منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ۝♦۝ لإِدْرَاجُ نُصُـــوصْ مُسَابَقَـــةْ "النَـــصُ الـــذَهَبِـــي" ۝♦۝
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-07-30, 15:49   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
أحلام سرمدية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية أحلام سرمدية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


همسات الليل
حكايا الليل بنابوليتان تستمد روحها من عبق المدينة الصغيرة النائمة تحت ترانيم الجبال عليها من جهة ودندنة الأمواج من جهة أخرى ، لكنها ليست دائما بهذا الهدوء الذي يتخيله الواحد منا فالبعض حكاياهم تولد من رحم آلامهم وتنفجر من ينابيع أحلامهم الضائعة ،ليحملها النسيم مع همساتهم ويرويها على السامعين . يفتح أحدهم النافذة الصغيرة حتى تتسلل بعض من نسمات المتوسط الباردة الى قلبه المشتعل، حوله أوراق مبعثرة محفوظة جيدا ، يقرأها في اليوم ألف مرة دون أن يسمح للنسيان(ممحاة الزمن هدية القدر) بالعبث بها.استند على كرسي خشبي ثم فصل يديه عن البقايا ووضعها تحت رأسه و شرع في مراقبة النور المتسلل من القمر اليه ، فجأة راوده طيفها كعادته الليلية، يزوره يوميا ليطيل سهده ويزيد ألمه ، لكن الليلة أطال الزيارة على غير العادة ، حتى أن صاحبنا بدأ يحادثه يسأله عن حال ملاكه الصغيرهناك فهو لا يلتمس أخباره و المواساة سوى من رسائلها الأخيرة.مخبول قد صار هو يقبل الجدران ، يحتضن العدم، يحادث السراب الراحل ويسابقه حتى يمسكه قبل أن يرحل وترحل معه كالعادة. يتجرع الموت من جديد بعد الحياة المؤقتة التي تمنح له كل ليلة لفينة من الزمن .يحاول النهوض يعزي قلبه الصغير ، يأبي التعزية فأغلى الغوالي تحت التراب .
هناك
ليس ببعيد عنه ، على شرفة في نفس شارع المشاعر المتطفلة تجلس إحداهن ، تعتصر القوافي من قلمها الدامي تتعبها كلماتها ويؤلمها ماخطت على الورق الذي جُرح من كثرة الكتابة.تتساقط عبراتها كوابل فتطفق بسرعة تلملمها بكلتي يديها ، تمسك زجاجة ماء مثلجة تتجرع ما بها آملة بسخافة أن تطفئ ألمها المكنون وتقلل من حبر العيون ، لكن لا جدوى ولا أمل يلبي الرجاء فلقد( تذكرته) ولسعتها ذرات الشوق والحنين .
بعد مدة ليست بقصيرة يشيحان النظر إلى السماء المستندة على البحر يريانها تعانق الغيوم ، تراقب الكون وتنير عليه بالقمر والنجوم، يتأملان ويتألمان فتتألم بدورها تدمع عيناها بغزارة فيصحو الاثنان من صمتهما على وقع زخات المطر .... وللحروف بقية
بقلم أحلام سرمدية ~~