لم يلقى تاريخ الحسينيين في الجزائر ذلك الاهتمام من طرف الباحثين والمؤرخين مثلما لقيه تاريخ أبناء عمومتهم من الحسنيين في البحوث المنشورة على نطاق واسع والكتابات التي تعني بتاريخ الاشراف في الجزائر بل وفي المنطقة المغاربية عموما فإلى ما يعزى ذلك هل يعود السبب الى تعدادهم القليل الذي حل بالمنطقة بمقابل الفروع الكبيرة من الحسنيين الذين ارتحلوا قبلهم والذين فرضوا مكانهم في المشهد السياسي للمنطقة لعل ذلك يكون جزءا من حقيقة بروزهم على نظرائهم من الحسينيين لكن يبدو ان وراء حقيقة الامر خلفيات ذات ابعاد طائفية وسياسية تتجلى من خلال قراءة الخلفية المذهبية وفقدان الموضوعية لدى بعض من تناول تاريخ السلالة الشريفة في المغرب العربي بالدراسة والتي تستشف من خلال كتاباتهم وتأليفاتهم
لا يعد مبررا علميا قويا اتخاذ من تعدادهم القليل سببا او عاملا وراء ذلك النزر اليسير من الكتابات القديمة وحتى الإصدارات الحديثة التي تعنى بتاريخهم اذ كيف نفسر توجه الكبير لبعض الباحثين وعكوفهم لنشر بحوثهم عن تاريخ بعضا من صحابة رسول الله حلوا بالمنطقة المغاربية والجزائر على وجه الخصوص في المقابل لم نراهم يوفرون جهدا لو يسيرا في محاولة الكتابة والبحث في تاريخ الحسينيين بل كان النصيب الكبير من هذه الإصدارات الحديثة لشخصيات تاريخية صحابة كانوا او قادة جيوش مما يجعل من عامل التعداد مبررا لا يستند على اساس علمي
لا يمكن ان نضع كثيرا من اللوم على أصحاب الإصدارات الحديثة التي تناولت تاريخ الاشراف بالبحث والدراسة بالرغم من انهم لم يقوموا بدورهم المنوط بهم في عملية الفحص العلمي المطلوب لأمهات هذه الكتب المعروفة بل اقتبسوا منها اقتباس الاعمى وراحوا ينقلون عنها دون الوقوف على مدى صحة المعلومات الواردة فيها فلا نرى اذن أي فارق بين ما كتب قديما وما كتبه المهتمون بتاريخ الأنساب الشريفة حديثا ولم يتغير الا القالب الذي عرضت في سياقه هذه المعلومات ويظهر ذلك من خلال التبويب العلمي للموضوعات مع الاحتفاظ بنفس المحتوى هذا المحتوى الذي لم يتغير فانتقل بشكل حرفي من الأوراق الصفراء الى الأوراق البيضاء مبديا عجزا من هذه الاقلام في وضع إضافة والنقلة النوعية المرجوة منهم في التحليل والتصحيح لانهم ينظرون الى أمهات هذه الكتب مصادر مسلمة لاشك في صحتها , إضافة الى كون بعضا من هذه الإصدارات لا يعدو كونها كتب عائلية تؤرخ لقبيلة المؤلف وعائلته ليس الا , قد يعذرون لان مصدر تلقي المعلومة حينها كان من الزوايا التي لم تولي أهمية لدراسة التاريخ فكانت غايتها الوحيدة السعي للتدريس والتعليم الديني وكذلك غياب التخصص في علم التاريخ وانعدام المؤرخين ذوي الخبرة في علم النسب الشريف فحل بدلهم الجامعين لأخبار الاشراف ومشجراتهم وقصصهم متأثرة بالمخيلة الشعبية و الأسطورة في معظمم اخبارهم واحوالهم وغلب على عملهم الحشو المبالغ فيه لدرجة الوقوع في التناقض في أحايينه كثيرة