منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الشامتون ببقاء الأسد ورحيل أوباما .. أين الملوك ؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-11-10, 16:03   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
فريد الفاطل
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










Mh04 الشامتون ببقاء الأسد ورحيل أوباما .. أين الملوك ؟


هنيئاً للأميركيين ديمقراطيتهم المسخ.. وهنيئاً للأسد وعبيده فرحتهم برحيل أوباما


يعبر عبيد الديكتاتور القاتل عن فرحهم الغامر برحيل رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما، وبقاء رئيسهم بشار الأسد، وهو بقاء قسريّ يقوم على الدم والجماجم، وليس غريباً أن يسعد من يخشون زوال النظام القائم، على اعتبار أن هواجس الحفاظ على المنهوبات والفساد يتطلب الوقوف في صفّ من يحمي هذه المنظومة الفاسدة.

نعم رحل أوباما، وقبله الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وربما يرحل الرئيس الفرنسي الحالي فرانسوا أولاند وبقية رؤساء الدول والحكومات في العالم، في الوقت الذي يبقى فيه الأسد، وكأن الانتصار يقوم على فكرة القائد الخالد، وهو ما تعيشه المجتمعات والدّول التي تسيطر عليها منظومات حكم شمولية، كحال كوريا الجنوبية وكوبا وروسيا والشيشان وسلطة الولي الفقيه.. وإن سمحت الظروف يمكن أن ينضمّ إلى هؤلاء الخليفة البغدادي.

ذات مرّة عندما كنت في سوريا قالت لي ابنتي وهي في الصف الثالث الابتدائي إنّ معلمتها تحدثت عن القائد الخالد حافظ الأسد، وبما أن ابنتي من اللذين ولدوا في عهد بشار الأسد فقد سألت المدرسة عن معنى الخالد، فأجابتها أنه الشخص الذي لا يموت، فقالت: "طيب كيف ميت وما بيموت"، وانتهى الجدل بتأنيب ابنتي التي حملت التساؤل إلى المنزل ولم يكن بين يدي جواب منطقي، على اعتبار أن شرح المسألة يحتاج لسنوات من الثقافة القومية في طلائع البعث وشبيبة الثورة واتحاد الطلبة، وإلى جرعات كافية من اجتماعات البعث، مع قراءة المنطلقات النظرية ومجلة المناضل.

إن الفرح ببقاء الحاكم في حالات تشبه حالة جمهور بشار الأسد، هي إما متلازمة التعاطف مع الجلّاد (متلازمة استوكهولم)، أو أنها تعاطف مع الذّات، فالقاتل يريد مظلمة قاتل أكبر، لكن في النهاية يعلمنا التاريخ أن "نيرون" قد مات فيما "لم تزل روما بأعينها تقاتل"، وأنها "لو دامت لغيرك ما وصلت إليك"، وفي هذا قول الإمام عليّ بن أبي طالب:

أين الملوك التي كانت مسلطنةً
حتى سقاها بكأس الموت ساقيها

مناسبة الحديث هو الانتخابات الأميركية، ولا أعلم ما سرّ التفاؤل في أن يرحل أوباما ويأتي دونالد ترامب، وكأن الأميركيين بإداراتهم المتعاقبة الجمهورية والديمقراطية كانوا عبئاً على آل الأسد.

لقد سمح الأميركيون للأسد الأب بأن يحتلّ لبنان، وشاركهم التحالف سرّا وعلانية لضرب العراق، ثم ساعدهم في شق الصف الفلسطيني، وعندما مات أرسلوا وزيرة خارجيتهم مادلين أولبرايت لتبارك انتقال السلطة إلى الابن، وعندما قامت الثورة ضد فساد وطغيان الأخير وقف الأميركيون سدّا منيعاً أمام سقوطه ومازالوا.

في النهاية .. هنيئاً للأميركيين ديمقراطيتهم المسخ.. وهنيئاً للأسد وعبيده فرحتهم برحيل أوباما، أما حال العالم هو ذاته مع كل هؤلاء، ونضالات البشر لنيل استقلالهم وحريتهم وكرامتهم لم تُعقها يوماً شخصية رجل أو امرأة، وربما يشكل شخص عقدة منشار في مسألة أو مرحلة، لكن في حركة التاريخ عبارة عن لا شيء.. وفي المطلق هو مشروع صفحة تاريخ عندما تطوى سيتعلم الناس أن تكرارها مجرّدُ مسخ لا ينبغي أن يكون.


كاتب سوري

https://zamanalwsl.net/news/74854.html








 


رد مع اقتباس