كل شخص وأملاك كل مشارك في الجماعة فكأنه لا يطيع إلا نفسه ويبقى حرا كما كان قبل التعاقد وهكذا تنازل كل فرد عن إرادته لصالح حاكم يجوز فصله وعزله.النقد: تعتبر هذه النظرية بحق أكبر أكذوبة سياسية ناجحة أنها مجموعة من الفرضيات وليس لها أي سند تاريخي. ـ التركيب: لايمكن إرجاع نشأة الدولة لا إلى القوة ولا إلى فكرة التعاقد الاجتماعي فالنظرية الأولى تبالغ في طابع التعميم على الرغم من اعتمادها على الاستقراء الناقص والنظرية الثانية تنطلق من فرضيات مما أفقدها طابعها العلمي وبهذا نرى أن الدولة ظهرت نتيجة التطور التاريخي وهذا ما أكده جار نروسيسر قوى نظرهما أن الظواهر الاجتماعية ومن بينها الدولة لايمكن رد نشأتها إلى عامل واحد فالدولة عندهم نتاج عوامل كثيرة منها القوة والدهاء والدين فالدولة بهذا التطور ظاهرة اجتماعية نشأة بدافع تحقيق احتياجات الأفراد وتنظيم الحياة.الخاتمة: وأخيرا...موضوع الدولة طرح تحتدي بين علم السياسة وفلسفة السياسة ولذا تضاربت الآراء ويصبح البحث عن أصل الدولة وتحديد وقت ظهورها من الأمور العسيرة وهذه إشكالية كبيرة حاولنا في هذه المقالة فك قيودها وتتبع مختلف الآراء وانطلاقا من أن الدولة ظاهرة اجتماعية نستنتج أن الدولة ظاهرة معقدة تتداخل في نشأتها عدة عوامل ولايمكن اعتبار القبلية والعصبية هي السبب الوحيد في نشأتها.
---------------------------------------------------------------------------------------------

الدولة والأمة
قال ابن خلدون (إنما تنشا الدولة بالقبلية والعصبية)
المقدمة:من القوا سم المشتركة بين عالم الحيوان و الإنسان الميل إلى التجمع غير أن الإنسان ينفرد بجملة أو مجموعة من الخصائص منها فكرة السيادة و الخضوع للقانون في فلسفة السياسة عرف الإنسان عدة أشكال من التجمعات الخاضعة للسيادة بداية من الأسرة والقبيلة ووصولا إلى الدولة فإذا علمنا أن عدة أشكال من التجمعات الخاضعة للسيادة بداية من الأسرة والقبيلة ووصولا إلى الدولة فإذا علمنا أن العصبية هي الرابطة الدموية فالمشكلة المطروحة إلى أي حد يمكن إرجاع الدولة إلى العصبية؟ الرأي الأول:انطلق ابن خلدون في تأسيس أطروحته من منهجية واقعية قوامها الاستقراء التاريخي إنه يرفض الآراء النظرية الميتافيزيقية خاصة عندما يتعلق الأمر بالظواهر الاجتماعية والدولة عنده هي اكبر واعقد هذه الظواهر قال ابن خلدون: إنما ينشأ الملك بالغلبة لا تحصل إلا بالعصبية وهكذا يرى أن الوصول إلى مرتبة الرئاسة في القبيلة لا يكون إلا للأقوى وبدافع العصبية وهي قوة التضامن بين الأفراد وتنشأ عن رابطة الدم، تدخل القبيلة في تنازع مع القبائل الأخرى وهو النزاع الفاصل فيه للغالب ويصف ابن خلدون هذا الصراع قائلا إن أخلاق البشر فيهم الظلم والعدوان بعض على بعض ومنه استحال بقاؤهم فوضى دون حاكم ينزع بعضهم البعض عن القبيلة الغالبة سرعان ما تبحث عن دولة ضعيفة تحل محلها وهذا ما يفسر بتسمية بعض الدول باسم القبيلة المنتصرة عليها وفي نفس السياق تحدث ماركس فيبر عن الغلبة واستعمل مصطلح القوة إنه يوافق ابن خلدون في إرجاع نشأة الدولة إلى الشارع والغلبة وفي هذا قال الدولة قوامها علاقة سيطرة من إنسان على الإنسان قائمة على وسيلة العنف المشروع وقال أيضا لايمكن أن توجد الدولة إلا إذا أخضع الناس لسيطرة السلطة التي يفرضها المتسلطون وملخص الأطروحة أن الدولة ترتبط بالغلبة والقوة هي عامل الحاسم في نشأتها. ـ النقد: ما يعاب على هذه النظرية اعتمادها على الاستقراء الناقص فليست كل دولة نتيجة للقوة ومثال ذلك الدولة التي أسسها الرسول(ص). ـ الرأي الثاني: عند أنصار هذه الأطروحة الذي يقر ظهور الدولة هو التعاقد والاتفاق وترى هذه النظرية أن ظهور الدولة أرتبط بالمراحل السياسية التي تسبقها المرحلة الطبيعية. فالدولة نتيجة العقد الاجتماعي ومن الذين دافعوا عن هذا الرأي توماس هوبز وعنده الإنسان شرير بطبعه تغلب عليه صفات الإنسانية والشك والعنف إنه أشبه بالذئب ولقد كانت حياتهم في الحالة الطبيعية عبارة عن حرب الكل ضد الكل، قال توماس هوبز في كتابه التنين الجبار كانت العلاقات في المرحلة الطبيعية بين الإنسان والأخرى قائمة على أساس من المنافسة والريبة والبحث عن المجد مما كان يؤدي إلى حرب الجميع ضد الجميع مادام كل واحد ينشد مصالحه الخاصة والسبب الذي أدى إلى التعاقد هو الخوف من استمرار حالة الصراع ومحاولة إيقاف الفوضى ويفسر هوبز الكيفية التي تم بها العقد ويحصرها في تنازل الضعفاء عن جميع حقوقهم لصالح الأقوياء والحاكم عنده هو الطرف الأقوى والأعنف وهو ليس طرف في العقد ولا يجوز مطلقا رفض ما يقرره ويرى الإنجليزي جون لوك أن الإنسان يولد كالصفحة البيضاء والتجربة تكتب عليه ما تشاء أي الإنسان في الوسط الطبيعي كان يتميز بالحرية والمساواة ويقر لنا أسباب العقد قائلا وظيفة الدولة حماية الملكية فالدولة تنظم وتحمي ممتلكات الناس من أجل ذلك رأى جون لوك أنه حدث تنازل جزئي للحقوق لصالح طرف واحد وهو الحاكم وهو طرف في العقد يجوز فصله وعزله في حالة فشل حماية الممتلكات ويصف جون جاك روسو حالة الإنسان في الوسط الطبيعي بأنها حالة سعادة والإنسان عنده خير بطبعه ودليل على ذلك أن كل الكائنات الحية في الوسط الطبيعي تتميز بالقوة والدهاء مقارنة مع الكائنات قال في كتابه العقد الاجتماعي الدولة هي شكل شركة تدافع بكل القوة العامة وتحمي كل شخص وأملاك كل مشارك في الجماعة فكأنه لا يطيع إلا نفسه ويبقى حرا كما كان قبل التعاقد وهكذا تنازل كل فرد عن إرادته لصالح حاكم يجوز فصله وعزله.النقد: تعتبر هذه النظرية بحق أكبر أكذوبة سياسية ناجحة أنها مجموعة من الفرضيات وليس لها أي سند تاريخي. ـ التركيب: لايمكن إرجاع نشأة الدولة لا إلى القوة ولا إلى فكرة التعاقد الاجتماعي فالنظرية الأولى تبالغ في طابع التعميم على الرغم من اعتمادها على الاستقراء الناقص والنظرية الثانية تنطلق من فرضيات مما أفقدها طابعها العلمي وبهذا نرى أن الدولة ظهرت نتيجة التطور التاريخي وهذا ما أكده جار نروسيسر قوى نظرهما أن الظواهر الاجتماعية ومن بينها الدولة لايمكن رد نشأتها إلى عامل واحد فالدولة عندهم نتاج عوامل كثيرة منها القوة والدهاء والدين فالدولة بهذا التطور ظاهرة اجتماعية نشأة بدافع تحقيق احتياجات الأفراد وتنظيم الحياة.الخاتمة: وأخيرا...موضوع الدولة طرح تحتدي بين علم السياسة وفلسفة السياسة ولذا تضاربت الآراء ويصبح البحث عن أصل الدولة وتحديد وقت ظهورها من الأمور العسيرة وهذه إشكالية كبيرة حاولنا في هذه المقالة فك قيودها وتتبع مختلف الآراء وانطلاقا من أن الدولة ظاهرة اجتماعية نستنتج أن الدولة ظاهرة معقدة تتداخل في نشأتها عدة عوامل ولايمكن اعتبار القبلية والعصبية هي السبب الوحيد في نشأتها.
------------------------------------------------------------------

السياسة و الأخلاق
مطالب الإنسان كثيرة و متنوعة و قدراته محدودة فهو يحتاج إلى غيره حتى أن أرسطو قال (الإنسان كائن مدني بطبعه) و هذا الذي يفسر لنا ميله إلى التجمع و الحقيقة أن التجمعات البشرية متنوعة منها البسيطة - كأسرة و القبيلة-و منها المعقدة كالدولة و الأمة فإذا علمنا أن السياسة هي فن الحكم و أن الأخلاق مجموعة من القيم و المبادئ الفاضلة فالمشكلة المطروحة :هل يمكن الفصل بين الممارسة السياسية و المبادئ الأخلاقية ؟
الرأي الأول :
ذهب أنصار هذه الأطروحة إلى المطالبة بضرورة الفصل بين العمل السياسي و المبادئ الأخلاقية هذا ما ذهب إليه جوليان فروند في كتابه (ما هي السياسية ) حيث أكد من خلال المقارنة بين مفهوم السياسة و هدف الأخلاق أنهما متناقضان و لا سبيل إلى تماثلهما قط،فالأولى تعتمد على الدهاء و الصلة و القوة و الثانية تستجيب لضرورة من ضرورات المجتمع و هي كمال شخصية الإنسان)غير أنه أشهر من دافع عن هذه الأطروحة الإيطالي ميكيافيلي الذي رفع شعار الغاية تبرر الوسيلة و الضرورة لا تعترف بالقانون،ونصح في كتابه - الأمير- أن يتصف الحاكم بقوة الأسد و دهاء الذئب و مكر الثعلب فقال (على الأمير أن يتصف بما شاء من الصفات غير ناظر إلى قيمة أخلاقية أو دينية فهناك من الفضائل ما يؤدي إلى سقوط حكمه و هناك من اللا فضائل ما يؤدي إلى إزدهاره ) و من الأمثلة التي توضح ذلك أن حنبعل تغلب على سبيون في المعركة لأن حنبعل كان قاسيا عنيفا مع جنوده بينما استعمل الثاني اللين في معاملته و تجسدت هذه الأطروحة واقعيا في النازية و الفاشية بل إن هتلر في كتابه كفاحي قال  على السياسة أن تتجه كثيرا إلى المشاعر و العواطف و أن تتجه بأقل قدر إلى العقل) و في تفسيره لهذه الظاهرة رأي أن أغلب الناس تبهرهم الحركات و أشكال و الأصوات و ملخص الأطروحة أن طبيعة العمل السياسي تفترض استعمال جميع الوسائل الممكنة و كما قال كسنقر( في السياسة لا وجود لصداقة دائمة أو عداوة دائمة فقط مصالح دائمة ).
نقد:
إن الفصل بين السياسة و الأخلاق يولد الكراهية في نفوس المحكومين و الرغبة في الانتقام منه.
نقيض الأطروحة :
ذهب أنصار هذه الأطروحة إلى المطالبة بضرورة ارتباط العمل السياسي بالمبادئ الأخلاقية و عندهم أن عملية الفصل بينهما لها انعكاسات خطرة قال سيبنواز(إن أية محاولة لإرغام أناس ذوي آراء مختلفة على أن لا يقولوا إلا ما تقرره السلطة العليا يؤدي إلى أوخم العواقب)و رأى ابن خلدون في كتابه - المقدمة-أن(الابتعاد عن الأخلاق يؤدي إلى اهتمام الحاكم بالملذات و الشهوات ) و يفسر هذه الظاهرة تفسيرا نفسيا من خلال فكرة التعويض و من الفلاسفة الذين دافعوا عن هذه الأطروحة أبو حامد الغزالي في كتابه الاقتصاد في الاعتقاد حيث قالالدين و السلطان توأمان و الدين أس و السلطان حارس و ما لا أس له فمهدون و ما لا حارس له فضائع) و أكد الماوردي في كتابه قوانين الوزارة و سياسة الملك أن السياسة العادلة هي التي تجمع بين القوال و الأفعال في إطار أخلاقي فالحاكم عندما يعاقب لا ينبغي أن يهمل محاسن الأشخاص و عند العفو لا يمكنه إسقاط مساوئ الناس و تجسدت هذه الأطروحة في ميثاق عصبة الأمم المتحدة التي جاء في أحد نصوصها (نحن شعوب العالم قد ألقينا على أنفسنا أن ننقض الأجيال المقبلة من وجلات الحرب و أن ندافع عن الرقي الاجتماعي و نرفع مستوى الحياة في جو من الحرية و الإخاء) و ملخص الأطروحة أنه لا بد من الربط بين ما هو سياسي و أخلاقي .
نقد:
لا أحد ينكر أهمية الأخلاق في السياسة لكن ينبغي أن تتحول الأخلاق إلى ضعف في المواقف التي تتطلب الحزم و المواجهة.
التركيب:
إن استقراء التاريخ يؤكد أن الأنظمة التي فصلت بين السياسة و الأخلاق و اعتمدت على منطق القوة دافعت عن مصالح حكمها و أهملت مصالح شعوبها و من هذا المنطق نرى أنه من الضروري أن يرتبط العمل السياسي بالقيم الأخلاقية و الدينية كما قال فيختة(السياسة بلا أخلاق أو دين عبث) و هذا ما أكد عليه المفكر الجزائري مالك بن جني في كتابه - شروط النهضة- من أن فصا الأخلاق عن السياسة يؤدي إلى حل المشاكل بمنطق السيف و القوة ، و رأى محمد عبده في كتابه - الإسلام و النصرانية-أن الخليفة عند المسلمين يحتكم في معاملاته إلى الكتاب و السنة أي إلى الأخلاق فقال: إذا انحرف الحاكم عن النهج أقاموه عليه و إذا اعوج قوموه بالنصيحة.
الخاتمة:
و في الأخير يمكن القول أن الفلسفة السياسية تدخل في إطار الفكر الفلسفي العام حيث حاول الفلاسفة منذ القديم دراسة و تحليل العمل السياسي و هي مسألة شائكة اختلفت فيها الآراء فمنهم من فصل بين السياسة و الأخلاق من منطلق أن الغاية تبرر الوسيلة و منهم من اشترط الالتزام بالمبادئ الأخلاقية و الدينية في العمل السياسي و في محاولة للخروج من دائرة الجدل توصلنا إلى هذا الاستنتاج : من الضروري مراعاة المبادئ الأخلاقية في الممارسة السياسية
--------------------------------------------------------------------------------------------------

الشخصية السوية
هل التحكم في السلوك معيار الشخصية السوية؟
مقدمة: من الزاوية الدينية والفلسفية يعتبر الاختلاف في الآراء والتعارض في الأفكار ظاهرة صحيحة ومقبولة ولكن من الغاية الواقعية قد يمكن الاختلاف مبررا للخصومة حيث سرعان ما يرمي أحد المتخاصمين الشخص الآخر بأنه غير سوي هذه الملاحظة الواقعية تقودنا إلى طرح التساؤل جوهري وأساسي إذا كان من السهل في عالم الأفكار أن نعثر على معيار لمعرفة الأفكار الصحيحة من الخاطئة – فهل من الممكن العثور على معيار للشخصية السوية؟الرأي الأول: معيار تحكم في السلوك: التحكم في سلوك الشخص يتمتع بالوعي والإرادة وقادر على تحمل المسؤولية والواقع أنه لايمكن أن تتحقق هذه المقتضيات إلا ضمن ثلاثة شروط: أولا: سلامة الشخصية من ناحية البناء الفيزيولوجي المتمثل في توازن الإفراز الغددي وسلامة الجهاز العصبي وانتظام التراكيب الكيماوية من أملاح ودهون وأحماض إلى جانب سلامة الجسم من العاهات والتشوهات هذا ما ذهب إليه جل الأطباء من أدلة على صحة هذا الطرح أن الخلل الذي يصيب الجهاز العصبي قد يؤدي إلى الشلل أي عدم القدرة على التحكم في السلوك وكذلك إذا ما زاد إفراز الدرقين في الغدة الدرقية عن حده الطبيعي واختصارا الأمراض العضوية التي تصيب الإنسان تؤكد أن سلاسة الشخصية مرتبطة بسلامة الجسد – ثانيا: سلامة الشخصية من ناحية النفسية يؤكد التحليل النفسي هو منهج يدرس مظاهر النفس من الناحية الداخلية والخارجية على ضرورة التوازن النفسي يعمل بهذا المنهج علماء النفس التابعين لمدرسة التحليل النفسي وعلى رأسهم(سيغمون فرويد) الذي أشتهر بتأسيس التحليل النفسي من حيث هو طريقة في العلاج ونظرية في علم النفس يرجع سلوك الفرد إلى العقد النفسية التي كبتت لتعارضها مع الواقع فسكنت منطقة تسمى باللاشعور، وقد أكتشف اللاشعور اعتمادا على ظواهر خارجية للنفس تتمثل في الأمراض التي استحال استشفاؤها بيولوجيا وفيزيولوجيا كالهستيريا كما ركز فرويد على دور الغريزة الحتمية في السلوك النفسي من أهم آثاره مقدمة في التحليل النفسي وتفسير الأحلام وفكرته الأساسية أنه إذا أحدث الأنا التوازن بين المطالب ورغبات الهوى أوامر الأنا الأعلى كانت الشخصية سوية وإذا لم يتحقق ذلك كانت غير سوية ومثل ذلك الذهاب والإياب.ثالثا:سلامة الشخصية من حيث الوظائف العقلية كالذاكرة بوصفها قدرة على استرجاع حوادث الماضي وعليها من حيث هي كذلك والذكاء والتخيل...الخالرأي الثاني: المعيار الاجتماعي والديني: الإنسان كائن اجتماعي بطبعه يعيش ضمن شبكة علاقات اجتماعية[الأسرة، المدرسة، الحي، المسجد...] الشخص السوي هو القادر على إقامة علاقات اجتماعية وطبيعية مما يدل على تقبله للآخرين وتقبلهم له وفي هذا السياق أشار الرسول(ص)[إن خيار الناس من يألف ويؤلف] وأكد العالم(إدوارد بيلوفار) [الشخص السوي هو الذي يجعل من أعراض الصراع العقلي وله قدرة مرضية على العمل ويستطيع أن يحب إنسان آخر إلى جانب حبه لنفسه] ومن الأمثلة على الشخصية المريضة العنف بوصفه(فعل إيذاء مادي كالضرب أو معنوي كالشتم مثلا) والانطواء على النفس المبالغ فيه أما من الناحية الدينية فلكل دين شرائع وعبادات ومن حاد عنها وصف بالشخص غير السوي – التركيب: يمكن أن نحصر الشخصية السوية في معيار فيصل ما سبق طرحه فنقول إن الشخصية السوية هي التي أخذت بسبب في التربية بوصفها(ضبط وتوجيه للسلوك) من الناحية الجسمية[تربية بدنية] بحيث يمتلك الإنسان جسما سليما قادرا على أداء وظائفه وكذلك من ناحية الذوق(تربية فنية) بحيث تتولد لدى الفرد القدرة على إدراك عناصر الجمال في الأشياء فيتمتع بها ويضعها لغيره ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد بل لابد من تربية أخلاقية وعقلية تجعل الشخص يتخطى سائر كائن إلى ما يجب أن يكون وتجعله يثور على كل ماهو تافه وسطحي من هذه الحياة – الخاتمة: وختاما تعالوا نتذكر وصف القرآن الكريم(الشخصية المتكاملة) التي ينبغي أن يسعى إليها كل مؤمن ومؤمنة: (وإبتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولاتنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك، ولاتبغ الفساد في الأرض، إن الله لا يحب المفسدين) حقا إنها شخصية متكاملة متوازنة حقوق الحياة الآخرة فهي أبدية قادومة وذلك عن طريق هذه الحياة الدنيا العاملة المستقيمة في علاقات حسنة متبادلة تصون الإنسان وإخوانه والبيئة الأرضية وما حولها.
------------------------------------------------------------------

الشغل و التنظيم الاقتصادي
مقدمة:
يعتبر الميل إلى الحركة خاصية أساسية عند جميع الكائنات الحية لكن الإنسان يتميز بقدرته عللا فهم نفسه و ما يحيط به حيث تتصف حركته بالوعي و تحديد الهدف و هذا ما اصطلح عليه علماء الاجتماع و الاقتصاد بالشغل،فإذا علمنا أن الاقتصاد يهدف إلى تنظيم الشغل و أن الليبرالية و الاشتراكية أبرز المذاهب الاقتصادية فالمشكلة المطروحة: هل يتطور الاقتصاد في ظل الاشتراكية أم الرأس مالية .
الرأي الأول :
ذهب أنصار النزعة الليبرالية إلى القول أن الحرية و التنافس هما أساس كل ازدهار اقتصادي تعود هذه الأطروحة بجذورها التاريخية و الفلسفية إلى القرن 19 م و هو قرن شهد تفاوت بين الأفراد في امتلاك الثروة و المال على حد تعبير جورج دانفيل و يفسر عالم الاجتماع ماكس فيير ظهور الرأس مالية بتأثير فلسفة التنوير التي رفعت شعار (لا سلطة على العقل لا لا الفعل ) و طالب بحرية المعتقد و الفكر و التصرف بالإضافة إلى تأثير البروتستانتية التي تمجد الفرد و العمل هذه الأفكار تحولت إلى مذهب اقتصادي و الليبرالية ترتكز على مجموعة من الخصائص منها (عدم تدخل الدولة في الشؤون الاقتصادية ) و في هذا المعنى قال آدم سميت (إذا تدخلت الدولة في الأسعار أو الأجور تخلق مشاكل اقتصادية و إجتماعية فالمصلحة الخاصة أحسن ضمان للمصلحة العامة) و أنصار هذه الأطروحة يدافعون عن فكرة التنافس الحر الذي يربط بغريزة حب التفوق و الظهور و الذي يؤدي إلى إيقاظ حركة الفكر عند الإنسان و كما قال باستيا( القضاء على التنافس معناه إلغاء العقل و الفكر و الإنسان) غير أن أبرز خصائص الرأسمالية : الملكية الفردية لوسائل الإنتاج فالإنسان له الحق في امتلاك ما يشاء من منطلق أن هذه الأشياء صنعها بجهده الفردي قال أودولف تييرس (الأساس الذي لا يزول لحق الملكية هو العمل هذه السمكة التي اصطادها بمشقة و هذا الخبز الذي صنعه بيدي هما ملكي )و ملخص هذه الأطروحة أن الليبرالية نظام اقتصادي يهدف إلى أكبر قدر من الربح المادي مع ضمان أكبر قدر من الحرية شعارها (دعه يعمل أتركه يمر).
نقد:
من عيوب الرأسمالية هي تقسم المجتمع إلى طبقات واحدة تملك و أخرى لا تملك و أكدت البحوث المعاصرة إن الرأسمالية أنتجت الحركات الاستعمارية.
الرأي الثاني:
ذهب أصحاب النزعة الاشتراكية إلى اعتبار الاقتصادي الموجه أفضل وسيلة لتحقيق الازدهار الاقتصادي و هي رد فعل ضد تطرف الليبرالية التي احتوت على قيم غير إنسانية حتى أن جوريس( وصف الرأسمالية بأنها تحمل الحرب كما تحمل السحب الأمطار) و الاشتراكية إيديولوجية وضعها كارل ماركس و انجلز و طبقها لينين في أرض الواقع بعد نجاح الثورة البلشفية 1917 قال عنها انجلز (الاشتراكية نشأت من صرخة الألم و من استغلال الإنسان لأخيه الإنسان ) و هذا النظام يتركز على مجموعة من المبادئ و الخصائص منها (الملكية العامة لوسائل الإنتاج) فالاشتراكية تنظر إلى الملكية الخاصة على أنها سرقة و استغلال هذا ما عبر عنه صراحة برودون قائلا العبودية هي الجريمة و الملكية الفردية هي السرقة ) و يفسر كارل ماركس هذه المسألة بوجود تناقض فالذين يعملون (طبقة البروليتاريا) لا يغتنون أبدا و الأغنياء (طبقة برجوازية) لا يعملون و هذه هي ظاهرة الاستلاب - السرقة- و منه الاشتراكية تؤمن بضرورة تدخل الدولة في الشؤون الاقتصادية من خلال فكرة المخططات –التخطيط المركزي- غير أن أهم خاصية تميز النظام الاشتراكي هي –الإيمان بالمساواة و ضرورة تحقيق العدالة الإجتماعية- انطلاقا من فكرة (كل حسب عمله و لكل حسب حاجته) و ملخص الأطروحة يتجلى في عبارة لينين(الاشتراكية نظام طبقي له شكل واحد الملكية العمة لوسائل الإنتاج)و المساواة الإجتماعية الكاملة .
نقد:
النظام الاشتراكي أدى إلى ظهور السلبية و التواكل و عدم مكافأة الأفراد حسب جهدهم و هذا الذي يفسر سقوط هذا النظام في أغلب دول العالم.
تركيب:
لا يجب النظر إلى الاقتصاد من زاوية مادية فقط لأنها نظرة تفتقد إلى الأخلاق و هذا هو خطأ الليبرالية كما أن التركيز على المساواة الإجتماعية دون القيام بالواجبات فكرة مثالية و هذا ما تنبه إليه الاقتصاد الإسلامي و هو اقتصاد تظهر فيه الخصائص الأخلاقية من معاملة البيع قال تعالى (أحل الله البيع و حرم الربا) فالبيع ليس هدفه الربح المادي فقط بل هو مسؤولية أخلاقية كما يظهر في الزكاة مثلا قال تعالى (و في أموالهم حق للسائل و المحروم) أما الملكية في الإسلام فهي ثلاثية الأبعاد فالله هو المالك الحقيقي ثم الفرد على سبيل الاستخلاف و الجماعة لها الحق في هذه الملكية .إن أفضل نظام اقتصادي هو الذي يجمع بين الممارسة الاقتصادية و المبادئ الأخلاقية.
الخاتمة:
و مجمل القول أن الأنظمة الاقتصادية مسألة ترتبط بفلسفة الاقتصاد و هي إشكالية ارتبطت بالصراع الإديلوجي بين معسكرين الليبرالية التي رفعت شعار الحرية و الاشتراكية التي حملت لواء العدالة الإجتماعية و كل مذهب اعتمد على خصائص تنسجم مع فلسفته غير أن الموازنة التي احتكمنا فيها إلى جديد دافعنا فيه عن الاقتصاد الإسلامي و منه نستنتج: يتطور الاقتصاد عندما تقترن المطالب المادية بالمبادئ الأخلاقية.
-----------------------------------------------------------------------

الطبيعة والثقافة
هل الثقافة امتداد للطبيعة أم مقاومة لها؟
المقدمة: تشير الثقافة إلى الفكر وترتبط الطبيعة بالمادة فالطبيعة تمثل الحالة الأولى أو الأصل والثقافة تمثل التغيير والإضافة ومن هذا المنطلق كانت قضية الفكر والمادة من أعقد القضايا فما طبيعة العلاقة القائمة بينهما؟هل هي علاقة تضاد وتنافي أم علاقة تطوير وتكامل؟الرأي الأول:الثقافة مقاومة للطبيعة ففي نظر أنصار الرأي الأول أن الإنسان أنتج الثقافة أساسا لمقاومة الطبيعة والعمل على التحرر من سيطرتها فالثقافة عند الفيلسوف الفرنسي (رونيه ديكارت) وجدت لتجعلنا أسيادا للطبيعة وفي نفس السياق يرى (هيجل 1770-1831) أن الطبيعة هي حالة صلابة وتوحش يجب الخروج منه إلى مرحلة لا طبيعية أي إلى مرحلة متحضرة إن الحالة الطبيعية البدائية هي حال توحش فلا قانون ينظم حياة الأفراد ولا أخلاق مقومة للسلوك ولذلك كان على الإنسان أن ينتصر على الطبيعة وبالفعل انتصر عليها بالفن والعلم ويرى[سوبنهاور 1787-1860] أن الأخلاق بوضعها أحد مظاهر الثقافة وجدت لمقاومة الطبيعة أي طبيعة الإنسان حيوانية القائمة على أساس الحقد والأنانية والغيرة التي لا يعير فيها الفرد أي اهتمام لقيم الخير والفضيلة فوظيفة الثقافة عنده هي أن تقف كمراقب للطبيعة البشرية هذه الطبيعة الحيوانية والتي هي عبارة عن كتلة من الغرائز العمياء والاندفاعات الوحشية لا تستقيم إلا في إطار ثقافي ولأجل ذلك وجدت السياسة أيضا فبدولة كجهاز سياسي معقد وجد ليحقق الأمن والاستقرار بنقله للإنسان من حالة طبيعية لا أمن ولا استقرار فيها إلى حالة آمنة ومنظمة على حد تعبير(توماس هوبز1577-1679)[إن الثقافة بجميع مظاهرها تقف في وجه الطبيعة كمعارض فهي مقاومة لها]. مناقشة: لكن هل أنتج الإنسان ثقافة لمقاومة الطبيعة فحسب أم أنه أنتجها من أجل تحسين ظروفه وتحقيق الانسجام مع الطبيعة. الرأي الثاني: ليست الثقافة مقاومة للطبيعة دائما بل هي تطوير وامتداد لها يتضح هذا المعنى من خلال منبع المعنى اللغوي كثقافة في اللغة الفرنسية culture [نعني العناية بالأرض من خلال فلاحتها وزراعتها إنها إضافة إلى الطبيعة الجغرافية لتحقيق التكيف واستمرار الحياة] لأن الثقافة ساعدت الإنسان عند استغلال الطبيعة استغلالا عقلانيا يسمح له بتلبية حاجياته المادية والروحية التي عجزت الطبيعة على تحقيقها فالعلوم والآداب والفنون والصناعات المختلفة...إلخ ابتدعها الإنسان لتطوير معرفته الفطرية وتوسيعها ليتمكن من التكيف والانسجام مع الحياة الطبيعية والاجتماعية وفي هذا ذهب(هوسكوفيتر) إلى أن الإنسان زاد على البقعة الجغرافية أشياء يسميها بعضهم بالبيئية الصناعية إن الجسم كطبيعة بيولوجية لا يعطي أحسن ثماره بالفطرة بل لابد من العناية به فالتربية البدنية(الرياضة) والطب بوضعهما من مظاهر الثقافة لهما القدرة على إضافة تعديلات على جسم الإنسان من القوة والمرونة... ومن مظاهر هذا التكامل بين الطبيعة والثقافة هو ما نلحظه في تقليد الصغار للكبار في محاولة لتكميل ما ينقص طبيعتهم الفطرية من المعطيات الاجتماعية التي يكتسبونها بوصفهم أعضاء في المجتمع كما أن اكتشاف القوانين الفيزيائية مكنت الإنسان من اختراع الراديو والتلفزة والأقمار الصناعية...الخ التي جعلت العالم قرية صغيرة على حد قول العالم الكندي ماكلوهان[1911-1980].نقد: لكن لا يلزم من هذا أن الثقافة بجميع مظاهرها امتداد للطبيعة. التركيب: التقدم العلمي في مجال علم النفس وكذا استقراء الواقع الديني يدفعنا إلى ضرورة تجاوز الطرح الأول والثاني إلى مركب جديد تعتبر فيه العلاقة بين الثقافة والطبيعة علاقة تكامل ولا يمكن أن نرسم حدا فاصلا بينهما ففي الفقه الإسلامي اعتناء بالبدن (الطهارة) هي جزء من ثقافتنا الإسلامية والجسم الذي يتغذى من الحلال يختلف عن الجسم الذي يتغذى من الحرام وهذا دليل قاطع عن عمق العلاقة بين الطبيعة والثقافة هذا الطرح عضده ودافع عنه[جون كلود فيو] حيث اعتبر أن الحياة الجنين قبل الولادة هي نتيجة الأم العضوية والنفسية وهذه الحالات هي بدورها نتيجة للوسط الثقافي. ـ الخاتمة: إن تتبع القضية في إطارها التاريخي والواقعي يؤكد على استحالة الفصل بين ماهو ثقافي وماهو طبيعي ومنه نستنتج أن شكل العلاقة يتخذ صورة امتداد ومقاومة في الآن نفسه.
-----------------------------------------------------------------

الطبيعة والثقافةهل الثقافة امتداد للطبيعة أم مقاومة لها؟
المقدمة: تشير الثقافة إلى الفكر وترتبط الطبيعة بالمادة فالطبيعة تمثل الحالة الأولى أو الأصل والثقافة تمثل التغيير والإضافة ومن هذا المنطلق كانت قضية الفكر والمادة من أعقد القضايا فما طبيعة العلاقة القائمة بينهما؟هل هي علاقة تضاد وتنافي أم علاقة تطوير وتكامل؟الرأي الأول:الثقافة مقاومة للطبيعة ففي نظر أنصار الرأي الأول أن الإنسان أنتج الثقافة أساسا لمقاومة الطبيعة والعمل على التحرر من سيطرتها فالثقافة عند الفيلسوف الفرنسي (رونيه ديكارت) وجدت لتجعلنا أسيادا للطبيعة وفي نفس السياق يرى(هيجل1770-1831) أن الطبيعة هي حالة صلابة وتوحش يجب الخروج منه إلى مرحلة لا طبيعية أي إلى مرحلة متحضرة إن الحالة الطبيعية البدائية هي حال توحش فلا قانون ينظم حياة الأفراد ولا أخلاق مقومة للسلوك ولذلك كان على الإنسان أن ينتصر على الطبيعة وبالفعل انتصر عليها بالفن والعلم ويرى[سوبنهاور 1787-1860] أن الأخلاق بوضعها أحد مظاهر الثقافة وجدت لمقاومة الطبيعة أي طبيعة الإنسان حيوانية القائمة على أساس الحقد والأنانية والغيرة التي لا يعير فيها الفرد أي اهتمام لقيم الخير والفضيلة فوظيفة الثقافة عنده هي أن تقف كمراقب للطبيعة البشرية هذه الطبيعة الحيوانية والتي هي عبارة عن كتلة من الغرائز العمياء والاندفاعات الوحشية لا تستقيم إلا في إطار ثقافي ولأجل ذلك وجدت السياسة أيضا فبدولة كجهاز سياسي معقد وجد ليحقق الأمن والاستقرار بنقله للإنسان من حالة طبيعية لا أمن ولا استقرار فيها إلى حالة آمنة ومنظمة على حد تعبير(توماس هوبز1577-1679)[إن الثقافة بجميع مظاهرها تقف في وجه الطبيعة كمعارض فهي مقاومة لها]. مناقشة: لكن هل أنتج الإنسان ثقافة لمقاومة الطبيعة فحسب أم أنه أنتجها من أجل تحسين ظروفه وتحقيق الانسجام مع الطبيعة. الرأي الثاني: ليست الثقافة مقاومة للطبيعة دائما بل هي تطوير وامتداد لها يتضح هذا المعنى من خلال منبع المعنى اللغوي كثقافة في اللغة الفرنسية culture [نعني العناية بالأرض من خلال فلاحتها وزراعتها إنها إضافة إلى الطبيعة الجغرافية لتحقيق التكيف واستمرار الحياة] لأن الثقافة ساعدت الإنسان عند استغلال الطبيعة استغلالا عقلانيا يسمح له بتلبية حاجياته المادية والروحية التي عجزت الطبيعة على تحقيقها فالعلوم والآداب والفنون والصناعات المختلفة...إلخ ابتدعها الإنسان لتطوير معرفته الفطرية وتوسيعها ليتمكن من التكيف والانسجام مع الحياة الطبيعية والاجتماعية وفي هذا ذهب(هوسكوفيتر) إلى أن الإنسان زاد على البقعة الجغرافية أشياء يسميها بعضهم بالبيئية الصناعية إن الجسم كطبيعة بيولوجية لا يعطي أحسن ثماره بالفطرة بل لابد من العناية به فالتربية البدنية(الرياضة) والطب بوضعهما من مظاهر الثقافة لهما القدرة على إضافة تعديلات على جسم الإنسان من القوة والمرونة... ومن مظاهر هذا التكامل بين الطبيعة والثقافة هو ما نلحظه في تقليد الصغار للكبار في محاولة لتكميل ما ينقص طبيعتهم الفطرية من المعطيات الاجتماعية التي يكتسبونها بوصفهم أعضاء في المجتمع كما أن اكتشاف القوانين الفيزيائية مكنت الإنسان من اختراع الراديو والتلفزة والأقمار الصناعية...الخ التي جعلت العالم قرية صغيرة على حد قول العالم الكندي ماكلوهان[1911-1980].نقد: لكن لا يلزم من هذا أن الثقافة بجميع مظاهرها امتداد للطبيعة. التركيب: التقدم العلمي في مجال علم النفس وكذا استقراء الواقع الديني يدفعنا إلى ضرورة تجاوز الطرح الأول والثاني إلى مركب جديد تعتبر فيه العلاقة بين الثقافة والطبيعة علاقة تكامل ولا يمكن أن نرسم حدا فاصلا بينهما ففي الفقه الإسلامي اعتناء بالبدن (الطهارة) هي جزء من ثقافتنا الإسلامية والجسم الذي يتغذى من الحلال يختلف عن الجسم الذي يتغذى من الحرام وهذا دليل قاطع عن عمق العلاقة بين الطبيعة والثقافة هذا الطرح عضده ودافع عنه[جون كلود فيو] حيث اعتبر أن الحياة الجنين قبل الولادة هي نتيجة الأم العضوية والنفسية وهذه الحالات هي بدورها نتيجة للوسط الثقافي. ـ الخاتمة: إن تتبع القضية في إطارها التاريخي والواقعي يؤكد على استحالة الفصل بين ماهو ثقافي وماهو طبيعي ومنه نستنتج أن شكل العلاقة يتخذ صورة امتداد ومقاومة في الآن نفسه.


من اراد مقالة فليقلي كي اضعها له هنا










رد مع اقتباس