اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dinho
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان الحضارة التي نفتخر بها سوءا كنا عربا أو أمازيغ مستعربين أو أعاجم هي تلك الحضارة التي تولدت عن الاسلام والعروبة
تلك الحضارة الايمانية الروحانية التي أرساها محمد ابن عبد الله النبي الامي العربي من جزيرة العرب الى مشارق الأرض ومغاربها فكانت أعضم حضارة في تاريخ البشرية
هاته الحضارة الاسلامية التي قامت طيلة أربعة عشر قرنا على أساسين قويين هما الاسلام والعروبة
فالاسلام واالعروبة هما علاقة تكاملية تماما كعلاقة الجسد والروح وليس كمن يدعي ممن ضاق صدره بالاسلام
ورغم ان الاسلام دين عالمي وان الرسول صلى الله عليه وسلم بعث للناس أحمعين فان الاسلام مادخل أرضا الى وقد جلب اليها معه العروبة
ففرضت اللغة العربية في بلاد العجم وهذا ما يفسر نبوغ علماء كسبويه وابن الرومي والاجرومي في علوم اللغة العربية وتبحرهم فيها وهم من غير العرب وقد ألفوا كتبهم باللغة العربية وتفوقوا حتى على ابناءها
ان الاسلام والعروبة امران متلازمان ولا يفهم بفهم أصحاب الفكر القومي من كلا الجانبين
فالعرب هم حملة دين الله بقيادة نبيهم الأشم محمد ابن عبد الله القرشي الهاشمي
ووزرائه أبي بكر وعمر وعثمان وعلي
ومن جاء بعدهم من معاوية رضي الله عنه وعمر بن عبد العزيز
من الامويين والعباسيين
واللغة العربية أختارها الله عز وجل وارتضاها لعباده وجعلها لغة وحيه وقرانه
وأرض العرب جعلها الله عز وجل مهبط وحيه وارض رسالته
ومكة جعلها الله قبلة لعباده
فالعلاقة علاقة تكاملية بلا تناقض
يقول المستشرق الفرنسي "غوستاف لوبون" في كتابه "حضارة العرب" (417: 418):
"تأثير دين محمد في النفوس أعظمُ من تأثير أيِّ دين آخر، ولا تزال العروق المختلفة التي اتَّخذت القرآن مُرشدًا لها تعمل بأحكامه، كما كانتْ تفعل منذ ثلاثة عشر قرنًا، أجَل قد تجد بين المسلمين عددًا قليلاً من الزنادقة والأخلياء، ولكنَّك لن ترى مَن يجرؤ منهم على انتهاك حُرمة الإسلام في عدم الامتثال لتعاليمه الأساسيَّة، كالصلاة في المساجد، وصوم رمضان، الذي يُراعي جميع المسلمين أحكامه بدقَّة، مع ما في هذه الأحكام من صرامة، وعلى مَن يرغب في فَهْم حقيقة أُمم الشرق - التي لَم يُدرك الأوروبيون أمرَها إلاَّ قليلاً - أن يتمثَّل سلطان الدين الكبير على نفوس أبنائها، فعلى الراصد المؤمن أو الملحد أن يحترمَ هذا الإيمان العميق، الذي استطاع العرب أن يفتحوا العالَم به فيما مضَى، وهم اليوم يصبرون به على قسوة المصير".
يتبع ان شاء الله
|
شاكر لك حسن اداءك بالمنتدى ، وفقك الله