منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - موضوع مميز [۞]خيمتي الرمضانية☪ الدينية (15-1443هـ-)[۞]
عرض مشاركة واحدة
قديم 2022-04-15, 23:48   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
صَمْـتْــــ~
فريق إدارة المنتدى ✩ مسؤولة الإعلام والتنظيم
 
الصورة الرمزية صَمْـتْــــ~
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز المشرف المميز 2014 وسام التقدير لسنة 2013 وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام أفضل مشرف وسام القلم الذهبي لقسم القصة 
إحصائية العضو










افتراضي

رغبـــاتُ النّفـــس


ليسَ أرقَّ من نفحاتِ شهرِ رمضانَ؛ لطيبِه الذي يشرحُ النّفوسَ ويعبّقُها بأريجِ الطُّمأنينةِ والسّكينةِ في رِحابِ القرآن
فطوبى لمن صامَه بقلبٍ سليمٍ مُقبلٍ باجتهادٍ على عبادةِ الرحمن، متمسِّكٍ بهَدْيِه سبحانه وهَدْيِ نبيّهِ -صلّى الله عليه وسلّم-
ومن أدركَت منّا هذا الأمرَ تجاوزَت سفاسفَ الأمورِ الدنيويّةِ التي تُضيعُ الوقتَ والجُهدَ هباءً، فشهرُ الصّيامِ ليس عاما بل أيّاما..ولن نُدركَ فيها ما أضعْناه من فُرصٍ إن طال لهَثُنا خلف رغباتِ النّفس!
هذه الأخيرة التي ترتبطُ بإلحاحِ أصحابِها على تحصيل ما هو مرغوبٌ، وما كان غير سويٍّ منها يُحقّق لهم الأذى، بإحباطِ عقولهم وجعل خُطاهم تنحرِف؛ لِتسقُط بمستنقع المسكِ -جشعاً وولَعا بما يُرضي رغباتهم- حتى وإن كان الثّمنُ موتُ أخلاقِهم!
كيف وقد ابتُلينا في زمنِنا هذا بشَهواتٍ دميمة قد يجهلُ بعضهم أنّ عواقبها وخيمة.أذكرُ منها شهوةُ السّهر والسّمر بالفضاءات الافتراضيّة، تلذّذا بمُحتوياتٍ دنيئةٍ من أنغامٍ وأفلامٍ تجسّدها الأوهامُ والأحلام الورديّة، والانبهار بالصّفحات المفخّخة والمحشوّةِ بأنفاسِ الغيبةِ ومُلاسنة السّوءِ طعنا وتجريحاً..دون إلقائهم بالاً لِحصادِ ألسُنِهم، أو إدراكهم لخطرِ الافتِتانِ بالشّهوات التي قد تتحول إلى معاصٍ وآثامٍ إذا ما استحوذَت على العقول، وأغفلتْ أصحابها عن عبادة اللهِ؛ عبادةً تستوجبُ انقيادَنا لأوامِره والتزامَنا بقُربِه طاعةً لوجهه الكريم.
فتدبّرْن قولَ الحقّ عزّ وجلّ:

اقتباس:
[فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59)]

وسوف تُدركْن حجم خسارتِنا يوم القيامةِ لقاءَ إقبالنا على شهواتِ الدّنيا -مُستهتراتٍ بمعاصينا وكلّنا اطمئناناً- ومقصّرات في تأديةِ الصّلاةِ التي تُعتبرُ عمادَ الدين وقِوامه.
أخواتي الكريمات، الحديثُ في الشّهوات يتسعُ لصفحات، وما تطرّقتُ إليهِ ليس إلاّ جزءا يسيرا -وما خفِيَ أعظم-!
وليس لنا إلاّ أن نُسارعَ بإنقاذِ أنفسِنا من هواها، ونتحرّرَ من سُلطتِها على عقولِنا. وسبيلُنا إلى ذلك هو أن نستصغِرَ الدُّنيا في أعيُننا..فكلّما تيقّنا أنّها ليس إلاّ مركز عبور ومتاع الغرور تجنّبنا في رِحابِها ما يُغْرقُنا ببحرِها وتمسَّكنا بحبْلِ النّجاةِ، وحبلُ النّجاةِ هو [الإسلام] دينُ الحقِّ الذي أمر بكلّ خيرٍ، ونهى عن كلّ شرٍّ، وأمر بسائر الآداب ومحاسن الأخلاق.

ثبّتنا الله وإيّاكنّ على دينه، وجعلنا ممن يستمعون القول فيتّبعون أحسنه.




























رد مع اقتباس