منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - تخصص تكنولوجيا الاعلام و الاتصال
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-12-09, 12:03   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
kadersaga30
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

مقدمة :
يعود الاهتمام العالمي بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى عقود ماضية عدة، وعلى الرغم من أن العقد الماضي قد شهد مؤتمران دوليان تحت مسمى الاجتماع العالمي لمجتمع المعلومات information society World summit forعقدا في جنيف 2003 ، وفي تونس 2005 فإنه أيضا في هذا السياق ينتظر للقاهرة أن تستقبل المؤتمر الرابع في 2009.
كما يمكن ملاحظة أن هناك ثمة اهتمام دولي متصاعد ومتسارع بما يسمى بمجتمع المعلومات Information Society ، يعني أنه قد أصبح هناك يقين عالمي بأن هذه التكنولوجيا قد دخلت في جميع مسام الأعمال اليومية للدول والمؤسسات والأفراد، إلى الحد الذي كونت فيه مجتمعاً قائماً بذاته، وأيضا إلى الحد الذي شكلت فيه مجتمعا جديدا قائما بذاته يختلف عن المجتمع الإنساني الطبيعي الذي نعيشه، هذا المجتمع مبني من ملايين الحاسبات المنتشرة في جميع أنحاء العالم ومن ملايين الوصلات الشبكية، ويتم فيه إرسال واستقبال عشرات المليارات من الرسائل المعلوماتية.
لا ينظر لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات اليوم على أنها مجرد أداة لتسهيل وتيسير الأعمال المؤسسية والفردية ، بل أصبح ينظر إليها على أنها ضرورة قصوى من أجل اللحاق بكل المتغيرات الآنية في العالم ، هذه المتغيرات التي أصبحت تتشكل على أسسها قرارات الدول والأفراد، وأصبحت هذه التكنولوجيا هي عماد الاقتصاد لبعض الدول، إن لم تكن قد أصبحت تشكل جزءا هاما من اقتصاد كل دول العالم.
أصبح أيضا المكون المعلوماتي من أرقام وبيانات وإحصاءات جزءاً لا يتجزأ من الأرضية التي تتخذ عليها القرارات الإستراتيجية وحتى التكتيكية منها ، كما أصبح ينظر إلى التكنولوجيا التي تساعدنا على الوصول إلى هذه المعلومات على أنها واحدة من الوسائل الهامة للوصول إلى الأهداف المجتمعية المتفق عليها عالمياً والمتعلقة بالشفافية وما يترتب عليها من نزاهة وتجرد وصولاً إلى الديمقراطية السليمة.
وعلى ذلك فإن هذا الكتيب يعد أداة لطالب ما قبل التخرج بقسم الإعلام، أداة للتعرف على المفاهيم المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومكوناتها والأدوار التي يمكن لها أن تقوم بها داخل مؤسسات العمل الإعلامي والفوائد التي يمكن أن تعود على هذه المؤسسات من استخدامها وتوظيفها التوظيف الأمثل في جميع عمليات الإعلام، وما يمكن أن تحصل عليه من قيمة مضافة لأعمالها نتيجة هذا الاستخدام الواعي والمدروس.
هذا الدليل على الرغم مما يقدمه من شرح وعرض للمفاهيم المتعددة المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلا أنه لا يعد كاف لوحده للوصول لمفهوم عميق لهذه التكنولوجيا، وإنما يعد مفتاحاً لها، وهذا يستوجب معه الرجوع لدراسات وتقارير وأبحاث أخرى تحمل مضامين أكثر تفصيلاً عن المفاهيم العلمية الراهنة، المتطورة أو تلك الراسخة معا لعلوم الاتصالات والمعلومات..







الفصل الأول: ماهية تكنولوجيا الإعلام والاتصال
أولا: مفهوم تكنولوجيا الإعلام والاتصال
قبل التطرق إلى تعريف تكنولوجيا الإعلام والاتصال، نبدأ بتحديد مفهوم ثورة تكنولوجيا الإعلام والاتصال لنلخص في الأخير تعريف هذه التكنولوجيا التي يصعب إيجار تعريف موحد لها بسبب تنوعها وتعقدها.
- يقصد بثورة تكنولوجيا الإعلام والاتصال، تلك التطورات التكنولوجيا في مجالات الاتصالات التي حدثت خلال الربع الأخير من القوى العشرين والتي اتسمت بالسرعة والانتشار والتأثيرات الممتدة من الرسالة إلى الوسيلة إلى الجماهير داخل المجتمع الواحد أو بين المجتمعات وهي تشمل ثلاث مجالات .
- ثورة المعلومات أو ذلك الانفجار المعرفي الضخم، المتمثل في الكم الهائل من المعرفة والمعلومات في إشكالها وتخصصاتها فلغاتها المختلفة.
- ثورة وسائل الاتصال المتمثلة في تكنولوجيا الاتصال الحديثة، التي بدأت بالاتصالات السلكية واللاسلكية، وانتهت بالأقمار الصناعية والألياف البصرية.
- ثورة الحسابات الإلكتروني التي امتزجت بوسائل الاتصال واندمجت معها والإنترنت أحسب مثال على ذلك.
تعريف تكنولوجيا الإعلام والاتصال بأنها" من مجموعة الأدوات والأجهزة التي توفر عملية التخزين المعلومات ومعالجتها ومن ثم استرجاعها، وكذلك توصيلها بعد ذلك عبر أجهزة الاتصالات المختلفة إلى أي مكان في العالم، أو استقبالها من أي مكان في العالم" .
- ويمكن أن تعرفها على أنها "مجموع الوسائل المستخدمة للإنتاج واستغلال توزيع المعلومات بكل أشكالها وعلى اختلاف أنواعها المكتوبة، المسموعة والمرتبة" .
من خلال هذا نستنتج أن تكنولوجيا الإعلام والاتصال "مجموع التقنيات أو الأدوات أو الوسائل أو النظم المختلفة التي يتم توظيفها لمعالجة المضمون أو المحتوى الذي يراد توصيله من خلال عملية الاتصال الجماهيري او الشخصي أو التنظيمي. و التي يتم من خلالها جمع المعلومات البيانات المسموعة والمكتوب أو المصورة أو الوسائل أو المضامين مسموعة أو مطبوعة أو رقمية، ونقلها من مكان إلى أخر، ومبادلتها وقد تكون تلك التقنية يدوية أو آلية أو إلكترونية أو كهربائية حسب مرحلة التطور التاريخي لوسائل الاتصال والمجالات التي يشملها هذا التطور".
ثانيا: خصائص تكنولوجيا الإعلام والاتصال
لتكنولوجيا الإعلام والاتصال مجموعة من الخصائص تجعلها تتمتع بقدرات عالية وتأثيرات متزايدة في مختلف المجالات ويمكن استنتاج هذه الخصائص انطلاقا من:
1- التفاعلية: أي أن المستعمل لهذه التكنولوجيات يمكن أن يكون مستقبل ومرسل في نفس الوقت فالمشاركين في عملية الاتصال يستطيعون تبادل الجماعات وبإدخال مصطلحات جديدة في عملية الاتصال.
2- اللاإلتزامية: وتعني إمكانية استقبال الرسالة في أي وقت يناسب المستخدم، فالمشاركين غير مطالبين باستخدام النظام في الوقت نفسه، ففي البريد الإلكتروني: نجد الرسالة ترسل مباشرة من المنتج إلى المستقبل دونما حاجة لتواجد هذا الأخير أثناء العملية وقد يسترجعها فيما بعد.
3- اللامركزية: وهي خاصية تسمح باستقلالية تكنولوجيا الإعلام والاتصال، فالانترنيت مثلا لا يمكن لأي جهة أن نقطة على مستوى العالم، أي أنه يتمتع باستمرارية عمله وليس هناك كمبيوتر واحد يتحكم فيها، ويمكن أن تتعطل عقدة واحدة أو أكثر دون تعرض الإنترنيت بمجملها للخطر، ودون أن تتوقف الاتصالات عبرها.
4- فاعلية التوصيل: أي الربط بين الأجهزة الاتصالية المختلفة، بغض النظر عن البلد او الشركة التي يتم فيها الصنع، كما أن تكنولوجيا الإعلام والاتصال تتميز بخاصية قابلية التحرك او الحركية حيث يمكن لمستخدميها الاستفادة أثناء تنقله في أي مكان عن طريق وسائل اتصال كثيرة، كالحاسب الآلي النقال، الانترنيت اللاسلكية.
5- اللاجماهيرية: إمكانية التحكم فيها حيث تصل مباشرة من المنتج إلى المستهلك أي بإمكانها توجيه الرسالة الاتصالية إلى فرد واحد أو إلى جماعة معنية كما أنها تسمح بالجمع بين أنواع مختلفة للاتصالات سواء كان من شخص واحد إلى شخص واحد، أو من مجموعة إلى مجموعة.
6- قابلية التحرك والحركة: وتسمح هذه السمة في بث المعلومات واستقبالها من أي مكان إلى آخر أثناء حركة منتج مستقبل المعلومات وذلك باستعمال عدد من الأجهزة مثل التلفون النقال وهاتف السيارة والتلفاز المدمج في ساعة اليد، وجهاز الفاكس الذي يمكن استعماله في السيارة وكذلك الحاسب الإلكتروني النقال والمزود بطابعة.
7- الشيوع والانتشار: قابلية التوسع أكثر لوسائل الاتصال حول العالم بحيث تكتسب قوتها من هذا الانتشار المنهجي لنظامها المرن.
العالمية والكونية: تعني تناقل المعلومات في مسارات مختلفة ومعقدة تنتشر عبر مختلف مناطق العالم وهي تسمح لرأس المال بأن يتدفق إلكترونيا .










رد مع اقتباس