منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - لماذا يصلي المسلم ؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-08-22, 20:11   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

الصلاة هي العبادة المشتركة بين جميع الكائنات




إن المتأمل في آيات القرآن الكريم يدرك أن جميع من في الكون في صلاة دائمة وعبادة مستمرة من غير فتور ولا استكبار, وأن جميع مخلوقات الله تعالى تشترك في أداء الصلاة, كل بحسب حاله, وبما أن الآيات التي وردت في هذا المعنى كثيرة نقتصر على أظهرها دلالة على الموضوع:


1-قال الله سبحانه وتعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَىٰ مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْدَاخِرُونَ * وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ}([1]).


يخبر الله سبحانه وتعالى عن عظمته وجلاله وكبريائه الذي خضع له كل شيء, ودانت له الأشياء والمخلوقات بأسرها: جماداتها و حيواناتها, ومكلفوها من الإنس والجن, والملائكة, فأخبر أن كل ما له ظل يتفيأ ذات اليمين وذات الشمال, أي: بكرة وعشيًّا فإنه ساجد بظله لله تعالى, وقوله: {وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ}, أي: تسجد لله, أي: غير مستكبرين عن عبادته, وقوله : {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ}, أي: يسجدون خائفين وجلين من الرب جل جلاله, وقوله: {وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}, أي: مثابرين على طاعته تعالى وامتثال أوامره, وترك زواجره([2]).


وتقديم المجرور على فعله مؤذن بالحصر, أي: سجد لله لا لغيره ما في السموات وما في الأرض, وهو تعريض بالمشركين إذ يسجدون للأصنام([3]).


كان الحسن البصري- رحمه الله تعالى – إذا قرأ هذه الآية الكريمة يقول: يا ابن آدم, ظلك يسجد لله تعالى, وأنت لا تسجد لله, فبئس والله ما صنعت([4]).


2-قال الله جل وعلا: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْفِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُوَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّعَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ}([5]) .


يخبر الله تعالى في هذه الآية الكريمة: بأنه المستحق للعبادة وحده لا شريك له, فإنه يسجد لعظمته كل شيء طوعًا وكرهًا, وسجود كل شيء بحسب ما يختص به ويليق به, فقال : {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ}, أي: من الملائكة في أقطار السموات, والحيوانات في جميع الجهات من الإنس والجن والدواب والطير, وقوله : {وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ}, إنما نص على هذه؛ لأنها قد عبدت من دون الله, فبين أنها تسجد لخالقها وأنها مربونة مسخرة, وأن المستحق للعبادة هو خالقها لا غيره([6]).


3-قال الله عز وجل: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِوَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُوَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ}([7]).


يخبر الله جل وجلاله في هذه الآية الكريمة: أنه يسبح له من في السموات والأرض, أي: من الملائكة والإنس والجن والحيوتان حتى الجمادات, وقوله: {وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ} أي: في حال طيرانها تسبح ربها وتعبده بتسبيح ألهمها وأرشدها إليه, وهو يعلم ما هي فاعلة, وقوله: {كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ}, أي: كل من المصلين والمسبحين, قد علم الله صلاته وتسبيحه, فأرشده إلى طريقته ومسلكه في عبادة الله عز وجل, وقيل معناه: كل من المصلين والمسبحين, قد علم صلاة نفسه وتسبيح نفسه, فهو يثابر عليها([8]).

([1])سورة: النحل, الآية: [49,48].

([2])ينظر: تفسير ابن كثير: 4/494.

([3])ينظر: التحرير والتنوير: 14/170.

([4])ينظر: النكت والعيون: 3/191, وتفسير السمعاني: 3/176.

([5]) سورة: الحج, الآية: [18].

([6])ينظر: تفسير ابن كثير: 5/354, وأضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن: 3/116.

([7])سورة: النور, الآية: [41].

([8]) ينظر: تفسير الطبري: 17/333, ومعالم التنزيل في التفسير : 6/53, والمحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز: 4/189, وتفسير ابن كثير: 6/66, وأضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن: 6/271.










رد مع اقتباس