بسم الله الرّحمن الرّحيم
فكرة التّفوّق اللّغوي يكون في غالبية الأمر نتاج مطالعة كبيرة لكتب لها علاقة باللّغة العربية ، سواء كانت دينيّة أو علميّة أو أدبيّة ، و سواء كان المطالع للكتب حافظًا للقرآن الكريم وتفسيره والحديث النبوي الشريف وتفسيره ، أو كان المطالع للكتب علميًّا ، و يهتمّ بالأدب العربي .
والأدبي إذا كان من الذين لاينتظرون الزّاد من الأستاذ فقط ، فهو في متابعة ومدقّقة لكلّ أنواع الأدب العربي وخاصّة المعلّقات التي كان ينشدها الشّعراء سواء في الجاهلية أو بعد الإسلام .
فاللّغة موجودة فيها بقوّة ، والكتب الشّارحة لهذه المعلّقات موجودة .....
وخلاصة القول : أنّ الموهبة والميل القويّ لممارسة اللّغة هو فطري بالدّرجة الأولى ، ومعنى ذلك أنّ الذي يكسب لغة عربية قويّة ، قد كان منذ صغره مؤهّلاً لأنّ يبرع فيها ....ويقوّي هذا النّبوغ الفطري ، اكتساب اللّغة من مصادر مهمّة كالقرآن الكريم وهو الكتاب الأوّل والأخير الذي يمتلك مفردات لغوية وأسلوب مخاطبة وتعبير لاقياس له . والدّليل في ذلك انبهار أهل الجاهلية بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من إعجاز لغوي يحمل في طيّاته كثير من الإعجاز العلمي والبلاغي ، وحسن التّعامل وتسيير الحياة كلّها .
والحديث القدسي : كلام الله على لسان نبيّه صلى الله عليه وسلّم فيه من اللّغة العربية التي يعجز أبلغ وأقوى مَن يمارس اللّغة من فطاحلة وفحول الشّعراء في زمن الإسلام وما قبله .
والحديث النبوي الشريف هو تبعًا للقرآن الكريم ، يحمل كلّ مميّزات اللّغة العربية .
وباختصار الكلام ، سواء كان الشخص علمي أو أدبي ، فهو يحمل ملكات فطرية تسبق الممارسة المكتسبة للّغة ، والتّخصّص مضاف بالخير لِمن كان متفوّقًا فيه .
وآخر الكلام ، أقول لكم ، إذا أردتُم أن يصبح ابنكم أو ابنتكم نابغة في لغته(ا) وفي طريقة استعمال أدوات هذه اللّغة ، ابعثوا به(ا) إلى المسجد لتعلّم وحفظ القرآن الكريم والحديث النّبوي الشريف مع الفقه فيهما في الشّرح والتّفسير .
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " مَن يُرِدِ اللهُ بِه خيرًا يفقّهه في الدّين "
والتّفقّه في الدّين المصدر الأوّل للمسلمين في اكتساب اللّغة العربية الفصيحة ، ثمّ يليه الملكة والموهبة التي تكون أرضية التّفوّق و النّبوغ .
هذا رأيي الخاصّ ، والله أعلم .
أسأل الله أن يرزقنا قوّة اللّغة وقوّة الفقه في دينه وحسن التّعبير والبيان بالطّريق الذي يرضيه عنّا.
وسبحانك اللّهمّ وبحمد أشهد أن لاإله إلاّ أنتَ أستغفرك وأتوب إليك .