[أمير جزائري حر]

قبل كل شيء لكِ الشكر الجزيل على تقييم الموضوع بالتميز ..

جميلة: العفو، موضوع قيم ما شاء الله، يستحق ذلك بالفعل.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة "جَمِيلَة"

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا أخي أمير
أمير: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته أيتها الروح الجميلة التي ترفرف على خيمتنا ..
مهما قلنا لا نوفيك حقك على ما تبذلين من جهد للارتقاء بالخيمة وبنا جميعا ..
ردودك عبقة عطرة جميلة حتى في شكلها الذي لا احسنه بعد
وهنا أتذكر أمنا عائشة رضي الله عنها .. روي عنها أنها كانت عندما تنوي تقديم قطعة نقدية (دينار أو درهم) صدقة .. كانت تنظفها وتعطرها بالعطر !
فلما سئلت قالت: " إنها تقع في يد الله قبل أن تقع في يد المسكين "
أليس ذلك هو الجمال في أسمى معانيه ..
جميلة: شكرا لك على الكلام الطيب، وعلى تنبيهي لنقطة مهمة، علي أن أجدد النية كنت أزين الردود لأنني أشفق على القراء من طولها لكن الآن سأجعل ذلك لله عز وجل.
حقيقة الأحكام المسبقة هي آفة كبيرة لدينا -إلا من رحم ربي- تجدنا نحكم على المرء من النظرة الأولى، نؤلف قصة متكاملة عنه قبل أن نلتقيه أو نكلمه حتى، أو ربما تصلنا عنه إشاعات نبني عليها نظرتنا إليه وهذه الأخيرة غالبا ما تكون ناتجة عن أحكام مسبقة وإشاعات أخرى كذلك، حلقة مفرغة لا نخرج منها أبدا، والكل مشارك.
أمير: تماما .. أحكام مسبقة دون معطيات ... هو التسرع ( رغم حسن النية أحيانا )
جميلة: نعم هي غالبا تكون عن حسن نية، وقد تكون حذرا وخوفا من المجهول ربما بسبب ما تسمع أو بسبب عدم الارتياح الذي قد يشعر به المرء عند رؤية الآخر للمرة الأولى
وهو في كثير من الاحيان مجرد شعور وهمي غير حقيقي.
التعارف الحقيقي بين الناس يأتي بالعشرة، وسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يعلمنا أنه لا يمكن أن نشهد على المرء سواء بالسلب أو الإيجاب إلا بعد المرور بمراحل أو اختبارات أو سمها ما شئت: الجوار، السفر، والتعامل بالدرهم والدينار. لا أذكر القصة بالضبط لكن هذا أهم ما فيها، فالأمر يتطلب عشرة طويلة وتعمقا في المعاملات على مختلف أنواعها.
أمير: هي ما ذكرتِ ..
لأنه بالجوار تنكشف الأسرار .. كما قال الشاعر :
ومهما يكن في امرىء من خليقة ** وإن خالها تخفى على الناس تُعلمِ
والسفر يُسْفِرُ عن أخلاق الرجال كما هو مأثور ..
والتعامل مع الناس بالدرهم و الدينار تجارة أو إقراضا .. يظهر معدنهم .. عبيد الدرهم و الدينار // الأوفياء // البخلاء // ... وغيرها من الأخلاق العالية مثل الكرم ... ونحوه ..

ربما يملك الجميع قصصا عن هذا الموضوع وكيف أن أغلبية المواقف التي تحدث لنا تكون عبارة عن سوء فهم وسرعان ما تتغير نظرتنا لذلك الإنسان، ويأتي اليوم الذي نخبره فيه: "لا أصدق أنك هكذا!!! اعتقدت أنك كذا وكذا لكن بعد تعرفي عليك وجدتك شخصا مختلفا...."
هذه نتيجة التسرع
امير: كأنكِ يا أختي جميلة تتحدثين بلساني ..
وأحكي لكِ هنا قصة شخصية ...
عرفت أحدهم - في مدينتي - في وقت مضى وصار بيننا عشرة ، وهو إنسان عادي .. بسيط .. ليس له مستوى علمي أو اجتماعي متميز .. وفي يوم من الأيام قال لي أريد أن أخبرك شيئا ما .. فقلت تفضل .. فقال لي : " لقد كنت أكرهك كرها شديدا من قبل
رغم أنه لم يكن هناك أي احتكاك أو ظروف جمعتنا بأي شكل من الأشكال ! فأبديت دهشتي وتبسمت وسألته لِمَ ؟ فقال : " كنت تبدو لي متكبرا " ... سألته : " والآن " .. فقال : " ضركا راني نبغيك .. كنت غالط " ..
جميلة: ربما لا يوجد من لم يحدث له مثل هذا، غريبة والله.
هو موضوع مهم أتمنى ان يلقى صدى وتفاعلا كبيرا، وربما يحدث تغييرا من نوع ما.
بارك الله فيك
تحياتي
أمير : وفيك بارك الله ودام ظل رفرفتك على خيمتنا ..
جميلة:
تحياتي

وعليكم السلام أيها النجم الأسود

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dark star

السلام عليكم
موضوع حقا مميز كعادة مواضيعك ..

أمير : شكرا d. S ذلك من كرمكم وتقديركم

اظنه يدور حول تحري الموضوعية عند اطلاق الاحكام على الاخرين ..... ووضع مسافة امان بين قناعاتك و خلفيتك وبين نظرتك للطرف الاخر بحيث لا تنحرف بزاوية رؤيتك الى اتجاه محدد ..... قد تبني عليه بعدها تصورا خاطئا يوقعك في فخ الاحكام المسبقة

أمير: تماما .. وأختصر تلك الكلمات بـ " المعطيات " أو بمصطلح " البيانات " .. فقد جاء في القرآن : " وتبينوا " .. وما معنى هذه الكلمة ؟ .. هو بكل بساطة جمع البيانات و المعطيات الوافية الكافية .. قبل أن نصيب قوما بجهالة فنندم ..
بمقدار ما نجمع من معطيات أو بيانات من جهات متعددة عن موضوعنا بقدر ما تتضح الرؤية و تتوسع آفاقنا ... قبل أن نصدر حكما ما .. قد نندم بعده ..
والأمثلة من الواقع كثيرة ... والحكاية الأولى التي أدرجتها تبين كيف أن كل شخص نظر إلى الصخرة من وجهة نظره الشخصية الضيقة .. ولو أن أولئك النفر تشاوروا و تفحصوا تلك الصخرة و دققوا في جمع البيانات عنها لوصولوا في الأخير إلى القرار السليم بشأنها : هل يستلمها البناء و يحطمها و تغدو قطعا في جدار لا أكثر .. أم يستلمها الفنان ليصنع منها تحفة .. ممتعة بالجمال او .. أو ..
هذا ما ينقصنا في الواقع ..
متابعة لمزيد من التفصيل
في حفظ الله

على الرحب والسعة d. S

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قطرات قطر الندى

ما أروع ما كتبت

وما أروعك

ولن أقول أكثر

وأنا أقول لكِ :
أنتِ روح طيبة ..
وقلب نقي ..
ولا أزيد

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة khaled-M

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
”الفراشة رغم جمالها حشرة ...
والصبار رغم قسوته زهرة ...

فلا تحكم على الناس بأسمائهم أو أشكالهم، بل بما تحتويه

قلوبهم"

بوركت أخي خالد ... نطقت بالحكمة .. وقد جاء في الحديث المتفق عليه عن الصادق المصدوق :

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ.."

تحياتي اخي خالد ..

وعليكم السلام ..
تشرفيننا ببصمتك أختي الكريمة ..

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بصمة لاتنسى

السلام عليكم
الاصعب يوم يخيب الظن لأننا تسرعنا في منح الآخر مكانة لا يستحقها واحتراما ... نبدو مع الأيام نية كثيرا فقط لأننا أعطينا الأمور أكثر من حجمها
ورسمنا صورا بعيدة كل البعد عن الواقع
يوم نرسم في مخيلتنا صورة يكون فيها الشخص خاليا من العيوب سنصدم بعدها
ولهذا من الأفضل عدم التسرع في الحكم وعدم تخيل الجميع بصورة الملاك أو العكس
حتى تكون الصدمة أخف

صح حسن النية لابد أن يكون حاضرا لكن ما بعدها يؤلم كثيرا
سلام

أولا: لب مداخلتك بالنسبة لي هو هذه العبارة :

عدم تخيل الجميع بصورة الملاك أو العكس ..

لأننا بشر .. مرتبة وسطية بين الملائكة و الشياطين .. وبالتالي:
فلن نُصْدَمَ ..
أو نَصْدِمَ الغير ..

ثانيا: عبارة " حسن النية " فيها نوع من المغالطة ... وقد تعني الغفلة ..
موضوعنا يشدد على " وتبينوا " وليس حسن النية ..
مثلا إذا جاء شاب ليخطب فتاة .. فأهلها كيف سيتصرفون ؟ هل بحسن النية (.. ! ؟) أم بالسؤال عن الخاطب من طرق ومصادر متعددة وموثوقة و ليس من مصدرر واحد أو اثنين .. = جمع البيانات قبل اتخاذ القرار ..

كل الشكر لمداخلتك أختي الكريمة ..

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قطرات قطر الندى

سلام أختي الكريمة
المتهم بريء حتى تثبت إدانته ..

أمير : كلام سليم .. يعني حتى نجمع من المعطيات ما يدينه أو يبرئه ...

وأيضا أحسن الظن بأخيك ..

أمير: أما هذه فليست على إطلاقها يا وردة الياسمين ... أنا أقترح عليك أن ندقق المعنى كما يلي: لا نسيء و لا نحسن الظن حتى نتثبت .. يعني نكون حياديين في الأول ..
كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " لست بالخب و ليس الخب يخدعني " ..

عندما نحسن الظن ولا نظلم لايهمنا الباقي لأن الباقي على الله وحده ولن نصدم ..

أمير: الله أمرنا بالتبين " وتبينوا " ..

يوجد أيضا الخير في الدنيا كما الشر وهناك ملائكة كثر لاتخافي

أمير : تماما .. في الدنيا ورد الياسمين .. وفيها اشواك أيضا وحشائش ضارة ..

سلام

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سامية الاخلاق

بارك الله فيكم
فعلا كل قصة تحمل لنا سيلا من العبر
نسأل الله أن يحسن اخلاقنا و يوفقنا لما هو خير
شكرا

وفيك بارك الرحمن أختنا الكريمة ..
نسال الله تقبل دعائك ... ودمتِ طيبة ..