[أمير جزائري حر]

../ /

حياكم المولى // وعلى بركة الله ..

[] الدرس 01 @ لَفْظٌ فَصِيحٌ @ مُتَكَلِّمٌ فَصِيحٌ []

1 // الكلمة الفصيحة والمُتكلم الفصيح:

الكلمة هي أبسط وِحْدَةٍ أو مُكَوِّنٍ من مكونات الكلام. وهي كما نعلمُ : حَرْفٌ، اِسْمٌ أو فِعْلٌ.

سؤال:

هل يمكن لكلمة واحدة / لفظة مفردة / أن تتصف بالفصاحة ؟ وأن يتصف من يُحسنُ تأديتها بالفصاحة ؟

قد يبدو هذا غريبا للبعض، لأن الشائع هو فصاحة الشخص أو فصاحة الكلام بشكل مُجمل ..

الجواب:

نعم، يمكن أن نصفَ لفظة ما بالفصاحة، ونصفَ من يقدر على أدائها بأنه فصيح !

سؤال :

بدء ذي بدء علينا أن نتساءل: ما معنى الفصاحة ؟

الجواب :

الفصاحة لُغةً هي الظُّهورُ و البيانُ، نقولُ أفصحَ الصُّبْحُ إذا أضاءَ.

و الفصاحةُ اصطلاحاً هي وُضوحُ اللفظِ، مع السّلامة من العيوب.

سؤال:

كيف ؟ وما هي شروط تحقُّقِ ذلك ؟

الجواب:

حتّى نَصِفَ لفظة بالفصاحة يجب أن تتوفر فيها 03 شروط:

1- الشرط 01

سلامة اللفظة من التنافُرِ في حُرُوفِهَا.

فما هو تنافر الحروف؟

الجواب

التنافر هو اشتمال اللفظة على حروفٍ يصعُبُ النُّطقُ بها.

مثال ..

تركتُ ناقتي ترعى الهُعْخُعْ / وهو نبات ترعاهُ الإبلُ.

2- الشرط 02

سلامةُ اللفظة من الغرابة الشّديدة في معناها.

غرابة المعنى هي نتيجة غرابة الاستعمال، بأن يستعمل الكاتب ألفاظا غريبة قد يخفى معناها المقصود حتى على حُذّاق اللغة.

من ذلك قول أبي الهَمَيْسَع:

مِنْ طَمْحَةٍ صَبِيرُهَا جَحْلَنْجَعِ

فمن من طُلابي الكِرام يفقه هنا شيئا / عني أنا فهمتُ كلمة [مِنْ ]

يقول المؤلف: [ قال صاحب القاموس: ذكروه [أي جَحْلَنْجَعِ] ولم يُفَسِّروه ..]

[ وقالوا: كان أبو الهميسع من أعراب مدين، وما كُنّا نكادُ نفهمُ كلامهُ.]

وتبقى مسألة غرابة اللفظ نسبيةً، فقد تكونُ الكلمةُ مُوغِلَةً في الغرابةِ عند قوم، غير غريبةٍ عند آخرين.

والفيصلُ هو : مراعاة مُقتضى الحال، كما تقدّم في تعريف البلاغةِ.

3- الشرط 03

سلامةُ اللفظةِ من مخالفة قوانين الصّرفِ. فالالتزام بالقياس الصّرفي من شروط فصاحة اللفظ.

ومن أمثلة مخالفة القياس الصرفي تحريف اللفظ بسبب الضرورة الشِّعرية. قول أبي النّجم:

الحــمـــدُ لله الــعَـــلــــــيِّ الأجْـــلَـــلِ

والقياس الصّرفي يقتضي أن يقول: الأَجَلِّ. لكنّ الشاعر أوردها في ذلك الشكل حتى لا ينكسر البيت الشعري ويختل الوزن.

ومن أمثلة مخالفة قوانين الصّرف ما شاع في كلام النّاس من استعمال بعض الكلمات، كجمعهم لكلمة [مدير] على [مُدَرَاء]، والقياس يقتضي جمعه على [مُدِيرِين] ..

وهذه الكلمة وأمثالها إذا وردت في الكلام قلنا عنها: كلمة غير فصيحة، والمتكلم بها غير فصيح.

...

انتهى الدّرس الأول / /

وسيليه الدّرس الثاني وهو [الكلام الفصيح]

...

لكننا سنتريث، انتظارا لتفاعلكم وحتى نورد المزيد من الأمثلة من مراجع أخرى غير مرجعنا الأساسي.

../