ذوي منيع
هم ذوو منيع بن يعقوب بن عامر بن زغبة. قال المشرفي: "البطن الثاني هم بنو يعقوب الذين تنسب إليهم أرض اليعقوبية وبطونهم خمسة عشر وهم: ذوي منيع بن يعقوب بن عامر بن زغبة..."
أقول: ومواطنهم جنوب وادي غير، وتمتد غربا إلى غرفة بتافيلالت أين لهم ممتلكات كثيرة. نزلوها منذ عهد بعيد بعد أن غلبوا عليها حميان، ودفعوهم عنها إلى ناحية الشمال. استصرخهم أولاد جرير في فتنتهم مع حميان، فصارخوهم وطاردوا حميان إلى غاية وادي زرقون، وانعقد ما بينهم وبين أولاد جرير حلف على الجوار والذبّ عن تلك المواطن. عفوا وأنبتوا في الصحراء، وكثروا بمن اجتمع إليهم من القبائل من غير نسبهم، وصاروا في نهاية القرن 19م خمس قبائل موزعين على ست قايدات، وهي: أولاد سليمان، والمساعدة، والرحامنة، وأولاد رزاق، وأولاد بوعنان، وأولاد بلقيس. ولكل منهم بطون وأفخاذ لا تكاد تحصى.
وذوي منيع من أعز القبائل وأوفرها عددا، وكانت لهم خمس فرق مسلحة يطلق عليها اسم الخموس، بالإضافة إلى فرقة سادسة من أولاد جرير. قدر الجنرال وينبفن سنة 1870 عدد قواتهم بـ 1350 فارس، و3100 من الرجالة.
في سنة 1862 هاجم أولاد جرار من الغنانمة قافلة لذوي منيع كانت في طريقها إلى قورارة،
فأغار عليهم ذوي منيع في قصر مزاورو، وحاصروهم شهرين ثم اقتحموه عليهم غلابا وشتتوهم. ثم عاد أولاد جرار إلى القصر سنة 1885 واستولوا عليه في غياب ذوي منيع، فحشدت هذه الأخيرة قواتها، وانضم إليهم أحلافهم أولاد جرير ب140 فارس و1500 من الرجالة، وبعد أحداث ووقائع ووساطة من أحد مرابطي كرزاز أبرم الصلح بين الفريقين.
وفي 1865 نشب نزاع بين أهل سرغين بالغرفة وأولاد يوسف حول مورد ماء، فحاصر ذوي منيع سرغين إلى سنة 1868 واقتسموا نخيلهم، قسم لأولاد سليمان، وآخر لأولاد بوعنان وأولاد بلقيز وأولاد جرير.
وكان لذوي منيع القدح المعلى في مجاهدة الفرنسيين مع أولاد سيدي الشيخ، فهاجموا سنة 1870 بخموسهم (فرقهم الخمسة) ومعهم أولاد جرير (فرقتهم السادسة) والكل بقيادة سي العربي ولد سي بوحفص ـ من أولاد سيدي بن عيسى من أولاد سيدي الشيخ الغرابة ـ قوات الاحتلال الفرنسي بقيادة الفريق وينبفن في وادي غير، وألحقوا بهم هزيمة نكراء.
وانضموا عن بكرة أبيهم مع إخوانهم أولاد جرير وحميان والشعامبة إلى ثورة الشيخ بوعمامة وكان لهم معه أيام مشهودة، ومقامات في الجهاد مذكورة.