منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ربيع عربي بلا ثمار.
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-05-11, 22:40   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
الزمزوم
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية الزمزوم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

إنها مرحلة الاستنزاف الموصوف دخلتها سوريا في محاولة جديدة لإسقاط نظامها "بالنقاط" هذه المرة!. بعد أن خاب الرهان على إسقاط النظام "بالضربة القاضية الفنية"! كان هذا مع محاولات السيطرة على مناطق بعينها ـ حدودية في الغالب ـ تمهيداً لاستقبال قوات منشقة من الجيش بأعداد ونوعيات مؤثرة، ليبدأ بعدها الانهيار المعنوي، فتكر السبحة بعده تحت تأثير البروباغندا غير المسبوقة التي يشارك بها العالم تقريباً.

الآن بدأت حرب جديدة في مسلسل من التفجيرات. يدل البعيد قبل القريب على أصابع تنظيم "القاعدة"، ابتداءً من جيمس كلابر مدير الاستخبارات القومية الاميركية، إلى تأكيدات صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، فيما يشير باتريك كوكبرن في "الإندبندنت" البريطانية إلى ضلوعٍ سعودي في مقالته "القاعدة تفتح خط جبهة جديداً لها في الشرق الأوسط". وهو في هذا يتقاطع مع ما سربه موقع "ويكيليكس" من وثيقة سرية لهيلاري كلينتون بهذا الخصوص.

أما الكاتب السعودي توفيق العبّاد فقد كشف المزيد ـ ضمن مقاله: "تأميم القاعدة سعودياً "ـ عن دور هذه الأخيرة، أو بالتحديد تنظيماتها الفرعية في العراق وبلاد الشام وقد بات ارتباطها بقيادتها المركزية أمراً شكلياً. فيما يبين الكاتب أن معظم المقاتلين الذين توجهوا إلى العراق، والآن إلى سوريا، "كانوا في سجون المباحث العامة " السعودية، وأنه تم إطلاقهم بعد عملية (غسل دماغ) تولاها "مشايخ الوهابية الموجودون في الداخلية"! مثل الشيخ ناصر العمري وجماعته، حيث جرى رسم خارطة جديدة للأعداء، راجت بها ومعها مقولات مثل: "الشيعة أخطر علينا من اليهود والنصارى"، لينحصر الأمر في " استهداف الأنظمة المصنّفة بأنها على خصومة مع آل سعود" مثل العراق، وسورية، ولبنان، وايران تحت يافطة: "عدو أهل السنة والجماعة"!. والخلاصة أن السعودية أعادت "تنظيم القاعدة " إلى كنفها أو نجحت في "سعودته" بعد أن كانت أسرتها الحاكمة "أبناء سلول" بحسب أدبيات هذا التنظيم !!.

أما في اليمن فإن السعودية - وخلافاً لما تظهره - مضطرة لغض الطرف عن نشاط القاعدة في جنوبه كيما تبقى قوة في مواجهة ما يُسمى "الحراك الجنوبي" صاحب الحضور الأبرز على الساحة اليمنية الجنوبية، والذي تضم غالبية صفوفه ناشطين يساريين أعضاء أو مناصرين للحزب الاشتراكي الجنوبي فيما تتهمه أوساط خليجية وغربية بأنه على اتصال بايران!!.

أما في لبنان فإن المناخ القاعدي كان في الواقع سابقاً بسنة على الأقل لتحذير وزير الدفاع فايز غصن قبل حوالي الشهرين. وهو ما كشفته الأجهزة اللبنانية منذ عام 2010 عن عناصر متطرفة يتم إرسالها إلى سوريا تتبع اللبناني عبد الرحمن عوض الذي قتله الأمن اللبناني في آب 2010 أثناء اجتيازه للحدود باتجاه سوريا، وإلى هذا أصبحت بعض الأسماء مكشوفةً في بلد لا مكان فيه للأسرار !. فكيف وقد بات ساحة تترصدها أعين عدة؟. مثلاً من أهم هذه الأسماء "علي محمد قاسم حاتم" الملقب بأبي معاوية والذي يعتبره الوهابيون في لبنان الشخص الأهم في تنظيم القاعدة؛ وحالياً برز اسم "نجم صالح آغا صالح عبدالله صالح القروي" وهو سعودي الجنسية، وأحد رجال حكيم الله مسعود قائد طالبان الباكستانية، والذي يتردد أن مهمته هي في تقديم خبراته العسكرية واللوجستية لتحويل كتيبة زياد الجراح إلى ميليشيا يمكن الاعتماد عليها "للسيطرة على مناطق لبنانية ".

مصادر مطلعة لم تفصح عن اسماء أخرى بشكل صريح تتولى تشكيل مجموعات قتالية ومن ثم إرسالها إلى سوريا منها:"حسن.ز" ، والفلسطيني "محمد .م " من مخيم عين الحلوة. وهما ينتميان إلى جماعة وهابية ناشطة انطلاقاً من أحد مساجد صيدا. أيضاً من الأسماء الضالعة العراقيان: "هاشم .ع.ا" ، و"عبد الرحمن محمد. ك" ويحملان جوازات سفر أردنية وتؤكد المعلومات أنهما يشاركان في الأحداث في سوريا انطلاقاً من شمال لبنان، وأنهما نجحا في تنظيم خلايا "يبلغ عدد عناصرها 300 مقاتل"!!.كما وانهما يتوليان تجنيد المزيد من الأشخاص في بيروت واقليم الخروب والعرقوب وعكار في إطار خطة مستقبلية غايتها تشكيل تنظيم عسكري في لبنان غايته الدخول في مواجهة مع حزب الله!.

بعد هذا كله يقولون ان " لبنان ينأى بنفسه"!!!. وحتى لو سلمنا جدلاً بصوابية هذا الموقف، فإن المشكلة الآن باتت في أن لبنان لا يعرف كيف ينأى بنفسه!!. على المستوى الرسمي ولا سيما مع انخراط البعض من نخبه السياسية في لعبة النار بشكل مباشر أو غير مباشر، فالنأي بالنفس لا يسقط مهمة الاستحياط والحذر!!. لا سيما مع الانخراط الآنف ذكره والذي يشي باقتراب لبنان كي يغدو امتداداً للساحة السورية، وهنا الخوف في أن يتحول إلى ساحة جديدة للضغط على سوريا. فالمناخات السياسية حاضرة للأسف، وشعاراتها تستحضر كل يوم. وهي تستعر أكثر وبشكل مزرٍ مع قدوم المناخات الانتخابية. وقد رأيناها جليةً في الانتخابات الفرعية على مستوى بلديات، فكيف الحال فيما بعد؟ حيث شاهدنا أعلام "الثورة السورية" ترفع في بعض القرى الشمالية وفي مشهد يشير إلى أن الشعارات المعادية للنظام السوري باتت جزءً من الخطاب التعبوي لشد العصب الانتخابي!!.

لم يتعلم بعض اللبنانين من الماضي. لن نستحضر الآن تفاصيل "الأزمة الوطنية الكبرى" التي عصفت ببلدهم قبل أربعة عقود. بدأت بمحتوى لبناني، موضوعي وجاد: "برنامج الحركة الوطنية" للإصلاح. لكن هشاشة لبنان قادت أزمته تلك إلى لعبة الأمم التي صيرتها حرباً أهلية كارثية دامت 17 سنة!. حتى جاء "الطائف". لكن الماضي القريب أولى بأن لا ينساه أحد، أي بعد اغتيال الرئيس الحريري حيث تبارى الكثر كباراً وصغاراً في استعداء سوريا، ثم اضطر بعدها الكبار قبل الصغار للاعتذار ساعين إليها لاسترضائها.

إن ما يجري في سوريا جزء لا يتجزأ من "لعبة الأمم"... لعبة معقدة سيتقرر على ضوئها مصير المنطقة وشكلها. وهنا يصبح من الذكاء على أضعف حلقاتها أن يخفف من إمكانيات تداعيها عليه. قديماً قالوا: "عند أختلاف الدول أحفظ رأسك"؛ هذه السذاجة يتبعها لبنان الرسمي الآن بسياسة "النأي بالنفس". الأصح برأينا : " عند أختلاف الدول شـــغل راســــك ".










رد مع اقتباس