منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أيها المعلم
الموضوع: أيها المعلم
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-04-24, 18:38   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبد الرزاق1404
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي أيها المعلم

رسالتي في هذا اليوم رسالة قلبية حبيبة إليك أيها المعلم الغالي وإليك أيتها المعلمة المخلصة، فيا معشر المعلمين سلامٌ من الله عليكم، وتحيات مباركات تزجى إليكم، وثناءٌ عليكم بأريج كالمسك من محب لكم أيها المعلمون.
أيها المعلمون: إن مهنة التعليم لا تساويها في الفضل والرفعة مهنة، ووظيفة المعلم من أشرف الوظائف وأعلاها، قال تعالى: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ [الزمر: 9]، وقال الرسول الأكرم: «إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع»
وقد صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الأنبياء لم يورثوا درهمًا ولا دينارًا، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر» [صحيح أبي داود].
فيا أيها المعلمون: من يرث محمدًا صلى الله عليه وسلم إلا أنتم؟ ومن يحفظ تركته وميراثه إلا أنتم؟ ومن يؤدي رسالته إلى العالم إلا أنتم؟ وجاء في بعض الآثار: «توزن دماء الشهداء بمداد العلماء».
قال الربُّ جلَّ وعلا: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ [المجادلة: 11].
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: «العلماء فوق المؤمنين درجة، ما بين الدرجتين مائة عام».
بل يكفيك من العلم كشف الشبهات، وكبت الشهوات، وتجلية الظلمات، وإحياء الأموات، ورحمة بالكائنات.
أيها المعلمون، أيتها المعلمات: أنتم حماة الثغور، مربو الأجيال، وسقاة الغرس، وعمار المدارس المستحقون لأجر الجهاد، وشكر العباد، والثواب من الله يوم المعاد
.أيها المعلم وأيتها المعلمة: إننا نريد معلمًا مستشعرًا مسئولية التعليم العظيمة والأمانة الملقاة على عواتق أهله، فإن الأمة ترجو أن يبنى من أبنائها جيلاً قوي الأزر، شديد العزائم، متين الآراء، متماسك الأجزاء.
يا معشر المعلمين: إنكم عاملون فمسئولون عن أعمالكم، ومجزيون عنها من الله، ثم من الأمة ومن التاريخ ومن الجيل الذي تقومون عليه، فإن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم، وإن أسأتم فلها.
يا معشر المعلمين: إنكم رعاة ومسئولون عن رعيتكم، فالأبناء أمانة في أعناقكم، وودائع الأمة بين أيديكم، لتعينوهم بالمعاني الطيبة، ولتحثوهم على الفضيلة وترشدوهم إلى المعرفة.
هذه وصيتي للمعلمين.
وختام وصيتي ورسالتي ألتمس العذر من إخواني المعلمين، إن كان هناك إملال، أو إثقال، أو عتاب، فما أنا إلا واحد منهم، وأكره أن أسل يدي من رابطتهم، متمنيًّا لي ولهم التوفيق والسداد.
اللهم وفق المعلمين والمعلمات لكل خير، اللهم وفق أهل التربية والتعليم لكل خير، اللهم اجعلهم أداة خير وصلاح لأمتنا يا رب العالمين، اللهم أصلح بهم البلاد والعباد يا رب العالمين.
اللهم أصلح شبابنا وفتياتنا، واغفر لنا ذنوبنا وما أسررنا وما أنت أعلم به منا يا رب العالمين، اللهم من أراد بنا أو بتعليمنا سوءًا فأشغله في نفسه، واجعل كيده في نحره، يا رب العالمين.
وصلى الله وسلم على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه والتابعين، ومن سار على هديهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين.



للأمانة منقول باختصار