منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - آية تذخر بالمعجزات الكونية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-06-12, 12:09   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المثابر120
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية المثابر120
 

 

 
إحصائية العضو










M001 آية تذخر بالمعجزات الكونية

الإعجاز في الكون


آية تذخر بالمعجزات الكونية



بقلم المهندس عبد الدائم الكحيل

عندما كنت أحفظ كتاب الله تعالى منذ أكثر من عشر سنوات كانت بعض الآيات تستوقفني طويلاً، وكنت أرجع إلى التفاسير فيتولد إحساس قوي عندي بأن دلالات هذه الآية أو تلك لما تنتهِ بعد. ويزداد إحساسي ويقيني بأن عجائب ومعجزات القرآن لاحدود لها، وذلك كلما قرأت قوله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [فصلت: 53].
ومن هذه الآيات قوله تعالى متحدثاً عن النعم التي منَّ بها علينا: (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً) [الفرقان: 61]. فكنت أقف متأملاً ومتدبراً كلمة (منيراً)، وأتساءل: إذا كان العلماء عندما اكتشفوا حقيقة القمر وأنه جسم لا ينير بل يتلقى الإنارة من الشمس ويعكسها فقط، فلماذا قال الله تعالى: (وقمراً منيراً)؟
رجعتُ لمعاجم اللغة فوجدت بأن كلمة (منير) هي اسم فاعل، وهذا يعني أن القمر فيه شيء من خصائص الإنارة. وكما نعلم اسم الفاعل يشير إلى من قام بالفعل، أي ليست الشمس فقط هي التي تنير بل القمر فيه هذه الميزة.
وكنتُ أقول بأن القرآن نزل باللغة العربية وأن كل كلمة فيه هي الحق الذي لا ريب فيه، وما دام الله تعالى هو المتحدث فهذا يعني أنني كمؤمن ينبغي أن أثق بكلام الله عز وجل أكثر من ثقتي بكلام العلماء من البشر.
ولكنني كمؤمن أعلم أيضاً بأن القرآن لا يتناقض مع العلم، لأن الذي أنزل القرآن هو نفسه الذي خلق القمر وركب ترابه بالشكل الذي يريده. فالعلماء يجب أن يكتشفوا حقائق تصدق قول الله تعالى وتثبت بأن القمر منير.
رحلة من البحث
لذلك فقد بدأتُ أبحث من خلال المقالات العلمية المنشورة على الإنترنت عن تركيب تراب القمر وهل يمكن أن يحتوي هذا التركيب على أية خصائص لها علاقة بالإنارة أو النور. وكانت المفاجأة عندما قرأت خبراً علمياً جديداً على أحد أكبر مواقع الفضاء www.space.com مفاده أن فريقاًمن الباحثين في جامعة هيوستنUniversity of Houston قام بأخذ عينة من تربة القمر التي تم إحضارها بواسطة رواد مركبة الفضاء (أبولو) Apollo astronauts ومعالجتها في الفراغ بطرق هندسية متطورة لاستخدامها في تصنيع خلايا للطاقة الشمسية solar cells !!
ولم أكد أتم قراءة الأسطر الأولى من هذه المقالة حتى وجدت نفسي أسبح الله تعالى وأردد قوله عزّ وجلّ:(رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [آل عمران: 191]. وبدأت التساؤلات من جديد: ما علاقة تراب القمر بالطاقة الشمسية؟
كما نعلم فإن مهمة الخلية الشمسية هي تحويل الضوء أوالإنارة القادمة عليها إلى تيار من الإلكترونات أو بكلمة أخرى تحويل النور إلى كهرباء. ولكن كيف تتم هذه العملية الغريبة، ونحن جميعاً نعلم بأن القمر كوكب جامد لا ينتج أي إنارة بل كل ما يقوم به هو عكس الأشعة القادمة إليه من الشمس ليصلنا النور المعكوس من على سطحه إلى الأرض؟
بداية القصة
عندما صعد الإنسان لأول مرة إلى القمر أحضر معه عينات من ترابه وصخوره، وقام بفحصها بالمجاهر الإلكترونية وتحليل مادتها بالأجهزة الكيميائية، وكانت النتيجة أن تراب القمر المأخوذ من على سطحه، أي الطبقة الظاهرة لنا يتألف من 50 بالمئة من مادة أكسيد السيليكونsilicondioxide وأكاسيد معدنية أخرى مثل أكسيد الألمنيوم وأكسيد الحديد (1).
إذن السرّ يكمن في أكسيد السيليكون الذي تم استخدامه في العقود الماضية لصناعة العناصر الإلكترونية، وعنصر السيليكون هو من العناصر شبه أو نصف الناقلة للكهرباء، وله مزايا تجعله العنصر الأساسي في التكنولوجيا الرقمية اليوم.
إن هذا الاكتشاف العلمي يؤكد أن سطح القمر لا يعكس النور فحسب بل هنالك خصائص في ترابه تجعله يكتسب خاصية الإنارة وتحويل النور لتيار كهربائي، وقد يحوي هذا التراب على خاصية تحويل الكهرباء إلى نور. فالعمليتين متعاكستين وملخص هاتين العمليتين كما نراهما في التجارب الحديثة، هو كما يلي:
عندما يسقط الشعاع الضوئي على التربة القمرية فإن الفوتونات الضوئية الآتية من خلال هذا الشعاع تصطدم بذرات التراب وتؤدي لحركة منظمة في الإلكترونات وانتقال هذه الإلكترونات عبر المادة نصف الناقلة (السيليكون) مما ينتج تياراً كهربائياً يمكن الاستفادة منه.
أما العملية المعاكسة فتتلخص بأننا إذا حرضنا تياراً كهربائياً في ذرات هذا التراب فإنه سيحرك الإلكترونات ويجعلها تقفز في مداراتها حول الذرات مما ينتج الفوتونات الضوئية أو النور. هذه العملية قد يتمكن العلماء من تحقيقها مستقبلاً.
ماذا عن القرآن؟
والآن هذا ما تبثه وسائل الإعلام الغربية ومنذ أيام فقط من تاريخ كتابة هذه المقالة من خلال أحد مواقع التكنولوجيا www.technovelgy.com في سلسلة أبحاث "عندما يلتقي العلم مع الخيال"، وهذا ما بثه البيان الإلهي على لسان حبيبه محمد عليه صلوات الله وسلامه قبل هؤلاء الغربيين بقرون طويلة حول خاصية الإنارة في تراب القمر، يقول رب العزة سبحانه وتعالى في محكم الذكر: (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُنِيراً) [الفرقان: 61 ].
وسبحان الله العظيم! ما أروع وأدق هذا التعبير القرآني الذي أنزله الله تعالى على نبيه الأمي صلى الله عليه وسلم في زمن لم يكن لأحد على وجه الأرض علم بأي شيء عن حقيقة القمر وتركيب ترابه.
ففي كل كلمة من كتاب الله معجزة تستحق منا الوقوف طويلاً أمامها، وننحني خشوعاً لعظمة دلالاتها ودقة صياغتها وجلال معانيها. إنها آية من آيات الله تعالى تتحدث عن رفيق الأرض وتوأمها ـ القمر.
بكلمة واحدة فقط وصف البيان القرآني هذا الكوكب الجميل الذي سخره تعالى لنا لنعلم عدد السنين والحساب، هذه الكلمة وردت في كتاب الله تعالى قبل أربعة عشر قرناً واليوم تأتي أبحاث القرن الحادي والعشرين لتكشف لنا النقاب عن حقيقة علمية كانت منذ أيام مجرد خيال علمي!!
خيال علمي


إن أحد كتاب الخيال العلمي كتب رواية منذ نصف قرن وهو جون كامبل John W. Campbell
وجاء فيها أن رجالاً صعدوا للقمر بمركبة فضائية وعندما نفد وقودهم وأشرفوا على الهلاك خطرت ببال أحدهم فكرة تصنيع خلايا ضوئية من تراب القمر، مما مكنهم من الحصول على بعض الطاقة وعادوا إلى الأرض سالمين.

إن هذه الرواية المنشورة عام 1951 أذهلت القراء لسعة خيال هذا الكاتب، فكيف استطاع التنبؤ في ذلك الوقت بإمكانية استخدام تراب القمر لصناعة خلية شمسية. ومع أن هذا التنبؤ جاء منذ قرابة نصف قرن فقط وعلى يد أحد كبار الأدباء حيث استفاد من العلوم المتوفرة له، ومن الاكتشافات الكثيرة التي تمت في عصره الذي انتشرت فيه علوم الإلكترونيات والذرة ومهدت لعصر الفضاء.

والسؤال كيف بهؤلاء العلماء الذين اكتشفوا هذه الحقيقة لو علموا بوجود ما يشير إليها في كتاب يعود تاريخ نزوله إلى أكثر من 1400 سنة؟؟ ألا يغيرون نظرتهم للإسلام؟ هل نستطيع أن نوصل لهم حقيقة هذا الدين السمح ونبين لهم بأن القرآن كتاب علم وليس كتاب أساطير كما يظنون؟
نلخص الآن هذا السبق العلمي للقرآن
ففي كلمة (منيراً) تتجلى معجزتان علميتان أولاهما أن القرآن قد بين أن القمر ليس جسماً متوهجاً مثل الشمس، والتي سماها القرآن بالسراج. ففرق بين السراج والقمر المنير، وأعطى لكل منهما الصفة الحقيقية التي تناسبه. وهذه الحقيقة العلمية لم تنكشف للعلماء إلا في العصر الحديث.
أما المعجزة الثانية فكما رأينا من خلال التحليل الدقيق لتربة القمر فقد تبين أن الوصف القرآني للقمر بأنه جسم منير هو وصف دقيق من الناحية العلمية. بسبب وجود عنصر السيليكون في ترابه.
ولكن العلماء أخبرونا بأن القمر له وجه منير يتلقى نور الشمس ليعكسه ووجه مظلم، ونحن نرى الجزء المنير، والسؤال ماذا عن الجانب المظلم؟ إن العينات التي التقطها رواد الفضاء كانت من أجزاء مختلفة من سطح القمر، أي من الجانب المنير والجانب المظلم، وكانت النتيجة أن التركيب هو ذاته. أي أن تراب القمر كله يتميز بخاصية الإنارة وتحويل النور إلى كهرباء.