[] الدرس 03 @ الكـلامُ البـلـِيـغُ والمُـتـكـلِّـمُ بِـهِ []
الكلام البليغُ: هو الكلامُ الّذي يُناسبُ الحَالَ، والمَـقـامَ.
المُتكلّم البليغُ: هو القادرُ على التّعبيرِ عن المُرادِ بكلامٍ بليغٍ.
// السُّـؤالُ الّــذي يـطـرحُ نـفـسـهُ //
كيف السّبيلُ إلى الحُكمِ على الكلامِ بأنّهُ مُناسِبٌ للحالِ والمقامِ؟ أي أنّه كلامٌ بلــيــغٌ؟
// الجـــــــــــــواب //
يقولُ صاحبُ الكتاب بأنّ الحَكَمَ في ذلك كُلّهِ هو:
قوانين اللّـغـة العـربـيّـة
لِكُلِّ مَقَامٍ مَقَالٌ // لِكُلِّ حَادِثٍ حَدِيثٌ.
يتفاوتُ النّاسُ في الحِسِّ السّليم أو الذّوق، الّذي يسمحُ بمراعاةِ المقام والحال وما يُناسبُ فيهما من كلامٍ، وذلك التفاوتُ هو تَفاوتٌ في البلاغةِ.
فعلى المُتكلّمِ أن يُراعِيَ المقامَ، ومن أمثلة المقامات: مقامُ المدحِ / مقامُ الهِجاءِ / مقامُ الدّعوة إلى الله / مقامُ النّـصيحةِ / مقامُ العِتابِ / مقامُ الصُّلحِ / مقامُ عيادةِ المريضٍ / مقامُ التّهنِئةِ / مقامُ التّعزية / مقامُ التّحذيرِ / مقامُ مُحادثةِ المحبُوبِ... وغيرها من المقامات. فبعض هذه المقامات هو مقامُ إطنابٍ بينما بعضها الآخر هو مقامُ إيجازٍ.
مثلا مقامُ التّعزية والعتاب يتطلّبُ الإيجاز // بينما يتطلّبُ مقامُ التّهنِئةِ والصُّلحِ ومحادثةِ المحبوبِ الإطنابَ.
كما يتوجّبُ على المُتكلّم أن يُراعِي حَالَ المُخاطَبِينَ؛ من حيث سِنّهم ( صِغارا أو كبارا)، واستعداداتهم العقلية ( عامّة النّاس أو طلبة علم، أو أدباء... ) والنّفسيّة (حال فرح او حزن... وغيرها)، وما يسمحُ به وقتهم، ومكانتهم الاجتماعية... وغيرها من الاعتبارات.
فهناك أحوالٌ تتطلّبُ الإيجاز / وأخرى تتطلّبُ الإطناب والكلام الطّويل.
================================================== ======================
ثانياً: قوانين اللغة العربية
لم يُفصّل صاحب الكتاب في علوم اللّغة العربيّة التي ينبغي التمكّن منها ومراعاتها حتّى يكون كلامنا سليما من العيوب الّتي تقدح في بلاغته، واقتصر في ما سيلي من الكتاب على علم البلاغة بأقسامه الثّلاث وفق ما سطّره لنفسه من أهداف.
ولا بأس بذكر علوم اللّغة من مرجع آخر.
قال الشَّيخ محمد بن عبد الباري الأهدل –رحمه الله- في كتابه "الكواكبُ الدُّرّية على مُتمّمة الآجروميّة" ص24:
وعلوم اللّغـة اِثْـنَـا عشر عِـلْماً:
1 ـ علم اللّغة: علم أُصولِ اللُّغة ومفرداتها، وضبطِ دلالة الألفاظ على المعاني.
2 ـ علم التصريف .
3 ـ علم النحو .
4 ـ علم المعاني .
5 ـ علم البيان .
6 ـ علم البديع .
7 ـ علم العَروض .
8 ـ علم القوافي .
9 ـ علم قوانين الكتابة .
10 ـ علم قوانين القراءة .
11 ـ علم إنشاء الرسائل والخُطب .
12 ـ علم المحاضرات ومنه التواريخ.
وقد نَظَمَهَا العلاّمة ابنُ الطّيب المغربي في أبياتٍ قال فيها:
خُذْ نَظْمَ آدابٍ تَضَوَّعَ نَشْرُها == فَطَوى شَذَا المنثورِ حين يَضوعُ
لُغَـةٌ وصَـرْفٌ واشْـتِـقـاقٌ ونَـحْـوُها == عِـلْـمُ المَعَانِي بالبيانِ بديـعُ
وعَـروضُ قـافـيةٍ وإنـشا نـظمها == وكـتابـةُ التاريخ لـيس يـضيـع
================================================== ====================
// انتهى الدّرس الثّالث من الجزء الأوّل / التّمهيدي //
ويليه إن شاء الله الجزء الثّاني الّذي يتناولُ العلم الأوّل من علومِ البلاغةِ وهو:
[] الجزء 02 : علم المعاني []
مـبــاحــثـه هـي:
1- الإسْــنَادُ الخَـبـريُّ
2- المُـسْـنَـدُ إِلَـيْـهِ
3- المُـسْـنَـدُ
4- مُــتَــعَــلَّـقَـاتُ الفِـعْـلِ
5- القَـصْــــرُ
6- طُـرُقُ القَــصْـرِ
7- الخَــبَـرُ والإنْـشَــاءُ
8- الفَـصْــلُ والوَصْــلُ
9- المُــسَــــاوَاةُ
10- الإيـــجَـــازُ
11- الإطْــنَــابُ