[قنون المربي والأستاذ]

االسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عيدكم مبارك وبعد
بعد كتابتي موضوعي الأول بعنوان:قصات شعرٍ لو عرفتم،هاهو قلمي يجرني جرا لكتابة موضوعي الثاني لهول ماشاهدت وأشاهد من ظواهر يشيب لها الولدان وتقشعر لها الأبدان في حر صيف هذا الزمان
إنها ظاهرة أخرى من هذه الظواهر الغريبة التي لا تزال تصدمُنا بها حضارةُ هذا الزمان؛ حضارة التنصُّل من القيود الدينية، والعادات الاجتماعية، حضارة التحليق في تلبية رغبات الذات، واهتبال الشهوات والملذَّات، وتزامنها حضارة التمزيق
هي ظاهرةُ لُبْس الثياب الممزَّقة، والسراويل المشقَّقة، والأقمشة المخروقة،فمُلئت بها الأسواق، وسالت بها الشوارع، فتأذَّتْ منها العيون، وقُصِفَتْ بها القلوب، وصُدِمت بها النفوس.
ثياب وموضات تثورَ على ما تعارَفَ عليه الناس، وترتدُّ عمَّا ألِفوه من ثوب الحشمة والوقار، ولباس العِفَّة والسَّتر.
ثياب لا تصلُح لدَرء حَرٍّ ولا لدَفْع بَرْدٍ، مُزِقت من أمام ومن خلف، من قُبل ودُبُرٍ، فتمزَّقَ معها الحياءُ، وذهبت معها هيبة العفاف.
رُكَبٌ بادية، وسُرَر عارية، كتوف موصوفة، وصُدور مكشوفة، بل وتعدى هذا التمزيق إلى إيانة المستورات وكشف العورات، لابسوها لم يروا بأسًا في كشف السوءات، مع أسمالٍ مترهِّلة بالية، ولُطاخةٍ من ألوان باهتة شاحبة، وعِشاش من خيوطٍ تائهة متدلية، وحواش مشرئبَّة ناتئة، لا مكفوفة ولا منظومة، كأنما عبث بها كَرُّ وفر الحَدَثان، أو أتَتْ عليهاأسنان الجِرذان، أو رفستها أظلافُ الثيران، أو عمِلت فيها براثن ومخالب الأُسْدان، أو كأنما نسجت العناكب خيوطها فبنت فيها العصافير أعشاشها.
في وقت مضى كانت الأثواب البالية والممزَّقة والمرقَّعة من سمات الفقراء الذين يشكون ضيقَ العيش، وقلة ذات اليد. أما اليوم فهذه الأثواب الجديدة الرثة قد خُصصت لها أروقة وزوايا في أكبر الأسواق والمحلات.
أثواب يفتخر الذكور والإناث بلُبسها، ويتباهون بها في الشوارع العامة التي ضجَّت بالمغريات، وارتفعت فيها نِسَبُ التحرُّشات.
ومما قرأته أن مبتكرا هذا النوع من الثياب هما يهوديان شاذَّان، تظاهرا بمناصرة ثياب الفقراء؛ ليكون القصد إبانة المستورات وكشف العورات، وتدمير المجتمعات.