منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - موضوع مميز [۞]خيمتي الرمضانية☪ الدينية (15-1443هـ-)[۞]
عرض مشاركة واحدة
قديم 2022-04-15, 23:51   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
صَمْـتْــــ~
فريق إدارة المنتدى ✩ مسؤولة الإعلام والتنظيم
 
الصورة الرمزية صَمْـتْــــ~
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز المشرف المميز 2014 وسام التقدير لسنة 2013 وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام أفضل مشرف وسام القلم الذهبي لقسم القصة 
إحصائية العضو










افتراضي


جعلت بعض النساء من مواقع التواصل ملاذا يفرغن فيه ما أوْهى صدورهنّ؛ اعتقادا بأنه المكان الأنسب الذي يُخفّف عنهنّ ثقل الواقع، ويمنحهنّ حرية التموُّج بين زوايا مختلف الفضاءات.
ويكفيهنّ لحجب هويتهنّ الحقيقية استعمال معرّفات تحول دون التّعرف عليهنّ من طرف أقاربهنّ وزملائهن في العمل ..متناسيات بذلك أنّ الله محيطٌ بالسرائر.
ومن مظاهرِ انكسارهِنَّ على عتبةِ الضّياع حصادُ ألسُنهنَّ الذي يندى له الجبين.



*فمنهنّ من يتطرّقن لمشاكلَ عائلية يُساءُ من خلالها لوالدة الزوج، أو لشقيقته أو لأيٍّ من أقاربِه، حيث تبدو المتحدثة كما لو كانت ملاكاً في أفعالها، فتتفنّن في رسم معانتاها وتذمُّرها؛ لتبدو في هيئةِ الضحيّة المُضطهدةِ من طرف أهل الزّوج. ما يفتح بابا واسعا لغيرها من النّساء للطّعنِ، واللّعنِ، والتحريضِ -حتى وهُنّ لم يشْهدنَ ما يمنحُهنّ حتّى حقّ النّصيحة!
لتصبح الصفحة قِبلة للاغتياب، والإساءات دون ارتياب!

وقد قال الحقُّ جلّ وعلا:

اقتباس:
وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا [الأحزاب:58]
كما ورد في قولِ رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام أنّ سِباب المسلم فسوقٌ

اقتباس:
سِباب المُسْلِمِ فُسوقٌ، وقِتَالُهُ كُفْرٌ. (متفقٌ عَلَيهِ)

علما أنّ السِّبابُ هو كلُّ كلامٍ تضمّنَ إهانةً وشتماً وسبّاً ..

فكيف للفاعلةِ أن تحفظ الودَّ لزوجها وهي تقلّلُ من قيمتِه، وتطعنُه بظهرهِ وفي أقرب الناس إليه؟!
وفي إهانتها -لأهله- إهانةٌ لشخصه.
وكيف لمن يُسايرْنها في اِثمها أن لا يُدركْن فداحةَ تصرّفهنّ؟!
ولا عجبَ من أفعالٍ يُقيّدُها حبُّ التصنّعِ والظّهور على شبكات التّواصُل دون مبالاةٍ لحُرمةِ البيوتِ والأشخاص.



*ومن النّساءِ من يفشين أسرارهُنّ الزّوجيّة، بدعوى التّنفيسِ عن همومهنّ المتعلّقة بأكثر الأمور حميمية بين الأزواج. ولا يهمّهُنّ -حتى- احتمال افتضاحِ أمرهنّ ووقوعهنّ في أزمةٍ تنتهي بهنّ خارج بيت الزوجيّة.
حتى أنه بلغني مؤخّرا أنّ إحداهُنّ تعرّضت للضّرب من طرف زوجها الذي فوجئَ بتصريحاتٍ منها توقّعُ كلّ صغيرةٍ وكبيرةٍ عن حياتِهما الخاصّة، الأمر الذي بلغه عن طريق قريبته التي كانت تقتفي أثرَ المعنيّة، إلى أن كشفت سرّها!
وإن وُجدت حوادث أخطر من هذه؛ فيهمّنا من خلال هذا المقام أن ننصح أخواتنا بتجنّبهنّ الخوضَ في أمورهنّ الخاصّة -إلاّ إذا اقتضتِ المصلحةُ الشّرعيّة ذلك-
لأنّ إفشاء أسرار الزّوجية ليس من مكارم الأخلاقِ في شيءٍ، وينافي أدبَ الذّوق عند المسلمِ منّا..

ولا تُفشي سرّها إلاّ من جهِلت أنّ حياتها الزوجية أمانةٌ يتوجّب حفظها، وإلاّ من فقدت صوابها واحترامَها لنفسِها، ولدينها الذي يفترض أن يكون مُقوَّما على الحياءِ والسِّتر!
قال الله تعالى:

اقتباس:

[ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ...] (النساء، 34)
وقد ورد في تفسيرِ ابن كثير -رحمه الله- أنّ النّساء الصالحات (هنّ المطيعات لأزواجهنّ) اللاّئي يحفظن أزواجهنّ في غيبتهم، وفي أنفسهنّ وأموالهم.
أي يحفظن أنفسهن عن الأفعال الفاحشة، ويحفظن أموال أزواجهن عن التبذير والإسراف، ويحفظن ما بينهنّ وبين أزواجهن من أسرار وخصوصيات.


وعن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم والرجال والنساء قعود عنده فقال:

اقتباس:
[ لعل رجلاً يقول ما يفعله بأهله، ولعل امرأة تخبر ما فعلت مع زوجها، فأرَمَّ القوم يعني سكتوا ولم يجيبوا فقلت: أي والله يا رسول الله، إنهن ليقلن وإنهم ليفعلون].
قال: [فلا تفعلوا فإنما مثل ذلك مثل الشيطان لقي شيطانة في طريق فغشيها والناس ينظرون]

فالتشبيه بالشّيطان والشّيطانة يخصّ من يحكي للناس ما يفعله مع زوجته، ومن تفعلُ ذلكَ أيضا بناءً على ما يجمعُها بزوجها من خصوصيّة.

حيث شبّههما رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، بكونهما مثل شيطانٍ لقِي شيطانة في الطريق، فقضى حاجته منها والنّاسُ ينظرون.



*/ كذلك من النّساء من تشرّعُ بابَ حياتها كاملةً، لتُصبحَ مفضوحة الخُطى كما لو كانت تفترشُ الشّارع!
كيف وهي تفتحُ الكامرا -لعامّة النّاسِ- متى صحَت من نومها إلى أن تنام ليلاً! لتكون غرفة نومها متاحةً ومطبخُها متاحا..، ولتعرض مشترياتها (دون اعتبارٍ لخصوصيّتها..)، فتتحدث عما تلبس وعما تأكلُ، وتجعلك ترصُدُ كلّ حركاتها بكلِّ فخرٍ -لا لشيءٍ سوى لأجلِ أرباحٍ دُنيويّةٍ تجمعها لهثاً خلفَ الثّراء السّريع والشُّهرة التي جعلتها تُعرّي نفسَها للملأ، مغيّبةً عن ملامحها لون السِّتر والحياء.
والأدهى والأمرّ أنّ منهنّ من يتباهين بظهور أزواجهنّ وهم يُقاسمونهنَّ هذا الدّجَلَ!

فأيُّ الرّجالِ هؤلاء الذين لا يغارون على حُرمةِ بيوتهم؟!
بل هم ذكورٌ أفلتوا عقولهم حينَ أخفقوا في ممارسةِ قِوامتهم على زوجاتهم -بما حثَّ عليه شرعُ الخالق عزّ وجلّ-

اقتباس:


قال تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ) (النساء: من الآية34).

فالقِوامةُ الحقّة تكفلُ حقوقَ المرأة، وتصونُها وترفعُ من قدرِها..


ومن تفسير ابن كثير لقول الله تعالى: [الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ]

اقتباس:
"أن الرجل قيّم على المرأة، أي أنه رئيسها، وكبيرها، والحاكم عليها ومُؤدّبها إذا اعوجت"


فأين الزّوج -الذي يسمح بعرضِ زوجته على الملأ- من واجبه في إصلاحِ زوجته وسترِها عن أعين الغرباء -غيرةً عليها وعملاً بما جاء به الإسلامُ من حفظٍ وتشريفٍ للمرأة؟!



اللهمَّ ألهمْنا رُشدَنا، ولا تؤاخذْنا بما فعلَ السّفهاءُ منّا.










رد مع اقتباس