[ابن فرناس]

....
3) أما فيما يخص الأنماط فأقول :
مفهوم النمط مفهوم مجلوب من الدرس الغربي، إذ هو أحد مفاهيم تحليل النصوص لسانيا، وليس بمفهو عربي: نحوي أو بلاغي أو غيره. والأمر غاية في البساطة، إذ أن هناك نصوص سردية أو تعتمد السرد، وهناك نصوص وصفية بالأسا، أو تعتمد من بين ما تعتمد الوصف، كما أن هناك نصوص إخبارية أو توظف الإخبار.

فالنصوص القصصية أو بعض النصوص المسرحية، أو التاريخية، حتما فيها عملية سرد، إمّا سرد قصصي أو سرد تاريخي، و السرد ما هو إلا عملية فيها : تذكر أفعال أو حوادث، مترابطة في المعنى، متسلسلة في الزمن.
سواء أكانت هذه الأفعال تخيلية أو حقيقية.
فإذا وجدت في نص أدبي نثري أو شعري هذه العملية أي ذكر لأفعال مترابطة فيما بينها معنويا، متسلسة زمنيا فهو سرد، والنمط سردي. وقد يكون النص كليا سردي أو جزئيا. إذا تجد هذا النمط في النصوص :
القصصصية و المسرحية و نصوص يحكي فيها صاحبها ما وقع له سردا و في النصوص التاريخية التي فيها ذكر لحوادث متعاقبة تاريخية.

أما النمط الوصفي ، فنجده في النصوص التي تعتمد الوصف إما كليّا أو جزئيّا. فالنصوص الشعرية التي تعتمد الوصف كلية حتما غرضها الشعري هو الوصف، وقد تعتمد أغراض شعرية على الوصف وهنا يصبح عملية لأداء ذلك الغرض الشعري، و من المستبعد أن لا نجد غرضا شعريا ما لا يعتمد الوصف، ولكنه لا يكون غالب على القصيدة بل مساعد لقيام الغرض الأصلي.و منه فكل النوص - تقريبا - بها النمط الوصفيّ و لكنه في أغلبها نمط ثانوي لا أساسي.
أما النصوص النثرية فمن السهل التعرف على النمط الوصفي بها، وذلك كلما أقام الكاتب عملية وصف لأمر ما : لشيئ مادي ، أو نفسي أو إجتماعي أو لمظهر من مظاهر الطبيعة أو لأمر مجرد أو ......