حب الله لعبده
قال ابن الجوزي-رحمه الله- معلّقا على قوله تعالى: ( يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ )) الآية [54 من سورة المائدة]:
(( سبحان من سبقت محبّته لأحبائه ، فمدحهم على ما وهب لهم ، واشترى منهم ما أعطاهم , وقدّم المتأخّر من أوصافهم لموضع إيثارهم ، فباهى بهم في صومهم ، وأحب خلوف أفواههم .
فيالها من حالة مصونة لا يقدر عليها كل طالب ! ولا يبلغ كنه وصفها كل خاطب )).
-صيد الخاطر-
وقال ابن القيم-رحمه الله- واصفاً هذه المنزلة: "وهي المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون، وإليها شخص العاملون، وإلى عَلَمها شمر السابقون، وعليها تفانى المحبون، وبِرَوْحِ نسيمها تروّح العابدون، فهي قوت القلوب، وغذاء الأرواح، وقرة العيون، وهي الحياة التي مَنْ حُرمها فهو مِن جملة الأموات، والنور الذي مَنْ فقده فهو في بحار الظلمات، والشفاء الذي مَنْ عدمه حلَّت بقلبه جميع الأسقام، واللذة التي مَنْ لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام".