[الذواودي]

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالى

يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)

وفي الحديث الشريف

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، ثنا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، قال : حَدَّثَنِي أَوْ قَالَ : ثنا مَنْ شَهِدَ خُطْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى فِي وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ، وَهُوَ عَلَى بَعِيرٍ ، فَقَالَ : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ ، أَلا وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ ، أَلا لا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ ، أَلا لا فَضْلَ لأَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلا بِالتَّقْوَى ، أَلا قَدْ بَلَّغْتُ ؟ " قَالُوا : نَعَمْ . قَالَ : " لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ " .
أقول لمن أشغل نفسه بتتبع سقطات الناس وأخطائهم لحاجه في نفسه وأصبح بين عشيه وضحاها
من أهل الحديث ،ملما بعلوم الرجال ،يتهم هذا بالتدليس وذاك بالكذب يدخل هذا الجنه ويلقي بذاك
في الجحيم ،قلبه معلقا بالحجيج واحجار الكعبه ولا يتورع عن اشعال الفتنه بين المسلمين وأذكاء
نار الحقد والبغض وايقاد الفتنه الطائفيه وصولا الى التفرقه .
الم يتشوق ذاك الانسان الى طعم التقوى ام انه لايعرف للتقوى طعم سوى ذاك الذي ينتج عن اعداء
الامه كارها ، حاقدا، مبغضا لكل ماهو عربي واصفا اياهم بالعراه ونسي ان نبي الامه صلى الله عليه
وسلم من العرب ،منكرا لمأثر العرب وتضحياتهم ولا يذكر انهم لايولون الدبر، يتحدث عن
القرامطه وينتقدهم وهو على منهجهم يقتدي، لايقراء من التاريخ الامايعجبه يأمر بالمنكر وينهى
عن المعروف ، فهل في ذلك من التقوى بشيئ.