منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مجموع البشير فيما قيد من عقائد سلطان الجزائر الأمير عبدالقادر
عرض مشاركة واحدة
قديم 2022-10-04, 12:24   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
أبو أنس بشير
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي


[6] بيان ما نسب وألصق بالأمير
عبد القادر الحسني الجزائري
من الأقوال والعقائد الباطلة


الحلقة الثالثة : المجدد المربي الأمير عبد القادر الحسني الجزائري يزلزل المعتزلة والصوفية المتكلمة في أصل أصولهم ، ويهدم حصونهم .

قال الله تعالى : ( قَدْ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى ٱللَّهُ بُنْيَٰنَهُم مِّنَ ٱلْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ ٱلسَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَىٰهُمُ ٱلْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ )

➖ قلت ( بن سلة) : هذا حال أهل الشر والبدع والضلال في كل زمان ومكان ، أنهم أسسوا عقائدهم على الضلال والكذب ومخالفة السنن ، وعلى المكر والخديعة ، وإلصاق ضلالهم بخيرة الأمة ومرجعيتها ، للتلبيس والتمويه على العامة ، ولكن إذا عرض مقالاتهم وأقوالهم على ميزان الكتاب والسنة ، وخبر أمرها سقطت عليهم ، وانكشف أمرهم .
فكم لبست وكذبت الطرقية والمدرسة الفرنسية على الأمة الجزائرية ، وزعمت أن الأمير عبدالقادر على نهجهم في تقرير العقيدة ، ولكن شاء الله أن يظهر الحق ، وتظهر عقيدة الأمير الجزائري على حقيقتها التي تدل على شرف أصله ونسبه ، وعلى علمه وجهاده .
فمن يقرأ تاريخ الأمير وسيرته ، وينظر في أقواله الثابتة عنه ، من مصادرها الموثوقة الصحيحة ، سيقف على أن الأمير على عقيدة السلف الصالح في تقريرها والعمل بها ، والرد على من خالفها .
وقد بينت في ( الحلقة السابقة الثانية ) ، عقيدة الأمير في مصادر استدلاله ، وحكم العقل عنده ، مما خالف ذلك الصوفية المتكلمة.
وفي هذه الحلقة نبين عقيدة الأمير في الأسباب والعلة ، وهي من أهم المسائل التي خالف فيها المعتزلة وأفراخها من المتصوفة المتكلمة التي تنسب نفسها – زورا وكذبا - إلى الإمام
أبي الحسن الأشعري لأهل السنة .

الأصل الأول : رد الأمير على الصوفية في تعطيلها الأسباب وعدم مباشرتها .
قال في رسالته ( المقراض الحاد لقطع لسان منتقص دين الإسلام بالباطل والإلحاد ) :
( عالم الأسباب : قال علماء الإسلام : من العرش إلى منتهى الشرع كله عالم الأسباب ) .

➖ قلت ( مقيده عفا الله عنه ) : ثم ذهب يجول ويصول ويقرر ويذكر الأدلة السمعية - أي : القرآن - والأدلة العقلية على تقرير هذا الأصل وهو في ذلك يرد على غلاة الصوفية ، وعلى النصارى التي زعمت وقالت : ( أن المسلمين لا يعترفون بالأسباب ) .
فأتى بما يكفي ويشفي من عجائب وأسرار الكون ، بما يتعلق من تقرير هذه المسألة ، ما يخرس ألسنة النصارى والفهامة ، مما يدل على تبحره في علوم الشريعة والطبيعة .
وفي ذلك هدم أصل الصوفية الغلاة من تعطيلها الأسباب والعبادات ، وما عابت النصارى المسلمين إلا من جهة الطرقية المتصوفة وزبالاتها ، فالقول الذي نسبته النصارى إلى المسلمين هو قول غلاة الصوفية ، والذي لا يمت بصلة للإسلام وأحكامه .
فبهذا الأصل المحدث عطلت الطرقية المتصوفة جهاد الكفرة ، وأسقطت أحكام الشريعة ، وميعت عقيدة الولاء ، وذهبت تدعو إلى وحدة الأديان الذي ينافي رسالة الأنبياء التي تدعو إلى الإسلام وتوحيده ، فوقعت في غلو الإرجاء ، وبدعة القدرية ، واستسلمت لمخططات الاستعمار والماسونية ، بل أصبحت منابرها بأراضي الأمة الإسلامية ولسانها !
ونطوي بيان هذا الأصل ما قرره الأمير عبدالقادر في رسالته هذه – المقراض الحاد- قائلا : ( قال حجة الإسلام الغزالي :" من قال بترك الأسباب يلزمه أن لا يحمي نفسه من العقرب ولا يزيل العطش بشرب الماء ولدغ البرد بلباس الجبة " .
فجميع الأسباب نظمها مرتب الأسباب والدليل على عدم الجواز بترك الأسباب وأنه ليس عملا من التوكل على الله ، ما يرى سيدنا عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- وصحابته ، عندما أرادوا السفر إلى بلاد الشام، وسمعوا بأن وباء قد انتشر فيها ، فعدل سيدنا عمر عن السفر ، فقال له صحابته : أتنفر من قضاء الله ؟! فأجابهم : " نعم أنفر من قضاء الله إلى قضاء الله " .
وقال العارف بالله ابن أبي جمرة في شرح صحيح البخاري :" ليس الكمال في ترك الأسباب لأن الله ربط الأسباب بالمسببات ، فالله خلق الداء ، وخلق لكل داء دواء ، فإن شاء الشفاء يسر ذلك الدواء "
فالاهتمام بالسبب أمر هام )

الأصل الثاني : رده على الأشاعرة المتكلمة في تعطيلها الأسباب وإبطالها للحكمة ، وعلى المعتزلة في مسألة ( الجوهر ) .

قال في رسالته ( المقراض ) بعدما ذكر الأسباب وتأثيره : ( وهنا دليل على خطأ من نسب الجهل إلى علماء الطبيعة المتقدمين .
وبيانه : أن الجوهر عند الفلاسفة وبعض المتكلمين ممكن موجود ، وعند المتكلمين حادث متميز بالذات ، قال الفلاسفة : الجوهر منقسم لخمسة : هيولى ، والصورة الجسمانية والنوعية ، والجسم ، والنفس ، والعقل .
وذلك لأن الجوهر إما أن يكون محلا لجوهر آخر فهو هيولى ، أو حالا في جوهر فهو الصورة ، أو مركبا منهما فهو الجسم ، أو لا يكون حالا ، ولا مركبا منهما فهو المفارق .
وقال المتكلمون : كل جوهر هو متحيز ، وكل متحيز إما يقبل القسمة سواء كان في جهة واحدة أو أكثر فهو الجسم ، أو لا يقبل القسمة وهو الجوهر الفرد ، وهذا عند الأشاعرة ، فأقل ما يتركب الجسم منه جوهران عندهم .
وأما عند المعتزلة : الجوهر إن لم يقبل القسم فهو الجوهر الفرد ، وإن قبل القسمة في جهة فقط فهو خط ، وإن قبل القسمة في جهتين فهو السطح ، وإن قبلها في ثلاث جهات فهو الجسم .
فالجوهر الفرد : المسمى بالجزء الذي لا يتجزأ ، لا كسرا لصغره ، ولا قطعا لصلابته ، ولا وهما لامتناع تميبزه ، ولا فرضا لاستلزام انقسام ما لا ينقسم )

➖ قلت ( مقيده عفا الله عنه ) : ثم قال – الأمير الجزائري - محققا ومقررا لقول أهل السنة في المسألة : ( والحقيقة لا يوجد شيء لا ينقسم ولا يتجزأ )

والذي قرره الأمير عبدالقادر هنا من مسألة تأثير الأسباب ، ومن نفي وإبطال من قال بالجوهر الفرد الذي منتهاه تعطيل صفات الله تعالى وأفعاله والمعاد والطبائع والحكمة والاستحالة ، هو عين ما قرره الإمام ابن تيمية - رحمه الله - في كتبه في رده على الفلاسفة والمعتزلة والأشاعرة المتكلمة
قال الإمام المحقق محمد خليل هراس - رحمه الله - في كتابه ( باعث النهضة الإسلامية ابن تيمية السلفي ) : ( وإذا رجعنا إلى ابن تيمية وجدناه ينكر أن يكون الجسم مركبا من الهيولا والصورة كما يقول الفلاسفة ، أو من الجواهر الفردة كما يقول المتكلمون ، بل هو يرى أن الجسم شيء واحد في نفسه ، وأنه إذا قبل التفريق والتجزئة ، فإنما يقبل ذلك إلى غاية يكون بعدها صغيرا جدا بحيث لا يقبل التفريق الفعلى ، بل يستحيل إلى جسم آخر كما يوجد في أجزاء الماء إذا تصاعدت فإنها تستحيل هواء ، والهواء إذا تصاعد استحال جسما آخر ، وهكذا تتصاعد الأجسام ثم تستحيل إذا تصاعدت أجساما أخرى .
وابن تيمية إن خالف الفلاسفة في القول بالصور النوعية المستلزمة لآثارها فهو يوافقهم في القول بتأثير الأسباب الطبيعية في مسبباتها ، ويرى أن الله إنما يخلق السحاب بالرياح وينزل الماء بالسحاب ، وينبت النبات بالماء ونحو ذلك ، وينكر أن تكون الطبائع الموجودة في المخلوقات لا تأثير لها بل هو يرى أنها مؤثرة في مسبباتها لفظا ومعنى .
ويعيب ابن تيمية على الأشاعرة أنهم لا يثبتون في المخلوقات قوى الطبائع ويقولون إن الله يفعل عند الأسباب لا بها ، ويرى أن هذا القول يفضى إلى إبطال حكمة الله في خلقه)

➖ قلت ( بن سلة ) : الأمثلة التي ضربها الإمام ابن تيمية في تأثير الأسباب في مسبباتها هي عين الأمثلة التي ضربها الأمير عبد القادر وأتى بها في تقرير هذه المسألة ، فارجع يا أيها القارىء إلى رسالته ( المقراض الحاد ) ، لتقف على زيادة بيان المسألة ،فهي مبسوطة في الرسالة .

كتبه : أبو أنس بشير بن سلة الجزائري











رد مع اقتباس