الشيء الذي ينقص الرجل أو المرأة على حد السواء هو أمر يتعلق بالبيئة أو الوسط أو المجتمع إن شئت ،فإذا كان هذا المجتمع يربي أبناءه على الأخلاق متخذا في ذلك العلم كوسيلة هامة في ترسيخ هذه المبادئ فإن الفرد فيه يترعرع في كنفه و يحيا حياة ملؤها المودة و الاحترام المتبادل بين الرجل و المرأة. فلا الرجل تتعارض مبادئه مع أخته المرأة و المرأة كذلك ، فيستطيع هذا الفرد أن ينشئ أسرة تتوافق إلى حد بعيد و المبادئ الأساسية التي تربى عليها حينما نشأ و هو صغير في بيئته المتوازنة .فيكون قادرا على تكوين أسرة متوازنة، و مؤهلا على نتاج جيل صالح يحب لغيره كما يحب لنفسه. و هذا لا يتأتى إلا بالرجوع إلى سيرة الرعيل الأول و على رأسه سيد الأنام محمد بن عبد الله-صلى الله عليه و سلم- لأننا دائما نلقي اللوم على جيل هذا العصر و نعتبره المسؤول الرئيسي لهذه الأزمات النفسية والآفات الإجتماعية و الفساد الداهم لشتى المجالات دون تخصيص أو تعيين، ثم نريد أن نبحث عن الدواء الشافي الكافي للحد من هذه الأزمات. ولم نتمكن من السيطرة على أنفسنا لنبحث على الأسباب و المسببات الجذرية و الحقيقية التي تكمن في تكوين الفرد الصالح أولا مذ ولادته .فلماذا إذا نلقي اللوم على الأبناء دون أن نعرف الخلل الموجود فينا؟ لأن هؤلاء الأبناء ما وجدوا التربة الخصبة و الظروف الملائمة حتى يتكونوا التكوين السليم السوي . فنحن الذين لم نوفر لهم هذه الظروف الملائمة، لأنهم ولدوا على الفطرة السليمة ويد البشر هي التي تدخلت في تبديلها. فالأصح و الأجدر أن نعيد النظر في تكوين المجتمع قبل أن نحكم على أفراد هذا المجتمع،فالشيء الذي ينقص الرجل هو ينقص المجتمع.