معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
|
مرحبًا بحُضُورِكُم جمـــيعًا
وكمَا قُلتُ سأعلقُ على رُدودِكُم لاحقًا
مع الشُّكرِ الجزِيلِ للأخِ (الفتى الصـــغيرْ) ... واللهْ غيرْ اليُوم عرفْتْ .... فشُكرًا من القلْب على الفائِدة
[ راحْ نعلمْك أنا ثانِي كيْفَ تصـــنعُ قُنبلةً ..... ولكنْ أنْ تعدَنِي ألاَّ تستعمِلهَا إلاّ للضرُورة القُصوى ... حكاهالِي مرَّة واحدْ يقْرا informatique ]
وإتمامًا للفائِدة
وتطْبيقًا لقولِهم [ نلتقِي لنرْتقِي ] >>> جماعة إ يجيالْ
و أمثلة وحكم الطُفولة والمثالية
وكما وعدْتُ
ذكرياتُ الطفولة .......... لميخائيلْ نُعيْمة >> بضم النُونْ ...ا
>> طويلةٌ ... ستكُون على ردينْ
قراءةٌ ممتعة
ذكريات الطفولة
لَيتَه ُ كان لي ,وأنا أكتبُ الآنَ عن ذلك الصبيِّ القادم ِ من سفح صِنّين َ , أن أنتزع َ من حافظة ِ السنين َ صورَتَهُ ساعة َ انفتحت ْ له ثم ّ انغلَقت ْ خلفَهُ لأوّل ِ مرّة ٍ بوّابة ُ " المسكوبية ِ " في الناصرة ِ .ليتَهُ كان َ لي أن ْ أراه يَدْرُجُ في فناءِ تلك المدرسةِ , وفي يدِهِ حقيبتُهُ الصغيرةُ البالية ُ , ثمَّ أن ْ أصوّر جميعَ الإنفعالات ِ والأحاسيس ِ والهواجس ِ والأفكار ِ التي كانت تزدَحِمُ على رُقْعَةِ وجهِهِ السمراءِ ,وفي مقلتيه ِ الحالمتين ِ.
لقد كان َ يمْشي بخطوات ٍ ثابتة ٍ ,محاولاً أن ْ يُخْفيَ ما بهِ من وحشةٍ ودهشةٍ عن العيون الكثيرة ِ التي أخذتْ تحدِجُهُ من كل صَوْبٍ .ولكنّه ما كان يدري إلى أينَ يتّجِهُ لو لم يتداركْهُ الحاجبُ الذي فتح َ له الباب َ ثم اقتادَهُ إلى مكتَب ِ الرئيس ِ في الطابق ِ الثاني من البناية ِ .
- أنت َ ميخائيل ُ يوسف ؟
- نَعَم .
- وهل لديكَ دراهم ُ ؟
- نَعَم ْ .
- هاتِها لأحفظَها لكَ في خزانة ِ المدرسةِ , ولك أن تسحبَ منها قدرَ ما تشاءُ ساعةَ تشاءُ ...
ذلك الضباب ُ الذي اكتنفني عندما وصلتُ إلى الناصرةِ ,أخذ َ يتبدّدُ ساعة ً بعدَ ساعة ٍ ,ويوماً بعد َ يوم ٍ . ففي خلالِ أسبوع ٍ عرفْتُ أن ّ منهاجَ المدرسةِ يمتدُّ لستِّ سنوات ٍ مُقسَّمَةٍ على ثلاثة ِ صفوف ٍ – لكلِّ صفٍّ سنتان . وعرفتُ أنّ عددَ الطلاب ِ فيها لا يكاد ُ يتجاوز ُ الأربعين َ , نصفُهم في الصف ِّ الأول ِ الذي هو صَفِّي . وعرفت ُ أنهم خليط ٌ من مدن ِ فلسطينَ , وسوريا , ولبنان َ وقراها . من القدس ِ , وبيت جالا , والناصرة ِ , والرامةِ , وعكّا , وصورَ , ودمشقَ , وحمصَ , وطرابلسَ , وغيرِها . ولم يطُل بي المقام ُ حتى حفظت ُ أسماءَ جميع ِ المعلّمين َ , الذين َ كان بعضُهم ْ من الروس ِ , وبعضُهُم من العَرَبِ , وأسماءَ جميع ِ الطلاب ِ.
لقد كنت ُ أعرف ُ أنّ ذلك سيحصل ُ بالتدريج , وأنّ شعوري بالغربةِ لن يطول َ مَداهُ . والذي كنتُ أخشاهُ هو أنْ أجدَني مُتأخِّراً عن رفاقي في فَرعٍ أو أكثرَ من الفروع ِ . وقد صَحَّ حَدْسي عندما دخلت ُ حصَّة َ اللغة ِ الروسيّةِ فوجدت ُ أنّ المعلّمَ روسيٌّ لا يفقَهُ كلمةً واحدةً من العربيّةِ . وسمعتُ بعضَ رفاقي يخاطبونَهُ بالروسيّةِ , فَيَفْهَمُ ما يقولونَ , ويفهمونَ ما يقولُ , في حين ِ أنّ بضاعتي من الروسيّة ِ ,ما كانت تتعدى المائة من المفردات ِ , وأن ّ لساني كان يتعثّرُ كثيراً حتى في قِراءَتِها .
خرجت ُ من الصفِّ شاكراً ربّي ,لأنّ المُعلِّمَ لم يتوجَّه ْ إليَّ بسؤال ٍ , ولكنني شعرتُ بغمامة ٍ كثيفةٍ , رهيبةٍ سوداءَ تلفُّني , وتضغط ُ عليَّ ,ولم يُجْدِني في التخلّص منها أن أخاطِبَ نفسي مُشجِّعاً :
" قوِّ قلبَكَ يا ميخائيلُ , لا تَجْبُنْ .كنت َ الأوّلَ في بَسْكَنتا , ولن تكون َ الأخيرَ في لناصرة ِ . أنتَ في بداية ِ الشَّوْطِ , ولا بأسَ إذا تخطّاك غيرُكَ ,المُهِمُّ أنْ تَثْبُتَ حتى نهاية ِ الشوطِ , وسَتَثْبُتُ , ولن تكونَ إلا في الطليعةِ , وذلك ما يتوخاهُ طموحُكَ ,وذلكَ كان يتوقَّعهُ منك والداك َ " . لا لم ْ يُجْدِني شيءٌ من ذلك في تبديدِ تلك َ الغمامةِ الرهيبةِ ,وأجداني ابنُ المقفّع ِ , وابنُ مالكٍ , وابن ُ عقيل ٍ , رحَمَات ُ اللهِ على الثلاثةِ . فقد اتّفق أن تلا درسَ اللغة ِ الرّوسية ِ درسٌ في اللغة ِ العربيّة ِ . وكانَ المدرِّسُ رجلاً في العَقْدِ الرابعِ من عمرِهِ , مديدَ القامة ِ , ممتلئ الجسم ِ , طويلَ الشاربيْنِ , مُشْرِقَ البَشَرَةِ , رصين َ الحركات ِ .
[ يتبع ] ....ا
|