منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - تحذير العلماء من شرك القبور ليس بدعة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2023-12-01, 07:27   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عبدالله الأحد
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي


14- قاسم بن قطلوبغا (879هـ):
قال رحمه الله: “وأما النذر الذي ينذره أكثر العوام على ما هو مشاهد كأن يكون لإنسان غائبٌ أو مريضٌ أو له حاجة ضرورية، فيأتي بعض الصلحاء، فيجعل ستره على رأسه فيقول: (يا سيدي فلان) إن رُدّ غائبي أو عُوفي مريضي أو قُضيت حاجتي فلك من الذهب كذا أو من الفضة كذا أو من الطعام كذا أو من الماء كذا أو من الشمع كذا أو من الزيت كذا، فهذا النذر باطل بالإجماع لوجوه.. منها: أنه نذر لمخلوق، والنذر للمخلوق لا يجوز؛ لأنه عبادة، والعبادة لا تكون للمخلوق، ومنه أن المنذور له ميت، والميت لا يملك”.
ونقل كلامه الطحطاوي في حاشيته ثم قال: “اللهم إلا أن يقول: يا الله إني نذرت لك إن شفيت مريضي أو رددت غائبي أو قضيت حاجتي أن أطعم الفقراء الذين بباب السيدة نفيسة أو الفقراء الذين بباب الإمام الشافعي رضي الله عنه أو الإمام الليث، أو أشتري حصرا لمساجدهم أو زيتا لوقودها أو دراهم لمن يقوم بشعائرها إلى غير ذلك مما يكون فيه نفع للفقراء، والنذر لله عز وجل“([28]).
ونقل كلامه علاء الدين الحصفكي ثم قال: “وقد ابتُلي الناس بذلك، ولا سيما في هذه الأعصار”. قال العلامة ابن عابدين: “(قوله: ولا سيما في هذه الأعصار) ولا سيما في مولد السيد أحمد البدوي”([29]).
ويُستفاد مما سبق: أن العلة التي ذكرها العلامة قاسم قطلوبغا وتتابع عليها الأحناف في عدم صحة النذر كونه عبادة بقولهم: (يا فلان)، وأن الميت لا يملك من أمره شيئًا، وهذا هو وجه النكتة التي أقضّت مضاجع القبورية، فوصف أفعال العوام بكونها عبادة -حتى ولو أنكروا ذلك بألسنتهم- يُبطل قول القبورية أن التحريم خرج مخرج التحريم الفقهي الفروعي الخفيف، ونحو ذلك مما يذكره المخالفون.
15- ابن حجر الهيتمي (904هــ):
قال رحمه الله مُتحدثًا عن القبور المُشرفة والأضرحة: “فإن أعظم المحرمات وأسباب الشرك الصلاة عندها، واتخاذها مساجد، أو بناؤها عليها، والقول بالكراهة محمول على غير ذلك، إذ لا يظن بالعلماء تجويز فعل تواتر عن النبي لعن فاعله، وتجب المبادرة لهدمها وهدم القباب التي على القبور إذ هي أضر من مسجد الضرار؛ لأنها أسست على معصية رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه نهى عن ذلك، وأمر صلى الله عليه وسلم بهدم القبور المشرفة، وتجب إزالة كل قنديل أو سراج على قبر، ولا يصح وقفه ونذره”([30]).
16- جلال الدين السيوطي (911هــ):
قال رحمه الله: “الدعاء عند القبر ذريعة للشرك، ومحادّة لله ورسوله، ومخالَفة للشرع وابتداع، فكيف بدعاء صاحب القبر من دون الله؟!”([31]).
وقال أيضا: “وهذه العلة -أي: التي من أجلها نهى الشارع- التي أوقعت الناس في الشرك الأكبر.. ولهذا تجد أقواما كثيرة من الضالين يتضرّعون عند قبور الصالحين”([32]).
17- محيي الدين البِرْكوي الحنفي الماتريدي (926-981هـ)([33]):
قال في رسالته في زيارة القبور: “وأمّا الزّيارة الشّرعيّة التي أَذِنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها فالمقصود منها شيئان: أحدهما: راجع إلى الزّائر؛ وهي: الاعتبار والاتّعاظ، والثاني: راجع إلى الميّت؛ وهو: أن يُسَلِّم عليه الزّائر، ويدعو له، ولا يطول عهده به؛ فيهجره وينساه، كما أنّه إذا ترك أحدًا من الأحياء تناسه، وإذا زاره فرح بزيارته وسُرَّ بذلك. فالميّت أولى به؛ لأنّه قد صار في دار هجر أهلها إخوانهم ومعارفهم؛ فإذا زاره أحد وأهدى إليه هبة من سلام ودعاء ازداد بذلك سروره وفرحه.
وأمّا الزّيارة البدعيّة فزيارة القبور لأجل الصّلاة عندها، والطّواف بها، وتقبيلها واستلامها، وتعفير الخدود عليها وأخذ تُرابها، ودعاء أصحابها، والاستعانة بهم، وسؤالهم النّصر والرّزق والعافية والولد وقضاء الدّيون، وتفريج الكُربات، وإغاثة اللهفات، وغير ذلك من الحاجات التي كان عُبَّاد الأوثان يسألونها من أوثانهم، فليس شيء من ذلك مشروعًا باتّفاق أئمّة المسلمين؛ إذ لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من الصّحابة والتّابعين وسائر أئمّة الدّين؛ بل أصل هذه الزّيارة البدعيّة الشّركيّة مأخوذة من عبادة الأصنام؛ فإنّهم قالوا: ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى”.
إلى أن قال: “وهذا بعينه هو الذي أوجب لعباد القبور اتخاذها مساجد، وبناء المساجد عليها، وتعليق الستور عليها، وإيقاد السرج عليها، وإقامة السدنة لها، ودعاء أصحابها، والنذر لهم، وغير ذلك من المنكرات، والله هو الذي بعث رسله وأنزل كتبه لإبطاله وتكفير أصحابه ولعنهم، وأباح دماءهم وأموالهم وسبي ذراريهم”([34]).
فتأمل قول البركوي: (وتكفير أصحابه ولعنهم، وأباح دماءهم وأموالهم وسبي ذراريهم).
وإذا علمت أن البركوي توفي سنة ظ©ظ¨ظ،هـ -أي: قبل ظهور الشيخ محمد بن عبد الوهاب بحوالي ظ¢ظ¢ظ¥ سنة- فلا شبهة بتأثره بالدعوات الإصلاحية.
18- محمد طاهر بن علي الصديقي الهندي الفَتَّنِي (986هـ) ملك المحدِّثين:
قال رحمه الله: “فإنّ منهم من قصد بزيارة قبور الأنبياء والصلحاء أن يصلي عند قبورهم، ويدعو عندها، ويسألهم الحوائج، وهذا لا يجوز عند أحد من علماء المسلمين؛ فإنّ العبادة وطلب الحوائج، والاستعانة حق لله وحده”([35]).
ومن النقل السابق يُستفاد: أن العلامة ابن طاهر نقل الإجماع على حرمة الاستغاثة بالأولياء، كما وصف تلك الممارسات بالعبادة، وفيه رد على من زعم أن تحريم الفقهاء خرج مخرج التقليد الفقهي الفروعي.
19- أحمد بن عبد الأحد السرهندي الحنفي (1034هـ):
الصوفي النقشبندي، الموصوف عند الحنفية: بمجدد الألف بعد الهجرة.
قال رحمه الله: “التبرِّي من الكفر هو شرط الإسلام، والاجتناب عن شائبة الشرك توحيد، والاستمداد من الأصنام والطاغوت في دفع الأمراض والأسقام كما هو شائع فيما بين جهلة أهل الإسلام هو عين الشرك والضلالة… ونشكو إلى الله تعالى شكاية عن حال أهل الضلال يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به.. وأكثر النساء مبتليات بهذا الاستمداد الممنوع عنه بواسطة كمال الجهل فيهن، يطلبن دفع البلية من هذه الأسماء الخالية عن المسميات، ومفتونات بأداء مراسم الشرك وأهل الشرك قال الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ}، وما يفعلونه من ذبح الحيوانات عند قبور المشايخ المنذورة لهم جعله الفقهاء في الروايات الفقهية داخلًا في الشرك، ومثل ذلك يصُمن بنيَّتهم ويطلبن حوائجهن منهم بواسطة هذا الصيام، ويزعمن قضاء حوائجهن منهم! وهذا الفعل إشراك للغير في عبادة الله تعالى وطلب لقضاء الحوائج من الغير بواسطة العبادة إليه”([36]).
20- أحمد بن محمد الأقحصاري الحنفي الخلوتي (1041هـ):
وهو يسبق الدعوة بمائتي عام تقريبًا، وقد صنف رحمه الله كتاب (مجالس الأبرار ومسالك الأخيار ومحائق البدع ومقامع الأشرار الفجار)، وقال في سبب تصنيفه للكتاب: “وأُبيّن فيه من الاعتقادات الصحيحة والأعمال الآخرة، وأحذر عما فيه من استمداد القبور وغيره من فعل الكفرة، وأهل البدع الضالة المضلة الفجرة، لما رأيت كثيرًا من الناس في هذا الزمان جعلوا القبور كالأوثان، يصلون عندها ويذبحون القربان، ويصدر منهم أفعال وأقوال لا تليق بأهل الإيمان، فأردت أن أبين ما ورد به الشرع في هذا الشأن، حتى يتميز الحق من الباطل عند من يريد تصحيح الإيمان والخلاص من كيد الشيطان، والنجاة من عذاب النيران، والدخول في دار الجنان. والله الهادي وعليه التكلان”.
وقال: “ومنهم من يستغيث بالمخلوق سواء كان المخلوق حيا أو ميتا، أو مسلما أو غير مسلم، ويتصور الشيطان بصورته، ويقضي حاجة من يستغيث به، فيظن أنه هو الذي استغاث به، وليس كما يظن، بل إنما هو الشيطان أضلّه لما أشرك بالله فإن الشيطان يضل بني آدم بحسب قدرته… فإنه إذا أعانهم على مقاصدهم فهو يضرهم أضعاف ما ينفعهم، فإذا كان منتسبًا إلى الإسلام إذا استغاث بمن يحسن به الظن من شيوخ المسلمين، يجيء إليه الشيطان في صورة ذلك الشيخ، فإن الشيطان كثيرًا ما يجيء على صورة الصالحين، ولا يقدر أن يتمثل بصورة رسول رب العالمين”([37]).










رد مع اقتباس