منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مجموع البشير فيما قيد من عقائد سلطان الجزائر الأمير عبدالقادر
عرض مشاركة واحدة
قديم 2022-10-04, 12:18   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
أبو أنس بشير
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي




[4] بيان ما نسب وألصق بالأمير
عبد القادر الحسني الجزائري
من الأقوال والعقائد الباطلة


الحلقة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم .
كلما عظمت الشخصية الإسلامية في الأمة إلا وعظم وتضخم الكذب عليها ، كما هو الشأن في الأنبياء عليهم السلام ، وأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ومن اتبعهم بإحسان ، وما ذاك إلا لتغيير مقصد دعوتهم ، وتحريف دينهم ، ولحد مسار وإبعاد أتباعهم عنهم ، أو للتنفير منهم ، فهذه هي بواعث الكذب على أهل الحق .
ومن أولئك الذين كذب عليهم ، وألصق به ما ليس من عقيدته ، ونسب إليه ما ليس من أقواله وكتبه ، المجاهد الإمام الأمير عبد القادر الحسني الجزائري - رحمه الله - ، فكم كذب على هذا الرجل الشريف !! ، وألصق به ما ليس منه !!
فقد كثر الكذب على الأمير عبد القادر من عصره إلى يومنا هذا ، ما لم يكذب على غيره من العلماء وأهل الدعوة والإمارة في العالم الإسلامي ، وفي مصره .
ومن أعظم الكذبات عليه وأضخمها وأفسدها وأشرها :
١ - نسبة كتاب ( المذكرات ) إليه - أي : مذكرات الأمير عبدالقادر - : وهذا الكتاب ليس من إنتاج الأمير ، ولا من أقواله ، ولا يصح نسبته للأمير ، والاستدلال به ، والأخذ منه ما يخص الأمير عبد القادر .
قالت الأميرة بديعة : ( مصدر المذكرات هو فرنسي جاك شوفالييه )
وذكرت أن المخطوط فيه أخطاء لغوية وتاريخية كثيرة لا تمت بصلة للأمير عبد القادر ، وقد أهتم به الفرنسيون .
وقالت : ( ولا أدري لماذا تصل بنا ثقافتنا نحو كل ما يقدم لنا من محتلي بلادنا سابقا ؟! )
وقالت : أريد من هذا المخطوط هدم أعمال الأمير وعقيدته وتشويه سمعته .
وقالت : أرادوا منه الاعتراف بأن الجزائر أصبحت مملكة لفرنسا ، وليست أرض محتلة ، وجعلوه في هذا الكتاب يمدح ويثني على فرنسا ، ويذم ويسب الشعب المغربي وكأنه ليس منهم .
وقالت : ( مع العلم أن الأمير لم يخط بخطه ولو سطرا واحدا بهذا المخطوط الذي خطط لغايات سياسية استعمارية واضحة المعالم .. فهل المكتبة الوطنية في بلادنا بحاجة إلى مثل هذا المخطوط المفبرك ؟! ) .

٢ - نسبة كتاب ( المواقف ) إليه ، فقد ذكرت الأميرة بديعة وخلدون بن مكي حفيد الأمير ، أنه لا يصح نسبة هذا الكتاب إلى الأمير ، إنما أريد منه إلصاق مذهب ابن عربي ووحدة وجوده بالأمير ، مع ما فيه من الأحاديث الموضوعة ، والأخطاء الجسيمة في العقيدة والتفسير يتنزه منها معتقد وعلم الأمير عبد القادر .
بل في هذا الكتاب - المواقف - ما يبطل القول بأن الأمير عبد القادر يقول بالحلول ووحدة الوجود، إذ جاء فيه قوله : ( واحذر أن ترميني بحلول أو اتحاد أو امتزاج أو نحو ذلك، فإني بريء من جميع ذلك، ومن كل ما يخالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ) .
وهذه حجة على من نسب وحدة الوجود إلى الأمير ، وأنه من اتباع ابن عربي ، بهذا الكتاب .

وإلا فنحن في غنية عن هذا الكتاب ، وما فيه من الأباطيل والهراء ، والأمر كما قال خلدون بن مكي عن علم الأمير ومصدره : ( وما كان يذكره العلماء والشيوخ عن عقيدة الأمير وفكره ومشربه ، كان مأخوذا من حاله التي عرفوها وعاينوها ، أو من رسائله وأجوبته التي بين أيديهم ، ولم يرد عن أحد من العلماء المعاصرين له من جميع أصقاع المعمورة ، أنه كان قائلا بوحدة الوجود أو يدافع عنها ، أو أنه ينتحل مذهب ابن عربي الفلسفي ) .

٣ - نسبة الشعر الذي يدعو إلى وحدة الوجود والحيرة إليه ، وإلى غير ذلك من الضلالات .
قالت الأميرة بديعة : ( وفي هذا العصر تمسّك بإصرار عجيب كتّاب وأكاديميين وأصدروا المجلات كمجلة " مسالك "التي تصدرها المؤسسة التي نسبوها إلى اسمه وأقاموا الندوات على مستوى الجامعات عن تصوّف هذا المجاهد الكبير، وأصدروا كتباً ككتاب " الحياة الروحية للأمير عبد القادر" ، في هذا الكتاب وصفه الدكتور ركيبي بالأمير الحائر مستنداً إلى أبيات شعرية لا تمت بصلة إلى الأمير الشاعر المبدع التقي الصالح المؤمن الذي قدّم قصائد شعرية تشهد على قوة إيمانه وعقيدته وعدم حيرته أو ضلاله، لأن الحيرة ضلال كما ذكر الأمير عبد القادر في كتابه " المقراض الحاد لقطع لسان منتقص دين الإسلام بالكفر والإلحاد" ) ا.هـ

➖ قلت ( بن سلة ) : هذه بعض التنبيهات على ما نسب إلى الأمير من كتب وأقوال وهي ليست من معدنه ، وكما تعلمنا من مدرسة الحديث والأثر ، أن نقد الرجال والمناهج والكتب يفتقر إلى قوانين علوم الحديث ، من ذكر الأسانيد ، وأقوال القوم التي تنسب إليهم ، من مصادرهم الموثوقة المشهورة عنهم من كتبهم وسماعهم ، وأن لا تنقل إلا عن عدول ثقات مشهورين بالعلم والعدالة لا عن المجاهيل والكذبة وأعداء الإسلام ، أما وأن نبني الأحكام على خيرة المسلمين في عصره ومصره ، من مصادر الكفار وفرنسا والمستشرقين ، ومن ينتحل مذهبا يخالف السنة يريد الانتصار له ، فهذا من الشطط والظلم ، ولا يعول عليه في ميزان نقد الرجال والمناهج كما هو معلوم من التحقيق العلمي السلفي .
كتبه : بشير بن سلة الجزائري











رد مع اقتباس