منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - لكل من يبحث عن مرجع سأساعده
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-02-24, 20:02   رقم المشاركة : 694
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفاكر مشاهدة المشاركة
اريد بحث النظريات النقدية ومدرسة فرانكفورت

مدة البحث اسبوع فقط
في الطريق إلى هابرماس (1)
البداية من مدرسة فرانكفورت

قراءة: عبدالله المطيري

يورغين هابرماس ( 1929-) أحد أكبر وأهم فلاسفة العالم اليوم، هذا إن لم نذهب مع د. عصام عبدالله، صاحب كتاب "رهان الحداثة وما بعد الحداثة" في قوله أن هابرماس يعتبر أكبر فلاسفة ألمانيا المعاصرين وأهم فيلسوف في أوروبا والغرب كله. صدرت حديثا عن المكتبة الشرقية ترجمة عربية لكتاب هابرماس "مستقبل الطبيعة الإنسانية نحو نسالة ليبرالية".. ولكن قراءة هذا الكتاب تتطلب الكثير من القراءات السابقة التي يمكن أن تضع القارئ في الخط الفكري الذي يسيره هابرماس وينحت فيه مصطلحاته ومناهجه في التفكير ورؤيته للأشياء. هابرماس هو أبرز أفراد الجيل الثاني لمدرسة فرانكفورت الشهيرة. ولذا فإن فهم هابرماس، برأيي، يلزم له فهم هذه المدرسة النقدية، وهذا ما دعا إلى أن نسبق قراءة كتاب هابرماس الجديد بقراءتين تعنى الأولى بمدرسة فرانكفورت من خلال ثلاثة كتب هي: "مدرسة فرانكفورت" لبول - لوران آسون. والثاني "مدرسة فرانكفورت" لتوم بوتومور . والثالث: "يورغن هابرماس ومدرسة فرانكفورت" لحسن مصدق. أما القراءة الثانية فتقترب بنا أكثر من هابرماس من خلال ثلاثة كتب: الأول: "التفكير مع هابرماز ضد هابرماز" لكارل أوتو آبل. والثاني: "رهان الحداثة وما بعد الحداثة" لعصام عبدالله. والثالث "إشكالية التواصل في الفلسفة الغربية الحديثة" لعمر مهيبل. على أن تخصص القراءة الثالثة لقراءة كتاب هابرماس الحديث "مستقبل الطبيعة الإنسانية" موضوع الحفاوة.

"مدرسة فرانكفورت" نظرة تاريخية

بحسب بول - لوران آسون فإن مدرسة فرانكفورت هي التيار الذي تحقق في فرانكفورت - ألمانيا، عند إنشاء هذه المدرسة بقرار من وزارة التربية بتاريخ 3- فبراير - 1923بالاتفاق مع معهد الأبحاث الاجتماعية. قبل التكوين الرسمي للمعهد رأس كيرت جيرلاخ هذا التجمع الفكري، لكنه توفي قبل افتتاحه بقليل، فاختير لإدارته المؤرخ كارل جرونبرج ما بين عامي 1923- 1929، والذي كرّس توجهات بحوث المعهد نحو أطروحات الماركسية الأورثوذكسية، ونحو أنشطة الحركة العمالية الأوروبية وكان عضوا منخرطا في صفوفها. وفي يناير 1931، الحديث هنا لتوم بوتومور، خلف هوركهيمر ( 1895- 1973) جرونبرج ( 1861- 1940)، وانضم إليه معظم المفكرين المشهورين فيما بعد: فروم ( 1900- 1980)، ماركوزه ( 1898- 1979)، وأدورنو ( 1903- 1969).

في هذه المرحلة بلور المعهد، كما يرى حسن مصدق، برنامج بحث أصيل حيث لم يعد الاهتمام منصبا فقط على نقد الاقتصاد السياسي كأداة تحليل للمجتمع الرأسمالي كما كانت ترى الماركسية، بل اعتمد مقاربات تركيبية تقوم على ربط الفلسفة بالعلوم الاجتماعية والإنسانية. وهي بمثابة الانطلاقة الحقيقية التي أفرزت لاحقا ما عرف باسم النظرية النقدية. أخذ هؤلاء الرواد على عاتقهم متابعة المشروع النقدي الذي أرساه كانط في ثلاثيته (نقد العقل الخالص، نقد العقل العملي، نقد ملكة الحكم) وتحيين فلسفة التاريخ لدى هيجل بإجراء تعاون وطيد بين الفلسفة والعلوم التجريبية. فلم يقتصر دورهم فقط على الكشف عن دلالة المعرفة في العلوم الإنسانية، ولكنهم قاموا بإنتاج رؤية منسجمة ومتمايزة لتجليات النشاط الإنساني، خاصة لتركيباته الاجتماعية والتاريخية والثقافية بناء على الأبحاث الوضعية التي تتمترس وراء التجربة والملاحظة العلمية الدقيقة.

ومع استيلاء هتلر على الحكم في ألمانيا، أغلق المعهد وصودرت مكتبته، وغادر أعضاؤه، ومعظمهم من اليهود، عام 1933إلى بعض العواصم الأوروبية، وأنشأوا فرعا له في جنيف أطلقوا عليه (المؤسسة العالمية للبحث الاجتماعي)، وكوّنوا له إدارة جماعية، إضافة إلى فرعين آخرين في لندن وباريس. وبسبب التوسع النازي، اضطر هؤلاء المفكرون ثانية إلى مغادرة أوربا عام 1934، متوجهين إلى الولايات المتحدة، ونقلوا المعهد معهم إلى نيويورك باسم (المدرسة الجديدة للبحث الاجتماعي)، ليستقر بعد ذلك في الحرم الجامعي لجامعة كولومبيا . ثم ما لبثوا أن انتقلوا عام 1941إلى لوس أنجلوس.

أثرت هجرة أعضاء المعهد إلى الولايات المتحدة في أعمالهم، ولذا فهم ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية، وغروب النظم الفاشية والنازية، بدأوا تحليلا جديا للمجتمع الرأسمالي، الذي رأوا نمط صعوده الجديد في الولايات المتحدة، خاصة مع تنامي (المعجزة الاقتصادية) التي كوّنت رأسمالية قوية، حالت دون فعالية الطبقة العاملة في تحقيق أهدافها، وهذا ما يفسر توجه بحوث المعهد هناك إلى قضايا عديدة في هذا المجتمع، كقضية السيطرة الشاملة، والقضاء على قيمة الفردية، والقهر التقني، وصناعة الثقافة.

حصار الغربة، الحديث مستمر هنا لتوم بوتومور، وعدم اندماج أعضاء المعهد مع البنى الاجتماعية الأمريكية واعتماد اليسار الجديد وحركة تحرير السود هناك لسياسات براجماتية محسوسة أكثر من اهتمامهم بالتنظير، تضافرت جميعها في ابتعادهم عن الممارسة، وانكفائهم في عزلة (الفخ) الأكاديمي، رغم انتقادهم لهذا السلوك، مما أدى بهم إلى الابتعاد عن فكرة الوحدة بين النظرية والممارسة، والتزامهم أكثر بالتجديد النظري، وهو ما رآه البعض سببا مهما في خصوبة أعمالهم النظرية. عموما عاد معهد البحوث الاجتماعية مرّة أخرى إلى موقعه الأصلي في مدينة فرانكفورت حيث عرف لأول مرة باسم (مدرسة فرانكفورت) تحديدا لتكوينه الجديد كمدرسة نقدية .

"مدرسة فرانكفورت" منطلقاتها الفكرية

ولدت مدرسة فرانكفورت في قلب العاصفة، دعونا هنا نحاول تصور الأوضاع في ألمانيا في العشرينات من القرن المنصرم وما تلاها مع امتداد عمر المدرسة. اندلاع الحرب العالمية الأولى، قيام الثورة البلشفية، إخفاق الثورة في ألمانيا، عدم نجاح الحركات الاشتراكية الراديكالية في أوروبا الغربية، ظهور الستالينية في الاتحاد السوفييتي، ظهور النظم الفاشية والنازية في إيطاليا وألمانيا، هيمنة النظم الرأسمالية وتعزيز سيطرتها الاقتصادية والأيديولوجية خصوصا بعد خروجها من الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي مرّت بها في الثلاثينات.

كل هذه الأحداث المثيرة خلقت لدى أفراد المدرسة كما يعبر سعد هجرس (مترجم كتاب بوتومور) شهوة عارمة ورغبة في صوغ أساس لنظرية وممارسة أكثر قدرة وفاعلية على تفسير الظروف التاريخية المستجدة والتعامل معها، بواسطة ممارسة نمط من النقد السلبي، يتجاوز أفكار كانط التي ساهمت في تأسيس العقلانية الحديثة، وأفكار الماركسية الأرثوذكسية التي استبعدت الذات الإنسانية من حساباتها. من المفيد جدا إيراد ما يقوله ماكس هوركهيمر مدير معهد البحوث الاجتماعية الشهير ب "مدرسة فرانكفورت" يقول: "يحركني الوعي أن فكرة الحرية الفردية التي قضت عليها النازية قد تم إحياؤها في قلوب كثير من الناس لمجرد أن المدرسة موجودة. وإذا كانت الستالينية قد تقلدت اليوم دور النازية فإنه في حالة انتصارها في أوروبا، ليس هناك مجال لأدنى شك أنها ستهدم كل ما بنيناه، وكل ما يمكن أن نتمناه هو أن ننفذ بجلدنا من جلادي التوتاليتارية الروسية كما تمكنا من الانفلات من أيدي النازية. لكن ربما ما زال هناك متسع من الوقت حتى نعلّم الشباب من الطلاب معنى الإنسانية كما تعلمناها نحن ".

وإن كانت الممارسة النقدية هي سمة وخاصية هذه المدرسة التي لم تتخل عنها إلا أنه من المضلل ربما إجمال كل هذه التجربة بتنقلاتها المكانية والفكرية و تبدل روادها وأجيالها في خطوط مشتركة، ولذا يذهب توم بوتومور إلى أنه يمكن التمييز في الواقع بين مراحل أربع واضحة المعالم في تاريخ "المعهد" و "مدرسة فرانكفورت".المرحلة الأولى تقع بين عامي 1923- 1933الفترة التي كان يدير المعهد كارل جرينبرج المؤرخ الاقتصادي والاجتماعي وثيق الصلة بوجهة نظر الماركسيين النمساويين. جزء هام من عمل المعهد كان يحمل السمة الأمبيريقية بقوة ولم يكن المعهد يستوحي أثناءها مفهوما معينا للفكر الماركسي كما تجسد بعد ذلك في النظرية النقدية.

المرحلة الثانية، هي مرحلة المنفى في أمريكا الشمالية ما بين عامي 1933- 1950والتي ترسخت فيها بشكل حاسم الأفكار المميزة للنظرية النقدية الهيجلية الجديدة، بوصفها المبدأ الموجه لنشاطات المعهد. وكان هذا التوجه الجديد للأفكار والاهتمامات البحثية قد بدأ بالفعل قبل ذلك ببضع سنوات، خاصة تحت تأثير تعيين هوركايمر مديرا للمعهد في يوليو عام 1930وقد لاحظ جاي، استنادا إلى خطاب تنصيب هوركايمر وعنوانه "الوضع الراهن للفلسفة الاجتماعية والواجبات المنوطة بمعهد البحوث الاجتماعية" عام 1931أن: "الاختلافات بين منهجه ومنهج سلفه كانت واضحة منذ الوهلة الأولى . فقد جاءت الفلسفة الآن، أكثر من التاريخ والاقتصاد، لتحتل المكانة الأرفع شأنا في عمل المعهد. تعزز هذا الاتجاه، كما يؤرخ توم بوتومور، عندما انضم إلى عضوية المعهد كل من ماركيوز عام 1932وأدورنو عام 1938، في أعقاب ارتباط فضفاض وأقل تحديدا منذ عام 1931، وفي الوقت نفسه أبدى المعهد اهتماما اكبر بالتحليل النفسي، ليظل بعد ذلك مبدءا سائدا في أعماله اللاحقة.

وفي المنفى، بدأ الأعضاء البارزين به، وبتوجيه من هوركايمر، في تمحيص آراؤهم النظرية بطريقة أكثر منهجية، لتشكل بالتدريج معالم مدرسة فكرية متميزة.

المرحلة الثالثة هي المرحلة التي تلت 1956وانتشر تأثير المدرسة فيها في معظم أنحاء أوروبا، مع ظهور اليسار الجديد، كما امتد أثر المدرسة إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث ظل بها عديد من أعضاء المعهد، وبخاصة ماركيوز. هذه المرحلة هي مرحلة الذروة في التأثير الفكري والسياسي، خصوصا في أواخر الستينات، مع النمو المتسارع لحركة الطلبة الراديكالية، في هذه الفترة ظهر ماركيوز أكثر من غيره بوصفه الممثل البارز لشكل جديد من الفكر النقدي الماركسي.

أما المرحلة الرابعة، مع بداية السبعينيات، انحسر تأثير مدرسة فرانكفورت ببطء، خصوصا بعد موت أدورنو 1969وهوركايمر 1973حتى أنها كفّت أن تتواجد كمدرسة وحادت في سنواتها الأخيرة بعيدا عن الماركسية التي وهبتها الحياة في الأصل. كذلك أخذ تناولها الإجمالي للنظرية الاجتماعية في الابتعاد بشكل متزايد عن الأشكال الجديدة أو المتجددة من الفكر الماركسي. ومع ذلك شقت بعض المفاهيم الرئيسية لهذه المدرسة طريقها إلى مؤلفات الكثيرين من المشتغلين بعلم الاجتماع، سواء من الماركسيين أو غيرهم، كما أنها تطورت بطريقة مبدعة على يد هابرماس، فيما يتصل بنقد متجدد لشروط إمكانية المعرفة الاجتماعية، وفي إعادة تقويم نظرية ماركس من التاريخ والرأسمالية الحديثة.

اشتهرت مدرسة فرانكفورت بقضايا فكرية عديدة سأحاول هنا إبراز عدد منها استكمالا لمحاولة فهم منطلقات المدرسة الفكرية:

نقد النزعة الوضعية الحديثة والتجريبية:

من المعلوم أن بدايات القرن العشرين شهدت أوج رواج الفلسفة الوضعية المنطقية والفلسفة التجريبية التي شنت حملات عنيفة على التأمل الفلسفي و النظريات الفكرية المجردة ورأت أن المنطق العلمي والتجريبي يجب أن يكون المرجع الوحيد للنظريات والتفكير الصحيح. إلا أن الجيل الأول لمدرسة فرانكفورت قد وجه انتقاداته الحادة إلى النزعة العلمية المفرطة وأنساقها التي تحولت إلى أيديولوجيات تستند إلى يقين معرفي ومعتقدات إيمانية. فكلها في نظرهم قد غدت أنظمة معرفية مغلقة تعتمد أشكالا تنظيمية جد مقننة للحياة الاجتماعية، وحمّالة قيم وسلوكيات تنافح وتدافع عنها، من خلال إسقاط آليات فهم الظواهر الطبيعية على الظواهر الاجتماعية. بمعنى أنها أصبحت أيديولوجيات شمولية تنظم علاقة الإنسان بالإنسان والإنسان بالأشياء، مما حدا برواد مدرسة فرانكفورت إلى رصد تحول العقلانية الغربية إلى أيديولوجيات شمولية، ومن أسباب انتقادهم علانية العقلانية كأيديولوجيا ومحاولة الكشف عن مكامن التسلط فيها ومحاربة نزعتها الوثوقية.

نقد الماركسية الكلاسيكية والدوغمائية الستالينية:

يقسم ماركس أشكال الوعي الاجتماعي إلى مستويين: 1- أشكال الوعي الأيديولوجي. 2- أشكال الوعي "الموضوعي": (العلوم، والفلسفة التي تقدم نظرية موضوعية كما هو شأن الماركسية مثلا في تقويتها للتحليل الاقتصادي والتاريخي وإعلائها من قيمتها ...). والمشكلة التي تراها النظرية النقدية تكمن في تأكيد ماركس وبشدة أنه ليس هناك من معرفة دون مصلحة، فأي معرفة سواء كانت أيديولوجية أو علمية، مشروطة أولا وأخيرا بمصلحة تدافع عنها ومن أجل قيم معينة ومحددة. غير أن ماركس في نظريته عن المصلحة لا يشير في الغالب إلا إلى مصالح اجتماعية يراها خاصة، كالمصالح الطبقية (مصالح الربح، أو تملّك وسائل الإنتاج...) بوصفها شروطا ضرورية (أي من دونها لا يمكن أن يحصل أي تعبير وتمثيل) وفي الوقت نفسه بوصفها شروطا محددة (لأنه من خلالها يتم تحديد الأفكار والنظريات). وبالتالي فإن فرضية المصالح الاجتماعية لا تسعفنا في فهم إمكانية الانتقال من الوعي الأيديولوجي إلى الوعي العلمي الموضوعي. علاوة على أن العلم كما الفلسفة يشتركان في القول بأن هناك ثمة مصالح كونية، منها الحقيقة التي تشكل معيارا مقبولا بالنسبة للفرد أيا كانت طبقته. وهذا الدحض يشمل ماركس وإنجلز المنتميات للطبقة البرجوازية ولكن كل طرحهم موجه لمصلحة طبقة غير طبقتهم وهو ما يسمح بالقول أن المعرفة لا يمكن أن توضع دائما من اجل مصلحة. فإذا اعتبرنا نظريتهم "موضوعية" فهي حجة بأن الوعي لا يتحدد دائما بالمصلحة الطبقية التي ننتمي إليها.

نقد الأيديولوجيا:

إذا كانت الأيديولوجيا توصف بأنها الوعي الزائف إلا أنه لا يمكن القبض عليها بسهولة، ولذا، يقول أدورنو، إن تأمل النظام الستاليني يظهر أن الأيديولوجيا كانت "وسيلة للاضطهاد"، أما في الغرب فلم يعد لها من وجه واضح القسمات لنتعرف عليها، بل أصبحت تجيد لف الحبل على الغارب وأكثر قدرة على التخفي والذوبان ومن دون أي علاقة مع الحقيقية. الأيديولوجيات العلموية تعلن أن ليس هناك ما هو أحسن مما هو كائن، ولا داعي للبحث عما ينبغي أن يكون، فالواقع ما هو كائن. هذه الثقافة دعاية ليست إلا، وما تلبث، كما يرى أدورنو، أن تتحول رويدا إلى إرهاب عندما تعمل على إقرار الوضع القائم كأمر لا مناص أو بديل عنه. وخلافا لذلك تعتمد النظرية النقدية إلى عدم إغفال تحليل الواقع التاريخي لارتباطها به أشد الارتباط حتى يتسنى لها ربط النظرية بالممارسة، فإذا كانت الممارسة تؤثر في التمثلات، فالنظرية تؤثر أيضا في الإدراك. وعلى الرغم أنها تبحث باستمرار عن سبل تجاوز المجتمع، فيجب عليها أن تتحاشى السقوط في فخ أن تصبح أيديولوجيا بدورها أو أن تتحول إلى صيغة جاهزة للاستعمال.

مدرسة فرانكفورت: أعلام ومؤلفات:

نذكر هنا ابرز علماء المدرسة مع أبرز مؤلفاتهم. 1- ماكس هوركايمر ( 1895- 1973) من أبرز أعماله "النظرية التقليدية والنظرية النقدية"، "جدلية التنوير" مع أدورنو 2- تيودور أدورنو ( 1903- 1970) من أعماله: تعالي الغيري والنيوماني في ظاهرية هوسرل "، "كيركجارد وبناء الجمالية"، "الشخصية الاستبدادية" مع آخرين، "الجدل السلبي ". 3- هربرت ماركيوز ( 1898- 1979) أبرز مؤلفاته: "العقل والثورة"، "الحب والحضارة"، "فلسفة النفي"، "الإنسان ذو البعد الواحد"، "نحو التحرر"، "الثورة والثورة المضادة ". 4- فردريك بولوك ( 1894- 1970) من أعماله: "نظرية العملة عند ماركس"، "تجارب التخطيط في الاتحاد السوفييتي بين عامي 1917- 1927". أما هابرماس فسنصل إليه أكثر في الحلقة التالية.
https://www.alriyadh.com/2006/12/14/article208864.html









رد مع اقتباس