منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - انا اكره كلمة استادة او استاد
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-01-05, 17:57   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
mr.haki
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية mr.haki
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الإسلام لم ينكر فضل المعلم وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على احترام المعلم وتبجيله، وقال عنه إنه أحق الناس بالمحبة والتعظيم والتوقير بعد الله وبعد رسوله صلى الله عليه وسلم، لأن العلم ميراث الأنبياء والعلماء ورثته. وأيضاً، فإن محبة المعلم تحمل على تعلّم علمه واتّباعه، والعمل بذلك دين يدان به والمعلمون هم أرقى الناس منزلة في الدنيا قبل الآخرة، أحق الناس أن تشرئب لهم الأعناق وتتطلع لما عندهم، بل الغبطة تكون لهؤلاء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا حسد إلا في اثنتين رجل أتاه الله مالاً فسلطه علي هلكته في الحق ورجل أتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها». رواه البخاري ومسلم وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إنما الدنيا لأربعة نفر، عبد رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتّقي في ماله ربه ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقه، فهذا بأحسن المنازل عند الله جل وعلا، ورجل آتاه الله علماً ولم يؤته مالاً، فهو يقول: لو أن لي مالاً لعملت بعمل فلان، فهو بنيّته، وهما في الأجر سواء». وقد استعاذ النبي من زمان لا يحترم فيه المعلم، ودعا الله أن لا يدركه مثل هذا الزمان الذي يقع فيه مثل هذا المنكر روى الإمام أحمد عن سهل بن سعد الساعدي: أن الرسول قال: «اللهم لا يدركني زمان لا يتبع فيه العليم، ولا يستحيا فيه من الحليم». وتأملوا تواضع سيدنا موسى وهو نبي من أولي العزم عليهم السلام مع معلمه الخضر عليه السلام، كما قص القرآن الكريم علينا في سورة الكهف: قال (ستجدني إن شاء الله صابراً ولا أعصي لك أمراً)، 
وهكذا أوصانا الإسلام بحفظ جميل المعلم، لكن حفظ صنيع ومعروف المعلم ينبغي أن يكون من دون إفراط ولا تفريط أو جفاء ومغالاة وغلو في الأمر فالجفاء والغلظة وإنكار فضل المعلمين فعل قبيح مذموم وتصرف ممجوج لا يقدم عليه إلا كل ذي نفس دنيئة، وكذلك الغلو في تقدير العلماء حتى أنه قد يصل إلى منزلة المذلة والمهانة، وهذا الصنيع منتشر بين أهل البدع فالطالب عندهم ينبغي أن يكون بين يدي شيخه كالميت بين يدي مغسله مسلوب الإرادة في كامل الذلة والمهانة فهذا مرفوض فالاحترام له حدوده التي لا تخرجك من دائرة الكرامة وتدخل بالإنسان إلى دائرة الكفر والعياذ بالله، ولا يمكن لعالم أن يرضى أن يكون تلميذه عبداً له، بل العالم الرباني يربي تلاميذه على العزة والكرامة وأن العبودية لله وحده بل نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول الرجل عبدي وأمتي وليقل فتاي وفتاتي وعبد الله بن عباس كان يكره أن يتبعه طلابه في مشيه، ويقول هي فتنة للمتبوع وذل للتابع، ولذلك علينا أن نصحح هذه العبارة لتكون من علمني حرفاً صرت له مقدراً ومجلاً.