ثانيا :
شارح العقيدة الطحاوية هو الإمام صدر الدين محمد بن عليّ بن محمد ابن أبي العز الحنف
الأذرعي الصالحي الدمشقي ، شيخ من شيوخ أهل السنة ، وإمام من أئمتها ، استقى مادة هذا الشرح من كتب أهل السنة ، ونافح عن عقيدة السلف ، وأوذي في ذلك ، فصبر واحتسب .
ومن طعن فيه ، أو في عقيدته ، فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا ، قال الله تعالى : ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ) الأحزاب/ 58 .
وليس من أحد إلا وله أخطاء وزلات ، ومن تتبع أخطاء العلماء ليقع فيهم ، فقد ظلم نفسه ، وتعدى حدود الله .
وهذا كتاب شرح العقيدة الطحاوية موجود مطبوع ، فليكن الرد عليه بطريقة علمية ، بعيدا عن التعصب والهوى ، والبهتان ، برمي الإنسان بما ليس فيه .
وقد قال رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ : ( .. وَمَنْ قَالَ فِى مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ : أَسْكَنَهُ اللَّهُ رَدْغَةَ الْخَبَالِ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ ) . رواه أبو داود (3599) وصححه الألباني .
ثم هذا الكتاب هو شرح لمتن في العقيدة ألفه الإمام الطحاوي الحنفي
الذي اشتهر باسمه "العقيدة الطحاوية" وهو متن موافق ـ في مجمله ـ لعقيدة أهل السنة والجماعة ، مخالف لما عليه الأشاعرة وغيرهم ممن خالفوا طريقة السلف .
نسأل الله تعالى أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ، وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه ، وأن لا يجعله ملتبسا علينا فنضل .
والله تعالى أعلم .