منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - تفسير آية تحسبهم جميعا و قلوبهم شتى ..... و تنبيه على ما وقع فيه أحزاب من المسلمين .
عرض مشاركة واحدة
قديم 2023-07-29, 12:09   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد محمد.
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي تفسير آية تحسبهم جميعا و قلوبهم شتى ..... و تنبيه على ما وقع فيه أحزاب من المسلمين .

قال الله تعالى : لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ (14).

تفسير العلامة السعدي رحمه الله :

{ لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا } أي: في حال الاجتماع { إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ } أي: لا يثبتون لقتالكم ولا يعزمون عليه، إلا إذا كانوا متحصنين في القرى، أو من وراء الجدر والأسوار.
فإنهم إذ ذاك ربما يحصل منهم امتناع، اعتمادا [على] حصونهم وجدرهم، لا شجاعة بأنفسهم، وهذا من أعظم الذم، { بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ } أي: بأسهم فيما بينهم شديد، لا آفة في أبدانهم ولا في قوتهم، وإنما الآفة في ضعف إيمانهم وعدم اجتماع كلمتهم، ولهذا قال: { تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا } حين تراهم مجتمعين ومتظاهرين.
{ و } لكن { قلوبهم شَتَّى } أي: متباغضة متفرقة متشتتة.
{ ذَلِكَ } الذي أوجب لهم اتصافهم بما ذكر { بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ } أي: لا عقل عندهم، ولا لب، فإنهم لو كانت لهم عقول، لآثروا الفاضل على المفضول، ولما رضوا لأنفسهم بأبخس الخطتين، ولكانت كلمتهم مجتمعة، وقلوبهم مؤتلفة، فبذلك يتناصرون ويتعاضدون، ويتعاونون على مصالحهم ومنافعهم الدينية والدنيوية.
مثل هؤلاء المخذولين من أهل الكتاب، الذين انتصر الله لرسوله منهم، وأذاقهم الخزي في الحياة الدنيا.

تعليق : هذه آية عظيمة تبين كيف أن أهل الكتاب إجتمعوا بأبدانهم لقتال المسلمين و من أجل مصالحهم المشتركة و هم متفرقون بقلوبهم ، لكل فرقة منهم منهج و عقيدة تختلف عن الفرقة الأخرى و وصفهم الله سبحانه بأنهم قوم لا يعقلون .
و قد أبتلي المسلمون بنفس هذا المنهج كما قال النبي صلى الله عليه و سلم : لتتبعن سنن من قبلكم .... الحديث .
فيحاول من يحاول أن يجمع المسلمون على إختلاف قلوبهم بينما المنهج الصحيح هو السعي لجمع القلوب لتكون على عقيدة واحدة و منهج واحد و ترك الأهواء و البدع و التحاكم إلى كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم بفهم السلف الصالح رضوان الله عليهم .









 


رد مع اقتباس